عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04-24-2013, 03:20 PM
 


✿ تابع الفصل الأول


دلف كلاويس الى غرفة كلوندين من دون أن يأخذ إذن الدخول فتوقف فترة من الزمن وهو يراقب الحمل الوديع وقد رقد على السرير الصغير محتضناً الوسادة وفتحة قميصه التي خلعت من الأزرار قد كشفت عن صدره الباهت .
فتحرك بهدوء ليفتح الستائر رغم أفكاره التي تمنعه من أيقاظه

ولكن السيد كلاويس لايسمح لمشاعره العاطفيه بالأستبداد

فأنبعثت أشعة الشمس على ذلك الوجه الأبيض

لتظهر نقاء بشرته وجمال شعره الرمادي المنسدل على وسادته

قبض كلوندين على وسادته وأراد الأستدارة الى الجهة الأخرى لكن يد كلاويس أثنته عن ذلك فنهض بتململ وهو يفرك عينيه الرماديتين بيديه الطويلتين فأنتصب بجسمه المخدر بالنعاس الشديد وتثاءب بشدة وهو يتجه الى أغلاق الستائر

فأمسكته قبضة كلاويس الحازمة فنظر أليه كلوندين بعينان نصف مستيقظة ومالبث أن أفاق بعدما سقطت قبضة كلاويس على رأسه تأوه كلوندين وهو يمسك برأسه فاحتقن وجهه بالغضب وهو يخرج كلماته الغاضبة :-



-هل هذه حركة عسكرية جديدة ؟اما أنها طقوسك الصباحية الخاصة ؟ أما أنها تحية الصباح بالنسبة لكم أنتم المحقيقين ؟

لم يكترث كلاويس لهذه اللهجة المملوءة بثناياها بالغضب والتضجر فقال له ببرود :-



-لقد منحت ماري أجازة اليوم ،وأعددّت الفطور .

تمعن كلوندين بكلاويس الذي قد رفع لفافة التبغ الى فمه

فقال كلوندين وهو يرتدي نظارته :-
-أتمنى ألا يكون فطوراً عسكرياً حازماً كشخصيتك !! .

ضحك كلاويس لهذه الكلمات الطفوليه ومضى الى الغرفة الصغيرة ..
تأخر كلوندين للحضور بسبب دخوله للأستحمام

عبر كلوندين الردهة وألقى نظرة خاطفة على الغرفة التي أعتاد هو وكلاويس على الجلوس فيها وانتعشت ذاكرته عندما لمح تلك الورقة المرعبة فأغلق الباب بحدّة وقد تملكته رعدة عندما شاهد ظل كلاويس يسقط على الباب فالتفت كلوندين وقال له بمكر شديد :-

-هذه هي الحياة العسكرية ...أتأكد ...

قاطعه كلاويس بقبضته الحديدة التي قد أحاطها بمعصمه

وكلوندين يلوم لسانه على إغضاب العجوز الهرم

فتوقف كلاويس عندما هتف كلوندين :-

-لقد نسيت آنستي الفاتنة حقيبتها ..يالها من فتاة مسكينة يبدو بأنها الآن تبحث عبثاً .

جره كلاويس الى الغرفة الصغيرة التي قد أعدّت بشكل مريح

فجدرانها قد طليت باللون الزيتي ليتناسق مع ديكورها الخشبي البني وفي الركن وضعت مكتبة كبيرة تحوي على أغراض متعددة وفي الوسط قد فرش سجادّ أحمر وعلى ظهره طاولة بنية متوسطة الحجم

أرخى كلوندين ظهره بأمتعاض وهو ينظر الى طبق الخضار من ركن عينيه فأمسك الملعقة وهو يقلب شوربة الخضار مرات عديدة ألا أن أوقف هذا العبث بالطعام نظرة كلاويس المخيفة فتحسر بنفسه :-

-ماري ..أجازة ؟! ..ليحلّ محلها العجوز الهرم الذي لايجيد إلا طبق الخضار الذي هو سم بالنسبة لي .

تنحنح كلوندين في مقعده وهو يراقب كلاويس الذي خرج من الغرفة فنهض بسرعة

ليفرغ الطبق بكيس أخفاه في جيبه تحسباً لوقوع أمر كهذا ورماه بقوة الى الشاحنة المارة من الشارع المواجه للنافذة ...
لقد كانت صدفة مرور الشاحنة جيدة فقد أتاحت له أخفاء تلك الشوربة في مكان يستحال معرفة مكانه .

عاد الى مكانه وقد تقلّصت أصابعه حول الكأس عندما حضر كلاويس وهو يحمل طبقان من الشوربة على صينية فضية اللون حدّق كلوندين بالطبق الأخر

فتسأل بحيرة صامتة "لمن ياترى هذا الطبق؟! " .

قدّم كلاويس أحد الطبقين لكلوندين الذي ولاه الأرتباك وهو ينظر الى وجه كلاويس الخبيث وقد ارتسمت عليه إبتسامة خاصة يظهرها لكلوندين في مثل هذه الحالات فتنهد كلوندين بضجر وعاد لتقليب الطعام بصمت فقال بنفسه مشجعاً :-

"طبق بسيط ،ليس لدّي ماأخشاه سوف ألتهمه وأتقيه" .



قدم الطبق الى فمه وشعر بشفتيه تلامس أوراق السبانخ الخضراء فأغمض عينيه بأمتعاض وأمال بالطبق الى فمه وشربه بجرعات طويلة وعميقة وجسده يشعر بالمغص والمرض ..بعد انتهائه من الشرب نهض بسرعة وأختفى خلف الجدران فبقيت عينا كلاويس تراقبه حتى أختفى فأصدر ضحكة خفيفه وتمتم :-

-لن تنطليّ علي خدعك أيها الجرذ الصغير !! .



