***
لأزلتُ حتىَ يومنا هذا اتمنىَ لو اننا لم نِفترقّ يا حيدرّ..
دائماً ما تساءلت!..
لما القدرُ دائماً ما يفرض رأيه علينا , فنكتفي نحن بالخضوع وحسب!
ربما لأننا لسنا أقوياء بما يكفي لمواجهة المصاعب التي تعترض طريقنا !
, و لاننا لا نستطيع منعها من تعكير صفو سعادتنا!
***
//شروقّ//
بعد مرور ذلك الشهر الصعب , بدءتُ اتماثل للشفاء تدريجياً , لن اكذب قولاً بانني تعافيتُ كلياً و من جميع ما مررتُ بهِ حتى الأن , فأنا بدخلي اتمزق كل يوم , لا اعرف ما سبب تماسكيَ المزعوم هذا! , لربما توجوده –حيدرّ- بجانبيَ له علاقة بذلك , فقد سهل كل العقبات و جعلها تبدو -هينة- بالنسبة ليَ! , خالتيَ و سارة و كذلك تلك الخادمة الجديده التي لم ارتح لها رحبن بي ترحيباً فخماً مبالغُ فيه , متأكدة أن لحيدرّ يداً بذلك! , عندما خرجتُ من المستشفى برفقه كنتُ سعيدة جداً , لم يخطر ببالي طرفة عين ان مصائبي لا تزال في أولها , لم ارد و لم اتمنى شيء سوى البقاء بجانبهِ أطول فترة ممكنة , لكنهُ غادر و لم يودعني حتى..
أخر يوم رأيتك فيه يا حيدرّ كان ذلك اليوم..
صفحة 12 من مذكراتيَ
الثاني عشر من نوفمبر
ساحات الجامِعة الباردة كانتَ جداً هادئة بِغيرالمعتادَ , نظرات الجميع الموجهه نحوي كانت جامدة , أشعرُ بأن الكل يتجنبيَ و يتحاشى الحديثَ معيّ , ابداً لا أشعرُ براحة لهذا اليوم , كأن شيئاًَ سيئاً سيحصل عما قريب , لكن لا , فحيدرّ دائماً ما ردد على مسامعي عاقبة سوء الظن , أعتقدُ بأن عليَ أن أتفاءل بالخير , قرءتُ –أية الكرسيَ- و أبتلعتُ ريقيَ قبل دخوليَ قاعة المحاضرة و قيامي بإدارة مقبض الباب لعل ذلك يهدء من روعيَ قليلاً , يمكنني سماع الفوضي الشديدة التيَ تصدر من الصف و أنا خارجه , زاد استغرابي حالماً فُتح الباب و اخذ الصمت يحوم مرة اخرى ها هنا إيضاً , بدء جميع الطلبة يرمقوننيَ بنظرات مشابهة , أنا خائفة حقاً في هذه اللحظة , أخذتُ أخطيّ خطواتيَ المتثاقلة للداخل , توقف مكانيَ عندما رأيتُ المكتوب على السِبوة! , بدءت عيناي بالأتساع شيئاً فشيء حالما قرأتُ تلك العبارة المكتوبة (شروقّ ليستَ إلا فتاة زانية) , لم اشعر بدخول حيدرّ المفاجئ للقاعة و لا لصفعهِ للباب بقوة و لا حتى بإمساكهِ ليدي , لم اتمكن حتى من سماع صراخه! , اعجز عن وصف ما اشعرُ بهِ الأن..
***
عندما رأيتُ تلك العبارة المكتوبة على السِبوة في قاعة محاضرتيَ تلك اللحظة , جن جنوني لغير عادتيَ , انطلقتُ بسرعة الأسد لمسحها , خرجتُ غاضباً مشتعل الأوداج , لكنيَ فوجئت حقاً عندما رأيتُ تلك العبارة منقوشة على جميع سِبورات الجامعة! , غضبي! , أعتقدُ بأنه سبب تلك الطاقة الغريبة التيَ اجتاحتني وقتها و دفعتني لدخول قاعة تلو الأخرى لمسح تلك العبارة , كانت قاعة شروقّ أخر قاعة , عندما دخلتها كانت شروقّ واقفة تحدق بالعبارة بوجه و عينين محمرتين أذابت قلبي حقاً! , مسحت تلك العبارة و امسكتُ بيدها بقوة صارخاً بالمتفرجين (لما تحدقون هكذا! , هذا الكلام غير صحيح , شروقّ لا ذنب لها!) , كانت هادئة طيلة الوقت عندما أخرجتها , لم تنطق بشفة حرف واحد , جلسنا خارجاً عند احدى الطاولات , امسكتٌ بيديها الأثنتين بعطف و قلتٌ بشيء من التشجيع الواهيَ (لا تقلقيَ , أنا معكِ دوماً و مهما حدث , لا اعلم من قام بفعل هذا العمل المشين لكني أعدكِ بأنه سيعاقب حالما اعلم هويته) , ابتسامتها الجميلة لم اعتقد بأني سأتمكنَ من رؤيتها بعد هذا! , أحقاً ارآها الأن أنا لا أعتقد أنيَ اهذي كما ظننتَ!..
*** |