عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-24-2013, 02:56 PM
 







✿الفصل الأول✿






كانت أصوات الجماهير صاخبةً جداً... كفيلة بأن تجعل الأنسان السليم الرياضي ...يشعرّ بالدوار والصداع ورغبة ملحة بالصراخ ...وهذا ما كانت عليه حالة جيمي وهو يدفن رأسه بين يديه يحاول وبأي طريقة أستيعاب درس الفيزياء المعقد.

أقتحم جيسي ذا السبع- الأعوام الغرفة متذمراً :-



-أودّ فقط أن أفنيهم بتقنية صحيحة .

أومأ جيمي وهو يشاركه الرأي فأقترب جيسي وقال بحماس :-



-ولكنه أمر رائع ..أن تصرخ وتغني بصوت صاخب .



دفعه جيمي وقال له وقد تمكّن الضيق والغضب منه :-

-هيا أخرج من غرفتي حالاً ،لا أريد رؤية وجهك هنا !! .



أندفع جيسي خارجاً وقد روع من زمجرة جيمي العنيفة والمعتادة فعاود جيمي الأستذكار وهو يحاول التركيز ولكن دون فائدة تذكر.. نهض على قدميه وهو يشتطاط غضباً وأطل من النافذة وحملّق بالجماهير برهة فانتعشت ذاكرته عندما رأى هاري يقتحم هذه الصفوف وهو يحمل بيده حقيبة سوداء اللون ..


أغلق النافذة بقوة وأسند ظهره على الحائط وهو يستذكر القانون الأخير وأخيراً أستسلم للوضع وخرج من الغرفة ونزل الى الأسفل حيث يتواجد جيسي ووالده وهما يشاهدان فيلماً سياسياً حامياً بالأحداث نظر أليهما بتضجر وعبر الممر الى الباب الخلفي ليجلس على البساط الأخضر بالفناء الخلفي



رفع عينيه الزرقاوان ناحية السماء وشعره الأسود قد أصبح فاحماً نظر الى القمر وقد بدا يقترب الى حالة المحاق أبتسم بسعادة وتمتم :-

-جيّد ،لأزالة لعنة الفيزياء.

أخترق الهواء صرخة جيسي وهو يقول لجيمي بحدّة :-

-أبقى مكانك ،فأنت قيد المراقبة .

نهض جيمي على قدميه بقوة وأمسك جيسي من شعره الأزرق الجاف وهو يجرّه الى الداخل تأوه جيسي بقوة فاندفع باتجاه والده وهو يقول بتدلل كبير أغاض جيمي لدرجة أنه فكرّ بقتل جيسي :-

-لقد ضربني بشدة وذلك لأني أردّت اللعب معه فقط ..
وتمتم وهو ينتحب :-

-إنه قاسِ جداً معي .



لم يكترث جيمي للأمر فأرتقى الدرج ودّلف الى غرفته وهو يتطلع الى كومة الأوراق التي تكومت أسفل مقعده تنهد بضجر وبدأ بتنظيف المكان بعدما أنتهى من التنظيف خرج من الغرفة وصفق الباب خلفه بشدة وعبر الردّهة ليصل الى المطبخ الذي قد تم تجديد أثاثه قبل أسبوع ففتح الثلاجه لعله يجدّ شيء ما جاهز ليسكت عصافير بطنه ولكن لم يكن هناك سوى بعض الخضروات وشرائح اللحم المتجمده ..أغلقها بضيق شديد



فقابل أثناء ذهابه الى غرفته "روبرت" شقيقه الأوسط ذا الوجه المستدير الجذاب .. والفم الحساس ..والقامة الرشيقة ..والعينان البيتان ...وشعره البني الذي يصل الى شحمة أذنيه

فقال لجيمي :-


-لقد كان يوماً عصيباً .

أومأ جيمي وقال :-



-صوت الجماهير كفيل بأن يجعلني طريح الفراش .

تمتم روبرت وقد أرتسمت على وجهه أبتسامة هادئة فقال :-

-إن هاري أخبرني بأنك قد أخلفت وعدّك مجدداً .



تنهد جيمي بضجر وهو يمسك على مقدمة الدرج فاستدار ناحية روبرت وقال له :-

-لقد أنتقمت وحسب !!

رفع روبرت حاجبيه الرفيعين متسائلاً :-

-أنتقمت ؟!.

تابع جيمي وقد رسمت على وجهه أبتسامة عريضة :-



-إنه يعرف كل شيء ،لاداعي للفضول ياعزيزي .

