عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 04-18-2013, 06:38 PM
 


..ديانا..


فتحت عيني، فرأيت شاباً، مظهره عادي، لكن مالفت إنتباهي هو لون عينه، لون ارجواني قاتم، و أحمر مثل الرمان! كانت عينه تلك تبرق في وسط ظلام الليل و هدوئه، كانت اجمل من النجوم التي تتلألأ في السماء..! و قد اعطى منظره لمسة سحرية، عندما جائت نسمة خريف جافة و حركت الشجرة..! فترنحت الشجرة يميناً و شمالاً! و كأنها متوافقة مع قدوم هذا الفتى ..!
ظللت أرمش بعيني بتعجب، بينما هو كان يفعل مثلي، كان ينظر إلي بهدوء قاتل، ووجه خال من التعابير، مما جعلني أواجه صعوبة في معرفة بماذا هو يفكر، لكنه فجأة! تراجع للوراء و قال بشك ممزوج مع خوف و قلق و ريبة:من أنتِ؟ و ماذا تفعلين هنا؟
تجاهلت ماقاله للتو، و حاولت رفع نفسي قليلاً من هذا القبر العميق و قلت له:س-ساعدني.. أرجوك..!
عندما إلتزم الصمت لفترة من الزمن، و كأنه كان بتصارع مع قرينه في مساعدتي أم لا، لكن في النهاية جاء لي و اعطاني يده، فلم اتراجع في قراري! بل وضعت يدي بيده، فسحبني من إحدى حفر الجحيم التي كانت سوف تدخلني لها بدون ذنب، لكن كانت يد هذا الشاب ترتجف، هل هو خائف مني؟
عندما تم سحبي من منزل الآخرة، شعرت براحة داخلية! و كأنني كنت على حافة الجحيم، لكنني قد نجوت في آخر اللحظات! في هذه الحفرة واجهت خوف الموت.. و ألمه! كان مثل الكابوس الذي إنتهى و قد نهش كل عظمة من جسمي كالوحش الكاسر! لكن فرحتي لم تكمل.. سقطت على ركبتي عندما قصفني ألم فضيع في رجلي! حيث الجرح الذي اصابني بالامس لم يلتأم بعده..
فقال الشاب بتعجب:أنتِ! هل أنت بخير؟
ثم عض على شفتيه و كأنه يشاور نفسه، و يصارع مع السلوك! ثم قال لي:تعالي معي!
. . .
بعد أن وافقت على أن اذهب معه، بجانب انني لست بحاجة للموافقة للأنني لا املك خيار آخر، هناك! اخذني إلى شقته، حيث يعيش وحيداً، و للأكون صريحة، كنت مستغربة و أنظر للأنحاء الغرفة و كأنني انظر للأشياء غريبة! لكنها مجرد قطع أثاث مرتبة على الشقة بأكملها، مع هذا احسست بأنني ارى اشياءاً جديدة، فأمي كانت لا تسمح لي بأن احتك في الناس، من البيت للمدرسة، و من المدرسة للبيت! كان هذا نطاق حدود تحركي في الخارج.. حتى انها قالت لي بأن لا اتكلم مع زملائي في الصف أو اي احد.. تسألون لماذا؟ لا ادري..
على كل حال، جعلني هذا الشاب أجلس على أحد كراسي الصالة، ثم أخرج عدة الاسعافات الاولية، و أزال الضمادة الطبية التي قد غرقت في بحر الدماء، ثم عقم الجرح بقطنة، و أعاد لف ضمادة جديدة على رجلي.. فأحسست بالراحة قليلاً.. لكن القلق لا يزال في قلبي منقوش..
فجأة قال الشاب و قد أعاد الاسعافات الاولية لمكانها:هكذا سوف يتوقف النزيف..
ثم جلس قربي و قال لي و هو مقضب الحاجبين:قولي الآن، من أنتِ بالضبط؟
فنظرت للأسفل بحزن، و عيني تتلألأ و قد ملئت بالدموع، و قلت بصوت ضغيف:اسمي ديانا، و عمري 18 سنة..
قاطعني و قال بإستغراب:ديانا؟ هل أنت اجنبية؟
فجاوبته:أمي يابانية، لكن ابي امريكي، و هو يعمل في الخارج..
ثم اكملت قصتي و أنا امسح دموعي قبل أن تسقط:رجعت للمنزل البارحة، في تلك الليلة الممطرة، لكنني تفاجأت عندما رأيت أمي مقتولة، كان مشهداً فظيعاً! و شئ آخر رأيته، و هو رجل قد خرج من الظلام، لم ارى وجه، لكن كل مارأيته هو أعين ذهبية تستطيع رؤيتها في الظلام..
كنت احكي القصة لهذا الشاب، بينما كان هو ينصت بتمعن، و في نفس الوقت، كنت اتخيل مشهد للأمي و هي طريحة الارض، و قد وصل بي الحد لكي اتخيل كيف تم غرس السكين فيها! فجأة! مر في مخيلتي.. و كأنها قطعة من ذاكرة شخص ما ضائعة، و الآن أنا وجدتها..!
رأيت ناس يفعلون طقوس غريبة، و الابتسامات على وجوههم! طعام و خدم و حشم، في كل الارجاء.. و حبات لؤلؤ تسمى الثلج كانت تسقط في الخارج، بينما ما كنت اراه كان في داخل قاعة، ولائم مفروشة على طاولة، هل هذا حفل شياطين؟ لحظة! ماهذا؟ كيف تحول الفرح إلى حزن؟ فجأة! إنقطع شريط الفرح، و الآن أنا ارى دماء مبعثرة، و جثث ملقية هنا و هناك، و نوافذ مكسرة شضاياها مبعثرة في ارجاء القاعة،و..و كأنها مجزرة..!
قطع حبل الكابوس الذي رأيته منذ قليل، صوت ذلك الشاب و هو ينبهني:أنتِ! لماذا سرحتي؟
عندما افقت، قلت له بتردد:آ-آسفة! لقد شردت قليلاً.. !
لكن مع هذا، مالذي رأيته الآن؟ و كأنني اعيش تلك المجزرة! ماهذا؟ مقطع و كأنني قد عشته من قبل..!
عندها قام ذلك الشاب و قال:سوف أخذك غداً للشرطة، و سوف نرى ماذا سوف يحدث، لكن حالياً، خذي قسطاً من الراحة، لا بد انك متعبة.
فقلت له بقلق:لكن..
قاطعني و قال:إن كنت تشعرين بالقلق لوجود رجل لا تعرفينه لكي ينام معك تحت نفس السقف، سوف اترك الشقة لك و اذهب إلى منزل صديقي للأبات الليلة.
فقلت له بتلعثم:ل-لا.. اقصد.. أنت صاحب هذه الشقة.. أنا من يجب أن يرحل..
فقال:لا تقلقي.. سوف آتي في الصباح إلى هنا مجدداً.
لم استطع قول شئ، فأنا لا اعرف كيف اتصرف عندما يسدي احدهم لي معروفاُ كبيراً مثل هذا..
عندما شق ذلك الشاب طريقه ليخرج، توقف عندما سمعني اصرخ بخوف:لقد إختفى!
فإلتفت لي و قال بتعجب:مالذي اختفى؟!
فقلت له و أنا ابحث في الارجاء:خاتم! خاتم يحمل ياقوتة حمراء نقية! كان عندي.. ربما وقع في القبر..!
ظل الشاب صامتاً، ثم اخرج من جيبه شيئاً، فنظرت لهذا الشئ الذي هو الخاتم التي اعطتني إياه امي، فقال الشاب:كنت اظنه ضائع من عند احدهم،لذا كنت اخطط لبيعه، لكن يبدو بأنه لك، لذا خذيه..
فرمى علي الخاتم و هو من بعيد، فإلتقطته، بينما شق الشاب طريقه لكي يخرج، لكنني اوقفته مرة اخرى و قلت له:إنتظر..
فظل مكانه دون أن يلتفت حتى، فسألته بتردد:إسمك؟ ماهو اسمك؟
فقال بهدوء:شين..
ثم خرج من الشقة بعد ان ترك المفتاح عندي، ظللت فترة جالسة على الكرسي بدون حراك، لا اعرف ماذا أفعل؟ لكنني في النهاية قمت على رجلي، و اقفلت الباب ثم اسندت ظهري على الباب بعد ان ادخلت دفعة من الهواء إلى رئتي، لكن.. هل لا يزال هنالك ناس طيبين مثله في هذا العالم؟ أمي كانت تقول لي بأن الناس الذين مثل شين قد اختفوا في هذا الزمن، لكن كل ما اراه هو العكس..
ضممت رجلي إلى صدري، و اغرقت رأسي في حضني بحزن، لكنني لم أخذ لحظات حتى بدأت الدموع تتزاحم على وجنتي، لماذا؟ لا ادري، كل ما في الامر هو انني اردت البكاء، كنت اريد إخراج مافي عاتقي من هم! لكن كل ما اخرجته، يبقى اثره، مثل الدم عندما تزيله، لابد بأن يترك أثر في المكان، مثل حالتي الآن..
لكن، مالذي رأيته من قبل؟ تلك الجثث الملقية على الارض، و الحفلة، و ليلة مثلجة، ماكان هذا؟ أنا لم اعش تلك اللحظة.. هل كنت في حالة حلم أم كابوس؟ أم انني كنت اتخيل فحسب؟
اغرقت رأسي أكثر فأكثر، بينما ظل الخاتم في يدي و كأنه حبل نجاتي، أسئلة كثيرة تجوب في عقلي ليس لديها أجوبة مقنعة! سوف اصفها لكم الآن، و اخبروني إن استطعتم أن تجدوا لها أجوبة..
من قتل أمي بالضبط؟ و لماذا؟ و ماقصة هذا الخاتم؟ و ماذا تقصد أمي بأنه دليلي؟ و المشهد الدامي الذي رأيته منذ قليل؟
كلها اسئلة صعبة، أو ربما ألغاز صعبة! التي من المستحيل أن اجد لها إجابة في الوقت الراهن، لذا قمت من مكاني، و لبست الخاتم على اصبعي السبابة، ثم استلقيت على الكرسي الذي في الصالة، بينما كانت حقيبتي قربي بالطبع، حاولت النوم! لكنني لم استطع، ربما للأن المكان غريب بالنسبة لي.. لكن يجب أن انام! خصوصاً بأن المدرسة سوف تفتح ابوابها بعد غد..
..في صباح اليوم التالي..
كما توقعت لم استطع النوم البارحة، لم يغط لي جفن حتى! حتى لو كنت أنام، كنت انام للحظات ثم استيقظ مذعورة حتى من صوت الرياح! كانت ليلة مأساوية..
على كل! عندما أشرقت الشمس تماماً الساعة 9:00 صباحاً، ترجلت من على السرير و غسلت وجهي لكي تختفي ملامح الحزن و آثار البكاء منه، ثم حاولت تعديل ثيابي المتسخة و الممزقة، لكي تبدو بمظهر لا بأس به، و تأكدت بأن الخاتم الياقوتي لا يزال على إصبعي! ثم فتحت باب الشقة، و خرجت للممر الذي في الخارج، الذي يؤدي إلى المصعد للخروج من المبنى السكني..
هناك ظللت أنتظر في الممر ريثما يرجع شين، و أنا في الممر أنتظر، و في نفس وقت خروجي من الشقة! خرج احدهم من الشقة التي بقرب شقة شين! شاب مراهق متوسط الطول، ذو شعر أسود مثل الليل، و أعين كحلية حادة، و قد كان يضع نظارة مثل نظارات المخترعين على رأسه، حيث ينزلها لعينه متى ما اراد استعمالها، و قد كانت ملابسه متسخة و كأنه خارج من حرب لتو..!
ظل ينظر لي ذلك الشاب بتعجب و دهشة ،و فمه مفتوح بشكل يدل على انه في اقصى درجات الاستغراب، لكنه هدأ بعد ثوان و إقترب مني، لكنه في نفس الوقت ابقى مسافة بيننا! ثم قال بعد ان اخذ نفساُ طويلاً، و بدون وضوح:من أنتِ؟
تراجعت للوراء قليلاً، ماذا أقول له؟ هل أقول له أطراف الحكاية، سوف يعتقدني مجنونة بالتأكيد! فجاة سمعت صوت شين يأتي من الخلف و هو يخاطب ذلك الشاب:اهتم في شؤونك، كوجو!
عندما نظرت للخلف رأيت شين خلفي، بينما قال ذلك الشاب المدعو كوجو على مايبدو:أنا مهتم بشؤوني، لكنني مستغرب! أقصد.. هذه الفتاة الغريبة خرجت من شقتك.. و الآن أنت هنا..!آآآه! على كل! قل لي مالقصة؟!
أغمض شين عيناه، ثم زفر زفرة طويلة تدل على الضجر، ثم فتح عينه و توجه نحو المصعد و هو يقول لي:تعالي.
فقلت له:ح-حسناً!
عندما توجهنا نحو المصعد، دخلنا أنا و شين، لكن عندما اوشك باب المصعد على الاغلاق! فجأة وضع المدعو كوجو يديه بين البابين و قال بغضب:لم ادعك تذهب حتى تقول لي مالموضوع!
فرفع شين يده و اعطى ذلك الشاب لكمة على وجه، مما جعلته يبتعد عن باب المصعد و يسمح له بالإغلاق اخيراً! عندما اغلق المصعد بأكمله، تنهد شين بملل و قال:آسف، إنه فضولي هكذا دائماً..!
فسألته:هل تعرفه؟
عندها فتح باب المصعد ليأمرنا بالخروج منه، و نحن خارجان، قال شين لي:نعم، إنه-
قطع جملة شين، صوت كوجو و هو قادم من الدرج و يقول:إنتظر!
عندما إلتفتنا لدرج، رأينا كوجو و قد نزل منه بعجلة! و قد كان أنفه ينزف، ربما بسبب لكمة شين، ثم اكمل كوجو كلامه و قال:لم ادعك تذهب قبل أن تقولي لي مالقصة، يا أخي الصغير الوقح!
إستغرب قليلاً، ثم قلت بتعجب:أ-أخوك؟
شين و هو يخاطبني:لا تفهمي الموضوع خطأ، هو جاري فحسب، هو أكبر مني بسنة فقط، لكنه دائماً ما يناديني بأخي الصغير الوقح!
فنظرت لهذا المدعو كوجو، فإستغربت! اقصد.. هو أكبر من شين بسنة.. لكنه أقصر منه بكثير..
قطع حبل أفكاري صوت كوجو و هو يخاطب شين:ما رأيك بأن تقول لي القصة في طريقك؟ لحظة! إلى أين سوف تذهب؟
شين:إلى مركز الشرطة.
عندها فتح كوجو فمه لكي يصرخ! لكن شين أطبق على فمه و قال بحدة:لا تصرخ، أرجوك يا أخي الكبير!
. . .
على كل، و نحن في الطريق، بدأ شين قص قصتي على كوجو قائلاً:هذه الفتاة اسمها ديانا، أمها يابانية، لكن والدها يعمل في امريكا، على كل! في الليلة قبل السابقة، قتلت أمها، و هي لم ترى وجه القاتل حتى، لكنها هربت مثل المجنون فوقعت في أحضان المقبرة، و هناك وجدتها في قبر مغشي عليها، و هناك أحضرتها لشقتي، و الآن نحن متوجهون إلى مركز الشرطة للتحقيق في قضية قتل امها..
ظل كوجو صامتاً، ثم قال بضجر:هل كانت هذه القصة؟ مملة!
شين بغضب مكتوم:إذن، ماكان عليك اللحاق بنا!
بعدها نظر شين لي و قال و هو يأشر على كوجو:سوف أعرفك عليه مرة اخرى، اسمه كوجو، هو جاري المزعج، أكبر مني بسنة لكن عقله أصغر مني بسنوات، على كل! يحب البرمجة و الخردوات عديمة القيمة، و ينتج إختراعات سخيفة و عديمة قيمة مثله هو و خردواته، لكن كل ما في الموضوع بأنه يزعجني و أنا في شقتي، و هو فضولي-
قاطعه كوجو و قال بغضب:إنتظر! ماذا تقصد بأن اختراعاتي عديمة قيمة؟!
.. بعد مرور نصف ساعة..
وصلنا إلى مركز الشرطة، و أخبرتهم أنا بكل شئ وبالتفصيل الممل، لكنهم لم يصدقوا، ظللت ألح عليهم و أكد بأن ما رأيته هو جثة أمي! إلى أن صدقوني اخيرا.. لكنهم بعثوا رجل شرطة واحد معنا فقط! و هذا دليل على انهم لا يصدقوني، بل إنهم كانوا يريدون إسكاتي فحسب، صحيح بأنني لم أصل إلى سن البلوغ، لكنني واعية و أعرف مايدور حولي!
عندما وصلنا لمنزلي، فتحت الباب، و توجهت نحو الغرفة التي كانت فيها أمي مقتولة، ماذا رأيت؟ لم ارى شيئاً، الجثة إختفت و كأنها قد ظهرت من عدم، حتى آثار الدماء، و الفوضى التي كانت تعم المنزل بأكمله! اختفت، كان المنزل مثل أي منزل عادي، مرتب! و كأن شئ لم يحدث..!
فقال لي رجل الشرطة بإستهزاء:يبدو بأن القاتل قد رتب المكان قبل أن يخرج.
عندها دار لكي يخرج من المنزل، عندما حاولت أن اوقفه، وضع شين يده على كتفي، و نظراته تأمرني بأن ألتزم الصمت، لكن عندما أغلق الشخص الذي تحت إسم "شرطي" الباب ورائه، وقعت على ركبتي منهارة..
..شين..
وقعت ديانا على ركبتيها، ووجها يقابل الارض، و دموع شفافة لامعة مثل اللؤلؤ كانت تسقط من عينها، التي إختفت و تلاشت وراء شعرها الخريفي، كانت الدموع تسقط على الارض مثل سقوط زخات المطر ،و كأنها كانت تشكي همها للأرض..




كوجو، 19 سنة، جار شين المزعج، أكبر منه بسنة فقط، لكنه يكون ساذجاً في بعض الاحيان، و فضولي بشكل يجعلك تغضب، يحب تجميع الخردوات، و يخترع منها، لكنه في أغلب الاوقات يخفق في نجاح الاختراع، و نادراً ما ينجح..


ماسر مقطع المجزرة التي رأتها ديانا؟

أين ذهبت الجثة؟

إقتراحات، إنتقادات، رأيكم؟

جزء اعجبكم؟ جزء لم يعجبكم؟

كيف كان طول البارت؟


__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس