عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-09-2013, 06:53 PM
 
Stay With Me >> مشاركتي في مسابقة اجمل قصة قصيرة







السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
كيفك ؟؟ ان شاء الله تمام
هذه مشاركتي بمسابقة اجمل قصة قصيرة
وهي بعنوان ابقي معي




لا تتركني ابقي معي ضمني إلى قلبك الدافىء
وأخفيني عن هذا الوجود غطيني بحنانك
كي أنام في أحضان فؤادك دون خوف دون دموع
لا تعيدني إلى ذلك العالم ودعني أحلم في داخلك
وأبني قصوراً خيالية مجملة بالزهور
لا تتركني وحيدة فكني معي بفكرك.. وإحساسك
ولا تغيب عني لحظة حتى لا أغرق في بحار الوحدة والسكون






فجأة اندلعت مني شهقة كادت تخرج فؤادي من صدري وعصفت ريح قوية حطمت قلبي الكرستالي ....فشلت اطرافي فكدت اوقع طفلتي من بين احضاني لأصرخ ..

ــ لا...مستحيل ان يموت والداي...انت كاذب .

اخذت روحه تعرب عن ضحكة شقية متفاوتة تحاكي انفراج ملامحه المتحاذقة بنظرة سخرية ليقول وصوته يتشبع تهكما : فلتتقبلي الحقيقة ببساطة ولتنقلعي فالمنزل اصبح لي .

التهبت جمرة صغيرة داخل نظراتي التي اخذت تستطيل في غضبها وهي تصوب السنة لهب لتنفث حروفها شرارا صوب وجهه الذي ظل يبتسم لي بشيطانية

ــ كيف لك ان ترمي بابنتا اخيك في الشارع ...اين يجدر بي الذهاب الان ؟

و قبل ان يجد حرفي الاخير ملاذه صرخ بروح عديمة الانسانية

ــ فلتعودي للميتم الذي احضراك منه وارمي الصغيرة في المزبلة.

قفزت مداركي بذهول وانا احاول استيعاب صدمة اخرى لم يتقبلها عقلي ...التفت نحو الباب بنظراتي اللاهثة وخرجت الى عالم اخر ...عالم حيث البقاء للأقوى ... عالم قاسي لا يعرف الرحمة ... عالم حيث سأشقى لأتعذب في الحياة ام اشقى لأفارق الحياة .






مشيت بخطوات متثاقلة اصارع عصف الرياح و الثلج يلتف بقوة ليسد طريقي ...رفعت لؤلؤتي الحزينتين الى السماء و افكاري تتخابط مع مشاعري في دوامة صراع لا حصر لها

....كيف ؟...ايعقل انا من ربياني ومن تعلق بهما فؤادي التقطاني من الميتم ؟ ايعقل ان الصغيرة النائمة بين احضاني ليست باختي ؟ هل كانت حياتي مجرد مسرحية كاذبة ؟

والان اصبحت حياتي لعبة ...لعبة خطيرة تكمن خطورتها في روح طفلة بريئة مصيرها بين يدي .

لم يكن لي مأوى سوى ذلك الكهف في جبل طالما احببت التنزه فيه ...حقا الحياة دوامة فبين ليلة وضحاها تعكس الامور لصالح لعبتها ....بالأمس كنت اتوسل والداي ليحضراني للعب هنا وها انا الان ازحف اليه مجبورة تقيدني سلاسل الصقيع رغم اشعالي لبعض الحطب ...لم يصدر صوت لفتاتي حتى اني شككت ان قلبها ينبض ...عانقتها بقوة لأشعر بنبضات قلبها تلامس صدري ...كأنها تفهم ان عذابي هذا يكفي فلا تريد ازعاجي ام انها لا تريد الاستيقاظ لترى عالمها الجديد القاسي .





اظن ان الوقت حان كي اصارع الحياة من اجل البقاء وضعت اختي في حقيبتي مع الملابس وحملتها معي للخارج ...قد تكون فكرة مجنونة لكنها سبيل الوحيد كي احميها من لسعات البرد القارصة ...كانت تطل علي بوجهها البريء الناعس وهي تفتح عينيها تدريجيا .....اعتلت بسمة صافية شفتيها لتزرع في قلبي الامل في الغد الافضل ...فشجعتني لأطرق ذلك الباب بهدوء ...فتح فانطلق منه هواء ساخن داعب وجنتاي

ــ سيدي هل تحتاجون خادمة في هذا المنزل ؟

ــ اغربي عن وجهي لم يكن ينقصني سوى المتشردون .

تلت كلماته القاسية صفعة قوية للباب جعلت الهوء البارد يلسعني فأنساني طعم الحنان الدافئ ...تابعت طريقي الذي سيوصل لنهايتي على الارجح ..

قاومت وقاومت و قاومت

ولكن لا جدوى ...جفوني تريد سدل الستار عن حدقتي وأناملي جامدة كأطرافي ...وضعت الحقيبة ارضا ونفخت على يدي بابتسامة حزينة تحمل في طياتها املا صغيرا

ــ الجو حقا بارد ...الا تشعرين بالبرد يا حلوة ؟

حولت انظاري للحقيبة الى تركت بها فتحة لأرى وجه اختي ما لبثت ان احملها حتى سبقتني يد ثعلب ماكر فسرقها مني .