كره روبرت هذا الردّ ومضى الى غرفته وكذلك فعل جيمي .



-لماذا لم تستلم قضية المدعوة بالسيدة "جولد " ..تبدو سيدة تعيسة وملكومة بوفاة زوجها.



كانت كلمات الشاب "جرايفيد كلوندين" تدّل على أحساسه بمشاعر تلك السيدة ذات الوجنه المتناثر عليها النمش والفم المفتوح قليلاً .
هزّ السيد "نيكول كلاويس" كتفيه بلا مبالاة فقال وهو يتثاءب :-



-هذه الجرائم من النمط المملل المتكرر سوف أجعلك تحلّها بنفسك ياعزيزي .

جلس كلوندين على الكرسي فنظر الى السيد كلاويس وهو يسحب عدّة أوراق ويتفحصها فقال له ساخراً :-



-أم أن عقلك الفولاذي قد أنهار بعد جريمة "خلف القصر " ؟!



لم يكنّ السيد كلاويس من النوع الذي يتأثر بهذه الكلمات البسيطة فقد توفيت زوجته ولم يقطرّ دمعاً عليها حتى وإن فعل هذا سراً فإن هذا يكون بسيطاً ..رمقه كلاويس قليلاً وعاود تفحص الأوراق ..
مرّت فترة صمت ...اخترقها صوت الخادمة الصغيرة وهي تقول لهما :-

-أيها السيدان هناك برقية لكما !! .

-أحضريها .

قالها كلوندين وهو يتأمل قامة الآنسة "ماري" القصيرة الرشيقة وهي تغادر باب الحجرة فوجه حديثه الى كلاويس الذي كان ينقب بحقيبته عن لفافة التبغ :-

-لقد أحسنت أختيارها بعناية ..فهي شابة يافعة فاتنة .

نهض كلاويس وهتف :-



-آه لقد نسيتها بمكان ما لا أتذكره !!.

جحدّه كلوندين بحدّة وقال له :-



-علاقتك مع لفافة التبغ كعلاقة أي حبيب مع حبيبته !!.

تمعنّ كلاويس بأجابة كلوندين ولم يعلّق لدخول "ماري" وهي تحمل بيدها الطويلتين الناعمتين البرقية وقد ختم عليها بطابع قديم فوضعتها على الطاولة بأحترام وقالت بصوت رقيق :-

-عن إذنكما!!.

أحمرّت وجنتيها عندما كان كلوندين يحملّق بها بطريقة مزعجة فأمسك كلاويس بالبرقية وقال وهو يطلق صفيراً مزعج :-

-مثير،هناك من يتحداني !! .



أجفل كلوندين وصاح بذعر :-

-أوه ،إنه أشبه بتلك الجريمة التي حصلت في محطة القطار !!.

تطلع كلاويس الى النافذة وأستدار بطريقة درامية وقال بلهجة متناغمة :-

-المستهدف هو "السيد مادولين مارشلو" !!



نهض كلوندين على قدميه وهو يراقب كلاويس من خلال نظارته فأمسك كلاويس الورقة التي كان يتصفحها ودفعها بحركة سريعة فأنتعشت ذاكرة كلوندين وهو ينظر الى الصورة من ركن عينيه ومضى يفكر بعمق قبل أن يربت كلاويس على كتفه وكأنه يتعامل مع طفل في سن الخامسة وليس مع شاب يبلغ الخامسة والعشرين من عمره...



لم يكن كلوندين من النوع الذي يحب هذه الأعمال ولكنّ لأن والده دفع به الى كلاويس مقابل التحقيق بقضية صغيرة لم تكن بالشيء الكبير إلا أنها مهمة بالنسبة لوالد كلوندين ومالبث كلوندين أن أعتاد هذه الحياة البوليسية الحافلة بالمخاطر والأشواك وأعتاد الجلوس مع الرجل العسكري العجوز فقد أمضى السيد كلاويس ثلاث سنوات في الخدمة العسكرية قبل أن يصبح محققاً من الطراز البارع.

خرج كلوندين وهو يدفن بالبرقية بجيبه ..فالتقت عيناه بعيني ماري التي كانت تحمل قدحان من الشاي أبتعد كلوندين وهو يرقبها من طرف عينيه فأستدار ناحيتها وقال بصوت حان :-

-لقد خرج ،ربما ذهب ليحضر لفافة التبغ .



فأستطرد وهو يحمل الطبق عنها :-

-إنه يعشقها لدرجة الجنون !!.



