عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 04-10-2013, 10:34 AM
 

يقول الأستاذ عثمان الكعاك عن الدولة الاباضيه ويعني الدولة الرستمية في كتابه القيم موجز التاريخ العام للجزائر صفحة 170 ما يليفكانت دولة قوية عزيزة، ذات بأس وسلطان عاصرت بني الأغلب بإفريقيا و الإدارسة بالمغرب الأقصى، وكانت هي الآمرة الناهية في بلاد المغرب الأوسط).

ويقول كذلك في نفس الكتابيرأس الدولة الرستمية إمام يلقب بأمير المؤمنين، بيده مقاليدها وتصاريف أمورها وله ترجع السلطات الزمانية والروحية، وينتخبه وجوه المدينة وزعماء المذهب وشيوخ الدين بحرية من غير مبالاة ولا تقاليد، ولا ولاء في قرابة أو صداقة أو سلطان، يراعون فيه المعرفة والدراية والتحنك والدهاء والعدل والإنصاف يجريها على نفسه قبل ذوي قرابته، وعلى ذوي قرابته قبل السكان. وإن هم رأوا اعوجاجا قاوموه بالسيف لا بالرفق واللين وأنزلوه من أريكته في غير وجل ولا أسف أو اعتبار.

فنظام الإمامة نظام الجمهورية في أحسن ما يكون في عهد عنفوانها وشبابها وأيام ازدهار أصولها وأحكامها.

وكان الإمام لا يقدم على إمر من أمور الدين إلا بعد مراجعة الشراة وهم زعماء المذهب، يستشيرهم ويعمل بما قرروا له أن يعمل وإن رأى في ذلك خطأ، وحسبه أن يرفع التبعة عن نفسه بإلقاء المسؤولية على عاتقهم خاصة.

أما في الأمور العامة في الاجتماع والاقتصاد فكانت المراجعة فيها للخاصة في المدينة ورؤساء القبائل ذات الشأن تستشار في المسائل والأمور بالمساجد بعد الفراغ من الصلاة).

وفي نفس الكتاب صفحة 182 يقولكانت السلطة العدلية منفصلة عن السلطة المركزية فيما عدا المظالم، وهي المجلس الأعلى للقضاء، يجلس لها السلطان لمراجعة القضايا المتظلم فيها وسماع الشكوى حتى من القضاة أنفسهم، فهي من هذه الوجهة ذات صبغة إدارية أكثر منها عدلية).

يعين الإمام القاضي بعد رأي الشراة فيه، وللقضاة دار خاصة بهم تعرف بدار القضاء يجلسون فيها للأحكام. ويتخذون الكتاب والأعوان والقماطر والخواتم. وكانوا على نزاهة تامة وإنصاف لا ينازعهم فيه منازع، وذمة بريئة من كل شائبة من الشوائب.

وقد وردت نوادر في شأنهم في كتب تاريخية مالكية مما يدل على عدم التعصب في ذكر الرواية وصحة النقل).

وفي صفحة 284 من نفس الكتاب يقولومن كان قد أمعن النظر في شكل الحكومة يراها على أحسن ما يرغب من حيث الأسلوب والنظام. ولو أن التراتيب الإسلامية قد أهملت البلديات التي هي خير كفيل لرقي المدن في دوائرها لأنها مقصورة النظر على منطقة محددة، تهتم بمصالحها من إنشاء المدارس وبسط الطرقات وإقامة المعامل إلى غير ذلك.

وكان النظام الرستمي خير ما أخرج لتيسير البربر، وتدبير سياستهم بالحزم والعزيمة والرفق والأناة.

وبهذه الطريقة تمكن بنو رستم من ناصية البلاد فجاروا البربر في أهوائهم الجنسية، ثم لطفوا من شدتها بعوامل إسلامية لينة، وأظهروا لهم الصلابة كلما اقتضت الأحوال، على أن لا يتجاوزوا الحدود، فكانت النتيجة أن البربر نالوا رغباتهم القومية من جهة ودخلوا الإسلام وحسن إسلامهم إلى حد ما من جهة أخرى حتى أمكن إدماجهم في العائلة الإسلامية الكبرى فيما بعد من غير هضم أو ابتلاع).






.