عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 04-16-2013, 03:09 AM
 
فتحت ميراندا الباب وقالت بابتسامة لطيفة : وهذا يكون منزلكم .
ولجوا للداخل وهو يلقون بنظراتهم على كل مكان حتى قالت فتاة شقراء : إنه جميل !
ابتسمت ميراندا على تعليقها ثم قالت وهي تشير إلى الباب المفتوح أمامها : كما ترون , الصالة والمطبخ أمامكم إلى جانب أنه توجد على الطرف مائدة . حركت يدها لليسار : من هنا غرف الفتيات . وأشارت بعدها لليمين : أما من هنا فغرف الفتيان .
- هيه مرحباً .
التفتوا للشاب الذي رفع يده ورحب بهم بتلك الطريقة , في حين قالت ميراندا : وبالمناسبة هذا ابن دكتور مالكولم .. تم نقله ليعيش معكم أيضاً . ابتسمت بلطف : والآن رجاءً استريحوا , فلا بد أنكم تملكون بعضاً من التعب جراء السفر .. بعد ذلك ستعطون مهاماً تجريبية لقياس قدراتكم .
أرادت الرحيل لكن استوقفتها الفتاة التي كانت تسير جيئة وذهاباً في صالة الانتظار : مهلاً .
نظرت لها وقالت : ماذا هناك آنسة آندي ؟
صمتت الفتاة قليلاً بضيق , ثم سألت : هل سنكون محبوسين هنا طوال الوقت لا نخرج إلا للمهام ؟
هزت رأسها نفياً ثم قالت : كلا , بإمكانكم الخروج من هنا شرط أن تحرصوا على تغطية ما سيلفت الانتباه فيكم , فترة الخروج لكم الآن محدودة .. وستزيد كلما كنتم أقدر على التصرف بقواكم , أي أسئلة أخرى ؟
لم يرد عليها أحد بينما هزت آندي رأسها نيابة عن الجميع , فقالت : حسناً أترككم الآن , ليو سيصل شرطي إلى هنا السّاعة الثامنة وسيكون هو الشريك لك في غرفتك , أرجو ألا تزعجه .
بعدما رحلت بقوا واقفين لفترة بصمت حتى قال ليونارد بمرح : لِم لا نجلس ونتعارف ؟
رجحوا قوله واتجهوا للصالة التي طغى عليها الطراز الخشبي فكل واحد منهم على اختلاف شخصياتهم يرغب بمعرفة من هم هؤلاء الذين عانوا مثله .. جلسوا على الأرائك الزرقاء فابتدأ الشاب بني الشعر وقال : أنا ليونارد مالكولم , رجاءً يكفيني أن تنادوني بـ ليو , أما عمري فخمس وعشرون سنة !
صمتوا للحظة حتى بادرت آندي بالقول : وأنا آندي , في السادسة عشر .
تلتها الفتاة ذات الشعر البني الطويل ببرود : كوروساكي يوري أكبرها سنة .
وفي حال انتهت قالت الشقراء بجانبها بمرح : اسمي آناليا دوروثي , عمري كعمر آندي .
بعدها عرف بنفسه مات الذي كان يلعب بذيله الذي أخرج بعدما ضايقه , فبلطف قال : وأنا مات , على ما يبدو أني الأصغر هنا .
اطمئنت الفتاة بجانبه فبادرت بقولها : أنا فيوليت كورنارد , في السابعة عشر .
قال بعدها الشاب المتأخر ذاك والذي كان يلعب بشعره البني الفاتح : وأنا تشارلي واطسون , عمري ثمانية عشر عاماً .
صمتوا قليلاً لينظر ليو للشاب الأخير بهدوء فقال : اسمي ليون في التاسعة عشر .
وقتها ابتسم ليو : اسمك مقارب لاسمي , على أي حال ... رفع يده وقال : لنكن أصدقاء جيدين .
بعدما تحدث طُرق الباب ثلاثاً وفتح ليلج شاب أخضر العينين , فبادره ليوم بالسؤال : أأنت الشرطي تبدو صغيراً ؟!
تقدم أليكس إليهم وقال بهدوء : أجل أنا هو , وصغير بالنسبة لك لأني أصغرك بخمس سنوات .
تعالت زقزقة العصافير في السماء الزرقاء الصّافية , في حين داعب البحر ذاك الجسر الخشبي القريب منه .. فتحت آناليا عينيها الرماديتين في حين كان النسيم يعبث بشعرها وقالت : بقي علينا أن ننتظر وصول القارب .
تعلقت بها فتاتين صغيرتين وقالت سوداء الشعر منهما : لكن نحن سنفتقدك آنسة آني .
ابتسمت : لا بأس , فعلى الأقل ستعيشان عند عمتكما .
قالت حمراء الشعر وهي تزداد تشبثاً : آنسة آني , أنا خائفة المكان مليء بالناس .
تنهدت آناليا بتعب وقالت : لا تقلقي أنا معكما .
بعدها بفترة حدثت هزة خفيفة تلتها أقوى جعلت الصغيرتين تصرخان وتتعلقان بها فقالت : اهدآ وأنا سأتصرف .
وصل لمسامعها صوت رجل يصرخ : اهربوا , هناك قروش .
لم يتحرك أحد فالكل يعلم أن هناك حاجز يمنعها من الوصول لهنا لكنه قال : اهربوا فثمة شخص دمر الحاجز .. وهي في طريقها لهنا.
بدأت همسات الناس تعلو بقلق , لكنها سرعان ما تحولت لصراخ حين رأوا القروش قادمة نحوهم , حلت الفوضى حين رموا أغراضهم لكنهم لم يستطيعوا العودة للشارع بسبب حاجز البراميل الضخم .. سألت آناليا : من أين أتت هذه البراميل ؟ لم تكن موجودة حين أتينا !
كادت أن تفقد توازنها حين تحرك الجسر وصار طافياً على الماء بدون أي أعمدة تثبته , قلبت ناظريها في المكان في حين بدأت القروش تهجم على الناس وهم يصرخون .. تشبثت الصغيرتين بها دون قدرة على البكاء وهي ما زالت تبحث , حتى وجدت ضالتها أخيراً واقفاً على البراميل السوداء في الأعلى لم يتبين منه سوى صف أسنانه المطابق للقروش ..
أطلقت شهقة وقالت : إنه منا , أنا واثقة .
صرخت إحدى الفتاتين بقلق : آنسة آني هل سنموت هنا ؟
بان الحزم على ملامحها وقالت : كلا سأحرص على أن ناجتكما .
وضعتهما عند طرف البراميل إذ هو المكان الأبعد عن القروش لكن فاجأها حين التفت الشاب الذي قفز بقوة مما سبب اهتزازاً أسقط الكثير من البشر , تراجعت للخلف عدة خطوات وفي نيتها تلقينه درساً على ما سببه من فوضى عارمة وإفساده لمهمتها , وحين استرقت نظرة ليمينها صدمها مقتل جميع الموجودين إما غرقاً أو تحطماً على أسنان القروش ..
تقدم لها ذاك الشاب وقد لاحظت أن بيده مثقاباً ضخمة فسألته بغضب : ماذا تريد ؟ ألا يكفونك من قتلتهم للتو ؟ دع الطفلتين وشأنهما .
تجاهلها الشاب ورفع مثقابه , لكن فاجأه سيل من الطلقات الملونة غطته فأنزل مثقابه بغضب ونظر لآناليا بتحدٍ : سأقتل الطفلتين .
قالها بصوته المبوح ثم قفز تجاه الطفلتين الممسكتين بالمسدسات الطفولية , لكن كان للفتاة الكبيرة سرعة تصرف إذ أنها ضربت البراميل بقوة مما تسبب بسقوطها عليه في حين هربت هي بعد حملها للطفلتين للوراء ..
هدأت قليلاً لكن سرعان ما احتدت ملامحها لمّا أبعد البراميل عن جسده ووقف , فتمتمت آنها بغيظ : سحقاً لم يتأذى .
