إنطلق صوتُ من جهاز الكاميرا معلناً عن إلتقاط اخر صوره .
كنت اقف على سطح مبنى مهجور يبعد مسافة شارع عن منزل " هنري هسكت " الذي وضعني سائق الاجرة امامه .
لقد درت حول منزل الهدف قليلا ثم في ارجاء الحي ايضا
حتى وجدت هذا المبنى
يمكنني رؤية منزله بأكمله من هنا
فكرت بسخريه
موقع مثالي .
حدقت بشاشة الكاميرا الرقميه
ومررت بسرعه على الصور كلها كانت صور لزوايا مختلفه من منزله
النوافذ الشرف , والحديقه الأماميه كان للحديقه نصيب الاسد من الصور إتباعاً لنصيحة " الليدي إيم " .
ادخلت الكاميرا داخل الحقيبه
بينما استدرت كي اغادر المكان
...
سمعت وقع خطوات قادمة من سلم الحريق
طرفت عدة مرات بعيناي
" متطفل "
فكرت بعصبيه وقد اشتدت عضلات معدتي من التوتر , ربما كان مالك المبنى او شخصا اعتاد الصعود للسطح
تابعت التفكير بهستريا صامته , يمكن ان يكون اسواء كوابيسي
لا اعلم حقا وانا بالتأكيد
لن ابقى لأكتشف .
اسرعت نحو باب يقود الى السلم الداخلي التابع للمبنى نزلت السلم بخطوات سريعه محافظة على الهدوء وعدم اصدار اي صوت .
كان المبنى يغوص في سكون وظلام تام فلا كهرباء ولا بشر سواي والمتطفل على السطح .
تلمست الطريق امامي ونزلت درجة درجة خشية السقوط
كنت اعلم بشكل مطمئن ان المتطفل لم يلحق بي فالباب الفاصل بين الطابق الخامس والسطح لم يفتح على الاقل ليس بعد .
كنت قد وصلت للطابق الارضي , العتمة قامت بحجب الرؤيه
لم احسب حساب الظلام في معادلة الهروب التي قمت بحلها في عجله
وفجأه تذكرت امر الهاتف النقال ولمت نفسي لأني لم اتذكر امره وانا على السلم .
فتحت حقيبتي واخرجت الهاتف قمت بكبس الازرار بشكل عشوائي لينير بضوء خافت ساعدني على رؤية المخرج الذي يقبع امامي قمت بتقديم قدمي اليمين استعد للقيام بأول خطوة صحيحه نحو المخرج .
حين امسكة قبضة حديديه خشنة بعض الشيء بيدي وظهر صوت اجش من خلفي : ليس بهذه السرعه .
احسست بقلبي يثب بقوه بين أضلعي
شلتني الصدمه وبحركة لا أراديه اسقطت الهاتف على الارض ليعود المكان للغرق في الظلام .
لا وقت لدي للفزع يجب ان اتصرف بسرعه واتخلص من اي يكن هذا الشخص
ومع دوران تلكـ الفكرة في رأسي
تمالكت نفسي بسرعة قياسيه.
حين قمت بإلتفافة معينه بحيث تؤلمه يده ليترك يدي .
ولكنه بدا متحكم جدا حين استدار في نفس اللحظه مما جعل محاولتي التملص من يده خالية من اي تأثير
وبدفعة عنيفه الصقت على الحائط تأوهت بألم .
ادركت اني اتعامل مع محترف فنون قتاليه .
تراكمت الاسئلة لدى عقلي اليقظ
من هو ؟ .
ماذا يريد ؟ .
والاهم اهو من المباحث الفدراليه ؟ .
وان كان كذلك كيف عثر علي ؟ .
لم اهتم بطرح الاسئله فكل ما اردته هو الهرب .
بعد ان ادركت ان كتلة الجسد القابعة في الظلام خلفي هي مصدر تهديد لحياتي
لا يمكنني طرحه ارضا ببضع ركلات فهو اقوى مني .
تذكرت نصيحة اخرى من نصائح "ماريا " التي بدت ولاول مره مفيدة بحق .
" حين تتعامل مع خصم له ضعف قدرتكـ الجسديه إلجاء إلى الحيلة ".
قلت بصوت جهوري مهتز في محاولة لتشتيت انتباهه : من انت ؟ .
مدت يدي الملتصقه بالحائط كي اصل لحقيبة يدي تعرضت لخدوش مؤلمه لكني تجاهلتها وانا اتابع حشر يدي بين جسدي والحائط الخشن .
تحرك قليلا فخشيت ان يدرك ما اريد فعله فكررت السؤال بصوت اغرب واكثر علواً
لم يجب
حمدت الله أذ انه لم يبدو انه قد لحظ يدي التي كانت داخل الحقيبه
وبينما كان يطلق همهمه غريبه وكلمات بدت وكأنها فرنسيه , ماذا قال
قطبت حاجباي بحيره سرعان ما تبخرت حين امسكت بالكاميرا تحسست الازرار التي احفظها عن ظهر قلب ضغطت الزر الذي اريد
وبذلك اكون قد وضعتها على الوضع الليلي .
رمشت عدة مرات حين اخترق صوته الصمت وقد قال : " ديفيد مارش " .
توقفت عما افعله في لحظة من التهور البحت وقد اصابتني الحيره اكثر من ذي قبل لما قد يخبرني بأسم لن اقول أسمه لعلمي بسهولة الكذب بشأن الاسم ولكن مازال الامر مثير للحيره هويته مثيرة للحيره
لا يبدو انه من المباحث او " بيت الدمى "
فـ من هو حقا اذا ؟ .
اعدت نفسي لسياق الاحداث وانا انفض فضولي
انا في خطر ولن امضي الوقت اتسائل عن هوية هذا الشخص
الملعون .
قمت بسحب الكاميرا وبحركة سريعه ومؤلمة لذراعي العالقه
وجهتها اليه من خلف كتفي لم اكن أستطيع رؤيته بطابع الحال
لذا تمنيت اني استطعت التصويب نحو وجهه
ضغطت زر التصوير لينطلق نور
" الفلاش " مأثراً على نظره
لوهله
وفي لحظة الوميض رأيت وجهه
بدا متأثرا وقد توسعت عيناه الخضراء وقد تغير حجم الدائره التي تتوسط بؤبؤ عينه
لقد نجحت
استغللت لحظة ضعفه و دفعته عني .
اندفعت الى الامام تاركة اياه يتهادى الى الخلف
اعتدمت على ذاكرتي للعثور على الباب قمت بدفعه بعنف
وبسرعه خرجت من المبنى
وبداءت بالركض .
ادفع كل من حولي بلا اعتذار لم اهتم لوابل الشتائم الذي القي علي
فأنا مأزال في خطر
لا اعرف هذا الشخص ولكن غريزتي تخبرني اني لم اتخلص مِن
من زعم ان اسمه هو
" ديفيد مارش " .
...
.
.
.
نهاية الجزء الثالث
.