عرض مشاركة واحدة
  #1769  
قديم 04-22-2013, 08:41 PM
 
البارت الرابع والثلاثون والاخير











البارت الرابع والثلاثون والاخير



أحياناً يتسلل اليأس الى قلوبنا ليجعلنا نتصرف بحماقة....نتصرف بلا عقلانية.....نسأم من هذه الحياة ونتمنى الموت....ولكن يجب الا نجعل لليأس طريقاً الى قلوبنا.....لنتمسك بالامل.....حتى وأن كان بآخر خيوطه......



ها هي خيوط الشمس تظهر لنا من الافق البعيد معلنةً معها عن بدء يومٍ جديد....ماذا يخبأ لنا هذا اليوم من أحداث؟؟

على شاطئ البحر حيث تلألأت مياهه كـ اللؤلؤ مع اشراقة الشمس.....تحركت امواجه بخفةٍ مع مرور ذلك النسيم المحمل بعبق البحر.....

امام ذلك المبنى الذي أصبحت لون حجارته سوداء.....والذي انهدمت بعض طوابقه لتظهر لنا على شكل كومةٍ من الحجارة.....

وقفت سيارات الشرطة والاسعاف بالقرب منه وقد اجتمع عددٌ من الناس يتهامسون ولن ننسى أولئك الصحفيون وكاميراتهم المختلفة.....

بالقرب من احدى سيارات الشرطة حيث وقف مجموعة من الرجال....
تحدث أحد الرجال وقد بدا انه من المسعفين...

"وجدنا بعض الجثث ولكننا لم نتعرف على أصحابها...."
وضع ذلك الشرطي يده تحت ذقنه بتفكير ثم قال "أجمعوا ما تجدونه من أدلة ....يجب ان نعرف من وراء هذا الانفجار...."






دعونا نبتعد عن تلك الاجواء متوجهين الى ذلك الفندق ذو الطوابق المرتفعة.....

امام احد الابواب حيث وقف ذلك الرجل حاملاً بيده صينية الطعام....آمر الرجل الواقف عند الباب للحراسة بأن يفتح له الباب....

قام بفتح الباب له ليدخل الى الغرفة.....نظر الى السرير باستغراب قائلاً
"الم تنم الليلة هنا؟؟ سريرها مرتب...."
جال بنظره حول المكان باحثاً عنها....وقعت انظاره على تلك الجثة الملقاة بالقرب من الخزانة على الارض.....كانت الدماء تملئ ثيابها....مستلقيةً على الارض من غير حراك.......
اوقع صينية الطعام ارضاً وهو ينظر لها باندهاش......
صرخ قائلاً
"سـ...سـ...سـ....سيــــدي....."

وما هي الا ثوانٍ قليلة حتى حضر اليساندرو ليدخل الى المكان قائلاً بانزعاج "ما بك أيها الـ....."
توقف عن الكلام لينظر الى المكان الذي كان يحدق به ذلك الرجل باندهاش......
اتسعت عيناه اندهاشاً ليسرع بالتوجه نحوها ليجثي على ركبتيه بالقرب منها.....حمل رأسها و وضعه على قدميه قائلاً بقلق
"ليندا....افتحي عينيكِ...."
ولكن لا حياة لمن تنادي......
وضع اصبعه السبابة والوسطى على عنقها متحسساً نبضها.....
التفت الى ذلك الرجل ليقول بنبرةٍ آمرة لم تخلو من الخوف والقلق
"جهز السيارة فوراً....يجب ان نسعفها...."

اطلق الاخير قدميه للريح مسرعاً بالخروج من تلك الغرفة.....
حملها اليساندرو بين ذراعيه وهو ينظر لها قائلاً
"ما الذي قمتِ بفعله يا لين....!!"
في تلك اللحظة سمع صوت ارتطام شيءٍ بالارض....التفت الى الارض بالقرب من قدميه ليجد ذلك الخنجر وذلك العقد الذي امتلئ بالدماء قد سقط من يدها.....






في ذلك الممر حيث كان يذرعه اليساندرو ذهاباً وإياباً.....كان رجاله يملئون المكان.....منهم من كان يقف خارج ذلك المكان....ومنهم من كان يسيرون في ذلك الممر الطويل بكل ترقبٍ وحذر.....وقد لفتوا انتباه الجميع من حولهم.....
جلس اليساندرو على احدى المقاعد بعد ان شعر بالتعب والملل....اخرج من جيبه ذلك العقد ليحدق به للحظات....مرر اصابع يده عليه لينتبه بعدها انه بأمكانه ان يفتحه.....قام بفتحه لتخرج تلك الالحان الموسيقية منه.....حدق بتلك الصورة التي كانت بداخله....انها صورة كين....

اسرع بإرجاعه الى جيبه عندما خرج ذلك الطبيب من احدى الغرف.....اقترب اليساندرو منه قائلاً
"هل ستكون بخير..؟؟"
قام الطبيب بتجفيف قطرات العرق التي كانت على جبينه بمنديلٍ ابيض كان يحمله قائلاً "لو انكم تأخرتم قليلاً لكنا فقدناها....بالرغم من ان حالتها كانت خطرة جداً عندما احضرتموها الى هنا....قمنا ببذل كل ما بوسعنا لانقاذها.....نتمنى الان ان تتجاوز مرحلة الخطر....."

حدق اليساندرو به للحظات ليقول بعدها "شكراً لكم...."
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه ثم نظر الى اولئك الرجال المنتشرين حول المكان باستغراب....
اعاد بنظره الى اليساندرو قائلاً بتساؤل
"عفواً...من تكون المريضة؟؟"
نظر اليساندرو الى رجاله وقد فهم ان الطبيب قد انتبه ان هنالك شيءٌ غريب يحدث.....
ابتسم اليساندرو قائلاً
"انها ابنتي...."
ليبتعد بعدها عن الطبيب.....
حدق الطبيب به باستغراب ليقول بعدها
"ومن يكون هو؟؟"






سار عبر ذلك الممر بهدوء و أحد رجاله كان يلازمه كظله....
حمل هاتفه المتنقل ليضغط على عدة ارقام....انتظر قليلاً ليقول بعدها
"مرحباً شارل...كيف حالك؟؟"
صمت قليلاً وهو يستمع للطرف الاخر ليقول بعدها "فلتأجل الرحلة عدة أيام....ليندا في وضعٍ حرج لن أستطيع القدوم بها الى فرنسا وهي بهذه الحالة....."
ليغلق بعدها الهاتف.....حدق بالفراغ للحظات ليتنهد بعدها....
التفت الى الجهة اليمنى حيث وقفت ممرضتين تتهامسان وهما تنظران اتجاه اليساندرو....
ابتسم اليساندرو لهما ليتابع سيره بعد ذلك.....






لنذهب الى تلك الغرفة الكبيرة والفخمة حيث كان شارل ينظر الى هاتفه باستغراب.....

"ماذا قصد بكلامه؟ ماذا حصل لها؟؟"
ثم نادى بصوتٍ مرتفع على احد رجاله.....قال آمراً "جهزوا لي طائرتي الخاصة....سأغادر بعد قليل..."






كان ينظر لها بهدوء وهي نائمةً على ذلك السرير الابيض وقناع الاكسجين على فمها وضمادٌ ابيض اللون ملفوفٌ حول معصم يدها اليسرى.....
دخلت تلك الاثناء احدى الممرضات الى تلك الغرفة....توجهت نحوها لتقوم بنزع قناع الاكسجين عنها.....التفتت الى اليساندرو قائلة
"لقد تجاوزت مرحلة الخطر...جميع مؤشراتها الحيوية مستقرة, وقد آمر الطبيب بنقلها الى غرفةٍ أخرى...."
ابتسم اليساندرو قائلاً "هذا جيد...."
توجه نحو الباب لينظر الى ساعة يده....ثم قال "انها التاسعةُ مساءاً....لقد مر الوقت بسرعة...."






اوقف سيارته الحمراء الفاخرة امام ذلك المبنى الضخم.....نزل منها ليجول بنظره حول المكان قائلاً "هل هذا هو المشفى؟؟"
نظر الى ساعة يده ليبتسم قائلاً "لقد وصلتُ بسرعةٍ حقاً...."
سار بكل هدوءٍ و وقار الى ذلك المدخل......
توجه الى حيث استقبال الزوار......خلع نظاراته الشمسية السوداء لتظهر لنا عيناه الخضراوتان.....ارتسمت ابتسامةٌ ساحرة على شفتيه وقال بتساؤل للموظفة
"انستي...انا ابحث عن مريضةٍ تدعى ليندا قد نقلوها الى المشفى صباح أمس...."
حدقت به للحظات بخجل لتقول بعدها "انها في احدى غرف الطابق الرابع....أسأل عنها هناك..."
ابتسم قائلاً "شكراً لكِ يا انسة....."
ليبتعد بعدها عن المكان.....حدقت به وهو يبتعد عنها بخجل.....كان يبدو وسيماً بجاكيته الجلدي الاسود القصير وقميصه وبنطال الجينز الاسود وحذائه المرتفع.......
قالت بشرود
"وسيمٌ جداً...."






سار عبر ذلك الممر الطويل وهو يتلفت حوله رافعاً خصلات شعره الشقراء بنظاراته الشمسية....... توقف عن السير عندما سمع حديث الممرضات.....جذبه ذلك الحديث ليبقبى واقفاً يستمع لهم....

قالت احدى الممرضات
"أعتقد انهم أشخاصٌ مهمون جداً....الم تروا كل أولئك الرجال حول المكان...."

تحدثت الاخرى "اعتقد ذلك...انتِ لم تري عندما دخلتُ الى غرفتها...كانوا يتتبعوني بنظراتهم وكأنني مجرمة...."

"لا اعلم من تكون هذه الفتاة ولكن يبدو انها ليست من هنا....انها جميلة جداً...."

"الا يكفي جمال والدها...انه وسيمٌ جداً...."


في تلك اللحظة اقترب منهم ليبتسم قائلاً "مرحباً يا انسات..."

اجابوا بخجل "أهلاً بك...."

"أين أجد غرفة تلك الفتاة التي كنتم تتحدثون عنها؟؟"


أشارت له احدى الممرضات قائلة "انعطف الى اليمين ...غرفتها بنهاية الممر...."
ابتسم قائلاً "شكراً لكِ..."
ليبتعد بعدها عنهن......
قالت احداهن بخجل
"انه وسيمٌ جداً...."

"آخبرتكم انهم ليسوا من هذه البلاد..."








على ذلك المقعد حيث كان اليساندرو جالساً عليه بشرود..... شعر بوقوف شخصٍ بالقرب منه.....نظر له من الاسفل الى الاعلى....من حذائه الأسود الى بنطاله وجاكيته الجلدي وشعره الاشقر وتلك الابتسامة التي ارتسمت على شفتيه.....
قال باستغراب
"شارل؟؟"
ابتسم شارل قائلاً "أجل....."
ليجلس بعدها جانبه.......
اليساندرو بتساؤل
"ما الذي جاء بك الى هنا؟؟"

أجابه بهدوءٍ قائلاً "بعد مكالمتك لي في صباح يوم أمس ...لم أفهم شيئاً مما حدث....لهذا جئت الى هنا....قد تحتاج لمساعدتي...."
ثم اكمل بتساؤل "ماذا حدث؟؟"
اليساندرو بهدوء "لا شيء مهماً يذكر...."
شارل بسخرية "ااه اجل...صحيح لا شيء....سوى أنك قتلت الثعبان ورجاله....وليندا بالمشفى....وهذا لاشيء..."
اليساندرو بابتسامة "بما انك تعلم ما حدث....لماذا تسأل..."
حدق شارل به بغضبٍ طفيف ليشيح بنظره عن اليساندرو......
حل الصمت بينهما للحظات الى ان قطعه شارل قائلاً
"بالمناسبة...هل استيقظت؟؟"
أومئ اليساندرو برأسه قائلاً "اجل...قبل ان تأتي بلحظات...."

في تلك اللحظة خرجت احدى الممرضات من الغرفة المقابلة لهما....
نظر اليساندرو لها قائلاً
"هل نستطيع رؤيتها الان؟؟"
أومئت برأسها قائلة "أجل...ولكن لفترة قصيرة....انها بحاجة للراحة..."

تدخل شارل قائلاً "الى متى ستبقى هنا يا كونت؟؟ فرنسا تتنظر عودة حاكمتها....."
حدق اليساندرو به للحظات ليقول بعدها "ليس طويلاً....سنغادر قريباً ونكمل علاج ليندا هناك...."
كانت تلك الممرضة تستمع لحديثهما باستغراب....نظر شارل لها ليبتسم قائلاً "اخبري الطبيب اننا سنخرجها اليوم من هنا...."

"ولكن...يجب ان تبقى تحت المراقبة...."

شارل بهدوء "لا عليكِ...سنعتني بها...."






كانت مستلقيةً على سريرها محدقةً بذلك السقف المرتفع.....حركت عينيها اتجاه الباب عندما سمعت ذلك الصوت القائل "كيف حالك؟؟"
أشاحت بوجهها الى الجهة الاخرى من غير ان تقول شيئاً.....
اقترب منها أكثر ليجلس على حافة سريرها.....
قال بهدوء
"لماذا فعلتِ ذلك بنفسك؟؟"
بقيت صامتةً من غير ان تجيبه.....
اخرج ذلك العقد من جيبه و لوح به امام عينيها قائلاً
"من أجله كنتِ تريدين الموت؟؟"
نظرت الى ذلك العقد لتسحبه من يده قائلة "لا معنى لوجودي بدونه...."
قال بسخرية "أهو الحب؟؟"
ضمت العقد الى صدرها قائلة "ربما....."
حدق بها للحظات لينهض بعدها قائلاً "ستغادرين هذا المكان مساء اليوم....لن أبقيكِ هنا..."
اغمضت عينيها قائلة "لا اهتم....ان بقيتُ او خرجت...هذا غير مهم...."
لتسمع بعدها صوت اغلاق الباب.....فتحت عينيها ونظرت الى ذلك العقد....امتلئت عيناها بالدموع قائلة "لماذا...لما رحلتم وتركتموني...."







امام ذلك الباب حيث وقف اليساندرو متكأً بظهره على الباب....اقترب شارل منه قائلاً "لم يوافق الطبيب على خروجها ...ماذا سنفعل؟؟"
حدق اليساندرو به للحظات ليبدأ بعدها بالسير قائلاً "سأذهب للتحدث اليه...."

راقبه شارل وهو يبتعد عن المكان....ثم نظر الى باب غرفة ليندا ليعود بنظره الى ذلك الممر الطويل حيث اختفى اليساندرو عن الانظار....ارتسمت ابتسامة على زاوية فمه ليفتح الباب بعدها.....
سار بخطواتٍ هادئة الى سريرها.....كانت مستلقيةً على سريرها مغمضةً عينيها.....
قال بهدوء
"مرحباً ليندا...."
فتحت عينيها لتقع انظارها على شارل الواقف بالقرب منها والابتسامة لم تفارق شفتيه.....اعتدلت بجلستها قائلة باندهاش "شارل...!!"

"سعيدٌ انكِ تتذكرين من أكون..."

ثم جلس على حافة سريرها وهو يحدق بها.....نظرت له بنظرات استغراب لم تخلو من القلق.....قالت بتردد "ماذا...تفعل هنا؟؟"
اجابها بهدوء "جئتُ كي أطمئن عليكي...." ثم اكمل بخبث "لن أسمح ان يصيب زوجتي أي مكروه...."
حدقت به باندهاش....ما الذي يقوله هذا الشاب.....
قالت بنبرةٍ ملئها الاندهاش
"مـ..ماذا...تقصد؟؟"
اقترب منها ليمرر أصابع يده بين خصلات شعرها قائلاً "عندما نصبح في فرنسا...ستكونين لي..."
قالت بسخرية "في أحلامك...."
قرب وجهه اكثر من وجهها قائلاً "صدقيني يا لين....ستصبحين معي والى الابد..."
عقدت حاجبيها بغضبٍ وهي تنظر مباشرةً الى عينيه....قامت بدفعه ليبتعد عنها....قالت بغضب "أفضل الموت على ان أكون معك..."
قال بسخرية "لما العجلة....سترين الموت امام عينيكِ عزيزتي...."

في تلك الاثناء فتح باب الغرفة ليدخل اليساندرو....ابتعد شارل عن ليندا لينظر الى اليساندرو الذي كان ينظر له باستغراب....
قال بتساؤل
"هل تحدثت مع الطبيب؟؟"
أومئ برأسه قائلاً "اجل...تعال الى الخارج...."

حدقت ليندا بهما وهما يخرجان من الغرفة....وضعت يدها على صدرها وهي تتذكر اخر كلمات شارل....
استلقت على سريرها مغمضةً عينيها لتأتي امامها تلك الذكرى....

امام تلك السلالم اللولبية حيث وقفت ليندا أسفلها....كانت تريد صعود تلك الدرجات الا ان احدهم امسكها من الخلف ليقوم بضمها....
نظرت له لتقول بكل براءة
"شارل..."
ابتسم قائلاً "ما الذي تفعله اميرتنا الصغيرة؟؟"
قالت بملل "لا شيء...." ثم اكملت قائلة "أتلعب معي؟؟"

حدق بها للحظات ليبعد بعدها يديه عنها قائلاً "ليس هذه المرة...."
في تلك الاثناء اقتربت جوليا منهما....
قالت بغضب طفيف
"ما الذي تفعله هنا يا شارل؟؟"

التفت لها قائلاً بسخرية "أطمئني...لن الحق الاذى بها...."
حدقت به للحظات لتمسك بعدها يد ليندا قاصدةً صعود تلك السلالم.....الا انه امسك بذراعها ليقرب فمه من أذنها ليهمس لها شيئاً.....ثم ابتعد عنها ليضحك بسخرية اما جوليا فقد كانت تنظر له باندهاش......

فتحت ليندا عينيها لتحدق بذلك السقف المرتفع قائلة
"في ذلك اليوم...ماذا قال لها؟؟....كانت دائماً تأمرني بالابتعاد عنه والا أقترب منه....لماذا؟؟ هل كانت تعلم شيئاً عنه؟؟....."
صمتت قليلاً لتتذكر ذلك اليوم....ذلك اليوم الذي فرق القدر بينها وبين والدتها....ترددت في ذهنها اخر كلماتها...."فلتعيشي يا ابنتي...انا احبك...."
امتلئت عيناها بالدموع قائلة
"هل كان لهما يداً في موتها..؟"
بقيت شاردة الذهن للحظات لتقوم بعدها بمسح دموعها لترتسم ابتسامةً على شفتيها قائلة "كم أتشوق أن آرى تعابير وجههما عندما يعلمان بما فعلت...."







في ذلك الممر حيث وقف اليساندرو برفقة شارل يتبادلان اطراف الحديث.....
شارل بغضب
"ما الذي تقصده...يجب ان نغادر بسرعة.."
اليساندرو بهدوء "هذا ما قاله الطبيب...كما انه محق...يجب ان تبقى بعض الوقت تحت المراقبة..."
أشاح شارل بوجهه عن اليساندرو بغضب بينما اكمل اليساندرو قائلاً "ولا تنسى....انها ابنتي قبل اي شيء....على فرنسا الانتظار..."
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي شارل بعد سماع أخر كلمات اليساندرو.....
اقترب اليساندرو من شارل ليهمس بأذنه قائلاً بحدة
"ومن الافضل ان تبقى بعيداً عنها هذه الفترة...."
ليغادر بعدها المكان.....
راقبه شارل وهو يبتعد ليقول بعدها باستهزاء
"قال ابنته...." ثم اكمل بحدة "عندما اتوصل لما أريد....اقسم بأني سأتخلص منك ومن ابنتك...انها مسألة وقتٍ لا أكثر...."







في اليوم التالي..........

على ذلك السرير الابيض حيث جلست ليندا وكانت احدى الممرضات تبدل لها الضماد......
كان شارل واقفاً يراقبهما بهدوء.....تحدث قائلاً
"يبدو ان الثياب قد ناسبتكِ....لم اعلم ما هو مقاسك لأشتري لكِ ثياباً جديدة...ولكن يبدو انني اخترت مقاساً مناسباً لكِ...."
بقيت ليندا صامتةً من غير ان تعقب على كلامه....
توجه شارل نحو الباب قائلاً
"سأنتظرك بالخارج....."
ليخرج بعدها من الغرفة.........
التفتت الممرضة الى ليندا التي كانت علامات الحزن لا تفارق وجهها....
قالت بهدوء
"هل أنتِ بخير؟؟"
أومئت براسها بمعنى أجل....ثم انزلت رأسها لتغطي خصلات شعرها وجهها....قالت بصوتٍ مخنوق "لا أريد العودة معهما....اريد البقاء هنا..."
حدقت بها الممرضة باستغراب ثم قالت "ان كنتِ لا تشعرين بالتحسن سأخبر الطبيب...."
ليندا بهدوء "لا...شكراً لكِ..."







كانت تسير بهدوءٍ برفقة اليساندرو وشارل.....كانت شاردة الذهن طوال الوقت....تفكر بأمرٍ ما.....قطع شرودها ذاك عندما سارت من قرب احدى الغرف المفتوحة....حيث كان التلفاز مشغلاً على محطة الاخبار....وقفت تنظر الى التلفاز باندهاش وهي تستمع الى نشرة الاخبار.....

".....ولا يزال رجال الامن يبحثون عن متسبب هذا الانفجار...وقد وصلتنا معلوماتٍ موثقة بأن احداً لم ينجوا....اذ انه تم العثور على جثثٍ لم يتعرفوا على اصحابها الى الان....ولكن الواضح انها كانت حرب عصابات...."

انزلت رأسها بحزن لتتابع بعدها سيرها برفقة والدها.......ولكن يبقى السؤال....هل هذه هي حقاً نهاية الاصدقاء؟؟؟








دعونا نتوجه الى ذلك المبنى الضخم....انه ليس بالغريب عنا لأننا قد زرناه عدة مراتٍ في الايام السابقة........

دعونا نصعد تلك السلالم لنعبر طوابقاً عدة متوجهين الى ذلك الممر الطويل الهادئ.....حيث كان به بعض الناس يذرعون المكان ذهاباً وإياباً بهدوء...وأطباء وممرضات يخرجون من غرفة ليتوجهون الى غرفةٍ أخرى.......
دعونا نكمل سيرنا عبر هذا الممر لنصل الى نهايته منعطفين الى الجهة اليسرى حيث يقابلنا ممراً أخر.....

على ذلك المقعد الخشبي حيث جلست أماندا شاردة الذهن وجورج بجانبها.....اما دانتي فقد كان متكأً على الحائط بظهره مكتفاً يديه تحت صدره.....وعلى المقعد المجاور له جلست ليليان وجودي اللتي لم تنفك عن البكاء.....
كان الهدوء والصمت يعم الارجاء....بأستثناء شهقات جودي الباكية.....

قطع ذلك الصمت أماندا القائلة
"كل هذا بسببكم أنتم....لماذا لم تحضران أبكر من ذلك...لماذا؟؟"
بقي كلاً من جورج ودانتي صامتين من غير ان يجيباها.....
نظرت أماندا الى جورج وقد أمتلئت عيناها بالدموع....قالت بغضب
"كنت أعتقد بأنك لست كالاخرين...ولكنك كنت تعمل مع رجلٍ مجرم...."

أنزل جورج رأسه قائلاً "لقد خُدعت....أكتشفت ذلك بوقتٍ متأخر....لقد كنت احمقاً...."
ثم أتكأ برأسه على الحائط الذي خلفه ليغمض عينيه مسترجعاً احداثٍ وقعت بالماضي.......
داخل تلك السيارة اللوميزين حيث جلس بها طفلٌ بدا انه في الرابعة عشر من عمره....كان ينظر الى الخارج ويراقب كل شيئٍ بهدوء.....اتسعت عيناه مندهشاً عندما اقتربوا من ذلك القصر الكبير.....كان أجمل قصرٍ يراه بحياته.....
اصطفت السيارة امام بوابة ذلك القصر الضخمة ليسرع أحد الخدم بفتح الباب له.....نزل من السيارة وهو يتلفت حوله باندهاشٍ واعجاب....
وقعت انظاره على ذلك الرجل الذي تقدم نحوه....بشعره الاسود وعيناه الزرقاوتان.....ابتسم قائلاً
"أهلاً بكَ يا جورج....يسعدني ان تكون تحت رعايتي...."
حدق به للحظات ليقول بعدها "سعيدٌ بمقابلتك يا سيدي....."


فتح جورج عينيه قائلاً "انتقلت للعيش مع اليساندرو بعد وفاة جوليا....لم أعرفها بحياتي قط....ولكن مما سمعته عنها يبدو انها كانت آمرآةً رائعة....بقيت تحت رعاية اليساندرو طوال فترة حياتي...اعترف انني شاركته باعماله القذرة....كنت المخطط الرئيسي لجميع تحركاته....كنت مساعده الايمن....كنت أعتقد ان ما أفعله هو الصواب....لم أعلم ابداً بأنني كنت فقد آلةً لتحقيق مخططاته القذرة....لقد ادركت ذلك بوقتٍ متأخر...متأخر جداً...."

ثم التفت الى اماندا التي كانت تستمع له باهتمام وقال "لقد كنت دميةً بأيديهم....لقد سخرا مني....والان جاء دوري للأنتقام...."
حدقت أماندا به للحظات لتنظر بعدها الى الامام من غير ان تقول شيئاً.....

التفت الجميع نحو مايكل الذي تقدم نحوهم....توجهت جودي نحوه قائلة
"هل من أخبار؟؟"
هز رأسه نفياً ليتنهد بعدها بيأس......في تلك اللحظة اقترب منهم احد الاطباء ليقول "مايكل....المدير يريد رؤيتك...."






داخل أحد الغرف حيث اجتمع عددٌ من الاطباء يتبادلون أطراف الحديث وقد بدا من طريقة كلامهم انهم يتشاجرون...
دخل مايكل الى تلك الغرفة لينظر الجميع له.....جال بنظره بين الاطباء ليلتفت بعدها الى احدهم قائلاً
"هل طلبتني سيدي المدير؟؟"

تحدث احدهم قائلاً "يجب ان تطردوا هذا الخائن من هنا...."

"لم نتوقع يوماً بان يكون واحداً منهم....."

"لا نقبل بالعمل مع رجل عصابات....."


انزل مايكل رأسه وهو يستمع لأحاديثهم المختلفة....قال بغضب "هل انتهيتم؟؟"
ثم رفع برأسه لينظر لهم قائلاً "انا لا أهتم لما تقولونه....سأساعدهم لأنهم أصدقائي....سأنقذ حياتهم لأنني طبيبٌ قبل كل شيء....لن أدعهم في أصعب المواقف.....فأنا واحدٌ منهم...."
خيم الصمت على المكان بعد ذلك الى ان قال المدير "الم نقسم اننا سننقذ حياة الجميع....طفلاً كان او شيخاً....فقيراً كان او غني....اليسوا بشراً يستحقون العيش؟؟...."
تبادل الجميع النظرات فيما بينهم ليلتفتوا بعدها نحو الباب حيث كانت آليكس واقفةً.....قالت بغضب "أنه محق...لم نميز يوماً بين مرضانا....كنا نعالج الجميع ونعتني بهم....عوضاً عن ذلك...هل رأيتم من مايكل شيئاً سيئاً لتقولوا عنه كل هذا الكلام؟؟"

خيم الصمت من جديد على المكان.....
قال احدهم باعتذار
"انهم محقون...نحنُ آسفون مايكل...."
ابتسم مايكل قائلاً "لا عليكم...." ثم اكمل بحماس "علي الذهاب...لدي من ينتظرني...."








كان مستلقياً على ذلك السرير الابيض تحيط به مجموعة من الاجهزة.....الضماد الابيض يلف جسده ورأسه.....حرك أصابع يده اليسرى بصعوبة.....فتح عينيه الرماديتان ببطء ليرى ذلك السقف الابيض المرتفع مستمعاً الى صوت الاجهزة الملتفة حوله....






دعونا نعد الى جورج والاخرين حيث كانوا يتبادلون اطراف الحديث.....
ليليان بتساؤل
"ولم يعلم اليساندرو بأنك لست بجانبه طوال هذه المدة؟"
دانتي بهدوء "لا...لم يشك بي يوماً....كنت ممثلاً بارعاً...."

جودي: "هل تعلم من كان وراء حادث والدة ليندا؟؟"

أنزل دانتي رأسه قائلاً "أعتقد أنه شارل...."
أغمض عينيه ليعود بذاكرته الى الوراء.......
داخل تلك السيارة حيث كان يجلس بجانب الكسندر الذي كانت علامات القلق مرتسمة على وجهه.....كان سائق السيارة يواجه صعوبةً بالقيادة...فقد كان المطر غزيراً وقتها......

عند ذلك المنعطف الحاد حيث اجتازه السائق بصعوبة.....تفاجئ بتلك السيارة التي ظهرت امامه ليقوم بتغيير مساره بسرعة.....نظر دانتي من النافذة الى تلك السيارة التي هوت بالوادي.....اتسعت عيناه اندهاشاً....توقفت السيارة ليخرج منها كلاً من دانتي والكسندر.....توجها الى ذلك المنحدر حيث استقرت السيارة بأسفله......

فتح دانتي عينيه قائلاً
"لم أتوقع حينها ان تكون السيدة جوليا داخل تلك السيارة....لم نستطع أنقاذها...."

جودي بحزن "هذا مؤسف...."

التفتوا جميعهم الى مايكل الذي تقدم نحوهم بسرعة.....قال وهو يلهث "لقد....لقد استيقظوا....كين و ادوارد و جيت .....لقد تجاوزوا مرحلة الخطر...."
ليليان بسعادة "كم هذا رائع...."
أماندا بارتياح "سعيدةٌ لسماع ذلك...."
تبادل كلاً من دانتي و جورج النظرات ليبتسمانِ بعدها بارتياح.....
جودي بتساؤل
"وماذا عن الاخرين؟؟"

مايكل بهدوء "مارك و إيريك بحالةٍ حرجة....وان لم يستيقظ بعد وكذلك والدة كين....اما الاخرون فهم بخير...."
ليليان بحزن "اتمنى ان يكونوا بخير......"

دانتي بتساؤل "هل يمكننا رؤية كين؟؟"

"لا ليس الان.....سنقوم بنقلهم الى غرفٍ أخرى وحينها تستطيعون رؤيتهم......"







وفي صباح اليوم التالي..............

داخل تلك الغرفة التي احتوت على ثلاثة آسرةٍ بيضاء اللون.....كان كين مستلقياً على احداها وهو ينظر الى السقف.....التفت الى الجهة اليمنى حيث كان ادوارد مستلقياً على السرير شارد الذهن.....ثم التفت الى اليسار حيث كان جيت نائماً.....
تنهد كين بملل....مرر أصابع يده على رأسه حيث ذلك الضماد.....ثم مرر كف يده اليسرى على ذراعه اليمنى التي بدا انها قد كسرت.....قال بغضب طفيف
"سحقاً لك اليساندرو...."

تلك اللحظة نظر ادوارد له ليقول بسخرية "يجب ان تكون ممتناً لأنها ذراعك التي كسرت وليس رأسك....." ثم نظر الى ساقه قائلاً "كيف سأسير الان وساقي مكسورة؟؟"
ثم قال بغضب "سحقاً لك اليساندرو...."

التفت كلاهما الى جيت الذي قال "عوضاً عن التذمر يجب ان تكونا سعيدين لانكما لا تزالان على قيد الحياة...."

كين باستغراب "اعتقدت انك نائم....!!"

"لا...كنت مستيقظاً...."


ادوارد بهدوء "لقد نجونا بأعجوبةٍ يا شباب.....لا أصدق الى الان أننا لا نزال على قيد الحياة...."
أضاف كين قائلاً "انت محق....لو أننا لم نتحرك جميعاً بأتجاه تلك المروحية لحاقاً بهم لكنا الان تحت ذلك الحطام....."

لنعد قليلاً بالاحداث الى الوراء بالتحديد الى ذلك اليوم.....حيث ارتفعت المروحية شيئاً فشيئاً عن السطح.....كان كين ينظر بعجز....فقد دمرت أخر خططه....اخر أملٍ له باسترجاعها قد ضاع.....ركض باتجاه تلك المروحية وهو يصرخ قائلاً "عودوا الى هنا....توقفوا...."
لحق به ادوارد قائلاً "كين...انتظر...."
ليتبعه بعد ذلك كلاً من جيت و داني.....كانت فكتوريا تنظر لهم بحزن لتسير بعدها بخطواتٍ مسرعة باتجاههم.....بقي مارك واقفاً مكانه وهو ينظر لهم.....أراد ان يتوجه نحوهم الا ان تلك القنابل قد انفجرت بالجزء الذي كان يقف به مارك لينهار المكان به......اما الاخرون فقد فقدوا توازنهم ليمسك كلاً منهم بالاخر متشبثين بأي شيئٍ قد يساعدهم لتبدأ بعدها الارض بالانهيار بشكلٍ بطيء.....