اتسعت عينيها لظهوره فجأة أمامها , ولكبر المفاجأة سقطت أرضاً .. عاد لرفع مثقابه العملاق في حين هي قبضت يديها واحتدت ملامحها التي غطاها شعرها الذي تحرك من الهواء ..
برزت مخالبها مجهزة إياها للتمزيق لكن الشاب الذي زاد قربه منها ظهر التردد على ملامحه فضغط زراً في سواره لتظهر حوله طائرة وهرب بعيداً ..
صرخت الطفلتين معاً : أخفناه . لتضحك آناليا ثم تقول : لنعد للبيت , ونرسل لعمتكما رسالة بأنكما لن تأتيا .
مضى الوقت سريعاً ليسدل الليل ستاره المرصع بالنجوم على السماء , وفي الطابق الرابع لمبنى شركة ألتا كان آخر من دخل تشارلي الذي قال : وأخيراً انتهيت .
أعقب كلامه بجلوسه على الأريكة بقوة مما دفع آندي لتقول : حاذر , هناك أشخاص جالسون على الأريكة .
لم يرد عليها بل أغلق عينيه لتشيح بوجهها عنه , وفي ذات الوقت طرُق الباب لتدخل ميراندا وهي تجر شاباً بشعر رمادي داكن خلفها ..
أطلقت آناليا شهقة وقالت بصدمة : إنه هو .
تقدمت ميراندا إليهم وقالت : لدينا عضو جديد .
سألتها آناليا باستغراب : أتضمون القتلة هنا ؟
هزت ميراندا رأسها نفياً وقالت : كلا , لقد حدث التباس .. لكننا الآن نعرف فصول القضية .
لم يبدُ الفهم على آناليا فأكملت : سبب ما حدث هو الطفلتين , فبعد الدراسات والترقب اكتشفنا أنهما ليستا سوى تنكر من قبل أمهر نساء كاييتو . تنهدت بأسى : لقد تم خداعنا بشكل مشين لذا نحن نخطط بطريقة للانتقام , على أي حال ... ربتت على ظهر الشاب : هيا عرفهم بنفسك .
نظر لهم الشاب بصمت ثم قالت ببطء وصوت خافت جداً : آريــ س .. شيرا زين .
حدق ليو بمن جانبه وقال : أفهتم أو سمعتم شيئاً ؟
أجابه مات بحيرة : اسم عائلته شيرازين هذا ما فهمته , أما الكلمة الأولى فهي ليس واضحة .
صمت ليو لفترة ثم قال بحماس : أيمكن أن أناديك بـ شيهو ؟
أومأ الشاب برأسه وقال : أ ـجل .
ربتت ميراندا على ظهره مجدداً ثم قالت : إنه في السابعة عشر من عمره . نظرت له : هيا اجلس معهم فستعيش هنا منذ الآن .
قلب نظراته بينهم ثم تقدم بهدوء وجلس بجانب أليكس بصمت , وبعد أن تركتهم ميراندا بفترة سألهم : من .. تكو ـنون ؟
نظروا لبعضهم ثم قال أليكس : لتعيدوا التعريف , فأنا أيضاً لم أسمعه .
ولجت ميراندا لمكتب الرئيس ليبادر بسؤالها : كيف هو ؟
أجابت : إنه هادئ , لكن هناك احتمالية بأن لديه مشكلة في النطق , إنه يتحدث ببطء !
سحب نظارته ووضعها على المكتب ثم قال : كلا , لست أعرف السبب ولكنه يفعل ذلك عمداً .
أمسكت ذقنها بحيرة : هذا فعلاً غريب ! لكن أرجو أن يتأقلم معهم .
ابتسم بثقة : لا تقلقي , سيتأقلم كل واحد منهم مع البقية .
صمتوا للحظة , وحين همت ميراندا بالاستئذان لفت أنظارهم الحاسوب الذي يرسل شارات ضوئية ملونة ..


~ انتهى
__________________
أحْتاج للراحة ...

التعديل الأخير تم بواسطة βlμe Яǿse ; 04-16-2013 الساعة 03:49 PM