تسارعت دقات قلبي مع تسارع خطواته الهاربة بروحي ...انكسر جمودي كما ينكسر الجليد بلوعة جمرة ملتهبة فانا لم اعد ارى سواها بين عيناي ...لماذا ؟...لماذا تجتمع الطبيعة والبشر ضدي ؟ لماذا الجميع يقسو علي ؟ لماذا يريدون تدميري ؟ الا يكفي فراق والداي ؟ ...و الان اختي .

سابقت دموعي الثلج في سقوطه وتحدت جوارحي الريح في عصفها وسبقتني روحي اليها

ــ اوقفوه .....اوقفوه لقد اختطف اختي ...رزااان ...اعيدوها لي ..

لعل ليس كل البشر وحوش فانا لن انسى ذلك الرجل الهرم الذي تصدى للص و اعاد لي حقيبتها ما لبثت روحي ان تعود الى جسدي حتى اختفت ثانية فالطفلة ليس بالحقيبة ..عدت ادراجي اسابق ساعات حياتي باحثتا عنها ... اين هي ؟ لما تركتني ؟ لما يتخلى الجميع عني ؟

بحثت عنها في كل مكان ولا لكن لا اثر لها ...لقد اختفت تماما كما اختفى والداي فجاة .

جلس على ذلك الكرسي القديم بيأس انظر الى النهر الذي هبطت عليه سكينة اللحد العميق وبجانبه شجرة تجثو كئيبة كلما مرت بها ريح الشمال ... كنت قد فقدت الامل للحظة ...كنت قد مت لوهلة لكن ..

ماهذا الصوت ؟ اهو يناديني ؟ انه صوت بكاء حبيبتي ...اسرع قلبي اليها فهو لا يخطأ لالمح الصغيرة تزحف على الكتل الثلجية تتعالى شهقاتها الحزينة كلحن اغنية ينادي انقذيني جمدت دموعها قبل الوصول الى وجنتيها و تورمت يديها من حرقة الجليد القاسي ....ركضت اليها وحملتها بين احضاني لكنها لا تكف عن البكاء بردا ...لا عجب وثيابها قد ابتلت ...ماكان مني سوى ان الف معطفي عليها لأدفئها ثم سرت مجددا في سبيلي ... قادتني قدماي هذه المرة الى الميتم حيث كانت بدايتي نظرت الى اطلاله بأسى رغم اني لا احمل عنه ولا ذكرى ...جلست على كومة قش وانا احتضن اختي ثم اخرجت ذلك الصندوق الصغير من معطفي نظرت اليه بحزن وهمست
ــ اظن ان الوقت حان لذلك .





سمع صوت حزين من بعيد صوت بكائها جعل الحجر يبكي والصخر يقول :هذا يكفي .

بكت وبكت وبكت تتوسل " ابقي معي"

جذب صوتها سكان الميتم فلتفوا حول جثتي المغطاة بكفن الثلج الابيض وبقربي طفلة تشهق الما وكانها تدرك تماما ما الذي يحدث وهي تحمل صندوقا صغير بين يديها البارديتن .






سقط نقطة نقطة .....رفعت راسها للسماء لترى الثلج يهوي ببطء ..طاطات راسها ونظرت الى الصندوق الصغير ...فتحته بهدوء ليصدر منه لحن ولا اعذب ولا ارق ولا احزن ...حملت الرسالة التي بداخله وقرات

" كانت الايام التي قضيناها معا قليلة ...مر الوقت بسرعة ...لم تدم تلك اللحظات الجميلة لكنها بقيت ذكرى خالدة في قلوبنا ...قد تبدو الحياة قاسية لكنها جميلة لو تمعنا في اعماقها ...جميلة بأحبابنا وبذكرياتنا ...لا تيأس ولا تحزن ولتذكري دائما اننا جميعا ..امي ..ابي ..وانا لم نتخلى عنك حتى اخر لحظة ...حتى في اللحظات الاخيرة عندما عرفت الحقيقة ظللت احبك والان فلتعيشي ذكريات كنت سأعيشها في هذا الميتم ...وحين تحزنين تذكرينا ...فقط انظر للسماء وتذكر اسرتك الصغيرة ولا تفكري انك وحيدة فالله دوما معك "

سالت دموعها حسرة على فراقهم ثم رفعت رأسها للسماء وقالت بالم : لما لم تبقي معي .








عندما تحين لحظة الوداع..تمتلا الاعين بالدموع..
تتفجر براكين الاسى..فما اصعب لحظات الوداع..
و خاصة من تحب..و كأنها جمرة تحرق القلب..
و كأنها سارق يسرق العقل..عندما تحين لحظة الوداع..
كل شيئ يغيب..يموت..يرحل.. يحترق..ينسى.
و لا يبقى سوى قلبي..الذي لا ادري اين هو..
لا تبقى سوى نار الاشواق..تزداد في مدفاة الحب..
و لا يبقى سوى قلب حائر..و عين باكية..




ارجو ان تكون مشاركتي قد نالت اعجابكم
ولا تحرموني من ردودكم



__________________
لا اله الا الله سبحانك اني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس