عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-30-2007, 05:32 PM
 
Thumbs up $$$>>> (ضيف على الأبواب)<<<$$$








الحمد لله الذي أنعم علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ، فله الحمد أولا وأخراً ، وكفى نعمة من الله علينا أن جعلنا مسلمين ، فمن خلالها ندخل في رحمة الله تعالى ، ومن أفضل نعمه علينا هي توفيقه لنا لطاعته فليس كل مسلم يوفق لطاعة الله تعالى ، فنجد من المسلمين من لا يصلي و لا يصوم و لا يحج و لا يتصدق 0000

فله الحمد سبحانه أن وفقنا لطاعته ، وأن أمد أعمارنا إلى يومنا هذا ونحن على طاعته فنحمده سبحانه ونشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمدا عبده ورسوله0

(ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتنَّ إلا و أنتم مسلمون)
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثَّ منهما رجالاً كثيراً و نساء ، و اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً)

أما بعد:
إخواني وأخواتي:
بعد أيام قليلة بإذن الله يهل علينا شهر كريم فضله عظيم، يوفق الله تعالى كثير من خلقه في هذا الشهر المبارك إلى طاعته وعبادته والخضوع لأوامره وترك نواهيه ، حيث تصفد الشياطين وتفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران ، فكم يشتاق الإنسان لتلك الأيام الإيمانية التي ترفع وتحلي وتسعد المسلم حيث يكون ذليل وخائف من الله سبحانه وتعالى رافعا يديه لله بالدعاء تاركا للدنيا خاشعا لله يصوم نهاره عن ما حرم الله يصلي في المسجد جميع الأوقات00 يصبر ويحتسب لما يعترضه أثناء صيامه000 يكثر من قراءة القرآن وذكر الله000 يعطف على المساكين000 يصل رحمه000 يغض بصره000 يبعد عن ما حرم الله000 يكثر من فعل الخيرات والصدقات يود جيرانه000 يتذكر حال إخوانه المسلمين في كل مكان و يختم يومه بصلاة التراويح فما أروعه من جو إيماني نحن في الأصل خلقنا من أجله0



قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)


إنّها فرصة لا يُفوِّتُها إلا متهاون مغبون ، و لا يزهد فيها إلاّ جاهل محروم ، أمامن أنار الله قلبه ، و نقّى فؤادَه فتراه يستعد لرمضان قبل أن يلقاه0
إخواني وأخواتي :
قال تعالى:

(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وببنات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه)


فرض الله علينا شهر الصوم وفضله على باقي الشهور وعلينا أن نجعل منه نقطة تحول لحياتنا لنستمر من خلالها طول العام ولكن للأسف النفس الأمارة بالسوء والغفلة عن عبادة الله وجهل بعض الناس بمعرفة فضل شهر رمضان قد تجعلنا وتجعل بعض الناس يضيع هذا الشهر الفضيل ويرتكب المعاصي والمنكرات0

