| مآ بيَن سـحرٍ, واحتضَارِه! .. [ حلمٌ قصَيْر ] .. ~ إلِيَك, أبْريـل الحاِفُل بالكثيَر!,
إلِى شُوقِي لـ القلَم, إلَى كلِّ مَن مرَّ
مِن هُنآ .. [ أقصُوصةٌ بطعِم السَّحر ! ]
" مآ بيَن سـحرٍ, واحتضَارِه! .. [ حلمٌ قصَيْر ] " هلْ يُمكِن لِسعادةٍ شخصِ مَّـا ؟!
أنْ تُولَد مِن ابتسامَةٍ مَّـا,
فِي لحْظَةٍ مَّـا هكَذا فجَـأةً ؟!
- حسَناً يآ آنسَة استيْدرِي قلْيلاً, إلَى اليَميَن, أجَل
هَذا جيَّد!, والآن .. ابتسِمي! هَكذا كانَ السَّحر!, هكَذا فجأةً خفَق قلبِي,
فقَط فِي تلَك اللَّحَظة, أغمضَتُ عينيَّ لوهْلَة! تزامَناً مَع
الضَّوءِ الخاطِف الّذِي عبَر الأرْجاءَ فجأةً,
وكاَن امتدَادَه أوسَع بكثيْرِ
مِن صُوت آلةِ التَّصويْرِ الخافِت. ومُعه تمدَّدَت تلَك الابتسَامَةُ داخِل
أرجاءِي, وواصلِت السَّيَر نحُو قلبِي, بلا هوادَة,
تقدَّمَت, وتقدَّمَتْ! حتَّى استقَّرَت هُنا.
- هيْه, سَـام!, لِمَ أنَت جامِدٌ هكذا؟! هبطَت آلةُ التَّصويْر بعيْداً عَن مستوَى عينيِه,
والتفَت رأسُه نحُو الخلِف حيَن افتقَد ترَكيَز زميْلِه فِي تثبيْتِ
الإضَاءةِ المنُاسِبةِ للتَّصويْر!,
- لِمَ تُمسِكُ بقلبِك هكَذا ؟! واصَل ريْك سؤالَه, بيْنما أفاقَ ساَم مَع الكلِمةِ الأخيَرةِ
مِن غيبُوبَته الخاطِفةِ بصعُوبةٍ, وهتَف بذُهول :
- ماذَا !؟, حسناً حسناً وأعادَ تثبيْت الأضاءةِ تاركَاً ريْك يُجزِمُ أنَّه لَم
يسْمَع كلمةً واحدةً ممَّا قال!.
مضَتِ الدَّقائِقُ, كأنَّما أسمُع اللَّحَن الآسَر الجميْل يدُور باستِمرارِ
فِي داخلِي أنا فقَط,
كما لُو أنَّنا نصَّور
مشْهداً لـ بدايةِ قصَّةِ حبٍّ فِي فيْلمِ مَّا!.
صُوت ريَك يبدُو بعيْداً تماماً, بَل إنَّه غابَ فِي لحظاتٍ
كثيْرةٍ بكلِماتِه الرَّوتينيَّة:
- إلى اليَسار, والآن آنسَة سُوزِي .. آبتسِمي!
كانَ ريْك يُطلِقُ السَّحرَ الأخَّاذَ فِي كلِّ مرةٍ يقُول بِها هذِه الكلِمَة,
دُوَن علِمه, لَكمْ أتعجَّبُ كيَف يظلُّ صامِداً ؟!,
إنَّه رجلٌ عمليَّ غارقٌ فِي ذلِك الضَّوءِ
خلَف آلةِ التَّصويْر, تلَك العدسَةُ الصَّغيُرة تحرمُه رؤيَة المشَهد الطَّبيعي!