بعد مرور ساعتين ونصف دلف كلوندين الى الحجرة وقد أرتدى قميصاً رمادياً وبنطال كاكي اللون وزين عنقه بقلادة أثرية جميلة كان قد أهداه أياها والده قبل مغادرته من بلاده



صفر كلاويس وهو يحدّق بكلوندين الذي بدا غاضباً بشكل ظريف فجلس على المقعد وهو لا يكف عن دق قبضتيه على المقعد زفر كلوندين بشدة وقال لكلاويس وكأنه يكلم شاب يقاربه بالسن :-

-هل هذا من نطاق حياتك العسكرية أيضاً أيها المتقذّع ؟

-بالطبع ،فطبق من الخضار يمنحك ...

بتر كلوندين جملة السيد كلاويس بلهجة غاضبة :-

-يمنحك ألماً مبرحاً في البطن !! .

وأشاح بوجهه بعيداً ومضى يتطلع الى النافذة وقد شعر بالحرارة تعلو وجهه من الغضب الذي ينتشر بأوصاله



شدّ أنتباهه رجل وقد دلف الى المبنى فأستدار بسرعة ليتفاجأ بكلاويس وقد أرتدى سترته وهو يقول :-

-هناك قضية غامضة قادمة ألينا!! .

لم يفهم كلوندين من كلام كلاويس ألا أن دخل الخادم النحيل ضئيل الحجم ...ذي الوجه المنبطح قليلاً ليعلن عن دخول السيد "جورج ديكات " .



كان السيد ديكات رجل في مطلع الأربعين من عمره ...صبيح الوجه يكتسي وجهه بعض الدمامة قليلاً ..وعيناه الجميلتين الداكنتين قد أضافت عليه لمسة جذابة ..



فجلس على الكرسي وهو يعتصر طرف سترته بشدّة ولم يستطع أن يردّ على ترحيب كلاويس اللبق

فمرت ...فترة سكون ملحوظة ...شعر كلاويس وكلوندين ببعض الضجر واليأس

فمضيا يفكران بطريقة متوافقة "سوف يقول ؟ هيا أيها الزائر !! .الآن سوف يفضح عما بداخله " ..لكن لم يحصل شيء

أراد كلوندين أن يتحدث ولكنّ أشارة من كلاويس جعلته يتراجع عن قراره

مرر كلوندين المنديل على جبهته عندما أنفرجت شفتاي السيد لتقولان :-
-لقد تلقيت تهديداً مرعباً !!.



وقفت تلك الفتاة الأنيقة اللآمعة بجانب النافذة وقد عكست صورتها الجميلة الفاتنة وعيناها الزرقاوان على النافذة فأمسكت بربطة شعرها وأخرجتها من خصلات شعرها وألقتها على طاولتها فانفرد شعرها الأشقر الحريري ليصل الى ساقيها الطويلتين الجميلتين خطت الى سريرها لتلتقط حزمة الرسائل من ذاك الشاب الذي قد ملّك لبها ..لقد أحبته بصدّق ..ولكنها متشردة بالنسبة لمكانته العالية المرموقة كأبن رجل أعمال شهير ..إنه بالكاد يراها ليسلمها الرسالة فقط لشغله الدائم وخوفه من والده بعدما علم بأن والده يرسل ذاك الخادم المرعب لمراقبته ..التقطت أنفاسها بهدوء وراحة وهي تقرأ رسالته المغلفة بشريط أحمر جميل وقد طبع عليه صورته بناءاً على طلبها ..
بقيت فترة طويلة تعاود قراءة الرسالة عدة مرات وهي مستلقية على سريرها البسيط وأخيراً طوتها لتضعها بصندوقها الأسود القاتم

وأخفتها تحت مخدعها وهي تتنهد بحزن :-

-روبرت ،أيها العزيز .

سحبت ذراعها لتصطدم بكون الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة ظهراً ..لقد غفلت عن شيءِ مهم فدوامها الدراسي المسائي قد أقترب يجب أن تسرع فالمدرسة ليست قريبة من هنا فهي تبعد عدة أميال عن الشقة التي تقطنها

أرتدت ملابسها بعجلة وصففت شعرها بطريقة جذابة وسحبت حقيبتها وهي تتناول شطيرة الجبنة كغداء بسيط يساندها لمقاومة اليوم الدراسي الممل .

"جيّد وصلت بالوقت المناسب" .

هكذا قالت جورجي وهي تسترد أنفاسها اللآهثة فأنتصبت بشموخ وهي تراقب السيارات المارة على الشارع الذي يمتد أمامها وقد صفته لوحات مرورية متناثرة أسندت نصف ظهرها على عمود الأنتظار والنصف الآخر قد هوى في الهواء ..ف
أخرجت هاتفها لكون رسالة حديثة قد وصلت للتو فكّرت بأنه روبرت

ولكن صفعتها تلك الرسالة الغامضة فقرأتها بصوت خفيض شارد :-

"القتل صديق عائلتنا ،عزيزتي جورجي " .





كلمة أخيرة
✿✿✿
ها أنا أنشر بين ربوع منتداكم إحدى رواياتي
البسيطة ..التي أتمنى أن تحوز على أعجابكم
ولقد أخذت بها الكثير من الأسابيع والأيام
لتخرج بهذا الشكل الذي أتمنى أن
يعجبكم
"احتاج الى بهارات أنتقاداتكم وأرائكم "
"وأحتاج الى رأيكم بالشخصيات"
"ورأيكم بكل أحداث الرواية "
أترك المايك لكم :wardah::ha3:














__________________
/