04-15-2013, 02:56 PM
|
|
كثيرون منا تستثيرهم أبسط الأمور ..لو سكب ابنه بعض الماء على الأرض من غير قصد تثور ثائرته ويصب غضبه على فلذة كبده مع أنه كان من الممكن أن يكتفي بمسح الماء و تنبيه ابنه !!
لماذا نختار الطرق الوعره مع أن الطريق الممهد واضح كالشمس ؟
ولماذا تسمح للشيطان أن يتملكك وتنسى : "والكاظميــــــــــــن الغيظ " لو أن أحدهم أخطأ بحقك أقترح عليك طريقتين :
إما أن تغضب وترعد وتزبد فينقلب الأمر لعداوة وبغضاء قد تصل لحد الضرب وبعدها أضمن لك أنك ستندم !
أو أن تبتلع غضبك و تتحمل بل و تكسب أجراً بحسن تصرفك فيعتذر الآخر ويطلب صفحك وتنقلب العداوة محبة فيصبح طعم الغضب لذيذ ممزوج بكظم الغيظ والله يحب المحسنين ..
لك حرية الاختيار !
كان لعلي بن الحسين جارية وكان كلما أراد أن يخرج للصلاة جعلت تصب له الماء حتى يتوضأ وفي يوم وهي على هذا الحال سقط الإبريق من يدها على وجهه فشجه ، فرفع علي بن الحسين رأسه إليها ،خافت أن يغضب .. فقالت : إن الله تعالى يقول : (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ) فقال لها : قد كظمت غيظي . قالت (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) فقال : قد عفا الله عنك . قالت : (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) قال : اذهبي فأنت حرة. وتغضب حتى إذا ما ملكتَ ~ ~ أطعتَ الرضا وعصيتَ الغضب تعلم كيف تغضب ومتى تغضب ولمن تغضب !
انظر إلى غضب النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف إلا أن تنتهك محارم الله تعالى وإذا غضب جعل غضبه للدين ..
عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ، ولا امرأة ، ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل.. أمي وأبي وروحي له الفداء يروي لنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما موقف من مواقف غضب النبي صلى الله عليه وسلم قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يختصمون في القدر فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب -بمعنى احمر وجهه غضباً - فقال : ( بهذا أمرتم ؟ أو لهذا خلقتم ؟ تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم ) فقال عبد الله بن عمرو : ما غبطت نفسي بمجلس تخلفت فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غبطت نفسي بذلك المجلس وتخلفي عنه..
نعم ..هذا هو غضب الحبيب أمي وأبي وروحي له الفداء ماكان ليغضب إلا للحق ..
وخذها لك منهج ..دع صغائر الأمور تمضي .. إضاءة ابتلع غضبك استعذ بالله ثم تلذذ به !
|
|