- ضعي يدكِ هُنا, تماماً, تماماً .. والآآآن.. ابتِسمي! مرَّةً بعَد أخرى, يبتَعدُ صوُته حيْناً حيَن يعلُو اللَّحُن
فِي داخلِي, يخطفُ الضَّوءْ الأبيْضُ كلَّ شيءِ من حُولِنا, يحرُمِني مِن
ذلِك السَّحرِ لثوانٍ معدُودةٍ فقَط!, ثُمَّ .. يعُود مِن جديْد!
- حسناً, انتَهيْنا أخيْراً!
- ماذاَ ؟! هتفَ بِها سَام فجأةً ؟!, ولكِنَّ ريْك لَم يعْبأ سوَى
بشكرِ الآنسَة سُوزِي. لحنٌ خافِتْ, صُوتٌ ينطلقُ مِن اللَّوحةِ الأحاديَة!, شخصٌ انحنَى
فُوق البيانُو, ظلٌ غادرَ هذا العالَم وخلا بنفسِه مِن كلِّ شيءٍ عدَا طيْفِها,
المكانُ المُظلِمُ غُمِرَ بضُوءِ صُوِت لحنٍ تخلِقُه أنامِلُ العازِف الماهِر,
وحيَن غرِقَ ذآك العازِفُ فِي عالمِه, تناسَى تماماً, خطُواتِ
حذاءِ بطيْئةٍ قرَعت الغرفةَ المُظلِمَة وصُولاً إلى أوَّل
زاويةٍ فِيها, ووقَفت بصَمتْ.
ووصُولاً إلى مقطَعٍ كانَ على ساَم أنْ يرفَع فِيه رأسُه
قليْلاً عَن اللَّوحَةِ أمَامَه هالُه ما رأَى, وكيَف يحجبُ الشَّغفُ سحراً
كهذا ؟! كيَف يجرُؤ!؟ توقَّف الزَّمَنُ مَع توقَّف العازِف, وتزامَن تصلَّبُه فِي مكانِه
فُوق المقعَدِ الجلديَّ الأنيْقِ, مَع جمُود الشَّخصِ الواقِف تحَت ظلالِ الزَّوايةِ
المظلِمة!, لوهلةٍ فقَط ثُمَّ عادَ يتدَّفقُ الوقُت ببُطءْ حيَن ردَّد :
- آنـ.. آنسَة سُوزِي ؟!
لكِنَّ الطَّيَف الباسِم لمْ يكُن يُمارِسُ سحرَ ابتسامَتِه
فِي تلَك اللَّحَظةِ!, كاَن قَد خطَف القليْل مِن أنفاسِ ساَم, وحازَ
على الكثيَرِ مِن انبهارهِ واهتمامِه ثُمَّ هرَع خارِجاً !,
وفِي محاولةٍ لمَ يألفَها ساَم, خرَج باحثاً حُوله عَن
صُورةِ الفتاةِ الِّتي اقتَحمَت عُزلَته
لكِنَّ محَاولَته تلَك كاَنت فاشلةً تماماً. كيَف يُمكِنُ لـ لحظاتٍ قصيْرةٍ أنْ تخلَق مشاعَر بهذَا العُمقِ؟
ولِماذاَ ؟!, لِمَ على قلُوبِنا أنْ تنِبضَ بقوَّةٍ دُوَن ميْعاَد؟! دُوَن أن
تتركُنَا على موعدٍ أو تاريْخٍ يجعلُنا نتأنَّق لتلَك اللَّحَظة ؟! يجعلُنا نحتضُنها؟!
نمسكُ بِها بأيَديَنا لئلَّا تُفلِت!؟ .
إنَّه فقَط وهجٌ آسِر, كحلُمٍ جميْلٍ لا يحدُّه أفُقٌ,
كـ شرُوقٍ شمسٍ ليَس لها غرُوب, كـ نهارٍ
بلا انقضَاءْ, كليْلٍ ساكِن توقَّف فِيه الزَّمَن!,
كـ أكسْير شبابِ أبدي, إنَّها " الـسَّعـَادَة بـ ذاِتها " . كشَفتِ السَّماءُ فِي ذلِك اليُوم عَن صباحٍ يُناسِبُ تتويْجَ
قصَّةِ حبِّ جميْلَة, كانَت الشَّمسُ قَد ارتفَعت فِي السَّماءْ, لكِنَّ الهواءَ
اللَّطيْف لَم يجَعل حرارَتها مؤذيَة, بَل أحالَها دِفْئاً رقيْقاً,
كاَن يحاُول أنْ يجَعل الوشَاح حُول عُنقِه مُناسِباً,
يحاُول أنْ يلفُّه بعنايَة!, لَم يجرِّب أنْ يرتدِي وشاحاً مِن قبْل
لَم يُجرِّب قميْصاً بتلُكما الألوانِ الزَّاهيةِ مِن قَبل!, كان محظُوظاً
بشعرِه الأشَقرِ الجميْل فلُولاهُ لكَان الآن
يُمضِي وقتاً أطوَل فِي اختيارِ طريقةٍ
لـ تسريْحِه!. كانَت تلَك هِيَ المرَّة العاشرَة الِّتي تعقدُ بِها شريطةَ الدَّانتيِل
الِّتي تطوَّق فستانَها المُزركَش بزُهورٍ بيَضاءْ!, لم تستِطع ذلِك رُغم أنَّها
ليَست مرَّتها الأولى, كانت تلَك هِي المرَّة الأولَى فِي كُوِنها حائرةً, حُول
مظَهرِها!, حُول أناقِتها, حُول مساحيْق التَّجميْل,
حُول خصلاتِ شعرِها الذَّهبيَة!
حُول.. حُول كلِّ شيءٍ هيَ ليْسَت واثَقة!.
حاوَلت أنْ تبتِسم, أنْ تتأثَّر بالسَّحر الّذِي تمارسُه
على الآخريَن دُونما قصدٍ, أو بقصدٍ أحياناً, حيَن يكُون ذلِك على غلافِ ألبُومٍ
موسيقيَّ, أو فُوق إعلانِ مُسلسلِ مَّا مِن بطُولِتها!.
لكِنَّ العجيَب فِي ذلِك السَّحر هُو أنَّه عصيُّ على
صاحِبه!, وأنَّه لا يمكِّنُه مِن أنْ يستِشعَر أيَّاً مِن الوهجِ الذّي
يحيُط بِه غيَره.
أغمضَت عينيْها, لمَح طيفٌ أمامَها جالَ حُولَها قليْلاً
غمرَتها الصَّورةُ الِّتي ترآءَت لها بسحرٍ جعلَها تنِطلُق خارجةً
وقَد حازَ مظُهرها على ثقِتها أخيْراً!. وفِي مكانٍ واحدٍ كانَ هُناك طيْفاَن, أحدُهما قَد غاصَ
بيَن الياسمِين الأبيَضِ واستنشَق عبقُه, ثُمَّ أغمضَ عينيَه! أمَّا
الآخر فقَد كاَن يجولَ مَع باقةٍ تنوَّعت وتزاحَمت فِيها ثلاثَ
أو أربَعُ ألوانٍ جميْلَة.
لكِنَّ المكانَ المليءَ بالأزهارِ الِّتي تنفَّست كمَّ
المشاعِر ها هُنا, قَد أفسَح زاويةً لـ لقاءٍ يجمُع الطَّيفيْنِ أخيْراً!.
ابتعَدت بأنفِها عَن الياسمَين ووقَفت!,
أبعَد الباقَة الِّتي تتكيءُ على كتفِه وتحُجب جُزءاً مِن وجِههِ
ووجَهها !, وتوقَّف الزَّمُن, وعادَ اللَّحُن مِن جديْد! كيَف يُمكنُ للُوروُدِ أنْ تفِقد جمالَها حيَن تكُون
بيَن يديِه هكَذا؟!, كيَف يُمكِنُ للوحةٍ أحاديَّةٍ أنْ تغدُو ملوَّنةً
حيَن يمرُّر أصابعُه فوَقها ؟!, كيَف يُمكِنُ لـ الأزهارِ مِن حُولِها أنْ تنحنِي
خجلاً ثُمَّ تبتِسمَ لهُ فقَط ؟!, كيَف يكُون جميْلاً هكذا!؟ أنيْقاً هكذا فاتِناً
هكذا, حسّاساً هكَذا!, دُون أنْ يجرَّب يُوماً التدَّرُب على ذلِك!.