فلننظر لحياةالسلف الصالح رحمهم الله كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر حتى يبلغهم الله رمضان، فإذا بلغوه اجتهدوا في العبادة فيه، ودعوا الله سبحانه ستة أشهر أخرى أن يتقبله منهم.
و انظروا لحالنا الآن فأصحاب الفضائيات والإذاعات في زماننا هذا نجد معظمهم يستعد لرمضان قبل مجيئه بستة أشهر بحشد الأفلام والمسلسلات والأغاني للعرض على المسلمين في أيام وليالي رمضان
وقبل دخول شهر رمضان بأيام .. إذا ذهبنا إلى الأسواق والمتاجر والجمعيات سنجد الناس يجمعون أصنافاً وألواناً من الطعام والشراب بكميات كبيرة وكأنهم مقبلون على حرب ومجاعة، وليس على شهر التقوى والصيام فأين هم مما يحدث لإخوانهم المسلمين المشردين في هذه الأيام وما إن يهل علينا الشهر الكريم في أرجاء الدنيا، حتى تنقلب حياة كثير من المسلمين رأساً على عقب فنجد من يجلسون طيلة الليل أمام الشاشات لمشاهدة الفوازير والمسابقات والمسلسلات وغير ذلك من برامج000
أو يجوبون الأسواق والملاهي والخيام الرمضانية. ثم ينامون قبل الفجر ولا يصلونه ويظلون طوال نهار رمضان نيام 0
أما الموظفين والعاملين نجد بعض منهم ينتابه كسل وخمول على الرغم من أن معظم الدول الإسلامية تقلل ساعات العمل الرسمي في رمضان وتؤخر بداية الحضور، فيعطلون مصالح الناس، وإذا سألتهم قالوا: إننا صائمون! وكأن الصيام يدعوهم للكسل وترك العمل، وهي فرية يبرأ منها الصيام فما عرف سلفنا الكرام الجِد والنشاط والعزيمة والقوة إلا في رمضان، وما وقعت غزوة بدر، وفتح مكة، وعين جالوت، وفتح الأندلس، وغيرها إلا في رمضان.
وإذا سرت بعد منتصف الليل في رمضان في أي مدينة إسلامية نرى عجباً ً!
فالمحلات والأسواق مفتحة الأبواب، وسترى العارية وذات الحجاب، والأغاني ترج الشوارع من صوتها المرتفع
فأين أرباب القيام؟! أين المحافظون على آداب الصيام؟! أين المجتهدون في الصيام والقيام؟! أين المجتهدون في جنح الظلام؟! فشهر رمضان مضمار المتسابقين، وغنيمة الصادقين، وقرة عيون المؤمنين .. وأيام وليالي رمضان كالتاج على رأس الزمان
فليس الصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح فقط!
فأولئك أمسكوا عما أحل الله لهم، لكنهم أفطروا على ما حرم الله عليهم! فأي معنى لصيام هذا الذي يقول عند أذان المغرب: (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله)، ثم يشعل سيجارته وأي تقوى لهذا الذي يجمع الحسنات في النهار؛ من صيام وصلاة وصدقة وقراءة للقرآن ..، ثم في الليل يصير عبداً لشهوته ويعكف على القنوات الفضائية وإذا دعي إلى صلاة التراويح والقيام تعلل وهرب
( ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش! ورب قائم حظه من قيامه السهر)
يروى أن الحسن بن صالح وهو من الزهاد الورعين كانت له جارية فاشتراها منه بعضهم، فلما انتصف الليل عند سيدها الجديد قامت تصيح في الدار: يا قوم الصلاة .. الصلاة، فقاموا فزعين وسألوها: هل طلع الفجر؟!
فقالت: وأنتم لا تصلون إلا المكتوبة؟! فلما أصبحت رجعت إلى الحسن بن صالح؛ وقالت له: لقد بعتني إلى قوم سوء لا يصلون إلا الفريضة، ولا يصومون إلا الفريضة فردَّني فردَّها!
إخواني وأخواتي
لا نجعل رصيدنا في رمضان من (الأفلام) و(المسلسلات)، وبرامج المسابقات! أكثر من العبادة فالموت قريب ولنجعل من شهر رمضان فرصة للتوبة وبداية لحياة إيمانية طوال العام وليست مقتصرة على شهر رمضان ولنتأمل دائماً حقارة الدنيا وقصرها وسرعة انقضائها.
ونتذكَّر قرب الموت منا, وأنه قد يفاجئنا في أي لحظة,..ونتذكرالقبر وما فيه والجنة وعظيم نعيمها, والنار وشدةعذابها.
إخواني وأخواتي:
فلننتظر الضيف الكريم شهر التوبة والمغفرة ، وتكفير الذنوب والسيئات
وهيا لنجتهد فيه ولا نجعل هذا الضيف الفضيل الآتي إلينا بالخيرات يمر بنا دون أن نستفيد من خيراته
ولنعزم الأمر على النية الخالصة لله والتوبة الصادقة
فلا ندري متى سيأتينا الموت ولا ننسى أن الموت قريب0

اللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذابالناروصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


</H3>