آداب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر :
وللأمر بالمعروف والنهى عن المنكر آداب ينبغى مراعاتها ، وأهم هذه الآداب :
1-العلم :
لابد للآمر أن يعلم أن ما يأمر به هو من المعروف ، كما لابد للناهى أن يعلم أن ما نهى عنه يعد من المنكر .. فلابد إذا أن يكون فقيها فيما يأمر به ، فقيها فيما ينهى عنه .
فحاله كحال الطبيب لا يمكنه العلاج حتى يفهم المرض والدواء معا .
2-القدوة :
وهو ركن لا تتم عملية الإنكار ، ولا تؤتى ثمارها إلا به ، وقد تكون الأفعال أكثر أثرا من الأقوال فى كثير من الحالات . فكان على الآمر الناهى العمل بما يعلم حتى يكون موضعا للثقة ، ومستحقا للمتابعة ، أما إذا خالف فعله قوله فهذا يؤدى إلى شر عظيم ، ويؤدى إلى فتنة السامع وعدم اقتناعه بصحة ما يقول . لذلك قال الحسن البصرى : ( عظ الناس بفعلك ولا تعظهم بقولك ) .
يقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون o كَبُرَ مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) .
3-الرفق :
الرفق صفة من الصفات المحببة إلى الخلق ، كما يحبها الخالق عز وجل ، فعن عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يا عائشة ، إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف "
وبالرفق يكون الخير كله . فعن جرير ، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( من يحرم الرفق ، يحرم الخير ) .
وعن أبى الدرداء أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (ومن أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من الخير ، ومن حرم حظه من الرفق حرم حظه من الخير )
فلو استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم الفظاظة لكانت النتيجة أن أنفض عنه الصحابة وهم خير الناس بعد الأنبياء ، فكيف لو استعمل الفظاظة من هو دونه مع من هم دون الصحابة .
4-الصبر واحتمال الأذى :
الآمر بالمعروف والناهى عن المنكر لابد أن يواجه معارضة ممن يأمرهم أو ينهاهم ، ذلك لأنه ينهاهم عن أمر يخالف أهواءهم وما اعتادواعليه ، فعليه أن يصبر على ما أصابه من الأذى ، وهذا ما وصى به لقمان ابنه فقال تعالى : ( وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ).
علم أن الآمر بالمعروف والناهى عن المنكر لابد أن يناله من الناس أذى فأمره بالصبر ، وهذا أمر به الله سبحانه وتعالى النبى صلى الله عليه وسلم عندما قال له : ( واصبر على ما يقولون ) .
ولقد ربى النبى صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام على الصبر عندما يدعون الناس ويخالطونهم ؛ فعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المؤمن الذى يخالط الناس ويصبر على أذاهم ، أعظم أجرا من المؤمن الذى لا يخالط الناس ، ولا يصبر على أذاهم ) .
5-الإخلاص :
بأن يريد بما يصدر منه وجه الله ، واعتزاز دينه ، ورحمة خلقه ،. وعلامة إخلاصه أن يكون زوال المنكر من تلقاء نفسه أو بدعوة غيره أحب إليه من زواله على يده .
يقول الله تعالى : ( قُلْ إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين o لا شريك له وبذلك أمرت ) .
والإخلاص شرط فى قبول سائر الأعمال الصالحة يقول الله تعالى : ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاًً صالحا ولا يُشرك به أحداًً ).
-----
يتبع: