04-18-2013, 12:25 AM
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الورّاق السلام عليكم ورحمة الله .. و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته ,,
أود اليوم مشاركتكم بإجابات لي على أسئلة أحد الزملاء حول الثقافة والمثقفين حياك اخي ..
-------------- س/ من يصنع المثقف ؟
ج/ أي مثقف تقصد؟ المثقف الواعي أو المصنوع؟ هناك مثقف مصنوع وهناك مثقف صانع ، الثقافة مضرة إن لم تكن مفرداتها مبنية على حقائق وليست مجرد متح لكل ما ينضح به الإعلام وما تلفظه دور الطباعة!
المثقف الواعي هو الذي يعي ما يأخذ ويعي ما يترك، المثقف الحقيقي هو الذي يملك محوراً ثابتاً يدور حوله ولا يكون تحت رحمة التيارات، ولا شيء أثبت من عروة الله الوثقى، إذن هي التي تصنع المثقف وتصنع العاقل والعبقري أيضاً، لأن من كان عبداً لله صار حراً من غيره.
وبدون هذا الثابت تأتينا ظاهرة تقلب المثقف المعروفة، فيكون مثل التي نقضت غزلها من بعد قوة وتغزل غزلاً جديداً.
المحور هو الذي يصنع دافعاً للثقافة، فإذا كان محورك هو "الله" فسيكون دافعك البحث عن الحقيقة والخير والجمال في كل شيء، فمن الله تبدأ الأمور.
الكثيرون يتجهون للثقافة بدوافع أخرى كطلب الشهرة أو المنصب أو مهاجمة أيديولوجية أخرى... إلى غير ذلك من الدوافع، وكل شيء يعود إلى مبدئه، وكل سعي ليس لله فهو متبر وخاسر في الآخرة. صدقت اخي ... فالمثقف لا يمكن ان يصنع لكن من هو على طريق التثقيف يصقل و لا يصنع ,, و الثبات على محور معين شيء اكيد لا بدو ان يتمتع به الشخص السائر في هذا الطريق .. فلا يمكن ان يكون من لا مبدأ له مثقفا ,, و معك كل الحق ان اي سعي للثقافة لا يصب في طلبها لله تعالى و لإزالة الغشاوة التي بقيت طويلا في مجتمعنا لا يمكن ان تنجح ,, س/ هل القراءة تسبق فعل التثقيف أم تفرز عنه ؟
ج/ الأصل هو التفكير الذي يدفع للقراءة وغير القراءة من مصادر المعرفة ، والقراءة تفتح مجالات جديدة للتفكير وتفتح إلى قراءات جديدة، المثقف الحقيقي هو المفكر الحقيقي، ولا مفكر حقيقي بدون دافع حقيقي ودائم وثابت، وهذا لا يكون إلا بالارتباط بالله وليس بالمصالح والأهواء.
أكثر من غشنا هم المثقفون مع الأسف، والعالم يعاني من جرائمهم في حق التاريخ والفكر والأديان. غش البائعين لا يقارن بغش المثقفين بالعالم إلا من رحم الله! فكم من حقائق كذبت وكم من تزوير اشتهر وكم من تاريخ حُرِّف بل ودين ونصوص!
اجتمع على العالم قوة المال والأقلام المأجورة فرسموه بغير صورته، ولم يسلم حتى العلم والدين. نحن بحاجة للمثقف الحقيقي ليزيل الأصباغ عن الوجه الحقيقي للإنسان والحياة، وهو الذي يستطيع أن يجعلنا نفهم ولا نحفظ بدون فهم، ويقدم لنا رؤية متكاملة من خارج فقاعة الواقع وحمق اللحظة. القراءة ركيزة من ركائز الثقافة فلا يمكن ان تشيد الثقافي من دون وجود ركائز قوية ,, اسمح لي اخي ان اضيف ان المثقف الذي غشنا لا يمكن ان يكون مثقف او يطلق عليه صفة الثقافة لأن المثقف لا يمكن ان يقترف هؤلاء .. ربما الأصح ان نطلق عليهم " المخادعون" لأن الثقافة لفظ لا يمكن ان يطلق على شائبة .. ننح بأنتظار المثقف الذي لم يكن آلة متلقية ,, س/ هل توجد قراءة تقتل الوعي ؟
ج/ نعم توجد قراءة تقتل الوعي، إنها قراءة التلقي، فالمثقف الحقيقي هو من يقرأ قراءة الناقد لا قراءة الشارب المتلقي. القراءة المفيدة هي التي لا تلغي شخصيتنا وتذوبنا في الكاتب، القراءة المفيدة هي قراءة من لا يثق بسهولة وألا يقع ضحية الأدلجة والتغييب.
