عرض مشاركة واحدة
  #74  
قديم 03-21-2013, 12:09 AM
 



إن القرآن هو أصل من أصول الإسلام ييسـر للقلب أنوار الحكمـة قبل تمكن الأهواء منها
يا الله إن شعـر المرء بحلاوته لترك الدنيا وما فيها لهـرع له ولم ولن يزل للمعصية أبدا
فو الله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وهو يعلو ولا يعلى عليه



إنه المنهج والدستور .. إنه الخلق الكريم لسيد البشر أجمعين سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

فقد أخرج البخاري في الادب المفرد والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن يزيد بن بابنوس قال: قلنا لعائشة، كيف كان خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال: كان خلقه القرآن. ثم قالت: تقرأ سورة المؤمنون {قد أفلح المؤمنون} فقرأ حتى بلغ العشر فقالت: هكذا كان خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم







القرآن هذه المعجزة الربانية التي لم تضاهي أية معجزة للسابقين من الأنبياء و الرسل .. معجزة عقلية وليست حسية

معجزة مستمرة إلى يوم القيامة لن تنتهي بمشيئة الله ليست كمثل معجزات السابقين من الأنبياء التي انتهت بانتهاء زمانهم لا يراها إلا من عاصرها



إنه المنهج والدستور القويم الذي لا يضل أبدا من سار في هداه ..


إنه الحكم الذي ارتضاه رب البرية لعباده لكمال الإيمان {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65


إنه الكتاب الذي حفظه الله عن دونه من الكتب السماوية وصانه عن التحريف وأيده منهجا تشريعيا خالدا لكل زمان ومكان

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9


إنه النور الذي ارتضاه الله عز وجل للبشرية فأنعم عليهم به

{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام122

( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِناَ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) "الشورى 52"


( قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ. يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَىالنُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. ) (المائدة15-16)


انه النور والهدى الذي لا ضلال بعده ولا هلاك إن تمسكنا به ،، كيف لا وهو حبل الله ألقاه إلى البشرية ليخرجهم من الظلمات إلى النور

أخبرني أبي بمكة نا محمد بن يزيد العدل نا الحسن بن سفيان نا ابن أبي شيبة نا أبو خالد الأحمر عن عبد الحميد بن جعفر عن المقبري‏:‏ عن أبي شريح الخزاعي قال‏:‏ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏(‏أبشروا وأبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قالوا‏:‏ نعم قال‏:‏ فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تهلكوا ولن تضلوا بعده أبدا‏ )





فيا من قرأت القرآن ألا تتدبرت ما تقرأ والله تعالى يقول

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محم4

{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً }الفرقان73


يا أيها القارئ له هل حفظت حدوده أم ضيعتها ،، هل خررت عند آية الوعيد وهل فرحت واستبشرت بما جاء من وعد ونعيم

ففي الموطأ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال لإنسان: " إنك في زمان كثير فقهاؤه، قليل قراؤه، تحفظ فيه حدود القرآن، وتضيع حروفه، قليل من يسأل، كثير من يعطي، يطيلون فيه الصلاة ويقصرون الخطبة، يبدون فيه أعمالهم قبل أهوائهم ..... وسيأتي علي الناس زمان قليل فقهاؤه، كثير قراؤه، تحفظ فيه حروف القرآن، وتضيع فيه حدوده، كثير من يسأل، وقليل من يعطي، يطيلون فيه الخطبة، ويقصرون الصلاة، يبدون فيه أهوائهم قبل أعمالهم"



صاح بالصحابة واعظ {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ } فجزعت للخوف قلوب فجرت للحزن عيون .. رمى ‏"‏ الصديق ‏"‏ ماله حتى ثوبه على ‏"‏ المدكر ‏"‏ وقال عثمان‏:‏ ليتني إذا مت لا أبعث‏، وصاح ‏"‏ علي ‏"‏ بالدنيا‏:‏ طلقتك ثلاثا لا رجعة لي فيك وقد كانت تكفي واحدة لكنه كيلا يتصور الهوى جواز المراجعة وطبعه الكريم يأنف من المحلل‏، وقال‏:‏ ‏"‏ أبو الدرداء ‏"‏‏:‏ ليتني كنت شجرة تعضد‏


أنت تسمع القرآن لكن لا كما سمعوه‏ سمعوه بكل الخوف والخشوع والرهبة والأمل والرجاءأواه ما هذا التقصيــر فيك يا عمري القصير ما هذا السبات والتنعيم فيكِ يا دنيا الفناء


ألا نحمد الله على أن لغتنا العربية وتيسر القراءة لنا به ، أما سمعنا وتدبرنا قول الله عز وجل

{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }القمر17

{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً }مريم97

{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }الدخان58

{ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }الفرقان32






‏كتاب الله عز وجل العزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد من ابتغى العلم في غيره أضله الله ومن ولي هذا الأمر من جبار فحكم بغيره قصمه الله

وهو النور المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل وهو الذي سمعته الجن فلم تأباها أن قالوا‏:‏ ‏{‏إِنّا سَمِعنا قُرءاناً عَجَباً يَهدي إِلى الرُّشدِ فَأَمَنّا بِهِ‏}‏ لا يخلق على طول الرد ولا تنقضي عبره ولا تفنى عجائبه‏


أفلا نقرأه وندبــر آياته ونتشبه برسولنا الكريم قولا وفعلا وعملا بل ونطقا ،
لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ{16} إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ{17} فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ{18} القيامة

{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }المزمل5


نعم ان هذا القرآن لهو كبيرا وثقيلا مهيبا وشديدا كيف لا وهو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه


ترى هل انشغلنا بالقرآن عن ملذات الدنيا أم أشغلتنا هي عنه ، والله تعالي يقول في الحديث القدسي (‏من شغله القرآن عن ذكري ومسئلتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين‏)‏‏.‏

هل قرأنا وتدبرنا ووعينا وحفظنا أم نسينا فسننسى كما توعد الحق سبحانه وتعالى‏ ‏{‏قالَ كَذَلِكَ أَتَتكَ ءَاياتُنا فَنَسَيتَها وَكَذَلِكَ اليَومَ تُنسى‏}‏





فيا اخوة الاسلام {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }آل عمران103

تمسكوا بالقرآن والعمل بما فيه وبيان ذلك في قوله عليه السلام‏:‏ ‏(‏إن هذا القرآن سببه طرفه بيد الله عز وجل وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ما استطعتم‏)‏‏

فاقرأوا القرآن وابدبروا آياته ولا تكونوا كما ذكرت عليه آيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا


وختاما ،، لي ولكم أدعو



يا منـــزل الآيــات والفرقــــــان
بينــي وبينــــك حرمـــة القــرآن
إشرح به صدري لمعرفة الهدى
واعصم به قلبي من الشيـطان




اللهم ان أصبت فمنك ، وان أخطأت فمن نفسي والشيطان فاغفر لي وارحمني يا أرحم الراحمين
واستغفر الله العظيم لي ولكم







__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس