عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-22-2013, 05:01 PM
 
Smile آسطورَةُ طآئرَ القَطرسِ [ خيآلية للشآعرين الانجليزين الشاعرين وليم وردزورث وصامويل تايلور كولردج ] باللغة العربية



بسم الله الرحمن الرحيم

ظهرت قصيدة كولردج "قافية البحّار القديم
" (The Rime of the Ancient Mariner)
في الطبعة الأولى من "القصائد القصصية الغنائية" (Lyrical Ballads) (1798) حيث كان هذا العمل المهم مؤشرًا لبداية العصر الرومانتيكي، وكان إنتاجًا مشتركًا قام به كل من الشاعرين وليم وردزورث وصامويل تايلور كولردج.

في قصيدة كولردج "قافية البحّار القديم" نرى بحارًّا عجوزًا يصف بعض النكبات الغريبة التي تتعرض لها سفينته. وكان هذا البحّار في ثلوج القطب الجنوبي عندما رمى بالرصاص طائرًا عظيمًا، وبسبب هذه الجريمة حلّت اللعنة على سفينته. فقد توقف هبوب الريح، وانتهت مؤونة الماء، ومات كل البحّارة من العطش. وبقي البحار العجوز وحيدًا:


وحيدًا، وحيدًا، الوحدة كلها كلها
وحيدًا في بحر عريض عريض،
ولم يكن هناك روح طاهرة رثت
لروحي في عذابها العظيم.
الرجال الرائعون جدًا!
وقد اضطجعوا ميتين.
وألف ألف شيء زيتي
واصل الحياة، وكذلك أنا.


ويمضي كولردج يصف بكلماته السحرية المعالم الغامضة (الصوفية) التي تحيط بالسفينة الصامتة. وأخيرًا يقوم البحّار بمباركة وإطراء مخلوقات الله التي تتراءى له تحت ضوء القمر، وهنا تنزاح اللعنة عنه وعن سفينته، فيستطيع العودة سالمًا إلى دياره.

تبدأ القصيدة ببحّار عجوز يقابل ثلاثة من الشبّان مدعوِّين إلى حفل عرس ويستوقف أحدهم على الباب والذي سندعوه هنا ضيف العرس. وباستخدامه لعينيه "المغناطيسيتين" يلفت البحّار العجوز انتباه ضيف العرس، ويبدأ بتلاوة قصة حول الرحلة الكارثية التي قام بها. وفي الحقيقة أن ضيف العرس يريد أن يذهب إلى حفل العرس الذي جاء لأجل حضوره، إلا أنه لم يستطع أن يكبح جماح نفسه عن البحّار العجوز. ويبدأ هذا البحّار قصته بوصف بداية رحلة السفينة التي تترك الميناء وتبحر بالقرب من انتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية) حيث تتخلّص من عاصفة رهيبة،

لتجابه بعد ذلك حقلا ثلجيًا ضبابيًا خطرًا. ولكن في هذه الأثناء يظهر طائر القطرس الذي يقودهم خلال الضباب مُوفّرًا لهم رياحًا طيبة، ومع هذا فإنَّ هذا البحار يقرّر أن يطلق الرصاص عليه.
وفي الحال، فإنَّ البحّارة يفقدون هذه الرياح الطيّبة ويصبح الجو حارًا. ومن ثم تنفد المياه لديهم، وبالتالي فإنّ كل واحدٍ منهم يلوم البحّار على فعلته الشنعاء بقتله الطائر.


ويبدو أنَّ السفينة قد ابتُليت بروح شريرة، وتبدأ أشياء غريبة بالظهور مثل مخلوقات غروية قذرة تسير في المحيط. ويقرّر زملاء طاقم البحّار أن يعلّقوا طائر القطرس الميت حول رقبة البحّار ليذكروه بخطأه في قتل الطائر.

إنّ كل واحد من البحّارة يموت في واقع الأمر من العطش. ويرى البحّار سفينة أخرى تبحر على مسافة بعيدة منه. وعندما يريد ان يصرخ، لكنّ فمه كان جافًا جدًا، لذا فإنه يقوم بمص بعض دمه لترطيب شفتيه ويقول إنها "كالسفينة، لقد نجونا". لمزيد الحزن والأسف، فإنَّ السفينة لم تكن إلا شبحًا لسفينة تقودها روحان، الموت والحياة – في – الموت، اللذان يعتبران آخر الناس الذين يُراد لقياهم في أيّ رحلة. كل واحد على ظهر سفينة البحّار يموت.

إنَّ ضيف العرس يدرك قائلا، "آه، إنك شبح! (طيف)" لكن البحار يقول،
"حسنًا، في الحقيقة، لقد كنت الشخص الوحيد الذي لم يمت". ويستمر هذا البحّار في سرد قصته: إنّه في سفينة مع عدد كبير من أجساد الموتى، محاط بمحيط مليء بأشياء غروية قذرة. والأسوأ من ذلك أنّ هذه الأشياء الغروية القذرة هي أفاعي ماء مُقرفة شريرة. ولكن البحار يهرب من لعنته عن طريق مباركة هذه الأفاعي الكريهة، وبالتالي فإنَّ طائر القطرس يسقط من رقبته في المحيط.

إنَّ البحّار ينام نومًا عذبًا، وفي نهاية نومه تُمطر الدنيا ويستيقظ. ومن الغريب أنَّ عاصفة شديدة تهبُّ من بعيد، وكل البحّارة الأموات يستفيقون كقوى فوق طبيعيّة تدخل أجساد الموتى فتحييها (الزومبي) وتأخذ بقيادة السفينة. وفي الحقيقة انَّ البحّارة لم يعودوا إلى الحياة.

وبدلا من ذلك، فإنّ ملائكة تملأ أجسادهم، وروح فوقطبيعيّة تحت المحيط يبدو أنها تدفع السفينة. ويُغمى على البحّار ويسمع صوتين يتحدثان عن كيفية قتله لطائر القطرس وأنّه ما زال عليه التكفير عن ذلك. إنَّ هذين الصوتين المجهولين يفسّران ويشرحان كيفية تحرُّك السفينة.

وبعد رحلة سريعة، تعود السفينة في نهاية المطاف إلى الميناء ثانيةً. البحّار يرى ملائكة تقف بجانب أجساد كل زملاء طاقمه. وعندها يظهر قارب نجاة يأخذه عائدًا إلى الشاطئ. ويشعر البحّار بالسعادة حينما يجد في قارب النجاة شخصًا يدعى "الناسك" أو "الراهب".

إنّ الناسك في حالة مزاجية جيدة. وفجأة، تحدث ضجة عالية الصوت، وتغرق سفينة البحّار. قارب الناسك يلتقط البحّار. وحينما يصلان إلى الشاطئ، يشعر البحار بأنه شديد الحاجة أن يحكي قصته للناسك. وهو يشعر بألم شديد إلى أن يتم وينتهي من تلاوة قصته.

وفي الحقيقة، يقول البحّار بأنه مازالت لديه الحاجة المؤلمة لسرد قصته، وهذا هو السبب الذي جعله يقوم باستيقاف ضيف العرس في هذه المناسبة. وفي الختام، يخبر البحّار ضيف العرس بأنه بحاجة أن يتعلم كيفية تلاوة صلواته وكيفية حب الآخرين والأشياء. وبعدها، يغادر البحّار، ولم يعد لدى ضيف العرس الرغبة لدخول حفل العرس. إنّه يذهب إلى البيت، ويستيقظ في اليوم التالي، ليتردّد لدينا البيت الأخير من القصيدة، "رجلا أكثر حزنًا وحكمة".

والآن إذا انتقلنا للحديث عن الأفكار الرئيسية (الثيمات) في هذه القصيدة الطويلة، نرى أنَّ أول هذه المواضيع هو الكبرياء، فمع أنه ليس واضحًا بالضبط سبب إطلاق البحّار للرصاص على طائر القطرس وقتله في "قافية البحّار القديم"، فإنَّ الجواب له علاقة بالكبرياء.

إنّه بوضوح لم يقصد أن يؤدّي قتل القطرس إلى جلب الجفاف والموت إلى طاقم السفينة، لكنّه اعتقد بأنهم يستطيعون ان يتدبروا بدون هذا الطائر الذي صدف وصوله ليتزامن مع الكثير من الحظ الجيّد. إنّ القصيدة تأخذ بعض العناصر من قصص آدم وحوّاء ومن صلب المسيح وينسجها كليًا بنجاح حول كبرياء الإنسان:

"وهبّت من خلفنا ريح جنوبيّة طيبة.
وتبعنا الطائر الأبيض.
وفي كلّ يوم كان يأتي ليطعم أو ليلعب
كلما ناداه الملّاح!"
"في الضباب أو السحاب، على الصاري أو الحبل،
كان يقف لصلوات المساء التسع،
وطول الليل، أبيض خلال دخان الضباب الأبيض
كان يلتمع نور القمر الناصع".
"ليحفظك الله، أيها البحار القديم،
من الشياطين التي تجتاحك!
لماذا تبدو على هذه الصورة"؟ بقوسي رميت
الطائر الأبيض". (القسم الأول)


عندما أطلق البحّار الرصاص (أو سهمه) على القطرس، فإنَّ السؤال هنا ليس الحظ الجيّد الذي جلبه الطائر للسفينة كما تفترض القصيدة، وإنّما ما هو الشيء الذي فعله الطائر للبحّار كي يقتله، ويبدو أنّ الجواب هو "لا شيء" لذا فإنَّ البحار أطلق الرصاص عليه فقط لأنه يستطيع ذلك. إنَّ الكبرياء بطبيعتها المتأصلة الأساسية هي لاعقلانية:

"لقد أتيت فعلة جهنمية،
ستلحق بهم الويل،
فقد شهد الجميع، أني قتلت الطائر
الذي يجعل النسيم يهب.
آه، أيّها التعس، قالوا، أتصرع الطائر
الذي كان يجعل النسيم يهب!
"بزغت الشمس المجيدة في السماء،
كرأس الإله ذاته، لا غائمة ولا حمراء.
عندئذ شهد الجميع، أني قتلت الطائر
الذي كان يأتي بالضباب والغيوم.
والوا: كان حقًّ ذبح هذه الطيور،
التي تأتي بالضباب والغيوم.
(القسم الثاني).


وإذا سبرنا غور القصيدة نجد أنّ هناك ثيمة مهمة فيها وهي المعاناة، فالمعاناة أحيانًا هي الطريق الوحيدة لتغيير عادات الإنسان نحو الأحسن، وهذا الأمر يأخذ جانبًا كبيرًا في "قافية البحار القديم" من حيث كون ذلك الدواء المؤلم فيها الذي يجعل البحّار مُدركًا بأنّ كل ما في الطبيعة خَلْق جدير بالحب والاحترام. إنَّ كل القصيدة، وبالأخص القسم الأوسط منها فيما يتعلق بالجفاف، يحتوي على ما يكفي من معاناة إلى آخر أوقات الحياة العديدة. ويتجلّى ذلك في تلك اللحظة عندما يعض البحّار ساعده لترطيب شفتيه الداكنتين بدمه كي يستطيع الصراخ. إنَّ البحّار يمر في مراحل متعدّدة من المعاناة بعد قتله طائر القطرس. في المرحلة الأولى، جفاف بالغ وعطش، وهو يتقاسم ويتشارك هذا العقاب مع أفراد الطاقم:

كانت الحلوق جافة، والشفاه سوداء محترقة،
فلم نستطع ضحكًا أو عويلا،
ووقفنا بُكما من شدة الجفاف.
عندئذٍ عضضت ذراعي، وامتصصت الدم،
وصحت "شراع. شراع".
"بحلوق جافة وشفاه سوداء محترقة،
وبأفواه مفتوحة سمعوني أنادي:
شكرًا لله، فابتسموا في خواء وابتهاج،
وشهقوا مرة واحدة،
وكأنهم جميعًا يشربون.


علاوةً على ذلك، فإنَّ السطور التالية من القصيدة تبيّن بُعدًا جديدًا من المعاناة النفسيّة
: أمل كاذب زائف:
وواحد بعد واحد، في ضوء القمر الذي تلاحقه النجوم
أدار كل ملاح وجهه في غصّة رهيبة.
ولعنني بعينهِ.
بأسرع مما يستطيع الأنين أو التنهد.
(القسم الثالث).