أومأت ماري وهي تخفض عينيها حياءاً فتمتمت بسعادة :-

-لكنه لطيف معي لأبعد الحدود !! . فاسترسلت بالحديث قائلة :-

-كم أنه قد قال لي قبل قليل : بإنه بأمكاني المغادرة والذهاب الى الراحة



لمس كلوندين رقة في صوتها وخامره شك بأنها قد أحبت كلاويس ..تلاشت هذه الفكرة عن رأسه عندما صلصل جرس الهاتف من غرفة كلاويس فدفع كلوندين الطبق لماري وأعتذر بطريقة سريعة ومضى الى الغرفة فأمسك سماعة الهاتف ورفعها وهو يسند يده اليسرى على المكتب فبدأ المتكلم حديثه بهدوء :-

-المحقق "نيكول كلاويس" .

ردّ كلوندين بتذمر ..لأن المتصل نسي وجود المساعد الشاب في المكان:-

-مساعده يتحدث !!.

سعل المتحدّث فقال :-

-أودّ أن أحدّث السيد "نيكول كلاويس " .

كره كلوندين تلك النبرة المزعجة ولكنه أخرج نبرته بنكهة محببة فقال وهو يتناول حزمة من الأوراق :-

-هل بأمكاني معرفة أسمك ؟!





توتر وجهه وهو يصغي الى المتحدّث ففتح فمه ليقول شيئاً ولكنه أغلق الخط فتنفس بصعوبة وعمق ووضع السماعة في مكانها فأرتعش جسده وهو يتطلع على أحدى الأوراق الموجودة وقد كتب عليها

"ساعة الصفر قريبة جداً "



نظرّ أليها بفزع وأمتقع وجهه فمضى يفكر بخوف كيف وصلت هذه الى هنا ؟! فهو لم يسمع أي خطوات خلفه ولم يسمع حسيس شخص يقترب من الطاولة أو حفيف أوراق الشجرة إذا كان شخص قد تسلقها فهو على الأقل سوف يصدر صوتاً

تنفس الصعداء عندما دخل كلاويس فأندفع ناحيته وتشبثت بمعطفه كطفل صغير وقال له بذعر :-

-لقد وجدّت هذه !! .

قالها وهو يشير الى ناحية الورقة السحرية مضى كلاويس فأمسك الورقة بحذر وقلبها عدة مرات فقال وهو يتفحصها :-

-توجد آثار دم طازجة !! .



إقترب كلوندين بخوف فأطل من خلف كلاويس وهو يتطلع الى الورقة البيضاء وقد خطّ بمنتصفها وبخط كبير ورديء "ساعة الصفر قريبة جداً" .

أستدار كلاويس ناحية كلوندين بجدّية فقال له وهو يخلع معطفه :-

-يجب أن تجيبني على أسئلة بسيطة !! .



جلس كلوندين وقد بدا الخوف والقلق عليه فانحنى كلاويس قليلاً وهمهم بكلمات غير مفهومة وأرجع جسمه الى الخلف وأرخاه بشكل مريح .
حدّق كلوندين بفزع واضح وهو يتأمل تلك العينان البيتين العابستين قليلاً أخذ كلاويس نفساً عميقاً قبل أن يصلصل جرس الهاتف مرة أخرى فأمتقعت أسارير كلوندين وقال بصوت مرتجف وهو يشير ناحية الهاتف :-

-يبدو بأنه السيد مارشلو .

تمعنّ كلاويس في ذلك الردّ ونهض ليجيب على الهاتف

فروعه صراخ كلوندين وهو يقول :-

-إنها الورقة الثانية وبنفس الخط أيضاً !! .

أرجع كلاويس السماعة الى مرقدها وأنتزع الورقة من كلوندين بهدوء وهو يركزّ نظراته على الجمل التي كتبت بشكل باهت

"وراء مقهى بروتيفول..رصاصة في الظلام".


كان جيمي يذرع الغرفة ذهاباً وأياباً وجيسي يراقبه بنظراته المشاكسة وأخيراً انفرجت شفتاي جيمي ليقول :-

-أذهب الى فراشك ..لقد تأخر الوقت .

كشرجيسي عن أنيابه فقال بصلابة :-

-لا ،لن أذهب .