جيت بهدوء
"ذلك الـ اليساندرو ذكيٌ حقاً....قام بزرع القنابل بجهة وقوفنا فقط...."

أضاف ادوارد قائلاً "بهذا التصرف كان سيعطيه وقتاً كافياً للهرب بمروحيته ان تأخرت للحظات....انهار الجزء الذي كنا نقف به قبل انهيار الجزء الاخر من المبنى.....انه ذكيٌ حقاً...."

كين بتساؤل "ولكن...من قام بمساعدتنا؟؟"
تبادل كلاً من ادوارد وجيت النظرات......
تحدث جيت قائلاً
"ربما ليليان والاخريات....فقد كانوا خارج المبنى عندما حدث الانفجار...."

وما أن انهى جيت كلماته الاخيرة حتى فتح باب الغرفة لتدخل ليليان قائلة بفرح "صباح الخير يا شباب...."
لتدخل بعدها كلاً من جودي و ساندي و كيندا.......
جودي بسعادة
"الحمدالله على سلامتكم...."
كين بهدوء "شكراً لكم...."

جيت بتساؤل "كيف حال الاخرين؟؟"
أجابته جودي قائلة "انهم بخير....فقدنا عددٌ من رجالنا وكذلك من رجال ادوارد....لم نستطع انقاذهم...كما ان مارك وإيريك بحالةٍ حرجة....اما السيدة فكتوريا أنها بخير وكذلك وان...."

"وهل نسيتم أمري؟؟"


التفت جميعهم نحو الباب حيث كان داني يقف هناك متكأً على الحائط بيده اليمنى بتعب......
اقتربت منه ساندي لتساعده على السير ليتوجهان بعدها الى احدى الكراسي ليجلس عليها.......
ادوارد بابتسامة
"سعيدٌ لرؤيتك...داني..."
بادله داني الابتسامة ليضع بعدها يده على صدره قائلاً بألم "جسدي بأكمله يؤلمني....لم أشعر بهذا الالم في حياتي ابداً...."
ادوارد بانزعاج "انت محق....انظر الى ساقي المكسورة....كيف سأسير الان؟؟"
التفت كين له قائلاً "على الاقل تستطيع استخدام يدك اليمنى....كيف سآكل الان وذراعي مكسورة...!!!"
ضحك ادوارد قائلاً "فلتضرب عن الطعام اذاً...."
حدق كين به بانزعاج قائلاً "وانت فلتضرب عن السير...."
ليشيح بعدها كلاً منهما بوجهه عن الاخر.....
التفت ادوارد الى الاخرين وقال بتساؤل
"بالمناسبة...اين كاثرين؟؟"

"انا هنا...."


التفت ادوارد نحو الباب ليجد كاثرين حاملةً بيدها كأس عصير.....اقتربت منه لتجلس على سريره لترتشف بعدها من عصيرها ببرود.....حدق ادوارد بها باستغراب.....قال بتساؤل "ما بكِ؟ الستِ سعيدة برؤيتي؟؟"
كاثرين ببرود "بلى...الحمدالله على سلامتك..."
كان ادوارد ينظر لها باستغراب....قال بنفسه "ما بها؟؟ لماذا تتصرف ببرودٍ معي....كنت أتوقع انها ستقفز فرحاً عندما تراني...او انها تعانقني وهي تبكي....انها فتاةٌ غريبة...."
ثم اكمل بصوتٍ مسموع "لا يبدو انكِ كنتِ قلقةً علي...."
كاثرين ببرود "أجل...كنت اعلم بأنك ستكون بخير...."

تبادلت كلاً من ساندي وكيندا النظرات باستغراب.......
ليليان بخبث
"ماذا حل بـ كاثرين الباكية؟؟"
أكملت جودي قائلة "لم تتوقف عن البكاء طوال اليومين السابقين وهي قلقةً عليك...."
نظرت كاثرين لهما و وجهها محمر خجلاً....قالت بغضب "لا أبداً...هذا غير صحيح....انتما تكذبان..."
جودي وليليان بخبث "حقاً؟؟"

امسك ادوارد بيدها لتلتفت كاثرين له......حدق بها مطولاً....كانت تنظر له باستغراب.....ضحك قائلاً "انهما محقتان....كنتِ تبكين..."
كاثرين بغضب "كيف عرفت ذلك؟؟"
حدق ادوارد بها ليبدأ بعدها الجميع بالضحك....اما كاثرين فقد انتبهت على جملتها الاخيرة ليحمر وجهها خجلاً....
ادوارد وهو يضحك
"انا أكثر شخصٍ أعرفك يا كاثرين....لا داعي لأخفاء ذلك علي...."
أشاحت كاثرين بوجهها عنه قائلة "احمق....."


"انتم هنا؟؟"

التفتوا جميعهم نحو الباب حيث كان مايكل يقف.....
ابتسم كين قائلاً
"اهلاً بالطبيب الماهر...."
مايكل بغرور "اعلم ذلك....."
تحدث جيت قائلاً "ولا تنسوا انه متواضعٌ أيضاً...."
مايكل بغرورٍ أكبر "بالطبع انا كذلك...."
ليضحك بعدها الجميع.....
مايكل بهدوء
"يجب ان تأخذوا قسطاً من الراحة ولا ترهقوا انفسكم...."
جيت بهدوء "نحن نعلم ذلك....ولكن...."
أضاف ادوارد قائلاً "قل هذا الكلام لـ كين...."
نظر الجميع الى كين الذي انزل رأسه.....اقترب مايكل منه ليربت على كتفه قائلاً "سنعيد ليندا يا كين....ولكن يجب ان تتماثل الى الشفاء اولاً..."
كين بصوتٍ مخنوق "لكننا لا نعلم اين هي الان....هل هي بخير ام لا...."
مايكل بنبرةٍ مطمئنة "لا تقلق يا كين....سنتعاون جميعاً....كما ان هنالك من سيرشدنا الى مكانها....."
نظر كين له باهتمام لينظر بعدها مايكل باتجاه الباب قائلاً "ادخلا...."
وما هي الا ثوانٍ قليلة حتى دخل جورج ودانتي.....
حدق كين بهما باندهاش ليقول بعدها بغضب
"انتما مع ذلك القذر...ماذا تفعلان هنا..."
جورج بهدوء "أهدأ....أهدأ....يجب ان نتحدث......"







على ذلك المقعد حيث جلست ساندي وهي تحرك قدميها بملل....التفت نحو الممرضة التي خرجت من احدى الغرف....توجهت نحوها قائلة "هل يمكنني ان آراه الان؟؟"
أومئت برأسها قائلة "أجل...لقد بدلت الضماد له....يمكنك الدخول..."
ابتسمت ساندي قائلة "شكراً لكِ...."

توجهت نحو ذلك الباب لتقوم بطرقه....قامت بفتحه ببطء...اطلت برأسها عبر فتحت الباب قائلة "أيمكنني الدخول...؟"
أجابها صوتاً قائلاً بتعب "بالطبع...."
توجهت نحو ذلك السرير حيث كان وان مستلقياَ عليه....جلست على الكرسي المجاور له وقالت "سعيدةٌ لأنك بخير...."
ابتسم وان بهدوء ليقول بعدها "أين الاخرون؟؟"

"لا تقلق...جميعهم بخير...."

وان بارتياح "هذا جيد...."
حل الصمت بينهما الى ان قال وان "وماذا عن ليندا؟؟"
ساندي بحزن "لا نعلم شيئاً عنها....."
حدق وان بالسقف قائلاً "هذا مؤسف...."
ساندي بتساؤل "هل تناولت الطعام؟؟"
أومئ برأسه قائلاً "أجل...." ثم اكمل بانزعاج "ولكن طعامهم سيء...انه ليس نوعي المفضل...." ثم أردف بعينان تتلألأن "كم أشتهي تناول قطعة لحمٍ مشوية وصحن أرزٌ بجانبها....وبالاضافة الى الحساء...."
تدخلت ساندي قائلة "ولا تنسى بعدها الحلوى....قطعةٌ من كعكة الشوكولا بالاضافة الى شرابٍ ساخن...."
وان وقد بدأ لعابه يسيل "اااه...كم اتمنى ان اذهب الى احد المطاعم الفخمة الان....."

"فلتتحسن في البداية وسنذهب سويةً...."

وان بحماس "هذا ما أريد سماعه...."
ليضحكان بعدها........







دعونا نتوجه الى مكانٍ أخر.....بالتحديد امام تلك الغرفة ذات النافذة الزجاجية حيث وقفت جودي تنظر الى مارك المستلقي على السرير بلا حراك والاجهزة تحيط به.....
اقتربت ليليان منها تلك اللحظة.....التفتت الى مارك قائلة
"ألم يستيقظ بعد؟؟"
جودي بحزن "لا..." ثم اكملت بتساؤل "وماذا عن إيريك؟؟"
تنهدت ليليان بحزن قائلة "لم يستيقظ هو الاخر.."







لنذهب الى تلك الغرفة حيث تواجد بها كلاً من ادوارد و جيت و كين.....كان كين شارد الذهن وهو ينظر الى السقف....
تحدث ادوارد قائلاً
"هذا سيكون مفيداً لنا....فوجود جورج بصفنا سيساعدنا كثيراَ..."
جيت بهدوء "انه محق...سنتمكن من التوصل الى مكان ليندا عن طريقهما...."
تحدث كين قائلاً "لكنني لا أثق بهما....قد تكون خدعةً من الكونت...يجب ان أحذر منهما...."







اما خارج تلك الغرفة حيث وقفت أماندا برفقة جورج يتبادلان أطراف الحديث......
اماندا بهدوء
"لن تتمكن من كسب ثقة كين بهذه السهولة....فقد كنت مع اليساندرو وانقلبت ضده...."
بقي جورج صامتاً من غير ان يقول شيئاً....فقد كانت محقة بكلامها هذا.....
نظر جورج لها قائلاً
"سأكسب ثقته وسترين...." ثم صمت قليلاً ليقول بعدها "وانتِ...الا تثقين بي؟؟"
حدقت به للحظات لتشيح بوجهها عنه قائلة "لا أعلم...."

في تلك اللحظة أقترب دانتي من جورج قائلاً "أتحمل هاتفك يا جورج؟؟ لقد نسيت هاتفي بالقصر عندما غادرناه بسرعة..."
حدق جورج به للحظات ليقول بعدها "لقد تركته بالسيارة...."
دانتي بخيبة أمل "والسيارة بقيت هناك على الشاطئ بعد الانفجار...."
جورج بتساؤل "لماذا تريد الهاتف؟؟"

"أريد ان آعلم ماذا يحدث بالقصر....فنحن غائبين عن المنزل منذ فترة....ولا نريد للكونت ان يلاحظ غيابنا هذا او عدم اهتمامنا وسؤالنا عنه....."


جورج بهدوء "انت محق....يجب ان نعود..."

أماندا: "يمكنك أن تستخدم هاتفي ان شئت...."

دانتي: "شكراً لكِ....ولكن يجب ان نستطلع الوضع بأنفسنا...." ثم التفت الى جورج قائلاً "لنغادر الان؟؟"
أومئ جورج برأسه قائلاً "حسناً...." ثم اكمل قائلاً "سنعود يا أماندا...."
أماندا بهدوء "أتمنى ذلك....فلتبرهنا على صدق كلامكما ...."
ابتسم جورج لها بثقة ليغادر بعدها هو ودانتي المكان......







لنذهب الى مكانٍ اخر بعيداً عن أجواء المشفى......داخل تلك الغرفة حيث جلست ليندا على احدى الارائك شاردة الذهن.....نظرت الى معصم يدها حيث التف ذلك الضماد حولها......قالت بحزن "لو انني متُّ وقتها....." لتتنهد بعدها بيأس......

"ولماذا تريدين الموت؟؟"
ادارت برأسها للوراء لتعيد نظرها الى الامام قائلة ببرود "هذا ليس من شأنك شارل...."
وقف شارل امامها قائلاً "بل يهمني ذلك يا ليندا...." ثم امسك بذقنها ليرفع رأسها حتى تلاقت انظارهما....ابتسم قائلاً "فأنا يهمني أمر زوجتي...."
حدقت به بغضب لتبعد يده عنها قائلة "لن يكون ذلك الا في أحلامك...."
ضحك شارل قائلاً "سيكون بالاحلام وبالواقع عزيزتي....." ثم توجه نحو الباب قائلاً "سنغادر بالصباح الباكر....فلتكوني مستعدة...."
التفتت ليندا له وهو يغادر تلك الغرفة مغلقاً الباب ورائه.....حدقت بالفراغ للحظات لتبتسم بعدها قائلة "وسيكون حصولك على ما تريده يا شارل بأحلامك فقط....أعدك بذلك"







لنعد الى المشفى بالتحديد الى تلك الغرفة التي جلست بها ساندي برفقة وان يتحدثان......
ساندي: "سيتكفل أبي بدفع تكاليف علاجكم بالمشفى.....وان احتجتم الى أي شيء فلا تترددوا بطلب المساعدة من أبي...."
ابتسم وان قائلاً "هذا لطفٌ من والدك....ولكننا سنعتمد على انفسنا....."

أما في ذلك الممر حيث وقفت كيندا بالقرب من آلة بيع القهوة.....أشترت كوبان واتجهت الى احدى الكراسي حيث كان جيت جالساً عليها بملل.....قامت بأعطائه احد الكوبين قائلة "الا يجب ان تبقى بسريرك يا جيت؟؟ فجراحك لم تلتئم بعد...."
أخذ ذلك الكوب منها وارتشف منه ليقول بعدها "لستُ معتاداً على الراحة....كما ان هذه الجراح ليست خطيرة....سأتحسن بسرعة..."
حدقت به كيندا للحظات لتقول بعدها "انتم غريبون حقاً....بالرغم من أصاباتكم المختلفة الا أنكم ترفضون الراحة والاستسلام.....هل هذا ما هو أنتم عليه أيها الثعابين؟؟"
ارتشف جيت من كوبه من جديد ليقول بعدها "هذا ما كبرنا عليه...لا للآلم واليأس والضعف في حياتنا...." ثم ابتسم قائلاً "أنتِ لم تري شيئاً بعد يا كيندا...."


أما في تلك الغرفة حيث كان ادوارد جالساً على سريره وكاثرين بجانبه واماندا على الكرسي المقابل لهما.....
ادوارد بهدوء
"سنرى ان كانا صادقين بكلامهما...."
تحدثت كاثرين قائلة "سيعودان الى هنا...اليس كذلك؟؟"
أومئت أماندا برأسها قائلة "أجل...هذا ما قاله جورج لي....سيرى كيف تجري الامور هناك ويعود الى هنا...." ثم اكملت بنفسها قائلة "اتمنى ان يكون صادقاً بكلامه...."
كاثرين بتساؤل "اين ذهب كين و جيت؟؟"
ادوارد بهدوء "جيت بالخارج برفقة كيندا....اما كين ذهب لرؤية والدته..."






دعونا نتوجه سويةً الى احدى غرف المشفى لنرى أين ذهب كين......
داخل تلك الغرفة ذات الحجم المتوسط حيث كانت فكتوريا جالسةً على سريرها الابيض متصلاً بوريدها ذلك المصل المغذي وكان كين جالساً بجانبها على حافة السرير.......
نظر كين الى ذراعه المكسورة وقال بانزعاج
"ذلك الاحمق....سيندم كثيراً..."
ثم التفت الى والدته قائلاً بنبرةٍ طغى عليها الحزن "ذلك الوغد أفسد أجمل لحظات حياتي....لا تعلمين كم كنت متشوقاً لرؤيتك يا أمي....ولكن يالهذا اللقاء الحار...نحن الان بالمشفى...."
أمسكت فكتوريا يد كين قائلة "لا بأس يا بني....المهم أنك بخيرٍ الان يا كين....هذا أكثر ما يسعدني...أن آراك أمامي...."
ابتسم كين بحنان وهو ينظر الى تلك العينان التي طالما تمنى أن يراهما....شد بقبضة يده على يد والدته وقال "أعدكِ يا أمي انني سأعوضك عن كل شيء....وسأنتقم من ذلك الوغد...أعدك بذلك..." صمت قليلاً ليقول بعدها "لا يزال لديه شيئاً يخصني ويجب أن أستعيده مهما كلف الثمن...."
أنزلت فكتوريا رأسها قائلة "كين....اليساندرو ليس بذلك الشخص السهل....انه رجلٌ خبيث...لا تعلم كيف يفكر....أن وصلت ليندا الى فرنسا فلن تعود ابداً....سينتهي كل شيء فور وصولها الى هناك..."

كين باستغراب "ماذا تقصدين يا أمي؟؟"

"ليندا بين يدي أخبث شخصين عرفتهما طوال حياتي....اليساندرو يريد الحكم في فرنسا وشارل يريد الحكم وكنز العائلة الذي يتحدث عنه الناس منذ قرون...."
صمتت قليلاً لتكمل بعدها قائلة "لا اعلم ان كانت ستحتمل البقاء معهما....أنا قلقةٌ من أن تفعل بنفسها شيء...."
بقي كين محدقاً بها وهو يستمع لكلماتها باهتمام.....قال بتردد "أمي...لماذا قام بسجنكِ لديه كل هذا الفترة؟؟"

بقيت فكتوريا محدقةً بالفراغ للحظات من غير ان تقول شيئاً....امتلئت الدموع بعينيها قائلة "بسبب غلطةٍ اقترفتها بحياتي...."
حدق كين بها باستغراب وهو لا يعلم ماذا تقصد بكلامها....كان يريد ان يعرف أكثر عن كلام والدته المبهم هذا ولكن ما منعه من أن يسألها هو رؤيتهُ لها بهذا الحزن....وكأن الماضي الذي كانت تحاول نسيانه قد ذكرها به من جديد.....
اقترب من والدته أكثر وقام بمسح دموعها المتساقطة على وجنتيها بأصابع يده اليسرى وقال
"هذه الدموع غاليةٌ على قلبي يا أمي....لن أسمح لأحد بأن يجعلك تبكين مرةً أخرى...."
ابتسمت فكتوريا له بحنان لتقوم بعدها بمعانقته بقوة......
كين وهو لا يزال معانقاً والدته
"أمي...هل تعلمين شيئاً عن دانتي و جورج؟؟"
ابتعدت فكتوريا عنه وقالت "أجل...جورج شقيق شارل الاصغر...اما دانتي فقد كان يعمل لدى والدة ليندا منذ زمن..."

"كنت أتسائل ان كنت أقدر ان أثق بهما..."


فكتوريا باستغراب "ماذا تقصد؟؟"
بدأ كين باخبارها عن كل شيء......فكتوريا باندهاش "ماذا جورج؟؟ ضد اليساندرو؟؟"

"اجل هذا ما قاله لي...."

"انا لا اعلم يا بني...ولكن دانتي يمكنك الوثوق به...اما جورج فأنا لا أعلم....."

التفت كين نحو النافذة وقال "على كل حال...يجب أن أبقى حذراً منهما...." صمت قليلاً ليقول بعدها بتساؤل "لكن يا ترى....لماذا لا أتذكر شيئاً من الماضي؟؟"






امام تلك النافذة حيث وقف دانتي ينظر الى القمر الذي اعتلى السماء.....التفت الى ساعة يده التي تشير الى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.....في تلك اللحظة اقترب جورج منه وقال "سيغادر في صباح الغد الى فرنسا...."
دانتي بهدوء "أجل....سمعت ذلك....يجب ان نتحرك نحن أيضاً..."

"لن نمنعه من المغادرة الى فرنسا...."


نظر دانتي له باستغراب قائلاً "ماذا تقصد؟؟"

"لتكن نهايتهما في فرنسا....لن نستطيع الامساك بهما هنا...."
ثم التفت الى دانتي قائلاً بثقة "فقد ثق بي يا دانتي...."
حدق دانتي به للحظات ليبتسم بعدها قائلاً "أنا أثق بك...."
بدأ جورج بالسير قائلاً "حسناً...لنرتاح قليلاً حتى ننطلق بالصباح الباكر...."







ها هي الشمس تشرق من جديد لترتفع في الافق معلنةً معها عن بدء يومٍ جديد...........

داخل ذلك المطار الضخم حيث امتلئ بالناس......منهم المسافرون ومنهم من ينتظرون أحبتهم......
الضجة والازعاج تملئان المكان.....

بالقرب من ذلك الزجاج المطل على تلك الساحة التي امتلئت بالطائرات المختلفة.....وقفت ليندا تنظر الى الخارج بشرود.....
قطع شرودها ذاك عندما شعرت بتلك اليد التي لامست كتفها.....التفتت ورائها حيث كان شارل واقفاً.....
قال بهدوء
"هيا....سنغادر...."
حدقت به للحظات لتنزل بعدها رأسها لتبدأ بالسير مستسلمةً لأوامره....







نظر الى الساعة المعلقة على الحائط ليجدها تشير الى الحادية عشر صباحاً.....جال بعينيه الرماديتان حول المكان بتململ...... التفت الى الجهة اليسرى حيث جلس جيت على سريره يقرأ كتاباً....ثم التفت الى الجهة اليمنى حيث كان ادوارد يمسك قلماً بيده ويرسم على تلك الجبيرة البيضاء الموضوعة على ساقه......
كين بصوتٍ منخفض
"انت كالاطفال الصغار...."
التفت ادوارد له قائلاً "هل قلت شيئاً؟؟"
أشاح كين بوجهه عنه قائلاً "لا..."

التفت ثلاثتهم نحو الباب الذي فتح.....عقد كين حاجبيه عندما رآى جورج يدخل ودانتي يتبعه......
جورج بهدوء
"صباح الخير....."
كين وهو يتمتم "أي خيرٍ هذا وقد رآيت وجهكما...."
نظر جيت له رافعاً حاجبيه باستنكار وقد سمع ما قاله.....

نظر جورج الى كين بنظراتٍ غريبة لم يفهم كين معناها.....
جورج بهدوء
"لقد غادرت ليندا البلاد...."
تبادل ثلاثتهم النظرات باندهاش......
كين باندهاش
"هل....ذهبت الى فرنسا؟؟"
أومئ جورج برأسه بمعنى أجل......
جيت بتساؤل
"هل قابلتم ليندا قبل ان تسافر؟؟"

أجابه دانتي قائلاً "لا....لقد عدنا ليلة أمس الى قصر الكونت....لكنه لم يكن هناك, لقد كان بأحدى فنادق العاصمة وليندا معه....كما ان شارل قد جاء من فرنسا...."

كين باستغراب "شارل؟؟ ولكن لماذا؟؟ لما غادر فرنسا؟؟"
نظر جورج له قائلاً "من اجل ليندا....بعد ان علم انها بالمشفى....جاء الى هنا...."
نظر كين له باندهاش وقال "هل حدث لها مكروه؟؟"

"حسب ما سمعته من أصدقاء دانتي فأنها قد حاولت الانتحار....ولكنهم أنقذوها في أخر لحظة....."


خيم الصمت على المكان بعد ذلك......

اقترب جورج من كين الذي كان شارد الذهن وقتها.....قال بهدوء
"كين....يجب أن نوقفهم....يجب أن نمنعهم من تنفيذ خططهم..."
نظر كين له بنظراتٍ شاردة...أكمل جورج قائلاً "يجب ان نوقف شارل عند حده....دعنا نذهب الى فرنسا يا كين..."
نظر الجميع له باندهاش....
تحدث كين قائلاً
"فرنسا؟؟"
أومئ جورج برأسه قائلاً "أجل...الى فرنسا....سأدبر لكم كل شيء....حتى نمنع زواجها من شارل...يجب ان نتعاون....."







على ذلك السرير حيث كان إيريك مستلقياً عليه تحيط به مجموعة من الاجهزة والضماد يملئ جسده وقناع الاكسجين على فمه.....وقفت ليليان بجانبه تنظر له بحزن......جائت في مخيلتها صورة ذلك الانفجار الذي حدث وكيف بدأ المبنى بالانهيار والاصدقاء بداخله.....
"انا سعيدةٌ لأن الجميع بخير ولم يحصل لكم مكروه....ولكن....الم يحن الوقت لتستيقظ ايها الاحمق..."
جلست على حافة سريره وهي تنظر له بحزن....كان نائماً بعمق و الهدوء يعتلو قسمات وجهه....
أمسكت بيده قائلة
"هيا استيقظ....لو تعلم كم مضى من الوقت وأنت نائم....ستطردنا السيدة من العمل لأننا تغيبنا عن المطعم منذ أكثر من ثلاثة أيام....." شدة بقبضة يدها على يده وقالت "استيقظ يا إيريك....."






وفي غرفةٍ آخرى حيث كانت جودي تنظر الى مارك عبر ذلك الزجاج.....شعرت بتلك اليد التي ربتت على كتفها....التفتت ورائها لتبتسم قائلة "أهلاً بكِ...."
بادلتها أماندا الابتسامة ثم قالت بتساؤل "الم يستيقظ بعد؟؟"

"لا....قال الطبيب ان حالته مستقرة....قد يستيقظ خلال يومين..."

أماندا بهدوء "سيستيقظ هو و إيريك....انهما قويان...سيعودان..."






ها هي الشمس تتوارى في الافق ليحل الليل بستاره الاسود وهدوئه المخيف......
داخل تلك الغرفة حيث اجتمع الاصدقاء بها......
داني بتساؤل
"وماذا ستفعل الان؟؟ ستذهب الى فرنسا؟؟"

جودي: "ولكن كيف سيذهب الى هناك؟؟ لا يزال مصاب وجروحه لم تلتئم بعد...."

أماندا: "كما ان مواجهة ذلك الكونت ستكون صعبة...يجب ان يكون لدينا خطةً محكمة..."

ادوارد بانزعاج "يكفي هذا....كين من سيقرر ماذا سيفعل....هو القائد ويعرف ما يريده...."

التفت الجميع الى كين الذي كان يجلس على سريره بهدوء ولم يشاركهم بأي كلمةٍ.....
في تلك اللحظة دخل مايكل ليقول بانزعاج
"ماهذا...جميعكم هنا..." ثم التفت الى داني و وان وقال بغضب طفيف "ماذا تفعلان هنا؟؟ عودا الى غرفتكما حالاً...."
ثم التفت الى جودي واماندا وليليان وقال "وانتم...غادروا المشفى....لقد انتــ...."
قطع كلامه كين القائل "مايكل....متى يمكننا الخروج من هنا...."






فتحت عينيها بتثاقل عندما سمعت ذلك الصوت الذي يناديها.....التفتت الى الجهة اليمنى حيث كان اليساندرو جالساً بجانبها...قال بهدوء "ضعي حزام الامان....ستحط الطائرة على الارض....."

قامت بوضع الحزام بشرود....التفتت الى الخارج عبر تلك النافذة الصغيرة لترى الغيوم البيضاء...قالت بشرود "هل وصلنا حقاً..."


نزلت من تلك الطائرة وهي تتلفت حولها....مجموعة من الرجال قد انتظروهم عند أسفل سلم تلك الطائرة.....انحنوا لهم بكل ادبٍ واحترام......
تابعت سيرها وراء والدها و شارل خلفها.....
سيارة لوميزين سوداء اللون فخمة المظهر كانت تتنظرهم عند باب المطار.....فتح السائق الباب لهم ليشير اليساندرو بيده لـ ليندا آمراً اياها على الدخول.....

كانت تنظر عبر نافذة السيارة الى كل تلك الابنية شاهقة الارتفاع....الى أولئك الناس المنتشرين هنا وهناك......الى تلك الاشجار المزروعة على الطرقات التي تراقصت اوراقها بهدوءٍ مع الرياح.....
فتحت النافذة مستنشقةً ذلك العبق المحمل برائحة العطور المختلفة......
نظرت الى تلك الحدائق المختلفة ذات الالوان الرائعة......ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها عندما رآت الاطفال يلعبون ويمرحون بالقرب من أحدى الاشجار الكبيرة والضخمة.............

كانت تراقب كل شيءٍ من حولها باهتمام الى ان وصلت الى ذلك القصر الكبير......
فتحت بوابته الذهبية الضخمة المرصعة بالاحجار المختلفة لتظهر لنا تلك الحديقة الكبيرة والاشجار المختلفة التي اصطفت على الجانبين.....
سارت السيارة بهم بهدوء عبوراً بتلك النافورة ذات اللون الفضي حيث تناثرت بتلات الازهار على مياهها......

فتح احد الخدم الباب لهم لينزل كلا من شارل واليساندرو وليندا خلفهما......
نظرت الى ذلك القصر المكون من ستة طوابق.....جالت بنظرها حول المكان بانبهار....شرفاتٍ عديدة موزعةً في تلك الطوابق....اطارات النوافذ مطليةً بالذهب لتجعلها تلمع مع سقوط اشعة الشمس عليها......
كان ارتفاع القصر شاهقاً جداً ومنظره خلاباً......

سارت الى الداخل حيث قابلها قاعة استقبال ضخمة.....على الجهة اليمنى كان هنالك ممراً و به ابوابٍ عديدة.....وعلى الجهة اليسرى بابٌ ضخم وقد بدا انه يأخذنا الى مكانٍ أخر......
سلالمٌ لولبية الشكل تؤدي الى الطوابق الاخرى......
ثريا ضخمة توسطت القاعة لتتدلى من السقف بشكلٍ جميل.....

بعضٌ من اللوحات الفنية قد علقت على الحائط و مزهرياتٍ مختلفة قد وزعت على طاولاتٍ صغيرة موضوعةً في زوايا تلك القاعة....جدران تلك القاعة مطليةً باللون البني الباهت المتناسب مع لون السجاد والاثاث الموجود بتلك القاعة......

توجهت مع والدها الى تلك السلالم اللولبية....وقفت تنظر لها مطولاً....اغمضت عينيها قائلة
"لقد تذكرت..كنت اصعد هذه الدرجات وانا صغيرة....لا ازال اتذكرها جيداً.....غرفة البيانو موجودةً في الطابق الثالث...." فتحت عينيها ونظرت الى اليساندرو قائلة "اليس كذلك؟؟"
أومئ برأسه قائلاً "أجل....هيا اتبعيني الى غرفتك...."






كان مستلقياً على سريره بتململ......قال بغضبٍ طفيف "كم أكرهك يا مايكل...."
جيت بهدوء "نعلم ذلك...."
أضاف ادوارد قائلاً "انها عاشرُ مرةٍ تقولها لهذا اليوم يا كين....."
كين بغضب "أريد ان اخرج من هنا....."
التفت جيت له قائلاً "وإن خرجت الان..ماذا ستفعل؟؟ جميع الرجال مصابين ومتعبين يا كين....لن تستطيع فعل أي شيء لوحدك...."
أغمض كين عينيه قائلاً بضيق "أعلم ذلك..."






كانت تنام على حافة السرير واضعةً رأسها بالقرب من صدره ممسكةً بيده.....فتحت عيناها ببطءٍ وبتثاقل.....فركت عينها وهي تتثائب ثم قالت "يبدو أنني غفوت هنا...."

"أجل....منذ ساعاتٍ وأنتِ نائمة...."


أسرعت بالاعتدال بجلستها والتفتت نحوه.....
كان مستلقياً على سريره بتعب....ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهه الشاحب.....
قالت بفرح
"لا أصدق...لقد استيقظت اخيراً يا إيريك...."
إيريك بتعب "ألم تجدي مكاناً أفضل من النوم بجانبي؟"
فالت بخجل "أسفة...يبدو انني غفوت وانا بجانبك...."
ضحك إيريك بخفة....اما ليليان اسرعت بالتوجه نحو الباب قائلة "سأستدعي الطبيب...."

أسرعت بالخروج من تلك الغرفة لتركض عبر ذلك الممر اذ بها تصطدم بـ جودي التي كانت تركض هي الاخرى حيث ظهرت من الممر المجاور لها.....
جودي بألم
"لما هذه العجلة...ليليان..."
ليليان باندفاع "إيريك...إيريك...لقد استيقظ...."
جودي بفرح "حقاً....كم هذا رائع....لقد استيقظ مارك أيضاً..."
ليليان بفرح "هذا حقاً رائع.....لنخبر الطبيب بذلك...."






امام تلك النافذة الزجاجية المرتفعة حيث وقفت ليندا تنظر الى تلك الحديقة الكبيرة بشرود.....قامت بفتح النافذة لتنعم بذلك الهواء العليل المحمل برائحة الازهار المزروعة في تلك الحديقة.....التفتت الى السماء ذات اللون البرتقالي المحمر المحملة ببعض السحب العابرة.....كانت تراقب العصافير وهي ترفرف في السماء على شكل مجموعات.....ابتسمت برقة وهي تنظر الى تلك العصافير وقالت "كم هي محظوظة...انها تطير بحريةٍ في هذه السماء الواسعة...."
التفتت نحو الباب الذي طرق لتدخل منه احدى الخادمات.....
انحنت قائلة باحترام
"أنستي...طعام العشاء سيكون جاهزاً خلال ساعة...هلا رافقتيني لتبديل ملابسك من فضلك!!....لقد احضر السيد لكِ ثياباً جديدة..."
حدقت ليندا بها للحظات لتبتسم بعدها قائلة "حسناً..."






