عرض مشاركة واحدة
  #133  
قديم 03-24-2013, 02:06 AM
 





سيدي
قبل أن أبدأ وقبل أن أحزم حقائبي في السفر إليك أود أن أقطع تذكرة سفر في العبور لعينيك
وهي كل حب وهي بألف خير ،لا اعرف كيف سأنهي هذه الرحلة.
هل أبدأ من عينيك ..ومن أي مرفأ سيقلني لبحار هاتين العينين .
أحط رحلي من متاعب هذا الزمن ..أم أتأملهما ..
لا أعرف عند أي مدى سأقف.

سيدي : طال الانتظار وأنا أمام هذا البحر أترقب بزوغك حتى أستقل الحياة
أترقبك تأتي بكل ألوان الحياة كمن ينتظر قوة تقله لعالم المجهول
وتسافر معه لعالم الهوى ،تأخذه من قسوة الحياة ومن شراسة الأقدار.

سيدي : لا أعلم إن كانت الأقدار هي التي جمعتنا عبر طوافة الأرواح..
أم هو الهوى الذي في قلبنا منذ أن كانت الدنيا كدخان ..
أم اشتياق الجسد كبركان يكاد ينفجر من هول ما ألمّ به
مع ما يختزنه من شوق وحنين ..
إلى من يداوي جراحه
من أصابع القسوة التي طبعت عليه ..
ولم ترحم عاصفته الهوجاء
التي أحسستها وأنا قابعة هنا بين عذاب الحرف ورغد الكلمة.

لا أعرف ماذا أقول ..لقد استيقظت هذا الصباح
ولا يدور في خلدي إلا أن أجرد نفسي أمامك كمرآة في نفسي
أرى فيها كبريائي وضعفي وجموحي مع نفسي..
لكن وجدت نفسي تراودني في أن أكتب أو لا أكتب
صكا من الشوق لهذا القدر
الذي مازال يحاول أن يجردنا من كل ما يعترينا
من البكاء الداخلي مع ما نكابده من لهفة وحنين.

حديقتي :أنالا أجرب فيك زراعة أزهاري ولا أسورك بسياج من العشق والغرام..
بل أنصبك بداخلي كحديقة أتظلل تحت أشجارها..
وأشرب من من مائها كمن يحن إلى صدر أمه.
لكن أخاف منك ..أخاف التقمص فيك ، أخاف التوحد فيك..
لأنك ياحديقتي واحة جميلة لم تكن في يوم من الأيام لي ..
بل من خلال الروح وهذا لا يمكن أن يشاركني فيه أحد غيري.

عندما سمعت صوتك أول مرة أحسست أن هذا الصوت يعرفني منذ عصور بعيدة ..
إن هذا الصوت العابق ببحة الطير ليس إلا صدى يتردد في داخلي
كمن يحاول أن يتصل بعالم بعيد..
لكن هيهات..
ظل الصدى يلازمني حتى أصبح أكسجين أنفاسي.

أعذرني ولا تؤاخذني عما فاضت به زنزانة الصدر
فكلماتي ليست إلا آهات معي من طفولتي حتى القبر..
كلمات هي شرر من نار.. الرجاء أن تضمها لصدرك
ثم ألقها في غياهب الزمن ..
كي يستريح من نشوة الصباح.




__________________

رد مع اقتباس