حدّق جيمي بتلك العينان الزرقاوان ...وذلك الوجه الصغير الأبيض وقد رسمت عليه ملامح شيطان صغير .
أشاح جيمي بوجهه فتطلّع الى رزمة الأوراق التي قد اكتظت بالقوانين العديدة ولم يبقى أي مساحة من الأوراق ألا وقد ملئت بالملاحظات .
أطلق صرخة أفزعت جيسي وجعلته يسقط من الأريكة الحمراء المنقطة بالأسود ..بقي جيسي ينظر الى أخيه الذي قد غاص وجهه بالغضب وهو يلعن مادة الفيزياء



فكر جيسي "لن أكمل الدراسة ...أذا كانت سوف تحولني الى وحش كاسر " .

أقترب جيسي ناحية الأوراق وتصفحها فرفع رأسه عالياً وقال بثقة :-

-أسهل من شرب الماء .



بضربة قوية من جيمي أندفع جيسي باتجاه الطاولة لتسقط كتب أخيه على رأسه الصغير ترنح جيسي وهو ينهض وتراجع الى الخلف وأندفع خارجاً .



أعاد جيمي ترتيب كتبه على وفق جدوله الدراسي فأنزلقت ورقة من أحدى كتبه فالتقطها ومالبث أن أرسل بها الى سلة المهملات ..فقد كانت رسالة سخيفة من صديقه "لويس"



وقف بجانب الباب ينتظر وصول روبرت العبقري وبعد مرور 5دقائق شاهد باب البيت الخلفي ينفتح رويداً رويداً ليظهر روبرت وهو يحمل تلك الحقيبة السوداء مجدداً التي أثارت فضول جيمي كثيراً .
ارتفع صوته الذي جعل روبرت يستدير بسرعة مخفياً الحقيبة السوداء في أحدى الأدراج على الطاولة الباهتة خطا خطوتين فقال لروبرت بلهجة متعجرفة :-

-أنا صاحب الرأي ..عندما لايتواجد أبي في المنزل !!

أجاب روبرت بصوت خافت وهادئ أزعج جيمي كثيراً :-

-ماذا يريد صاحب الرأي السديد ؟!



مدّ جيمي يده بحركة سريعة ليخرج الحقيبة السوداء من مخدعها فنظر الى أخاه الذي ولاه الأرتباك فرفع رأسه بشموخ وقال له :-

-مالذي تخفيه ؟حقيبة سوداء ؟وبقائك في الفناء الخلفي طويلاً ؟!



أسند روبرت ظهره فقال لأخيه وهو يصقل نظارته :-

-ليس بالأمر المريب ...إنها بين يديك بإمكانك أن تفتحها !! .

ردّ عليه جيمي بمحاولة فاشلة بأثارة هدوئه وجعله ينتفض غضباً :-

-سوف أخذها الى غرفتي ..حيث لامصدر للأزعاج والفضول .



مضى جيمي الى غرفته بينما بقي روبرت يرمقه ...وهو يستدير فانحنى على الأرض وأخرج الحقيبة السوداء من مكانها وغادر متوجهاً الى غرفته التي لم يزرها منذ الصباح



جورجي هذا ماكان يشغل باله الآن ..تلك الفتاة ذا الشعر الأشقر والعينان الزرقاوان الجميلتين لقد بدّت مرتبكة ومثيرة للشك في هذه الآونة الأخيرة ..إنه يحبها جداً وهذه الحقيبة تحوي رسائلها له ..كم يحب غطاء الليل ليقرأ رسائلها وكلماتها التي تفضح عن شخصيتها الهادئة اللطيفة الجذابة .

دخل الى الغرفة وتحسس مكبس الأضاءة لتنار تلك الغرفة ذات اللون الأزرق الفاتح وذلك السرير الأبيض الناعم الذي يقبع بوسطها ..أمر جيد أن يكون كل شيء على مايرام ..تأكد من بعض الأمور الخاصة ووضع الحقيبة داخل خزانته وأدار القفل عدة مرات ليتأكد من أغلاقه جيداً فوجه بصره الى مكتبته المليئة بالكتب المتنوعة فأختار ذلك الكتاب الأثري الذي حصل عليه من صديق والده القديم ...
"الموت القصير" حقاً إن هذا العنوان قد أثار فضوله فليس هناك موت قصير ؟ماذا يعني بهذا ؟وماهو الدافع الذي دفعه لكتابته؟ .تسأل روبرت بصمت

قبل أن يسمع صوت جيمي الغاضب وهو يفتح الباب بحدّة :-

-هل تحاول الخداع ؟! هذا الأمر ليس متوقعاً منك !! .



أستدار روبرت ناحيته فغطاه بهدوئه والهدوء ينبعث من ثنايا صوته :-

-لم أخدعك...فهذه فقط مجرّد أوراق أراجعها حتى يتم نشرها بالصحيفة .

-روبرت ؟!

قال جيمي وهو يجحده بنظرة غاضبة ..
لم تؤثر هذه النظرة بروبرت الذي أتخذ له مكاناً بجانب قامة أخاه الشامخة الطويلة ولم ينبس بأي كلمة أدار جيمي رأسه قليلاً لتتضح له ملامح أخاه المختلفة كلياً عن عائلته .
"من أين أتى ؟.تسأل جيمي .



قطعت تلك التساؤلات صرخة جيسي وهو يندفع خائفاً ويصرخ :-

-لقد شاهدت جثة بشرية ملقية بغرفتي !! .

أنتفض كل من جيمي وربرت وخامرهما شك بأن الصغير يكذّب فقال له جيمي متهكماً :-

-هاهي الحياة تفتح لك أبوابها ...إنها خطوتك لتتربع على عرشك !! .

أعترض جيمي وهو يقول :-

-إنها الحقيقة ...ألقيا نظرة فقط .



تبادل كل من جيمي وروبرت النظرات وأطاعا رغبة جيسي الملّحة عبروا الممر المؤدي الى غرفة جيسي فأمسك جيمي بالباب وتملكته رعدة خفية وكأنما يقبع شراً بالداخل نظر الى أخويه الواقفين خلفه وأعيناهما قد ركزّت على بقعة من الدّم بجانب الباب أنتصب جيمي وقال لروبرت بحدّة :-

-ماذا أصابك ؟ ..هل أقنعتك رواية جيسي المجنون !! .



لم يردّ روبرت على هذا التوبيخ الصاخب فأمسك بمقبض الباب وفتحه رويداً رويداً ..دلف جيمي الغرفة ويد جيسي الصغيرة قد أمسكت بساق بنطاله وقد أطل برأسه من الجانب الآخر ..
أنيرت الغرفة لتكشف عن الجثة الهامدة القابعة على السجاد الأبيض الذي أكتسب اللون الأحمر بدماء الرجل... شاحب الوجه ...وعيناه الزائغتين قد كشفتا عن خوف الرجل قبل الموت سرت رعشة شديدة في جسد الأخوة الثلاثة

فتشبث جيسي أكثر بساق أخيه وهو مغمض عينيه بخوف وجسده لم يكّف عن الأرتعاش فتحرك جيمي محاولاً المحافظة على هدوئه واتزانه بينما انحنى روبرت يقلب الجثة بحذر قتوقف جيمي عن الحركة وهو يحملّق بجثة الرجل التعيس فتراءت له صورة شخص ما يعرفه فأطلق صرخة فزع أثارت خوف كل من روبرت وجيسي وهذا مادفع روبرت لسؤاله بهلع وسط صراخ وبكاءجيسي :-

-مالذي دهاك ؟ .

لم يردّ جيمي فقد كان عقله مضطرب ومشوش ليسمع سؤال أخيه المتكرر تمتم جيمي بخوف :-

-لقد رأيته ..لقد كان ..شاب رأيته بغرفة والديّ .

أجفل روبرت وهو يحملق بأخيه الذي لم يستطع أن يخطو خطوة واحدة وكأنه قد جمد بلعنة ما ..



كان جيسي قد غرق بالنوم على حضن روبرت الدافئ الذي طمأنه بكلمات كانت كاذبة مرت فترة صمت مميته أخترقها صوت جيمي المرتعش وهو يحاول استرداد أنفاسه اللآهثة :-

-يجب ألا نعلم البوليس بالأمر !! .

أستنكر روبرت رأي أخاه فقال له معترضاً :-

-لا ،سوف ..

بتر جيمي جملة روبرت وقال له وقد امتقعت أساريره واحتقن وجهه بالغضب :-

-أتريد إلحاق اسم الجريمة بإسم عائلتنا ؟! .

فتمتم بعد أن شرب كوباً من الماء ليخفف من التوتر الذي اجتاحه بشدّة :-

-هل تريد أن نكون مصدر ذل لعائلتنا ؟! لن أسمح بحصول هذا .

علا صوت روبرت متسائلاً :-

-مالعمل أذاً ؟! .

مضى جيمي يفكر للحظة ثم أستدار ناحية أخاه وقال وهو يضيق عينيه وقد أرتسم على وجهه نصف أبتسامة :-

-نخفي الجثة !! .


*يرجى عدم الردّ*
__________________
/