دُون أنْ يدرِي أنَّه يدفُن بداخلِه صُورَةً مثاليَّةً يسعَى الكثيُرونَ لبلُوغِها! ولأنَّ بعضَ البشرِ لا يعِي حجَم السَّحرِ المؤثَّرِ
الّذِي يضفيِه حضُوره فقَد تجمَّد سآم فِي مكاِنه دُون أنْ يُدرِك
سحرَه الّذِي حجَب عَن سُوزِي كلَّ شيءِ حُولها عدَا صُورِته, كانَ هُو
الآخر غارقاً فِي عالِم آخَر.
- سـُوزِي!
هكَذا انقطَع السَّحر, انسَحبت ابتسامَة الزَّهُور,
حجَبتِ الشَّمسُ دفئَها, توقَّف النّسيْم, تكوَّر الوَهجُ حُول ذاتِه إلى
أنْ اختفَى! وانتَهى كلِّ شيءْ. كلُّ ما دارَ بعَد ذلِك كانَ ضجيْجاً, نشازاً, كانَ
سآم سيضُع يديِه على أذنِيه, ويغمُض عينيَه بشدَّةٍ لـ يتحَاشاهُ
لكِنَّ الكوآبِيَس سميَّت بذلِك لأنَّنا لا نستِطيُع تفاديْها! وما عايَشهُ كانَ
كابُوساً وأدَ كلَّ الأحلامِ حيَن انقضَى
زمُن السَّحر ودقَّت ساعُة احتضارِه.
سُوزِي, تصعُد سيَّارةً فارَهة, مالُكها هُو صاحبُ
الصَّوِت الّذِي أعلَن خاتِمةَ الحلُمِ الجميلِ للتَّوِ حيَن نادَى آسمَها,
طيفُها يُغادرُ المكاَن, الياسميُن وجَد مكانُه بيَن يديَ ذلِك الشَّاب,
الفُستانُ وشريطةُ الدَّانتيَل والخُصلاُت الذَّهبيةُ ومساحيُق التَّجميِل كاَنت
لهُ لـ يُثنِي علِيها, الصَّورةُ الِّتي ترآءَت
لها كاَن طيفُه وهُو يحقُّق أمنيَة
نجُوميَّتِها المنشوَدة.
غادرَت بسحرِها بعيْداً, تلاشَت مع الضَّوءِ الأبيَضِ إلى الآبَد.
- حسناً, جيُّد هذا جيَّد والآن إجلِسي هُناَك!,
يآ آنسَة!.. سـآم ثبَّت الإضاءَة جيَّداً! يثبَّتها ساَم, تبِتسُم الفتاةُ دُون أنْ تترُكَ
أيَّ سحرٍ فِي المكاَن, وفِي زاويةٍ مهُملةٍ كانَت هناك
باقةُ ورُودِ فِي سلِّةِ المُهْملاتِ, دُون أنْ يعبَأ بِها أحَد, دُوَن أنْ
يعلَم بِـ وجوِدها أحَد, دُون أنْ يُدرِكَ جمالَ صاحِبها أحَد. لُو كُنتُ أنِت, ولُو كُنتِ أنـا!
أكُان هُناك حبٌ سيُولَدُ بيَننا ؟!
تُـمتْ .. فِـي كـّلا المنتدييـّن
(عَملتُ عليهـّا جَاهدةً ! ، سأهديها لـّ " M " >> ي ويل احد يقول انا اعرفه خلاص قصم اعرف انكم تعرفونه )
__________________
:7b:
:7b: I lovè ÿòû |