عرض مشاركة واحدة
  #466  
قديم 03-22-2013, 12:15 PM
 
Lightbulb


******


//شــــــــروقّ//





السعادة .. حقاً كلمة مؤثرة .. تعطينا تخيلا ان العالم سيبقى جميلا هكذا لأبد! ..لا اعتقد ان احد بقادر على فهم ما اعنيهِ أنا الان سوى من تذوق طعمها الحلو لمهلة بسيطة و من ثما حرم منها ,أنا هذه المرة بكيتُ ايضاً! , بكيت و أنا اطلق ضحكات احسستها تخرج من نابع قلبي لتعلن بصريح العبارة "أنا سعيدة"!..




عدتُ ادراجيَ للمنزل ذلك اليوم و أنا بقمة الفرحة , فقد كان يوماً حافلا مليئ بالمحبة و السعادة , مليئ بضحكات ليتها دامت ليَ , توسطتُ سريريَ و أنا مغمضة لكلتا عينيَ , البسمة لم تعرف طريقاً لمغادرة وجهي , احلامي و افراحيَ ذهبت بيَ لذلك العالم من جديد , عالم بدءت لا اهابه و لا اخافه , فحيدرّ اعادهُ وردياً بالنسبة لي مليئ بالورود و الخضرة بعد أن كان اسود قاتم تملؤه الخيبة محملا بألالام تقتل!


كانت عبارة "لا شيء يبقى للأبد" الشائعة تترد ذلك اليوم على مسامعي كثيرا , بالنسبة لي لم تكن اكثر من مجرد طرفة اضحكتني! , الحياة كانت اسهل عندما كنتُ اقف تحت مظلة حيدرّ , كانت تلك المظلة تقيني أشياء كثيرة , كانت تقيني من المرض عند ملامستي لقطرات يأس مسمومة تتساقط من سماء الدنيا المظلمة..


اليوم عطلة , يحق ليَ ان اخرج مع حيدرّ لاحظى بسعادة مشابهه لتلك التيَ تسللت لأجزاءي ذلك اليوم! , هذه المرة كنتُ كطفلة سعيدة محملة بالكثير الكثير من الأمل و التفاؤل , حيدرّ كان يبادلني ابتسامات عدة عند رؤيتهِ لي ابتسم فرحاً , وصولنا زاد فرحتيَ كما وددتُ لو اقفز من النافذه لأجري حينها كطفلة حقاً! , توجهنا عند ركن الاستقبال حيث قمنا ببتياع التذاكر لكل لعبة خيرنيَ حيدرّ بركوبها , لم نلبث كثيراً حتى قمنا بألاصطفاف تحت جناح طابور طويل جداً , في هذه اللحظة تلقى حيدرّ إتصالا ماً مما استدعى ان يبتعد قليلا ليحظى بقليل من الهدوء للتحدث مع من اتصل إليه للتو! , صحيح انهُ ابتعد قليلا عني , إلا أن انظاري كانت تلاحقهُ , رايتُ ملامحهُ تتغير و وجههُ يخضر كانهُ تلقى خبراً سيئاً , لا اعلم لما احسستُ بالضعف حينها , لما قدميَ بدءت تضعف و دقات قلبيَ تتسارع و انفاسي تضطرب؟ , عيناه لا تزالين متسعتين لاخرهما كما ان الأحمرار كان يتزايد كأنه دموعه على وشك التساقط على وجنتيه لعل عيناي كانتا تخدعانيَ وقتها! , يبدو ان المكالمة الهاتفية قد انتهت اخيراً فحيدرّ انزل يده اليمنى الممسكة لهاتفهِ الخلويَ بقلة حيلة إما يده اليسرى فطوقت فاهه , ظل هكذا لمدة من الزمن , لكنهُ استدار ليحدق ليَ بنظرات لم افهم مقاصدها!