إنّ البحّار في هذه القصيدة يبدو بأنه كان رجلا اجتماعيًا أو رجل مجتمعٍ جيّد قبل ان يقوم برحلته المصيرية هذه إلى الأقطار القطبية الشمالية، ولكنه الآن يسافر في البلاد باحثًا عن النفوس المفقودة الضائعة مثل نفسه. إنّ أفضل صديق له في القصيدة هو الناسك،

وهذا الأمر يقول لنا شيئًا ما. فبعد التجربة التي مرّ بها، فإنّه كان عاجزًا وليس بمقدوره أن يعود إلى المجتمع الطبيعي. إنّ فكرة الذهاب إلى عرس هي فكرة بغيضة إلى نفسه، على سبيل المثال. إنَّ النقطة الأكثر انخفاضًا ودونية في القصة التي يحكيها هي عندما يُترك وحده كرجلٍ يقف في السفينة ويعاني من نظرات جميع الرجال الموتى المحدّقة به واللاعنة له.

وهنا تكمن فكرة رئيسية (ثيمة) في القصيدة وهي فكرة العُزلة أو الانعزال، فعندما يقتل الموت الملاحين، فإنَّ البحار يبقى في حالة الحياة – في الموت. إن العالم حوله واسع جدًا، ولكنه يبدو كله كثقل أو حِمل ميت يندفع أسفل عينيه. إنه وحيد بشكل لا يُصّدَّق، واللعنة القابعة في عيون طاقم السفينة تجعله يريد أن يوصد الباب في وجه العالم:

راحوا يثنون، ويتحركون، ثم نهضوا جميعًا
لم يتكلموا، لم يحركوا أعينهم.
كانت رؤية هؤلاء الموتى ينهضون
أمرًا غريبًا، حتى في الحلم.
راح قائد الدفة يديرها، وتحركت السفينة إلى الأمام،
ولكن دون أن يهب نسيم،
ومضى البحّارة جميعًا يعملون على الحبال.
حيث كانوا يعملون من قبل،
وهم يحركون أطرافهم كأدوات عديمة الحياة –
لقد كنّا طاقمًا مرعبًا.


(القسم الخامس).
إنّ قصيدة "قافية البحّار القديم" تمر عبر تحويلات وتحولات مهمة في نقاط مفتاحية، مثل بعد إطلاقه الرصاص على طائر القطرس، لكن التحوّل الأكثر أهمية هو التحوّل من شخص أحمق غبي متكبر كاره للطيور الكبيرة إلى نفس تقية ورعة بمقدورها أن تصلي حتى إلى أقبح المخلوقات.

إن القطرس المعلق حول رقبته يمثّل عبء خطاياه، ذلك الذي يسقط بعيدًا عندما يتوب ويبارك أفاعي البحر. إنَّ كفّارته تستمر خلال وعلى طول بقية حياته، وذلك في كل وقت يشعر بالحافز المؤلم الذي يحثه على سرد قصته:

"آه! يا له من يوم! أية نظرات كريهة اقتحمتني
من الكبير والصغير!
وبدلا من الصليب،
علقوا في عنقي طائر القطرس الأبيض.


* * *

إنَّ طائر القطرس يصبح رمزًا لخطيئة البحّار القديم ولكبريائه. لقد اعتقد أنهم سيتدبرون أمرهم بدون الطائر البسيط، والآن فإنّه مُقيّد إلى هذا الشيء. ومن المحتمل أنَّ هذه الصورة هي أكثرها بروزًا وشهرة في هذه القصيدة:

كانت شفتاها حمراوين، ونظراتها فاجرة،
وغدائرها صفراء كالذهب،
وبشَرتها بيضاء كالجذام:
لم تكن المرأة إلا كابوس الحياة في الموت،
الذي يتجمد له دم الإنسان
"ثم جاء الهيكل العاري إلى جوارنا،
وكان الاثنان يرميان بالزهر،
وصاحت المرأة: "انتهى اللعب! وكسبت، وفزت بهِ"!
ثم صفرت ثلاث مرّات.


(القسم الثاني).
إنَّ مصير البحّار القديم يتم تحديده عن طريق الصدفة: فهو إمّا يموت أو سوف يعيش حياة تكون كالموت إلى حد كبير. إنَّ الحياة – في – الموت هي إحدى الابداعات الميثولوجية الأصلية للقصيدة:


يا للأشياء الحية السعيدة! أما من لسان
يمكن ان يصف جمالها:
انبثق من قلبي ينبوع من الحب،
وباركتها دون أن أدري:
يقينا! إن قديسي الرحيم قد أشفق علي،
فباركتها دون أن أدري.
في نفس اللحظة تمكنت من الصلاة،
ومن عنقي الذي تحرّر
سقط الطائر الأبيض،
وغرق كالرصاص في جوف البحر.
(القسم الرابع).


إنَّ سقوط القطرس من عنقه إلى جوف البحر، يرمز إلى نهاية حِمله الأكثر ثقلا. إنَّ أكبر وأعظم لحظة تحوُّل للبحّار القديم هي عندما يدرك بأنه حتى المخلوقات الاعظمها أو الانحفها حجمًا تستحق الحب والمباركة، وبذلك فإنه بمباركته غير الواعية لها، يتم انكسار لعنة طائر القطرس:
"إنَّ الغصة واللعنة اللتين ماتوا بهما
لم تنقشعا أبدًا:


لم استطع ان أحوّل عيني عن عيونهم،
أو أن أرفعهما للصلاة.
أخيرًا انقشعت هذه النوبة: ومرة ثانية
رأيت المحيط الأخضر،
ورنوت بعيدًا إلى الأمام، ولكني لم أرَ إلا القليل
مما كان يمكن أن يرى.
(القسم السادس).


ومع انَّ اللعنة المباشرة لطائر القطرس قد رُفعت، فإنَّ دمه يبقى في الضمير. إنه لن يستطيع حقًا أن يمسح نتائج أفعاله، ويتوجب عليه بشكل ثابت ودائم أن يعيد تأكيد تحوّله إلى نفس متواضعة. إنّه يريد بشده من الناسك أن يجعله يعترف بفعلته:
"ورأيت ثالثًا – وسمعت صوته:
إنه الراهب (الناسك) الطيب..!
الذي ينشد عاليًا تراتيله الربانية
التي ينظمها في الغابة.
إنه سيرفع عن روحي أثقالها،
ويغسل عنها دماء طائر القطرس الأبيض.


(القسم السادس)
إنَّ ضيف العرس يمر بتحوّل أيضًا بعد سماعه القصة كلها. إنه يدرك أن الحياة ليست كلها حياة الحفلات والمناسبات السعيدة. وغير ذلك، فإنّه ليس من المؤكد ولسنا واثقين ما هو الشيء الذي يجعله أكثر حكمة – وهذا الأمر من خفايا القصيدة:
ومضى كرجل فقد صوابه ذاهلا عما حوله
وقد طاشت حواسه:
وصحا في الصباح التالي،
رجلا أكثر حزنًا وحكمةً.


(القسم السابع)
وأخيرًا، فإنَّه في قصيدة "قافية البحار القديم" تصبح عوالم الفوقطبيعي الروحي والديني غير واضحة معًا وتبدو جميعها مرسومة بضبابية إلى حدٍّ ما. إنَّ الملائكة تخصّ الدائرة الدينية، ولكنها تبدو فوقطبيعية عندما تحوّل أجساد البحّارة إلى أجساد حيّة بعد موتها (أي إلى زومبي). أيضًا، فإنّها توصف "كأرواح" جيّدة طيّبة، بالمقارنة مع الروح الغاضبة التي تحيا تحت المحيط:
"إني أخافك، أيها البحار العجوز!"
لتطمئن، يا ضيف الزفاف!


لم تكن تلك هي الأرواح التي فرت في ألم،
وقد عادت ثانية إلى أجسامها،
وإنما كانت حشدًا من الأرواح المباركة.

(القسم الخامس).
وهكذا، فإنَّ البحار القديم مع انه لم يمت أبدًا – ومن الممكن ألا يموت، بمعنى ما – يتحدث فيما وراء القبر لتحذير الآخرين حول العواقب الوخيمة الدائمة للحظات الغباء، الأنانية، وعدم احترام
العالم الطبيعي. (إنتهى)


:wardah::wardah:

وكختاماً .... أود منكم أخذ هذا الموضوع محضّ استمتاع وحسب ....
لأنه وكما ترون فهو مجرد خيآل !
آمل انكم قد استمتعتم بقراءته .... وشكراً لمطآلعته ومروركم :wardah:
~
في آمان الله ...

المصدر " منتديآت الجبهة " :wardah: