من فضول الكلام من يدفعك الى الكذب او الوقوع في الباطل لانك تخوض مع الخائضين بدون دراية وهذا ما نهانا عنه الدين الاسلامي بل وينكره بشدة لان الله تعالىقال:مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ *قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ*وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ*وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ [المدّثر ].
اذن احد اسباب دخول النار هو الخوض والخوض معناه كثرة الكلام بما لاينبغي من الباطل او الاستهزاء بالدين الاسلامي او شبهه.
لذلك حدد القرآن الكريم فيما يجب ان يكون الكلام الطيب والمناجاة حرصا على المسلمين من الغيبة والنميمة والهرج وقال الله تعالى:لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً [النساء : 114].
من يتعدى هذه الامور الثلاث في المناجاة فقد وقع مع الخوض وفضول الكلام فعلينا ان نحرص في كل كلمة ننطق بها لانها مسجلة علينا كما اخبرنا الله تعالى:وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ .كِرَاماً كَاتِبِينَ [الإنفطار ].
وقال :مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق : 18].
ماذا تقول للواحد الاحد يوم تنشر الصحف ويكشف المستور واذا صحيفتك ليس مكتوب فيها من امر الدين شيئا ولم تكن تامر بالمعروف ولم تكن تنهى عن المنكر .
ان نعمة الكلام التي انعمها الله على الانسان وميزه بها عن سائر المخلوقات يجب ان تستغل لذكر الله وعبادته .
ان كثرة الكلام بالثرثرة قد تؤدي الى الشطط والحاق الاذى بصاحبها لذلك تعتبر من العادات القبيحة التي يمجها الانسان السوي ,وخاصة الانسان الذي يتدخل في كل شيء ويدعي المعرفة بها وهذه الصفة اسوأ شيء عند الانسان لانه يضطر الى الكذب والمراوغة والمبالغة فيصيبه ضرر كبير في الدنيا والاخرة.
فالانسان العاقل السوي المعتد بدينه يكون دقيقا في الكلام ويوزن الكلمة قبل النطق بها لانها قد تهوي به في النار سبعين خريفا من دون ان يعلم واشاد الله بامؤمنين في كتابه وقال:قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [المؤمنون ].
ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخوض والابتعاد عن فضول الكلام ,فعن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من يضمن لي مابين لحييه ومابين رجليه اضمن له الجنة)
وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت)
وللصحابة الصالحين رضوان الله عليهم كلام حكيم فقد قال احد الصحابة(اذا رايت قساوة في قلبك ووهنا في بدنك وحرمانا في رزقك فاعلم انك قد تكلمت بما لايعنيك ).
اتقوا الله يوم لاينفع مال ولابنين وتشهد علينا اعضاء نا التي ينطقها العظيم الجليل لتشهد علينا في كل واردة وشاردة عملناها.