نصيحتي لكل من أراد أن يتثقف ألا يصدق كل ما يُقال ويُكتب حتى يقتنع بجو حر؛ لأن لهم أساليبهم التي يأخذونك بها من خلال المعلومة إلى الوجهة التي يريدون. أنت خذ المعلومة بعد أن تتأكد منها ودع الوجهة، إلا إن كانت وجهة ترضي إحساسك وعقلك وهذا قليل.
أكثر الناس يقرؤون للكاتب ولا يقرؤون للمعلومة، بدليل أنهم يتناقلون أسماء الكتاب والمحاضرين ، إنهم يقرؤون الشخص أكثر من قراءتهم للمعلومة، وبعد المحاضرة يتكلمون عن المحاضِر وليس عن المعلومات في المحاضرة! كأنهم يبحثون عن القدوة الحقيقي.
والتركيز على الشخص يفتح الباب لأخذ كل ما عنده حتى توجهاته، وهنا الخطورة.
بما أن الإنسان محتاج لقدوة فعليه فليبحث عن القدوة غير معتمد على ثناء الآخرين أو الإعلام بل على إحساسه هو . القراءة يجب ان تكون قراءة ناقدة كما طرحت هنا اخي ,, الكثير من الاشخاص تحبسهم القليل من الصفحات التي قرأوها و تمسكوا بما فيهاحتى دون ان يمرروها الى عقولهم ,, نعم صدقت اخي الكثير يقرأون الكتاب و يستمعون للمحاضر او يتخذون ايدلوجيتهم بسبب شخوصهم لا اكثر ,, ضاربين شخصياتهم الخاصة بعرض الحائط و هذا ما قتل روح الابداع و التميز في الكثير منا ,, س/ مامعنى القراءة النهضوية ؟
ج/ ربما يقصد بهذا المصطلح القراءة التي تدور حول النهضة والتنمية والثورة على القديم والرجعية والتي تستشهد بتجارب الأمم الناهضة وهكذا .. و اعتقد انها القراءة المتمعنة التي نتيجتها الاكيدة نهضة عقلية و اضاءت ما كان مظلم فيها .. س/ هل تسهم المؤسسة التعليمية ( مدارس ، جامعات ... ) في جعل القارئ يحتضر؟
ج/ دور المدارس والجامعات في تشجيع القراءة أعتقد أنه دور سلبي، وتجعل الكثير من الطلاب يكرهون منظر الكتب لأنها ملزمة بوقت محدد وبفترة معينة، لكنها لا تخلو من فائدة. اتفق معك اخي ,, عندما تصبح القراءة لأجل علامة او هدف غير الثقافة تقتل حبها في النفوس ,, الكثر من الطلاب لايمكن ان يشغلوا وقت فراغهم بالقراءة لأنه تم تشويه مضموها في عقولهم من قبل المدارس و الجامعات ,,
*الخلاصة: لا مثقف بدون تفكير شمولي يريد معرفة مترابطة.. الشمولية الفلسفية الناقدة الشكاكة التي تتسع نظرتها خارج الاطر المرسومة لتتميز عن جميع النظرات الاخرى ,,
(( كتبه الورّاق، وجزى الله خيراً من نقله دون اجتزاء مع ذكر المصدر: مدونة الورّاق))
الله يعطيك العافية اخي على الموضوع اهلا بك في المنتدى و القسم شكرا لك |