عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 03-28-2013, 05:06 PM
 
مراتب تغيير المنكر :


عن أبى سعيد الخدرى قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكراًً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ).
وعلى هذا نستطيع أن نبين مراتب تغيير المنكر وهى :
1-تغيير المنكر باليد :
وهذا مشروط بالقدرة ، وعدم وقوع منكر أشد منه :
يقول ابن تيمية : ( وليس لأحد أن يزيل المنكر بما هو أنكر منه مثل أن يقطع يد السارق ، ويجلد الشارب ، ويقيم الحدود ؛ لأنه لو فعل ذلك لأفضى إلى الهرج والفساد ، لأن كل واحد يضرب غيره ويدعى أنه استحق ذلك ، فهذا ينبغى أن يقتصر فيه على ولى الأمر )
قلت : وولى الأمر بمعناه العام فيشمل : الوالد فى بيته ، والرئيس فى عمله ، وصاحب العمل مع عماله وفى مصنعه . وذلك بقول الله تعالى : ( واللاتي تخاف نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن ) .
2-تغيير المنكر باللسان :
وباللسان يستطيع القادر أن ينهى عن وقوع المنكر ، وينبه إلى خطره ، ويدعو من بيده السلطان إلى منعه .
والإنكار باللسان له قواعد وخطوات إليك بيانها :
أولا : خطوات الإنكار :
1-التعريف :
فإن الجاهل يقدم على الشئ لا يظنه منكرا ، فإذا عرف أقلع عنه ، فيجب تعريفه باللطف من غير عنف .
2-الوعظ :
النهى بالوعظ والنصح والتخويف بالله تعالى ، وذلك فيمن يقدم على الأمر وهو عالم بكونه منكرا ، أو فيمن أصر عليه بعد أن عرف كونه منكرا ، كالذى يواظب على الشرب أو على الظلم أو على اغتياب المسلمين ، فينبغى أن يوعظ ويخوف بالله تعالى وتورد عليه الأخبار الواردة بالوعيد فى ذلك . وكل ذلك بشفقة ولطف من غير عنف وغضب ، بل ينظر إليه نظر المترحم عليه ويرى إقدامه على المعصية مصيبة على نفسه إذ المسلمون كنفس واحدة .
3-التعنيف :
والتعنيف بالقول الغليظ الخشن ، وذلك يعدل إليه عند العجز عن المنع باللطف ، وظهور مبادئ الإصرار والاستهزاء بالوعظ والنصح ، وذلك مثل قول إبراهيم عليه السلام : ( أُف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ) .
ويشترط فى التعنيف ألا يكون إلا عند الضرورة القصوى ، ولا يسترسل فى التعنيف فيطلق لسانه فيسب ويشتم ، فيقع هو فى المنكر من حيث لا يدرى ...





وسائل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر:
المحاضرة : وهى بحث يلقيه المحاضر فى محاضرة على مجموعة من الناس ، أو هى مرتبة تعالج موضوعا معينا ، ولها طابع علمى خاص يلقيها على الناس من يستطيع ذلك . والمحاضرة تعتمد غالباًً على الحجج المنطقية ، والأسانيد القوية ، والإحصاءات الدقيقة .
3- الدرس : من انجح وسائل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، لما فيه من صلة مباشرة بين القائل والمستمع .، والدرس أكثر إفادة من المحاضرة ، لأن الجمهور الذى حضر المحاضرة ربما أنصرف بدون أى تأثير يُذكر ، أو ربما يفقد التأثير بعد قليل من الزمن ، لكن جمهور الدرس يتبع الخطيب المدرس الداعية ويعرفه ويعرف ما يقول وتقوم بينه وبين الجمهور حسن مودة ومحبة وألفة .
4- الندوة : وهى عبارة عن مناقشة متكاملة بين عدد من المتحدثين وبين جمهور معين ، عن جوانب معينة ، من موضوع واحد ، تم توزيع جوانبه عليهم من قبل حسب تخصصاتهم .
فالندوة اتصال ذو اتجاهين ، حيث يتم تبادل الرأى ومناقشة مختلف الأمور بين متحدث أو أكثر وبين الجمهور .
وهذه الوسائل يجب ربط موضوعاتها بواقع الناس ، ومعالجة مشاكلهم وتقويم انحرافاتهم .


__________________
"لبّيك إن العمر دربٌ موحشٌ إلا إليك "
يا رب
رد مع اقتباس