وقفت امام تلك المرآة ذات الاطار الذهبي المزين بطريقةٍ جميلة وهي تنظر الى نفسها.....كانت ترتدي فستاناً حريرياً وردي اللون طويلٌ بأكمامٍ طويلة.....توسطته شريطة حمراء اللون.....قامت احدى الخادمات بتسريح شعرها الاشقر الذهبي لتقوم برفعه لها بطريقةٍ جميلة واضعةً على شعرها دبوس شعرٍ بشكل فراشة فضية اللون......
التفتت الى الخادمات ومعالم الحزن لم تفارق وجهها....ابتسمت قائلة
"شكراً لكم..."
احدى الخادمات "هذا واجبنا يا أنسة..."

توجهت نحو الباب لتخرج من تلك الغرفة برفقة احد الرجال.....كانت الخادمات يراقبوها بهدوء....
قالت احداهن
"تبدو جميلةً جداً....الخادمات الاخريات يقلن انها تشبه والدتها كثيراً...."

"لا أعلم ان كانت تشبهها فأنا لم أقابلها يوماً....ولكن...لما هي حزينةٌ هكذا..."







سارت بهدوءٍ عبر ذلك الممر الطويل وصولاً الى غرفة الطعام الكبيرة.....حيث توسطتها طاولة ذات اثنا عشر مقعداً من الخشب الفاخر.....
وقفت عند الباب للحظات وهي تنظر اتجاه الطاولة حيث جلس شارل و اليساندرو ومجموعة من الخدم كانوا يقفون ورائهم......
توجهت نحو الطاولة لتجلس على الكرسي المقابل لكرسي شارل اما اليساندرو فقد جلس على الكرسي المنفرد عند رأس الطاولة.....

بدأ ثلاثتهم بتناول الطعام بهدوء....حيث كان الصمت سيد المكان....كلاً منهم منشغلاً بتناول طعامهم.....
بعد ان انتهوا من تناول طعام العشاء أحضر الخدم الحلوى والمشروبات الساخنة......

التفت شارل الى ليندا التي كانت شاردة الذهن.....ارتشف من كأسه ثم قال
"هل أخبرتها يا اليساندرو عما تريده؟؟"
اليساندرو بهدوء "انها تعلم ذلك...." ثم التفت لها ليكمل قائلاً "أليس كذلك....ليندا؟؟"
قالت بهدوء "أجل...."

شارل: "اذاً...أين هي القلادة يا لين؟؟"

لين بهدوء "انها داخل الصندوق...بحقيبتي...."

التفت شارل الى أحد الخدم الواقفين خلفه...قال آمراً "أحضر حقيبة الانسة التي كانت معها..."
انحنى باحترام ليغادر بعدها غرفة الطعام.........
وما هي الا لحظاتٍ قليلة حتى عاد بالحقيبة حيث اعطاها لـ ليندا....أخرجت ذلك الصندوق الذهبي من حقيبتها ليأخذه شارل منها....
حدق به للحظات ليهم بعدها بفتحه بينما ارتسمت ابتسامة نصرٍ على شفتيها.....
حدق شارل بالصندوق قائلاً
"اين...القلادة؟؟"
التفت كلاً من اليساندرو و شارل الى ليندا التي ارتسمت ابتسامة على زاوية فمها......
شارل بغضب طفيف
"أين...القلادة؟؟"
ليندا باستهزاء "كما ترى....ليست معي..."
ضرب الطاولة بيده قائلاً بغضب "أين هي يا لين؟؟"
اليساندرو بهدوء "أهدأ يا شارل...ربما خبأتها بمكانٍ أخر..." ثم التفت الى ليندا وقال "اليس كذلك؟؟"
ليندا بسخرية "لا يا أبي....انها ليست معي...."

اغمض اليساندرو عينيه محاولاً الا يظهر غضبه....اما شارل فلم يتمالك نفسه....اقترب منها وامسكها من ياقة ثوبها قائلاً "ليندا...نحن لا نلعب هنا...سأكرر سؤالي....اين القلادة؟؟"
ليندا بسخرية مكررةً كلام شارل "شارل....أنا لا العب هنا....سأكرر جوابي....ليست معي..."
حدق بها بغضبٍ شديد ليقوم بدفعها بقوة نحو مائدة الطعام لتتناثر الصحون منكسرةً على الارض بينما هي سقطت بقوة على الطاولة لتسقط بعدها أرضاً....
أتكأت بكف يدها اليمنى على الارض محاولةً النهوض الا ان شارل انحنى الى مستواها وقام بدفعها مجدداً لتقع ارضاً....

"قولي أين القلادة.....والا ستندمين كثيراً...."

"شارل....توقف...."

التفت ورائه حيث وقف اليساندرو ينظر لهما....
امسكت بذراع يدها اليسرى قائلة بألم
"صدقني...لن تحصل على ما تريده...سأحمي كنز العائلة من أمثالكما....لن يكون من نصيبكما..."
اليساندرو بهدوء "شارل...هيا اخرج من هنا...."
شد شارل على قبضة يده بغضب وهو ينظر اليه.....
اليساندرو بحدة
"قلت لك اخرج...."
ليخرج بعدها شارل منصاعاً لاوامره.......

نظر اليساندرو الى ليندا التي كانت لا تزال على الارض....انحنى لمستواها وامسك بيدها ليساعدها على النهوض ولكنها قامت بدفعه قائلة بغضب
"لا أحتاج الى مساعدتك...."
لتنهض بعدها لتتوجه نحو الباب قاصدةً الخروج وهي تسير بتثاقل....
نظرت الى ذراعها اليسرى لترى تلك الدماء التي غطت ثوبها....قامت بسحب الزجاجة من ذراعها بألم قائلة
"هذا مؤلم جداً...."
لتتابع سيرها بعد ذلك.......







وقف بالقرب من النافذة وهو ينظر الى الخارج ومعالم الغضب لم تفارق وجهه.....
اقترب اليساندرو منه وقال
"ما هذا التصرف يا شارل؟؟"
التفت له ليقول بغضب "الم تسمع ما قالت...القلادة ليست معها...انها مصيبة..."
اليساندرو بهدوء "ولكن لن تحل هذه المشكلة بالغضب....عليك بالهدوء..."
ازداد غضب شارل وقد استفزه بروده ذاك.....
"كم انت بارد الاعصاب, اليساندرو.....كيف لك ان تكون هادئاً هكذا وكل شيءٍ قد خططنا له سيذهب هباءاً....تعلم اننا لن نصل لما نريده الا بتلك القلادة...انها تبرهن على صحة كلامنا...ومن غيرها لن نحصل على أي شيء........"
كان اليساندرو يستمع له وهو مغمض عينيه متكأً بظهره على الحائط بالقرب من النافذة مكتفاً يديه تحت صدره.....فتح عينيه والتفت الى شارل قائلاً "لا يا شارل...سنحصل على ما نريد..."

"كيف ذلك ايها العبقري؟؟"


ابتسم اليساندرو قائلاً بثقة "سترى ذلك يا شارل..."








على تلك الاريكة حيث جلست ليندا عليها وبالقرب منها احدى الخادمات التي كانت تطهر لها جرحها.....
ليندا بألم
"هذا مؤلم جداً..."
وما ان انهت تطهير ذلك الجرح لها لتبتسم لها قائلة "انتهيت يا انسة..."
وضعت يدها على مكان الجرح وقالت "شكراً لكِ..." ثم التفتت الى ذلك الضماد الموضوع حول معصم يدها اليسرى...حدقت به للحظات لتتنهد بعدها....
كانت تلك الخادمة تنظر لها بحزن....قالت بهدوء
"كان ذلك قاسياً...لما فعل ذلك؟؟"
أنزلت ليندا رأسها من غير ان تقول شيئاً.....
نهضت الخادمة بسرعة لتنحني قائلة باعتذار
"انا اسفة حقاً...ما كان يجب ان أتتدخل..."
نظرت ليندا لها لتبتسم لها برقة......
حدقت بها للحظات لتقول بعدها
"اتعلمين يا انسة...انكِ تشبهين السيدة جوليا كثيراً...."
لين باندهاش "وهل تعرفين أمي.؟؟"

"أجل....لقد كانت والدتي تعمل هنا بالقصر....كنت حينها بالثامنة من عمري....أتذكر جيداً كيف كانت السيدة لطيفة مع الجميع....بعد وفاة والدتي بقيت للعمل هنا بالقصر....."
ثم اكملت بفرح "حتى انني أتذكرك عندما كنتِ صغيرة...كانت السيدة دائماً تحملك بين ذراعيها وتجلس بكِ بالحديقة...." ثم اكملت بتفكير "كما انني أذكر انه كان هنالك طفلٌ صغير لأحدى الخادمات هنا....كان يتردد كثيراً الى القصر...على عكسنا نحن...فلم يسمح لنا بمغادرة منزل الخدم والتجول بحرية....أتسائل ماذا حل بذلك الفتى بعد مقتل والده..."

كانت ليندا تستمع لها باهتمام...ابتسمت قائلة "هل تقصدين...كين؟؟"

التفتت لها قائلة "أجل...أجل...لقد تذكرت....انه هو...كين جاين...." ثم اكملت بتساؤل "هل تعرفينه يا انسة؟؟ أقصد هل تتذكرينه...لقد كنتِ صغيرةً ذلك الوقت...."

ابتسمت ليندا بحزن قائلة "أجل....أنا أعرفه...." ثم أخرجت ذلك العقد من تحت ثيابها لتقوم بفتحه قائلة بفرح "أنظري...هذا هو كين..."

حدقت بتلك الصورة للحظات باندهاش لتقول بعدها "لقد كبر حقاً هذا الفتى الصغير...." ثم قالت باستغراب "من أين حصلتي على صورته؟؟ هل تقابلتما؟؟"

أومئت برأسها قائلة "أجل...لقد تقابلنا...."

"وأين هو الان؟؟"


مررت أصابع يدها على ذلك العقد وقالت بحزن "لقد رحل....ولن يعود...."





داخل تلك الغرفة حيث كان يقف شارل ينظر الى اليساندرو باندهاش.....كان يحمل بيده قلادة ذهبية اللون تحمل نقش زهرة البنفسج......لم تفارق الابتسامة شفتيه....قال بثقة "آرأيت يا شارل...لا شيء سيقف امامي...."
ليغادر بعدها تلك الغرفة تحت أنظار شارل الذي كان يراقبه بكل حقد....شد على قبضة يده بغضب قائلاً "تباً لك....."







وقفت امام المرآة تسرح بشعرها الاشقر....اخذت عقدها الموضوع على المنضدة لتضعه حول عنقها....التفتت الى الباب الذي فتح لتدخل احدى الخادمات قائلة باحترام "أنستي...الفطور جاهز..."
توجهت نحو الباب بتململ قاصدةً الخروج.....سارت عبر ذلك الممر الطويل ببطئ....وقفت امام باب المصعد محدقةً به لتتوجه بعدها الى السلالم قاصدةً استخدامها......

كانت تنزلها بخطواتٍ هادئة وهي شاردة الذهن الى ان توقفت وهي تنظر الى شارل الذي وقف عند السلالم.....
كان ينظر لها بنظراتٍ غريبة اما هي فقد تذكرت ما حدث بالامس لتشعر بالخوف والقلق.....توجهت نحوه قاصدةً نزول السلالم الا انه اوقفها قائلاً
"لماذا لا تستخدمين المصعد.؟؟"
ليندا ببرود "هذا ليس من شأنك...."
أرادت متابعة سيرها الا انه امسكها من ذراعها اليسرى بقوة.....امسكت بيده قائلة بألم "أبعد يدك...انت تؤلمني...."
حدق بها للحظات ليقول بعدها "أين هي؟؟"
ليندا بألم "انا لا اعلم....ارجوك ابتعد...."
شد بقبضة يده عليها قائلاً بحدة "كيف لا تعلمين وقد كانت معك؟؟"
وضعت يدها فوق يده محاولةً ابعاده عنها...تحدثت قائلة "لا اعلم اين هي....ابعد يدك عني...."
التفت الى ذلك العقد الذي تضعه حول عنقها....افلت ذراعها ليمرر اصابع يده على عنقها قائلاً "انه جميل...." ليسحبه بعدها بقوة من عنقها....
ليندا بغضب
"اعده لي...."

"كم يبدو جميلاً....هل هو مهمٌ بالنسبة لكِ؟"

"قلت اعده..."


نظر لها بسخرية لينظر بعدها الى ذلك العقد.....مرر اصابع يده عليه ليقوم بفتحه بعدها....قال بسخرية "اااو هذه صورة كين....أعتقد انها غاليةً على قلبك..."
ليندا بغضب "هذا ليس من شأنك...."
لتحاول بعدها أن تسحبه من يده الا انه رفع يده عالياً وقال "لماذا تريدينه؟؟ لقد رحل كين....لن يعود..."
امتلئت عيناها بالدموع وهي تنظر له بكراهية.....تقدمت اتجاهه لتقوم بصفعه بقوة على وجهه......
وضع شارل يده على خده ونظر لها بغضب قائلاً
"أيتها الـ...."
اوقفه صوت اليساندرو القائل بحدة "شارل....."
اقترب منهما ليأخذ ذلك العقد من يد شارل.....مده نحو ليندا لتأخذه بدورها منه.....وما هي الا ثوانٍ حتى اختفت عن انظارهما.....
نظر اليساندرو الى شارل قائلاً بغضب
"ما الذي تفعله يا شارل؟؟"
أشاح شارل بوجهه عنه من غير ان يقول شيئاً.....
امسكه اليساندرو من ياقة قميصه وقال مهدداً
"أياك والاقتراب منها...آياك...."








اسرعت بالتوجه نحو غرفتها لتقوم بفتح الباب بقوة.....نظرت الى الخادمتين وهي تمسح بدموعها حيث كانتا تنظفان المكان....
تبادلتا النظرات باستغراب لتنظران بعدها الى ليندا التي وقفت مكانها والدموع تملئ عينيها.....
قالت احداهن بتردد
"أنستي...هل تناولتي فطارك؟؟"
خطت بضع خطوات الى الداخل قائلة "لا...."
جلست على الاريكة التي كانت قريبة منها.....حدقت بذلك العقد قائلة "لقد انقطع...كيف سأرتديه الان..."
اقتربت منها احدى الخادمتين وقالت "هل استطيع مساعدتك؟؟"
نظرت ليندا لها لتكمل الخادمة قائلةً "استطيع اصلاحها لكِ آنستي...."

"حقاً؟؟"


أومئت برأسها قائلة بهدوء "أجل...."
ليندا بسعادة "شكراً لكِ...."







في مكانٍ اخر بعيدٌ عن أجواء فرنسا وقصورها ومنازلها الفاخرة.....لنتوجه الى تلك الغرفة حيث كان بها كين والاخرين.....
جورج بهدوء
"الجميع يعتقدون بأنك ميت ولم ينجوا احداً منكم.... وهذا الامر لصالحنا الان.....سيغادر ما تبقى من رجال اليساندرو الى فرنسا خلال اسبوع من الان.....لذلك يجب ان تكون حذراً من الخروج امام الناس حتى لا يتعرف احدٌ عليك...."

أومئ كين برأسه قائلاً "حسناً لا تقلق....ومتى ستغادر انت؟؟"

"عندما تكون انت مستعد للمغادرة....سنذهب الى هناك سويةً...."


كين بهدوء "لا بأس..."






مضت عدة أيامٍ على ذلك اليوم.....خرج كلاً من ادوارد و كين والاخرون من المشفى بعد موافقة الطبيب بصعوبة على طلبهم على شرط ان ينالوا قسطاً من الراحة بالمنزل.....اما إيريك و مارك فبقيا بالمشفى تحت المراقبة لعدة أيام......

صعد تلك السلالم متوجهاً الى غرفته....الا انه توقف امام باب احدى الغرف قبل ان يصل الى وجهته....حدق بالباب للحظات ليقوم بفتحه بعدها.....جال بنظره حول المكان.....كان المكان هادئاً جداً....التفت الى الشرفة المفتوحة حيث داعب الهواء الستائر....للحظاتٍ قليلة مر طيفها امام عينيه.....كانت تقف هناك بالقرب من باب الشرفة وهي تستنشق الهواء المداعب لخصلات شعرها الشقراء لتلتفت له والابتسامة لا تفارق شفتيها....حدق بذلك المكان للحظات بحزن الى ان سمع ذلك الصوت القائل
"كين..."
التفت ورائه ليبتسم قائلاً "اهلاً أمي..."
نظرت فكتوريا الى تلك الغرفة وقالت "أهذه غرفتك؟؟"
هز رأسه نفياً وقال "لا...غرفتي هناك..." وأشار باصبع يده الى الغرفة المجاورة لهما......
نظرت فكتوريا الى تلك الغرفة لتعود بنظرها الى كين قائلة باستغراب
"غرفة من هذه؟؟"
انزل رأسه ليبدأ بالسير متوجهاً الى غرفته قائلاً بحزن "كانت لها...."
راقبته فكتوريا وهو يدخل الى غرفته.....ثم التفتت الى تلك الغرفة لتتوجه الى الداخل........






جلس على سريره محدقاً بالفراغ......نظر الى ذراعه ليتذكر كلام مايكل قبل خروجه من المشفى......
"ستبقى ذراعك هكذا لمدة شهرٍ....تعال انت وادوارد لمراجعة الطبيب بعد اسبوعين ليرى ان بدأت الكسور بالالتئام...."
تنهد كين قائلاً "يبدو ان هذه الجبيرة سترافقني لفترة طويلة...."

نهض متوجهاً نحو خزانته.....قام بفتحها لينظر الى ثيابه بحيرة قائلاً "ماذا أرتدي....!!"
لفت انتباهه قميصه الاسود....قام بسحبه من بين باقي قمصانه ليقع ظرفاً ابيض اللون من بين ثيابه.....نظر اليه باستغراب.....التقطه قائلاً "من أين جاء هذا؟؟ لا أتذكر انني خبأت شيئاً مشابهاً من قبل...."
توجه نحو سريره ليجلس عليه.....قام بفتح ذلك الظرف ليخرج منه رسالةً بالاضافة الى تلك القلادة الذهبية الفخمة.....
قال باندهاش
"هذه قلادة ليندا....لماذا هي بخزانتي؟؟"
قام بفتح تلك الرسالة ليبدأ بقرائتها.......






اغلقت باب الشرفة لتخرج بعدها من تلك الغرفة....نظرت الى باب الغرفة المجاورة لتتوجه نحوها....قامت بطرق الباب لتقوم بفتحه......جالت بنظرها حول المكان لتقع انظارها على كين الذي كان يجلس على سريره محدقاً بالفراغ.....
توجهت نحوه قائلة
"ما بك يا بني؟؟"
لكنه لم يجبها....فقد كان شارد الذهن يفكر بأمرٍ ما....
جلست بجانبه على السرير تنظر له باستغراب.....انتبهت الى تلك القلادة التي كان يمسك بها.....قامت بسحبها من يده قائلة
"لمن هذه؟؟"
انتبهت على وجود شعار عائلة روتشيلد....قالت باندهاش "اليست هذه تخص وريث العائلة؟؟"
أومئ برأسه قائلاً "أجل....انها لـ ليندا....قامت بتركها هنا...."

"ولكن اليس ما يسعى اليساندرو ورائه هو هذه القلادة؟؟"


مد كين تلك الرسالة الى والدته قائلاً "أقرأي هذه..."
بدأت فكتوريا بقراءة محتوى الرسالة....قالت باندهاش "ما الذي تفكر بفعله هذه الفتاة....سيقتلانها عندما يعلمان بأن القلادة ليست معها...."

كين بهدوء "اكملي قراءة الرسالة يا أمي...."
تابعت القراءة بصوتٍ منخفض الى ان وصلت الى احدى المقاطع لتكمل بصوتٍ مرتفع.... ".......القلادة التي احملها تمكنني من الوصول الى كنز العائلة....اخبرتني امي قبل وفاتها عن مكان هذا الكنز.....انه في قصر جدي....خلف الصورة الكبيرة الموضوعة في القاعة الرئيسية التي تحمل صورة العائلة الحاكمة على مر السنوات....لا اعلم ان كانت هذه القلادة تفتح باباً او شيئاً أخر....ولكن اعلم انها ستكون بأيدي امينة....لتحتفظ بها يا كين بعد رحيلي......"

التفتت الى كين قائلة "ماذا تقصد بكلامها؟؟ لقد اخبرتك بمكان كنز عائلتها....انه سرٌ لا يعلمه سوى افراد العائلة ويحتفظون به لأنفسهم فقط...."
نهض كين والتفت الى والدته قائلاً "لا أعلم بماذا تفكر هذه الفتاة....ولكن بعد قرائتي لرسالتها هذه...يجب ان أقلق عليها الان...."






داخل تلك الغرفة ذات الحجم الكبير حيث توسطها بيانو ابيض اللون....جلست ليندا على ذلك الكرسي الجلدي أسود اللون خلف البيانو....مررت يدها عليه ببطء وابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيها......
بدأت بالعزف عليه احدى المقطوعات الموسيقية التي تعرفها......

في تلك الاثناء كان اليساندرو واقفاً عند الباب يستمع لعزفها الهادئ.....اقترب منها بهدوء لتنتبه ليندا على وجوده....توقفت عن العزف بعدها.....
اليساندرو باستغراب
"لما توقفتي؟؟؟"
ليندا ببرود "لقد نسيت المقطع التالي...."
حدق بها للحظات ليقول بعدها "سنقيم حفلةً صغيرة الليلة....وسيكون هنالك عدد كبير من رجال الاعمال والنبلاء...أشتريت لكِ ثوباً مناسباً لحفلة الليلة.....ارتديه..."
التفتت له قائلة "وهل من الضروري ان أكون متواجدة بينكم؟؟"

"أجل...فهذه الحفلة سأقيهما أحتفالاً بعودتك...."

وما ان انها أخر كلماته حتى غادر المكان......
اغلقت ليندا غطاء البيانو ومن ثم وضعت رأسها عليه قائلة بملل
"ستكون أسوء ليلة...."






ها هي عقارب الساعة الذهبية المعلقة داخل تلك القاعة الكبيرة تشير الى الثامنة مساءاً.......
امتلئت تلك القاعة بالمدعوين المختلفين.....نبلاء و رجال اعمال.....نساءاً ورجال.....فرقةً موسيقية كانت تعزف اجمل الالحان.....طاولات الطعام ممتلئةً بأشهى الاطباق المتنوعة والفاخرة.....
اصوات الضحكات هنا وهناك....كانوا يقفون على شكل مجموعاتٍ يتبادلون اطراف الحديث فيما بينهم......

كان اليساندرو يتجول بين الحاضرين ويلقي التحية عليهم بكل أدبٍ واحترام ورحابة صدر.....

التفت الجميع نحو أعلى تلك السلالم اللولبية حيث وقفت تنظر الى الحضور.....خطفت الاضواء بحضورها المميز......كانت تبدو جميلة بفستانها الاسود الطويل الضيق المزين بطريقةٍ ملفتة للأنظار......
نظرت الى الجميع محدثةً نفسها
"ستكون ليلةً مملة....مملة جداً...."

توجهت نحو والدها تحت انظار الجميع الذين كانوا يتهامسون فيما بينهم......
ابتسم اليساندرو قائلاً
"تبدين جميلة جداً...."
أشاحت بوجهها عنه ببرود....حدق بها للحظات ليقول بنفسه "انها تشبهها كثيراً....حتى بغضبها تشبهك يا جوليا...." لترتسم بعدها ابتسامة هادئة على شفتيه......

تعرفت ليندا على جميع الحضور حيث كانت تتضاهر بالابتسامة امامهم.....
وقفت بالقرب من احدى الطاولات لتتناول كأس عصير.....
التفتت الى الجهة المقابلة لها حيث وقف اليساندرو يتحدث مع مجموعة من الاشخاص والابتسامة لم تفارق وجهه.....حدقت به للحظات لتتنهد بعدها.....


"لم أتوقع ان تكوني بهذا الجمال...."
التفتت نحو القائل ببرود لترتشف من كأسها.....
أخذ شارل كأس عصير وارتشف منه ثم قال
"لا تتصرفي ببرودٍ معي..."
نظرت له ليندا لتبتسم بسخرية لترتشف بعدها من كأسها....

لفت انتباهها تلك اللحظة حديث والدها مع احد المدعوين.....
قال بتساؤل
"لابد أن القلادة معها بما انها الوريثة....اليس كذلك؟؟"
أومئ اليساندرو برأسه قائلاً "أجل...انت محق...انظر ها هي..."
حدقت ليندا به باندهاش وهو يخرج تلك القلادة الذهبية من جيب جاكيته الاسود......
ليندا بنفسها
"هذا...هذا غير معقول....كيف حصل عليها...لقد وضعتها بخزانة كين....أنا واثقة من ذلك..."
شارل بسخرية "ما بكِ ايتها الاميرة وكأنكِ رأيتِ شبحاً...."
التفتت ليندا له قائلة "كيف...كيف ذلك؟؟"
اطلق شارل ضحكةً ساخرة ومن ثم انحنى الى مستواها ليهمس باذنها قائلاً "لا تقلقي عزيزتي...انها ليست حقيقية....ولكنك ستعطيني القلادة الحقيقية...هل هذا واضح؟؟"
شعرت ليندا بالارتياح بعد ان عرفت انها مزيفة....ابتسمت قائلة "لا يا شارل...لن تحصل عليها...."
امسكها من ذراعها وشد على اسنانه قائلاً بغضب "بل ستعطيني اياها....هيا اخبريني اين القلادة الحقيقية؟؟"

"لماذا تريدها؟؟ هذه المزيفة تفي بالغرض....سيعتقد الجميع بأنها حقيقية وبذلك ستتوصلان الى ما تريدانه....اليس كذلك؟؟"

"أنا أريد الحقيقية يا ليندا...."


ليندا بسخرية "اااه آسفة....لقد نسيت....لن تتمكن من الحصول على الكنز بهذه القلادة المزيفة...."
شارل بغضب "تعلمين لماذا أريدها اذاً....هيا اخبريني أين هي؟؟"
ليندا بعناد "لن أخبرك...."
اغمض شارل عينيه وسحب الهواء الى رئتيه ببطء محاولاً تهدئة نفسه.....افلت ذراعها ونظر لها قائلاً بهدوء "اذاً يا صغيرة....أنتِ تعلمين عن كنز العائلة...لابد ان جوليا أخبرتكِ عن مكان الكنز...هيا اخبريني أين هو؟؟"
ابتسمت ليندا له وقالت "لن أخبرك أين مكانه..."
لتبتعد بعدها عنه متوجهةً نحو والدها........







داخل تلك الحديقة حيث اجتمع بها عددٌ من الرجال بالاضافة الى اصدقائنا.....
وان وهو يتثائب
"ما الامر؟ لماذا طلبنا كين في هذا الصباح الباكر؟؟"
جيت بهدوء "لا أعلم...لننتظر ونرى..."
التفت الجميع نحو كين الذي تقدم نحوهم بهدوء.....وقف امامهم جميعاً حيث كانت بوابة القصر ورائه.....
القى نظرة خاطفة على الجميع.....
منهم من كان يضع الضماد حول رأسه...منهم من كانت يده مصابة...ومنهم من كانت الجروح واضحةً في وجهه....
كين بهدوء
"انا اعتذر من الجميع....اعلم انكم خسرتم أصدقائكم بأخر مواجهةٍ لنا وقد تآذى الجميع بسبب قلة اهمالي...."
إيريك بانزعاج "ايها الاحمق....عن ماذا تتحدث....هذا كله بسبب ذلك الوغد..."
ليبدأ بعدها بالسعال واضعاً يده على صدره.....
ليليان بهدوء
"قال لك الطبيب ألا تنفعل....ذلك سيؤثر على صحتك..."
تحدث كين قائلاً "كنتم خير جماعةٍ أرافقها طوال حياتي....كنتم كالعائلة الواحدة بالنسبة لي....لم تعصوا أوامري يوماً....انتم شجعانٌ حقاً....."
تبادل الجميع النظرات باستغراب.....
اكمل قائلاً
"انا لن أجبركم منذ اليوم على اطاعة أوامري....انتم أحرار بتصرفاتكم منذ هذه اللحظة...."
نظر الجميع له باندهاش......
مارك باندهاش
"ماذا تقصد يا كين؟؟"
جيت باندهاش "أتقصد انك ستلغي وجود عصابة الثعبان الاسود ام ماذا؟؟"
اغمض كين عينيه قائلاً "انتم تحت آمرة الثعبان منذ زمنٍ طويل..." ثم فتح عينيه ليكمل قائلاً "لن أجبركم على خوض هذه المعركة....عدونا مختلفٍ هذه المرة....انه قوي...وانا لن أعرضكم للخطر أكثر من ذلك...." صمت قليلاً ليكمل بعدها "كما أننا خسرنا ما خسرناه بأخر لقاء لهذا....."
قاطعه صوت جيت القائل بغضب "ما الذي تقوله يا كين؟؟ منذ متى ونحن نستسلم بهذه السهولة؟؟"
اقتربت ليليان منه واضعةً يدها على جبهته قائلة "لابد انه مصابٌ بالحمى...."
كتفت جودي يديها تحت صدرها قائلة "انه يهلوس..."
أماندا بهدوء "لقد فقد عقله يا اصدقاء..."
تحدث احد الرجال قائلاً "سيد كين...نحن دائماً معك..."

"مهما حدث سنكون بجانبك يا سيدي...."


قال أخر بحماس "دعنا نحطم رأس ذلك المغرور يا زعيم..."

"سنكون معك الى النهاية....لن نتركك بمنتصف الطريق...."


كان كين يستمع لهم باندهاش....بدا الحماس واضحاً بنبرة صوتهم....الابتسامة الواثقة لم تفارق وجوههم.....
مارك بهدوء
"أترى ذلك يا كين...مهما فعلت لن تتخلص منا..."
خيم الصمت بعدها على المكان.....
انزل كين رأسه قائلاً
"اتعلمون ماذا ينتظركم ان بقيتم معي؟؟"

تبادل الجميع النظرات.....
قال احدهم
"لا نعلم يا زعيم...ولكننا متشوقون لنعلم ذلك منك..."
نظر كين لهم ليقول بحدة "الموت...."

وان بحماس "اذاً سنذهب للموت بأقدامنا....ولكن بعد أن نآكل..."
تبادل الجميع النظرات ليضحكون بعدها.......
حدق كين بهم وهم يتكلمون ويضحكون ولم يبدو انهم قلقون من شيء.....ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتيه محدثاً نفسه
"انتم حقاً رائعون...."
ثم اكمل بصوتٍ مرتفع "ان اخترتم اكمال الطريق برفقتي فلن تتراجعوا ابداً...مفهوم؟؟"
الجميع بصوتٍ واحد "أجل سيدي...."

"وبالتأكيد لن تذهبوا لوحدكم....!!"


التفت كين ورائه ليجد ادوارد واقفاً برفقة كاثرين وداني ومجموعة من رجاله....
كين باستغراب
"ادوراد..."

"لن اسمح لك بالحصول على كل هذه المتعة والمغامرة وأنا جالسٌ هنا..."


نظر كين الى قدم ادوارد وقال "ستكون عائقاً في طريقنا...كيف ستتحرك بهذه القدم المكسورة؟؟"
ادوارد بانزعاج "اصمت ايها الاحمق....فلتعلم ان العكازات التي أستخدمها سيكون لها فوائد كثيرة....على الاقل أستطيع استخدام المسدس بيدي اليمنى...."
أشاح كين بوجهه عنه وقال "أستطيع استخدام يدي اليسرى..."

داني بهدوء "هذا يعني اننا سننضم لكم...."
التفتت كين نحوهم وابتسم قائلاً "لن أقبل بالضعفاء..."
ابتسم ادوارد قائلاً "فلترى وتحكم..."

هتف الجميع قائلين "سيكون النصر من نصيبنا...."

"لن تنجحوا بهذا بدوننا...."


التفت الجميع نحو القائل.....
اماندا باندهاش
"جورج...دانتي..."
ابتسم جورج قائلاً "يبدو بأنكم مستعدين...."







داخل ذلك المطار حيث اجتمع به الاصدقاء بالاضافة الى رجال كين و ادوارد.....كانو جميعهم يرتدون ملابساً موحدة....قميصٌ أسود اللون وبنطالٍ اسود لاتباع كين.....اما اتباع ادوارد فكان كل واحدٍ منهم يرتدي قميصاً ابيض اللون وبنطال جينز ازرق.....
لفتوا انتباه الجميع من حولهم....فقد كان عددهم كبيراً.....
اقترب جورج منهم وقال
"حجزت طائرةً بأكملها لنا فقط....لن يكون معنا أشخاصٌ أخرين...."
ادوارد بهدوء "هذا جيد...."

دانتي: "حسناً اذاً....سنغادر بعد لحظات...."

اقتربت فكتوريا من كين....حدقت به للحظات لتقول بعدها "كن حذراً يا كين...."
ابتسم كين قائلاً "لا تقلقي أمي....سيعتني السيد يوشيدا بكِ حتى عودتي...."

"عدني بأنك ستعود سالماً..."


كين بثقة "أعدك بأنني سأعود وليندا معي...."
ليعانق بعد ذلك والدته بقوة.....
التفت الى كيندا وساندي وقال
"اعتنيا بوالدتي....انها أمانةٌ لديكما..."
ابتسمت ساندي قائلة "لا تقلق عليها...."

التفت كين الى الاخرين ليقول بصوتٍ مرتفع "أانتم مستعدون؟؟"
الجميع بحماس "أجل...."

بدأ الجميع بالسير متوجهين الى البوابة الخاصة برحلتهم....كانوا يسيرون بانتظام وهدوء وكأنهم بمعسكرٍ ما.....
القى كين نظرةً أخيرة على والدته....ابتسم لها قائلا ً
"سأعود..."






داخل تلك الطائرة حيث جلس كين بالقرب من النافذة وهو ينظر الى الخارج........
اقترب جورج منه ليجلس بجانبه......
التفت كين له قائلاً
"هل كل شيءٍ جاهز؟؟"

أومئ جورج برأسه قائلاً "أجل....حجزت لكم بفندقٍ يبعد عدة شوارع عن القصر....انه فندق كبير ومرتفع....تستطيع رؤية القصر من الطابق الاخير والسطح.....حجزت لكم أخر طابقين بجميع الغرف حتى تستطيعون التحرك بحرية.....بالنسبة للأسلحة فلا تقلق....كل شيءٍ معد..."

كين بهدوء "جيد...."

"رسمت لكم خارطةً للقصر أوضحت بها الابواب الرئيسية وبعض الاشياء التي قد تهمكم.....لن نرى بعضنا البعض طوال فترة اقامتنا في فرنسا....فقد سنبقى على اتصالٍ بالهواتف حتى أطلعكم على كل شيء....."

"لا بأس بذلك...."


جورج بهدوء "حسناً....هكذا اكون قد انتهيت من كل شيء....والان جاء دورك يا كين...لنرى براعتك..."
ابتسم كين له لينظر بعدها الى النافذة......قال بتساؤل "جميع رجال الكونت غادروا الى فرنسا...اليس كذلك؟"

"أجل.....لم يتبقى أحد هناك....انا ودانتي أخر من تبقى..."
التفت جورج الى الاخرين حيث كانوا يتبادلون اطراف الحديث ومنهم من كان يتشاجر ومنهم من كان يضحك.....
ابتسم جورج ثم التفت الى كين قائلاً
"لديكَ أصدقاء رائعون يا كين...."

"شكراً لك...."


انزل جورج رأسه قائلاً بصوت منخفض "كنت اتمنى ان يكون لدي اصدقاء مثلكم...."
التفت كين له وقد سمع ما قاله.....قال باستغراب "اليس لديك أصدقاء؟؟"
هز رأسه نفياً وقال "لم أحصل على أي صديق...كنت دائماً مع اليساندرو...."
في تلك اللحظة تدخلت جودي الجالسة خلفهما وقد سمعت حديثهم.....قالت باستغراب "أحقاً ما تقول؟؟ ولكنك تمتلك شخصيةً رائعة تجعل الاخرين يحترموك عندما تتعامل معهم..."
ابتسم جورج قائلاً "أشكرك على هذا الاطراء الجميل...."

تدخلت أماندا التي كانت تجلس في المقعد الامامي وقالت "أتصدقين انه حتى لا يمتلك صديقةً..."
جودي باندهاش "حقاً...؟ هذا غريب....انت شابٌ وسيم وتشبه النبلاء كثيراً....من الطبيعي ان تقع الفتيات بحبك...."
التفتت جودي الى مارك الذي كان يجلس بجانبها حيث قال بانزعاج "انه ليس وسيماً....انا أجمل منه..."
ضربته جودي على رأسه قائلة "اصمت لم أحدثك ايها الاحمق..."
مارك بألم "لماذا تعاملينني بقسوة؟؟ انا لا أزال مريضاً و جسدي بحاجة الى....."
وضعت جودي يدها على فم مارك مانعةً اياه من التكلم.....
اماندا بهدوء
"أخبرتك بألا تجلس بجانبها....انها مخيفة...."
تدخل بيتر الذي كان يجلس بجانب اماندا قائلاً "بل أنتِ المخيفة هنا...."
رمقته أماندا بنظراتٍ مخيفة.....
ابتلع بيتر رمقه بخوف ثم التفت الى جورج قائلاً
"أرجوك....لنتبادل المقاعد....افضل الجلوس بجانب كين الهادئ...."
التفت جورج الى كين الذي كان ينظر من النافذة بصمت ثم التفت الى بيتر الذي كان ينظر له برجاء.....ابتسم قائلاً "لا بأس...."
قفز بيتر فرحاً "هذا رائع....."
ليتبادل بعدها المقاعد مع جورج......
التفتت اماندا الى جورج بانزعاج قائلة
"لما وافقت؟؟"
ابتسم جورج قائلاً "أريد ان آرى لماذا يقول عنكِ مخيفة...."
حدقت به للحظات ليحمر وجهها خجلاً...اشاحت بوجهها عنه وهي تتمتم بكلماتٍ غير مفهومة ليضحك جورج بعدها بخفة...







على تلك الطاولة حيث جلست ليندا برفقة اليساندرو و شارل يتناولون طعام العشاء......
كانت ليندا تحرك ملعقتها بملل في صحنها الذي لم تتناول منه شيئاً....
تحدث اليساندرو قائلاً
"اين جورج؟؟ لم آراه منذ وصوله الى هنا..."
شارل بهدوء "قال انه متعب ويريد ان يأخذ قسطاً من الراحة...وكذلك دانتي...."
التفت اليساندرو الى ليندا التي لم تتناول شيئاً من صحنها....
قال باستغراب
"لماذا لم تتناولي الطعام.؟؟"
نهضت قائلة "لقد شبعت...."
شارل بانزعاج "لا يجب ان تنهضي ونحن نتناول الطعام....يجب ان تنبقي على الطاولة حتى ننتهي جميعاً..."
توجهت نحو الباب قائلة "لست مجبرةً على الجلوس معكما...."
راقبها اليساندرو وهي تخرج ليضحك بعدها....
جورج بغضب
"لماذا تضحك؟؟"

"انها تنجح دائماً بأغضابك يا شارل...."


عاد شارل لتناول طعامه قائلاً "انها كالقطة الشرسة...."







كان جورج ينزل السلالم وهو يتثائب.....نظر الى ليندا التي توجهت نحوه....وقفت بأسفل السلالم وهي تنظر له لتتابع بعدها سيرها....سارت من جانبه بهدوء من غير ان تتكلم معه....راقبها جورج وهي تصعد السلالم....في تلك اللحظة رن هاتفه....
أجاب قائلاً بصوتٍ منخفض
"اجل....كين...." صمت قليلاً وهو يستمع له ليقول بعدها "حسناً انتظر اتصالي بالغد...." كان يريد ان يغلق الخط الا انه قال "كين انتظر....لقد مرت ليندا من جانبي منذ لحظات..." ليغلق بعدها الهاتف بسرعة......



وفي المقابل حيث كان كين يحمل هاتفه بيده قال باندفاع
"حقاً...أريد ان...." الا ان الاتصال قد قطع.....
كين بغضب
"ذلك الاحمق....لقد اغلق الخط...."
ثم التفت من النافذة حيث كانت تتطل على ذلك القصر الكبير حيث الاضواء المختلفة التي اضفت منظراً مميزاً عليه لتزيد من روعته.....
شد على قبضة يده قائلاً
"انها مسألة وقتٍ فحسب....انتظرينا يا لين...."







داخل احدى غرف ذلك القصر الضخم حيث كان شارل يجلس برفقة اليساندرو......
اليساندرو بهدوء
"شارل....فلتتحرك...."
ابتسم شارل قائلاً "كنت انتظر اوامرك يا كونت...."
التفت اليساندرو له قائلا ً"تخلص من الحاكم....."
شارل بابتسامة خبيثة " يوم غدٍ سيصلك نبأ وفاته...."


بالقرب من ذلك الباب حيث وقف احدهم وقد سمع كل ما دار بينهما من احاديث....تراجع عدة خطواتٍ للوراء ببطء ليبتعد بعدها عن المكان......





على ذلك المقعد الخشبي حيث جلست ليندا عليه ممسكةً احدى الازهار بيدها....كانت تقطع بتلات تلك الزهرة واحدةً تلو الاخرى.....
مررت اصابع يدها على معصم يدها الايسر لتتنهد بعدها بيأس....
اقترب شارل منها تلك اللحظة....وقف امامهما وهو ينظر الى تلك البتلات المتناثرة حول قدميها.....

"لماذا تفعلين ذلك بالازهار؟؟"
بقيت صامتةً من غير ان تجيبه......
انحنى الى مستواها ليمسك بذقنها مجبراً اياها على النظر له....
قال بهدوء
"ليندا....لا أريد إيذائك....فقد اطيعي أوامري وسيكون كل شيءٍ بخير...."
حدقت به للحظات لتقول بعدها "من أين جئتم بتلك القلادة المزيفة؟؟"

"طلب والدك من احدهم صنع نسخةٍ مطابقة للقلادة الاصلية...."


ليندا بنفسها "لن تكون مثل الاصلية...سأكشف الاختلاف بينهما عندما أحصل عليها وسأدمر حلمكما...."
ثم ابتسمت له قائلة "سأكون مطيعة يا شارل...."
وضع شارل يده على رأسها مبعثراً خصلات شعرها قائلاً "هذا جيد..."
كان يريد مغادرة المكان الا انه رآى جورج الذي كان يتوجه نحو البوابة قاصداً الخروج......
شارل بصوتٍ مرتفع
"جورج الى أين؟؟"
التفت جورج له قائلاً بصوتٍ منخفض "هذا ما كان ينقصني...." ثم اكمل بصوتٍ مرتفع حتى يسمعه شارل "سأخرج لأتمشى قليلاً...هل تآتي معي..."
لوح شارل له بيده بمعنى لا ليدخل بعدها الى القصر.....
ابتسم جورج برضا ليتابع سيره الى ان رن هاتفه.....
أجاب قائلاً
"اجل كين....أنا في طريقي اليكم..." ثم اكمل بخبث ليثير غضب كين "بالمناسبة....ليندا تجلس بالحديقة...رأيتها تتحدث مع شارل قبل لحظات...."
كين بغضب "لماذا لا تجعلني أتحدث معها؟؟"

"هذا لأنك ميت يا كين....كيف ستتحدث مع شخصٍ لا وجود له؟؟"


كين بغضب شديد "تباً لك..." ليغلق بعدها الهاتف.....
ضحك جورج بخفة ليتابع سيره بعد ذلك......







أشرقت شمس صباحٍ يوم جديد.....لا نعلم ماذا يخبأ لنا هذا اليوم....قد يتحقق حلمٌ انتظرناه طويلاً بين ليلةٍ وضحاها....وقد تتلاشى بعض الاحلام الاخرى......
قد يكون هذا اليوم الجديد يخبأ لنا احداثاً جميلة لم نكن نتوقعها.....
ولكن لسكان فرنسا كان صباح هذا اليوم من أسوء أيام حياتهم.....

داخل تلك الغرفة حيث كان اليساندرو يقرأ بالصحف اليومية....اطلق ضحكةً قد ملأ صداها المكان.....
التفت الى شارل الواقف ورائه ليقول آمراً
"فلتجهز لحفل تتويج الحاكمة الجديدة...."
ابتسم شارل قائلاً "لك ذلك....."


وفي المقابل كان كين يمسك بأحدى الصحف اليومية يقرأها....قام برميها الى جيت الذي قال "حاكم فرنسا....لقد مات...!!"


انتشر خبر وفاة حاكم البلاد في أرجاء فرنسا.....شعر الجميع بالحزن على فراق أحد اهم الحكام في فرنسا....فقد كان الجميع يحبونه وقد عرف بالطيبة والكرم......
وبما أنه قد مات فمن الطبيعي ان ينتقل الحكم الى ابنه الاكبر (امير البلاد...)
ولكن كان لدى اليساندرو قنبلةً يفجرها لهذه العائلة الحاكمة....فهو يعلم بمجرد ظهور وريث عائلة روتشيلد سينتقل له الحكم بكل حالٍ من الاحوال.....


في مراسم دفن الحاكم حيث اجتمع جميع نبلاء فرنسا وأغنيائها لحضور هذه المراسم.....
كان الحزن يعلو وجوه الجميع والصمت والهدوء يملئ المكان......

التفت الجميع خلفهم عندما وصل اليساندرو لحضور جنازة الحاكم....ولكن بعضهم قد اندهش عندما رآى ليندا التي كانت تقف بجانبه.....
بدأ الجميع بالتهامس فيما بينهم......اما الصحفيون فقد التقطوا صوراً لهما......
سار بكل هدوءٍ و وقار بين تلك الحشود الضخمة و ليندا تتبعه تحت أنظار الجميع حيث كانوا يتهامسون.......


"اتصدق انها قد عادت..."

"لقد كانت مختفيةً منذ أكثر من عشر سنوات...."

"لابد ان الحكم سيذهب لها الان....."


نظر اليساندرو الى ليندا التي لم تبدي أي ردة فعل او حتى انها لم تهتم الى اي احد......
نظرت له وقالت
"انت سعيد اليس كذلك؟؟"
اليساندرو بهدوء "ولماذا أكون سعيداً...لقد مات حاكم البلاد....هذا محزن..."
ليندا بسخرية "أجل...صدقت كلامك..."
اليساندرو بهمس "كم أنتِ مزعجة...."







على مائدة الطعام تلك حيث جلس اليساندرو والاخرين يتناولون الطعام.....
التفت اليساندرو الى شارل وقال
"هل حضرت لكل شيء؟؟"
أومئ شارل برأسه قائلاً "أجل...كل شيءٍ جاهز..." ثم التفت الى ليندا ليكمل قائلاً "بعد يومين ستصبحين الحاكمة يا ليندا....وكذلك زوجتي..."
توقفت ليندا عن تناول طعامها ونظرت له قائلة باندهاش "ماذا؟؟"
ابتسم شارل قائلاً "كما سمعتِ....ستصبحين زوجتي رسمياً..."
التفتت الى اليساندرو الذي كان يتناول طعامه بهدوء ثم قالت "لقد وافقت على تسلم الحكم هنا....ولكن ان أصبح زوجته هذا مستحيل..."
اليساندرو بهدوء "لقد خططنا لكل شيء وانتهى الامر....لا اعتراض على قراري...."
ضربت الطاولة بيدها قائلة بغضب "لن يحصل ذلك ابداً...."

شارل: "هل نسيتي وعدك لي بأن تكوني مطيعة؟؟"

نهضت ليندا من مكانها قائلة "و لكن هذا الزواج لن يتم...لن يتم ابداً..." لتتوجه نحو الباب قائلة "أفضل الموت على ان اصبح زوجتك...."

التفت شارل الى اليساندرو قائلاً "أرآيت...انها هكذا طوال الوقت....كيف تريدني ان أتحملها؟؟"

"لا تقلق يا شارل....ستتغير بعد أن تصبح زوجتك....دعنا الان نركز على ما نريده....بعد ان تتزوجها سنقوم بتغيير الحكم....سنجعلها تطلب ذلك بأرادتها..."

اخذ شارل كأس العصير الذي كان امامه وارتشف منه ليقول بعدها "لنرى ماذا سيحصل...."







مضى على ذلك اليوم يومان....وها هو الموعد المنشود يقترب.....حماس اليساندرو وتفائله للحصول على يريده....و أمل شارل بتحقيق هدفه.... وحزن ليندا و قلقها من اقتراب هذا اليوم.....

ارتفعت الشمس بالسماء لتعلن معها عن بدء يومٍ جديد....كلٌ يذهب الى عمله.....الحياة تسير وفقاً للنظام المعروف والروتين اليومي.....
على ذلك الشارع حيث كان احد الفتية يبيع الصحف اليومية.....اقترب منه شابٌ كان يضع قبعةً على رأسه مخفياً بها معالم وجهه.....اشترى منه احدى الصحف ليبدأ بقرائتها.....
كان العنوان الرئيسي الذي يحتل صحيفة الصباح هو ما آثار انتباهه....

"وفاة حاكم البلاد منذ يومين وظهور وريثة عائلة روتشيلد بعد اختفائها منذ عشر سنوات....." صمت قليلاً ليعاود القراءة من جديد "....ستتم حفلة تتويج الحاكمة الجديدة للبلاد هذه الليلة....وستكتمل هذه الفرحة بزواج الانسة ليندا من رجل الاعمال الشهير والمقرب من الكونت اليساندرو....شارل....."
رفع قبعته لتظهر لنا عيناه الرماديتان وخصلات شعره السوداء....رفع برأسه الى السماء مغمضاً عينيه.....شد على قبضة يده قائلاً "هذا الزواج لن يتم ولا حتى بالاحلام...."







