الساعة

12:00ليلاً

في تلك الغرفة الدامسة المظلمة تجمع جمع غفير من الرجال الذين يرتدون زياً موحداً وقد عقدّت بأعناقهم مناديل سوداء رسم عليها نقوش غريبة.



لم تكن هذه المرة الأولى التي يحصل بها هذا التجمهر.. فهذا يحصل عند اكتمال القمر في كل شهر... ولكنها غريبة على ذلك الشاب الذي ...قد أرتدى قميصاً واسعاً وبنطالاً يصل الى ماقبل الركبة وهو يحتضن بين يديه شمعة قد التمع ضوءها وسط هذا الظلام .


كان معصب العينين لايرى أي شيء ولكنه قد شعر بيدين تحوطان بكلتا ذراعيه بقوة ضايقته قليلاً "طقوس غريبة للأنتقام " فكّر ذلك الشاب وهو يتخطى تلك الجموع حتى شعر بقدميه تصعدان منصة عظيمة تتكون من ثلاث درجات

"توقف الآن" همس له صوت أجش .

وأمتدّت يد لتفتح العصابة عن عينيه فتنفس بعمق وهو يقف أمام رجل طويل جداً ذا شعر أحمر وعينان لايكاد يراهما "ماهذا يبدو كشيطان ؟!" قالها بصوت خافت مرتعش وهو يقترب ناحية ذاك الرجل ليضع بجانبه الشمعة

يوجم بمكانه عندما ينطلق صوت أجش ليخترق ذاك الهدوء المخيف

"أعلن هذا الشاب على ميثاق الشيطان مقابل مساندته "

-"وقعت بدمي على هذا الميثاق ،وخلف القناع تصطاد السبّاع"

استرد أنفاسه مرة أخرى بعد أن أعطيت ورقة له فبدأ بقرائتها بصوت عالِ :-

"أقسم بأني سوف أكون موالياً لكم حتى شفرة الموت " .

أرتفعت موسيقى مرعبة وقرّعت أجراس ودّقت الطبول لتصدر أصواتاً مخيفة ومرعبة وحادّة.
ويعم الصمت مرة أخرى فيتطلع ذاك الشاب الى شاب يكبّره سناً قد صعد الى المنصة وقد زين عنقه بأكاليل غريبة وهو يرتدى بذلة سوداء ضيقة وقد وضع على حافة جيبه ورّدة حمراء اللون .
انحنى ذاك الشاب الى الشاب الذي قدّم الطقوس وهو يقول له :-

"رّهن إشارتك " .

رددّ الشاب المتعاقد في نفسه :-

"على الأقل لست مكشوف"