كنتُ اردد هذا السؤال بخاطريَ طويلا
: (ياترى مَاذا حدث؟)




**********


//حيــــــدرّ//



هل أقول الأن ان حظها اشبه بالسواد؟


لم اعرف ماذا اقول و أي الكلمات المخففة سأختار لأنقل خبراً مثقلا على كاهلي كهذا لها؟ , بأي عين سأواجه نظرات البراءة التيَ توجهها إلي؟ , و اعين الترقب التيَ تقذفها إتجاهي منذ فترة , كيف اقتل سعادتها المتوهجة ببساطة هكذا دونما رحمة و أنا العليم بحالتها الماضية كيف؟ , لما هذا القدر يحملنيَ دوماً ما لا طاقة لي به , لما عليَ ان ارمى وسط ظروفها القاسية كل مرة؟


استدرتَ قليلا لأقوم بمسح ملامح القلق و الاضطراب التيَ كانت تجتاح تقاسيم وجهي , بعدها بدقائق استدرت مرة اخرى لأتقدم عدة خطوات للامام بأتجاه شروقّ الواقفة بحيرة احسستُ بثقل تلك الخطوات , لم انطق بكلمة بداية إلا انني سرعان ما قلتُ بعد تفكير لا اعتقد اننيَ توصلت لحل مثالي منه

"لا بدا أن نغادر حالا"


نظرت ليَ شروقّ تلك النظرات كما توقعت

"لما؟ , قل ليَ ماذا حدث؟"

اطرقتُ براسيَ للأسفل

"يجب ان نعود فقط , ارجوكِ لا تسألي لما يا شروقّ"

********




//شــــــــــروقّ//


كنتُ استشعر ان شيء مرعباً قد حصل لكنني امتثلتُ لأوامر حيدرّ تلك رغم عدم فهمي لشيء! , عندما وصلنا طلبت مني خالتي ان اقوم بأعداد قهوة ساخنة لكليهما ريثما يتحدثان على انفراد , و فعلا فعلتُ ذلك , بعدما انتهيتُ من اعداده افرغته بفنجانين و وضعتهما بماعون من الخزف الصيني يقدم عليه أواني الطعام أو الشراب , حملته من ذراعي متجهة لغرفة المعيشة حيث حيدرّ و الخالة جالسين , كان الباب نصف مفتوح , كانا يتحدثان بصوت منخفض إلا انني تمكنتُ من سماع ما قالته خالتي حينها احسستٌ بأن الدنيا انتهت و بأن حياتي بلا فائدة



: (أ انت مجنون بني؟ , كيف ستخبرها بأن والديها قد تعرضا لحادث مؤسف و توفيا! , أخبرني كيف و هي لا تزال بحالتها النفسية الغير مستقرة تلك , لن تكون خطيرة على نفسها فقط بل ستعرض حياتك للخطر أنت إيضا)



لم اشعرُ بشيء ذلك الوقت..
سوى أنني كنتُ قد فقدت الأحساسَ حينها بكل شيء



**********


//حيــــــــــــدرّ//


سمعنا أنا و خالتي صوت تحطم الأواني المنبعث من خارج المجلس الذي كنا نتحدث فيهِ , لقد كانت شروقّ فاقدة للوعيَ و مرمية ارضاً وسط ذلك الزجاج المبعثر عليه , شعرتُ حينها بأنني السبب , لقد كانت الهواجس تلعب بيَ بشراسة عندما رآيتها مستلقية على الأرض , خشيتُ ان افقدها , اسرعت لانتشلها من الأرض بكلتا ذراعي إما خالتي فقد كانت تردد : (لا بدا بأنها سمِعت كل شيء يا اللهي) , وضعتها على الكرسي الأكبر في المجلس , حاولتُ ان ايقظها كثيراً حتى قمتُ برشح قليلا من الماء على وجهها الملائكيَ النائم , اتصلت خالتي بالأسعاف فوراً , كان قلبي يتقطع حزناً و يدميَ الماً , أحسستُ أنني عاجز هذه المرة عن القيام بشيء يساعدها



أتمنى ان تشفيَ يا شروقّ من المكِ..


*******
__________________





التعديل الأخير تم بواسطة ملاك الوفاء ; 03-22-2013 الساعة 12:27 PM