وقفت امام تلك المرأة الطويلة تنظر الى نفسها بذلك الثوب الابيض حريري الملمس عاري الكتفين.....كان ضيقاً من عند الصدر الى الخصر ليصبح فضفاضاً بعدها بطريقةٍ مذهلة.....كان مزين عند الصدر بشكلٍ جميل ومفتوحٌ من الخلف الى منتصف ظهرها.....
سرحت لها احدى الخادمات شعرها الاشقر الطويل لترفعه لها بطريقةٍ جميلة واضعةً طوقاً فضي اللون على رأسها مزيناً بقطع من الالماس تاركةً بعض الخصل الجانبية منسدلةً بحرية.....
وضعت لها احمر الشفاه ليبرز لون شفتيها الكرزيتين......بالاضافة الى الكحل الاسود على جفنيها لتظهر لنا جمال عينيها الزرقاوتان التي لم تخلو من الحزن.....
اقتربت منها احدى الخادمات حاملةً معها حذاءً كرستالياً لامعاً لترتتديه....

حدقت الخادمات بها باعجابٍ وانبهار.....فقد كانت تبدو جميلةً جداً بثوب الزفاف ذاك.....اما هي فقد كانت تنظر الى نفسها عبر المرآة بحزن.....فلم تكن تتمنى هذه النهاية لها.....ان تتزوج من شخصٍ بالرغم عنها وهي لم تحبه يوماً.....
انزلت رأسها قائلةً بصوتٍ مخنوق
"كم اتمنى ان تنشق الارض وتبتلعني...افضل الموت على الزواج به...."
تبادل الجميع النظرات فيما بينهم بحزنٍ وقلق.....اقتربت منها احدى الخادمات لتمسك بيدها واضعةً شيئاً بكف يدها.....التفتت ليندا الى يدها لتجد ذلك العقد الذي اهداه لها كين.....
التفتت الى تلك الخادمة التي قالت
"لقد اصلحتها لكِ كما طلبتي يا أنستي.....قد تحتاجينها هذه الليلة..."
حدقت ليندا بها للحظات لتقوم بعدها بضم العقد الى صدرها وهي تبكي.....
اخذت العقد من يدها لتقوم بوضعه حول عنقها....نظرت لها عبر المرآة لتجد عيناها ممتلئتان بالدموع......
ابتسمت قائلة
"آنستي...لا تبكي....ربما يحدثُ شيئاً يغير مجرى احداث هذه الليلة...."
مسحت ليندا دموعها وقالت "ماذا عساه ان يحدث؟؟ فأنا وحيدةٌ الان...."






امام تلك البوابة الخلفية التابعة للقصر حيث وقف كين مع الاخرين.....كان القلق والخوف يسيطران على الاجواء.....فتحت تلك البوابة ذات اللون الفضي فجأة ليظهر بعدها جورج.....
اقترب من كين وقال
"غرفة المراقبة تحت سيطرة اصدقاء دانتي....يمكنكم الان التحرك بالقصر بحرية تامة....ولكن انتبهوا من ان يراكم احد...."
ارتدى كين قبعته السوداء ليخفي بها ملامح وجهه ثم قال "لا تقلق...."

"لا تنسى....الاجتماع سيكون داخل قاعة الاستقبال الضخمة....في تمام الساعة التاسعة...."


أومئ كين برأسه قائلاً "حسناً...." ثم التفت الى الاخرين وقال "هيا تحركوا....كلٌ الى موقعه المحدد...."
وما ان انهى كين أخر كلماته حتى تفرق الجميع......
نظر كين الى جورج قائلاً بتساؤل
"اين غرفة ليندا؟؟"
حدق جورج به باستغراب ليقول بعدها "في الطابق الخامس أخر غرفةٍ في الممر الايمن....."





داخل تلك القاعة الكبيرة حيث اجتمع بها عددٌ كبير من المدعوين.....شخصياتٌ مهمة في مجال الاعمال....وبعض النبلاء....منهم الحاقدين ومنهم من كان سعيداً....خاصةً اصدقاء اليساندرو.....كانت الاجواء جميلة كأي حفلٍ من احتفالات العائلات العريقة......
طعامٌ ومشروبات موزعةً هنا وهناك.....اصوات الموسيقى المنبعثة من آلاتٍ مختلفة وصوت ضحكاتٍ وأحاديثٌ لا تنتهي.....
كان كل شيءٍ يسير حسبما خطط اليساندرو له......

اما في الطابق الثاني حيث وقفت ليندا تراقب الجميع من اعلى.....كانت تنظر لـ شارل بحقدٍ وكراهية.....صعد اليساندرو السلالم متوجهاً نحوها.....
نظر لها بتمعن ليقول بعدها
"تبدين رائعةً حقاً....."
اقترب منها ليمسح دموعها العالقة بعينيها قائلاً "لا تبكي....ابتسمي وحسب...."
شدة على قبضة يدها بغضب لتنزل بعدها رأسها.....
اخرج تلك القلادة الذهبية من جيبه ومدها نحوها قائلاً
"هيا....خذيها..."
التفتت الى تلك القلادة لتسرع بسحبها من يد والدها.....حدقت بها مطولاً متمعنةً جميع جوانبها لتبتسم بعدها محدثةً نفسها "كنت اعلم بانهم لن ينتبهوا على ذلك....."
لفت انتباهه ذلك العقد الذي تضعه حول عنقها......
قال بهدوء
"الا تزالين ترتدينه...!!"
وضعت يدها على عنقها قائلة "انها كل ما تبقى لي منه...."
نظر الى معصم يدها حيث كان ترتدي ذلك السوار الذي اعطاها اياه كين ايضاً.....
"انها لا تناسب ثوبك...."

"ولكنني أحبها...."


حدق بها للحظات ليمد يده لها قائلا ً"هيا بنا...."
مدت يدها له بتردد رافعةً ثوبها بيدها الاخرى ليقفان سويةً عند أعلى تلك السلالم حيث نظر الجميع لها باندهاش.....
نزلت تلك السلالم اللولبية برفقة والدها ليستقبلهما شارل عند أسفلها....مد يده ليمسك بيدها مقبلاً اياها...حوط يده حول خصرها ليهمس باذنها قائلاً
"تبدين جميلة...." ثم اردف قائلاً "سأعرفك الى الحضور حتى يحين الموعد..."






على تلك السلالم حيث كان كين يصعدها بكل حذر و جودي تتبعه ببطء......
كين بهمس
"لماذا لستِ مع مارك؟؟ هيا اذهبي...."
جودي بنفس الهمس "اريد رؤية لين...كما ان الوقت مبكر قليلاً...."
تابع كين سيره الى ان وصل الى اخر غرفةٍ كما قال له جورج....حدق بالباب قليلاً ليفتحه بعد ذلك........
جال بنظره حول المكان باندهاش قائلاً
"ما أجمل هذه الغرفة...."
سمعت جودي صوت خطواتٍ قادمة من خلفهما فقامت بدفع كين الى الداخل واغلقت الباب خلفها......
كين بانزعاج
"ماذا فعلتي؟؟"
جودي بهمس "اصمت احدهم قادم...."
التفت كين الى احد الابواب القريبة منه....امسك يد جودي ودخل الى هناك حيث قابلتهما غرفة نومٍ فخمة جداً توسطتها سرير كبير الحجم ذو لونٍ وردي ولكنهما تفاجئا بوجود احدى الخادمات بداخلها.....
نظرت لهما بخوف قائلة
"من انتما؟؟"
اقترب كين منها قائلاً بتهديد "اياكِ واصدار أي صوت..."
جودي بهدوء "لن نؤذيكِ ان لم تقومي بأي حركةٍ لم تعجبنا..."
أومئت برأسها قائلة بخوف "حـ...حسناً..."
تلفت كين حوله ليعود بنظره الى تلك الخادمة....قال بتساؤل "أين هي ليندا؟؟"

"لقد...لقد نزلت للأسفل....لابد انها بين الضيوف الان...."


خلع كين قبعته السوداء ليتناثر شعره على وجهه....رفع خصلات شعره الامامية قائلاً بانزعاج "تباً....لقد تأخرت...."

حدقت به تلك الخادمة للحظات لتقول بعدها باندهاش "يا الهي....انه انت....ذلك الشاب الذي كان بالصورة....انت كين..."
تبادل كلاً من جودي وكين النظرات باستغراب....
جودي بتساؤل
"اتعرفينه؟؟"

"أجل....لقد رأيت صورته داخل ذلك العقد الذي تحمله الانسة....قالت بأن اسمك كين...."


تحدث كين قائلاً "حقاً....هل تحدثتي معها يا أنسة..."

"اجل...تحدثنا عدة مرات...."
صمتت قليلاً لتقول بعدها "انها حزينة جداً....." ثم نظرت له قائلة برجاء "ارجوك....ساعدها..."






امام ذلك العدد الكبير من الحضور حيث اجتمعوا لرؤية هذا الحدث المهم بالنسبة لهم.....فحضور مراسم تتويج حاكم البلاد تحت حضور الوزراء وأمير البلاد كان بالنسبة لهؤلاء الاغنياء فرصة لا تعوض....
وقفت ليندا امام ذلك العدد الكبير على تلك المنصة المرتفعة نسبياً....

تقدم احد الرجال منها لينظر الى الحضور قائلاً
"كما نعلم جميعاً....ان الحكم في فرنسا كان عائداً الى عائلة روتشيلد منذ سنواتٍ عديد....وبعد موت الحاكمة السابقة جوليا واختفاء ابنتها انتقل الحكم الى عائلةٍ اخرى.....ولكن كما ترون الان فقد ظهر وريث العائلة بعد عشر سنواتٍ من بحث والدها عنها......و وريث هذه العائلة يحمل قلادةً توارثتها الاجيال عبر سنواتٍ عديدة....وهذه القلادة هي التي تثبت صحة كلامنا...."
ثم التفت الى ليندا قائلاً "هل هي معكِ؟؟"
حدقت به للحظات لتقوم بعدها برفعها عالياً امام الحضور.....
اخذها ذلك الرجل منها ومن ثم نظر الى احدهم قائلاً
"انها القلادة الاصلية التي تحمل شعار العائلة....وبناءاً على ذلك نعلن انتقال الحكم في هذه البلاد الى عائلة روتشيلد....الحاكم الجديد لهذه البلاد هو...."

قاطعته ليندا قائلة "انتظر...."
التفت لها الجميع باستغراب......شدة على قبضة يدها قائلة "هل انت واثق من ان هذه القلادة الحقيقية؟؟"
تبادل الجميع النظرات باستغراب فيما بينهم....
شارل بغضب
"ما الذي تريد فعله هذه الفتاة...!!"
شد اليساندرو على اسنانه قائلاً يغضب وقد حاول اخفائه "لا أعلم...يجب ان نوقفها..."
اقترب اليساندرو منها وقد امسك بذراعها بلطف قائلاً بابتسامة مصطنعة "ما بكِ يا ابنتي...انها قلادة والدتك الراحلة...ولماذا قد تكون مزيفة؟؟"
ابتعدت ليندا عنه قائلة بصوتٍ مرتفع "هذا يكفي...لم اعد احتمل لطفك هذا امام الجميع....انها ليست القلادة الاصلية...."
حدق الجميع بها باندهاش.....
اقترب شارل منها وامسكها من ذراعها ليسحبها نحوه قائلاً بهدوء مصطنع
"عزيزتي...يبدو أنكِ متعبة...." ثم التفت الى احد الخدم قائلاً "احضر لها كأساً من الماء..."
ليندا بغضب "ابتعد عني...."
بدأ الجميع بالتهامس فيما بينهم بينما كان الغضب قد اعتلى قسمات وجه شارل.....

في تلك الاثناء ظهر رجلاً من بين المدعويين....كان رجلاً كبيراً بالسن ذو شعرٍ ابيض اللون يرتدي بذلةً سوداء اللون.....
صعد الى تلك المنصة واقترب من ليندا التي كانت تنظر له باستغراب.....امسك تلك القلادة وحدق بها للحظات ليقول بعدها
"انها محقة...هذه القلادة مزيفة..."
اليساندرو بغضب "ما الذي تقوله...ومن انت؟؟"
التفت نحو اليساندرو قائلاً بهدوء "انا صديقٌ قديم لهذه العائلة يا اليساندرو...."
ثم التفت الى ليندا قائلا ً"كان جدك رجلاً لطيفاً يا ليندا...." ثم اردف قائلاً "هل أخبرتك جوليا عن كنز العائلة؟؟"
أومئت برأسها قائلة "أجل...لقد اخبرتني عنه قبل وفاتها..."

"اذاً انتِ تعلمين أن هذه القلادة لن تفتح الباب؟؟"


ليندا بهدوء "أعلم ذلك....لان هذه القلادة مزيفة....زهرة البنفسج في القلادة الاصلية منحوتة بطريقةٍ تجعلها بارزةً الى الخارج...بالاضافة الى ان هنالك بعضٌ من الزوايا غير بارزةٍ في هذه القلادة...."

اكمل الرجل الاخر قائلاً "لهذا السبب لن ينفتح الباب...."
ثم التفت الى اليساندرو قائلاً "ما الذي تنوي فعله؟؟ هل تستغلها؟؟"
اليساندرو بغضب "من أين جئت يا هذا؟؟ كل ما قلته كان كذباً....هيا اخرج من هنا حالاً....."

"لا هذا ليس كذباً....انها الحقيقة....."

تلفت الجميع حولهم باحثين عن صاحب هذه العبارة.........
حدقت ليندا بالفراغ باندهاش....ذلك الصوت ليس بالغريب عليها....خفق قلبها بشدة فور سماعها لذلك الصوت.....التفتت الى اعلى تلك السلالم حيث كان يقف هناك واضعاً قبعته السوداء على رأسه ويده بجيب بنطاله.....رفع قبعته لتظهر ملامح وجهه.....نظرت له باندهاش وهي تراه يزيل القبعة عن رأسه لتظهر عيناه الرماديتان و شعره الاسود......
اغمضت عينيها لتفتحهما من جديد وهي لا تصدق ما تراه....هل هي تحلم.....
ولم يكن اليساندرو و شارل بأفضل حالٍ منها......
قالت بعدم تصديق
"كين....لا أصدق...كين...."

نزل تلك السلالم بهدوء وهو يضع يده اليسرى بجيب بنطاله قائلاً "كم هذا محرج....ان تنكشف الحقيقة امام كل هؤلاء الناس....لو كنت مكانك اليساندرو لفضلت الموت على رؤية هذا اليوم...."

اليساندرو باندهاش "كيف...كيف ذلك...لقد مات...."

كين بسخرية "كما ترى اليساندرو....انا امامك..."

اقترب من تلك المنصة حيث وقفت ليندا والاخرين......
وقف امامها مباشرةً وهو ينظر لها بابتسامةٍ لم تفارق شفتيه.... كانت لا تصدق ما تراه....لم تستوعب ما حدث....فقد رآت ذلك المبنى حين انفجر بهم.....كان من المستحيل نجاتهم.....
اخرج كين القلادة الاصلية من جيبه و لوح بها امام اليساندرو وشارل قائلاً
"انظر....انها معي انا....وأتعرف اين هو الكنز موجود؟؟ انا أعرف....فقد أخبرتني ليندا بذلك...."
امسك شارل ذراع ليندا قائلاً بغضب "كيف فعلتي ذلك؟؟ أخبرتيه عن مكان كنز عائلتكم ولم تخبرينا نحن...."
ليندا بالم "هذا ليس من شأنك...دعني اذهب..."

كين بغضب "دعها يا هذا...."
التفت شارل نحوه ليكمل كين قائلاً "يالك من انسانٌ قذر....تستقوي على فتاةٍ ضعيفة....وكذلك كنتم سبباً بقتل الحاكم....أي اشخاصٍ انتم..."
كان الجميع ينظرون لهم باندهاش....ما الذي يحصل هنا....ما الذي يتحدثون عنه.....
افلتت ليندا من يدي شارل ركضت رافعةً ثوبها الابيض الطويل لتقفز من على تلك المنصة متوجهةً نحو كين لترتمي بين احضانه وهي تبكي.....
عانقها كين بلطف لينظر بعدها نحو شارل واليساندرو لترتسم ابتسامة النصر على شفتيه لينقطع بعدها التيار الكهربائي ليغلف الظلام على المكان.......









__________________

















رد مع اقتباس