زماني
زماني يا زمان الصبا
بالله عليكا هل تعود’
ولو بيوم من جمالكا تجود’
ذاك الصبي الذي تكسوه الليالي
بدفئ الهوى وخياله خالي
الا من الحب الجميل كجماله
زهرة هو مشرقةٌ
تحاكي جمال الطيور
بنشيدها وتغريدها
طفل يغني للهوى
ورقصاته فنٌ هو من يجيدها
لكن ازهاره كبرت وتعرضت
لأنواع الرياح ليل صباح
وامطار قوية وبروقْ
وشمس اضنت العروقْ
مزقت اطرافها
وغيّرت حتى اوصافها
ذاكا الشباب عندما ودع الصّبا
وعيناه رقت لرقة الظبّا
وتولع فؤادي بهواكمُ
ويحكمُ
ذبلت ورودي وجفّ عودي
يا سنينا فائتاتي
قولي لفتاتي تكرر اللفتاتي
لعلها تراني كم انا مغروم
وبحبها محروم
في هوانا يا فتاتي انا المظلوم
سافري بل غادري
وبهجري جاهري
وقولي لا اريدهُ
لأنه فن انا لاجيدهُ
ان بنات حوا يريدون
نظرة مني
لكن قلبي لا ادري
ما دهاه
يحب من يقتلني
يا نسيم الصّبا تعال ودلني
الى ماضي الصّبا لعلني
امحو ما سكن الفؤاد بطفولتي
واعيش حرا محرر من قيود
لا اعرف شوقا ولا وعود
ولا ظلما ولا جحود
ولا جراحا ولا صدود
بل ذكرى اسمعها
مع قصص الجدود
يقال فيها
ان فتى اغرم ذات يوم
لكن خليله خذله’ بالفراق
وبحر فيه لا يعرف العوم
والفتى لبر الأمان يشتاق
تائهٌ في صحاري وجبال
كل مَن
في الجزيرة يعرفونهُ
من كُثْر الرحيل
لكنهم لا يفهمونهُ
لماذا الرحيل
بأشعار الهوى يسمعونهُ
يناجي الخليل
ذاك الخليل الذي مجنونهُ
في ارضها عليل
يتوه’ كالمجنون في البلاد يهيم
كالهشيم اصبح كالهشيم
لا طبٌ ينفعهُ
ولا انسٌ يرجعهُ
ولا ديار له كل الأراضي ديارهُ
تعب من الترحال وتعبت اسفارهُ
خذني اليكا يا زماني
خذ بيديا ارجعني الى صباي
لكي اعود لرشدي وانسى هواي
والله ما الحب الا بيت ليس له باب
تدور بداخله وحيدا يأكلك العذاب
لاطريق للخروج
ولا صعودا ولا عروج
انما ارض البيت تحفرهُ
يكون قبرا لكا هناك
يقال كان فتى
دفن هناك دفن هناك
__________________ ان العيون التي في طرفها حور
قتلنن ثم لم يحين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن اضعف خلق الله اركانا |