قبلها كنت قرير العين هانئاً
بعيشي لا تعرف طعم الأسى أيامي
فاتحاً ذراعي للحياة معانقاً
كلي أملُ ثابت الخطى والأقدام
عبق الربيع ما غادر فصولي
عطره ملأ كل حياتي وأحلامي
معها كان اسمها لايفارق لساني
اسميتها حبي وما أحلى اسمه من الأسامي
حفرت صورتها في قلبي ووجداني
حتى إن غابت تبقى حاضرة صورتها أمامي
فتحت لها قلبي لتتربع على عرشه
فامتلكته ليصبح الغزل والوله نبض كلامي
معتقداً اني وجدت رفيقة دربي
معها ستزداد سعادتي ووئامي
لم يكن الفراق يوماً في حسباني
ولا كلمة الوداع ستكون معها سلامي
ودعتها ودموع الفراق احرقت جسدي
لأبقى بعدها أسير قنوطي وآلامي
بعدها تداعت مملكة حبي
لتبقى أطلالها شاهدة على ضغفي وانهزامي
لأشيد عليها مملكة همي وحزني
سوداء احجارها بيضاء أعلامي
مسطراً على اسوارها ذكرياتي
كيف بدأت بأمل وانتهت بعدها باستسلامي
لاصبح شبحاً سجيناً يطفو بين جدرانها
لايشعر بي إلا من يقرأ بوح اقلامي
اقلام أصبح نزف جروحي مدادها
أبت أن تمر على أوراقي مرور الكرامِ
أوراق حاولت أن اخفي بين ثناياها
قلب ميت استقر ضريحه بين العظامِ
وما نفع العيش بجسد دفن فيه فؤاده
إلا كنفع البصر للذي يمشي في عتمة الظلامِ
فؤادُ سيف الهجر قطع أوصاله
سيف أشد وأمضى من طعن الخناجر والسهامِ
رحماك ياقدري لاتبخل عليَ برصاصة رحمة
فالانتظار اقسى عليَ من حكمك باعدامي
ماذا تنتظر هل يعجبك انين مفارق يحتضر
أم موت أملي تحت أنقاضي وركامي
هذا حالي بعدها أُصبح على ذكراها
وأمسي على سراج أملي زيته أوهامي