رد: قصةحقيقية .. يوميات بدوي يدرس في أمريكا !! الحلقة السادسة زي ما تعرفون بدت الدراسه في الجامعه وبدا الانتظام اللي فعلا ما تعودنا عليه في أي مرحله من مراحل حياتنا …الدوام بصراحه كان طويل وممل وبدت اثار الحنين للباديه وعيشة الاهل تداهمني خصوصا في الليل طبعا الجامعه عطوني غرفه وكان معي فيها رسميا واحد من الشباب اللي كانوا معي في الثانوي…هذا رسميا ولكن غير رسميا ما كانت تفضا من ضيوف ومتعطلين وغيرهم ومع ذلك كانت الحياه تمشي…..مثل ما قلت الحياه بدت تاخذ طابع الملل والرتابه القاتله خصوصا لشخص ما كان يعترف بحدود ولا جدران ولا قوانين وفجأه يلاقي نفسه في غرفه صغيره مع وجيه معروفه في مكان جدا محدود لدرجة ان ها الوضع اثر حتى في مستواي الدراسي وفي نفسيتي وبديت افكر في ارتكاب الكارثه وهي اني اخذها من قاصرها وارجع لامي وابوي وجماعتي. فيه شي ثاني بعد كان مكدرني وهو احساسي فعلا ان الفجوه الثقافيه والفكريه بيني وبين كل الناس اللي حولي كبيره جدا جدا…أي شي يقولونه يفجعني واستغرب منه وما عندي عنه أي معلومات ……بفضل الناس اللي حولي وخصوصا انسان عزيز جدا علي تصبرت وبديت احاول اني انتبه للدراسه اولا واصغر الفجوه الثقافيه ثانيا ….بدا ها الانسان العزيز يجيب لي الجرايد كل يوم وحسن العلاقات المتوتره بينا وصرنا اصدقا ..كان مثقف جدا وعنده مجموعه كبيره من الكتب والروايات من كل الاشكال ولالوان لدرجة ان بعضها يتجاوز الخطوط الحمراء……بديت اقرا وصار عندي فضول ثقافي كبير لدرجة ان محاكيكم بدا يقرا في الفلك في الابراج في الشعر في السياسه في العلوم في الاديان وحتى في السحر والخرافات…..وما كانت هاالحصيله كلها الا كميه صغيره من الوسيله اللي ممكن تضيق الفجوه بيني وبين المجتمع اللي حولي……طبعا المبدا موجود الدين موجود الوفا للاصل والمجتمع موجود بس اللي تغير هو الوعي اللي اتعامل به مع ها الاشيا كلها……ما اقول لكم ان ها الثقافه صارت في شهر او شهرين هذي بس كانت البدايه.
اختبارات ارامكو اللي قلت لكم عليها لازالت مستمره وفي يوم من الايام اتصل فيني واحد من الشباب اللي في ارامكو وانا كنت معطى مكتب التوظيف تلفونه وكانهم يبوني على شان الكشف الطبي اللي هو تقريبا اخر مرحله بعد ما اعجبتهم نتايج امتحاناتي وتقريبا قبلوني……صمم الرجال الا يمرني ويوديني للمستشفى وفعلا مرني للصبح ووداني وقال انا مكتبي قريب وانت شكلك بتخلص قرب الظهر اتصل فيني خلنا نتغدى سوى……وافقت بعد الحاحه وفعلا خلصت حوالي حدعش ونص ومرني الساعه اثنعش وتغدينا في مطعم غريب عجيب داخل مكان في ارامكو اسمه (السنير) وها المكان ببساطه قطعه من امريكا جايبينها للسعوديه بكل معاني الكلمه…..بصراحه جو غريب في ذاك الحي حريم امريكان لابسين زي ما يكونون في بلدهم وعايشين عادي جدا لا ويسوقون سيارات بعد ويطلعون للسوق يتقضون وفيه حريم محليات عايشين نفس الطابع بس مع فرق بسيط. الرجال ما قصر غداني وقال لي خلني امشيك شوي في السكن طبعا ما ادري وش اقول بس كان مره رايع. من المواقف البايخه اللي خربت الجو ومالها داعي اني شفت في السكن ولد صغير امريكي عمره حوالي ثمان سنين يلعب مع كلبه اللي كان كبر الخروف……انا طبعا ما ادري ان الولد يلعب مع الكلب وما ادري اصلا ان فيه ناس تربي كلاب …..وخصوصا ان الكلب كان شكله غريب وما هو زي سلوقياتنا اللي تحرس الغنم…..المهم انا شفت الكلب يطرد الولد والولد يجفل بسرعه ما دريت انهم يمزحون انا فكرت ان الكلب يبغى ياكل البزر قلت لخويي بسرعه (وقف…وقف…وقف)…..الرجال طبعا ما درى وش السالفه ووقف وانا ما كذبت خبر ونزلت من السياره واخذ ذيك الحصاة اللي لو حذفت بها جدار طيحته …واطلقتها على الكلب الا وانا كاسر ساقه. استغربت يوم شفت الولد راح للكلب وانحنى عليه وقام يصيح ويبكي ….في البدايه جتني نشوة انتصار بس في النهايه جا الامن ولعنوا خامسي وخامس خويي اللي لعن خامسي قبلهم وعالجنا الكلب (قصدي رجل الكلب) وكلفنا الفين ريال …هذا كله غير الشتايم والملعنه اللي كانت تنقال بالانقليزي…بعد كذا ما عاد صرت الوم الوالد الى منه فضل خرفانه علينا….بصراحه معه حق..؟؟؟!!!!
بعد حوالي شهرين في الجامعه اتصلوا ارامكو وقالو انقبلت ولازم تداوم اليوم الفلاني……طبعا وافقت ورحت اسأل الشباب وكلهم شجعوني على القبول لان ارامكو راح تدرسنا عندها سنه وبعدين حسب المعدل يخيرون الطالب بين دراسة الهندسه وبعض التخصات العلميه في جامعة البترول او امريكا………وافقت وبديت اودع الجامعه وكنت اتوقع ان الجو في ارامكو على الاقل بيكون احسن وصدقوني كل شي كنت افكر فيه الا اني بروح امريكا….اصلا انا ما عندي جواز ولا عمري طلعت من الصحرا الا للشرقيه ما بالكم بامريكا….واو قويه واجد…ولانها قويه ما فكرت فيها.
خلصت اوراقي من الجامعه ورحت لارامكو اللي كانت تبعد عن الجامعه اقل من واحد كيلو وكانت الصدمه انهم حطوني في سكن اكثر وحشه وهدوء و ملل من سكن الجامعه …طبعا الوليده اللي هو انا كنت اظن انهم بيحطوني في السكن اللي **رت ساق الكلب فيه…لكن وين الظاهر كنت احلم وكان الكلب اولى مني بكثير انه يكون له سكن داخل وانا لا. الدراسه تقريبا نفس نظام الجامعه ونفس جنسيات المدرسين بس كانت اثقل شوي لان فيه مواد فيزيا وكيميا ورياضيات وانقليز وكلها لازم تنتهي في سنه او اقل. طبعا ما عندي أي مشكله في المواد العلميه ولو انها كانت بالانجليزي بس الانقليز الملعون نفسه عيا لا يصادقني……وعندهم نظام ان نتايج الشخص في الانجليز وتقريبا في السنه كلها يحددها اختبارات توفل يسوونها من وقت لاخر بعضها خرطي وبعضها رسمي….وعلى شان يعدي الواحد لازم يجيب في ها الاختبارات فوق خمسميه نقطه. … |