[align=center][tabletext="width:90%;"][cell="filter:;"][align=center]توقف السيد ون على بعد أمتار من ماريمو ثم مد يده إلى الباب القلعة الضخم .. ليفتح لوحده محدثاً صريراً مزعجاً .. فصرخ البعض قائلين :
- ما الذي تحاول فعله ؟! لا يمكننا المساس بالقلعة قبل ظهور الحارسات علناً ..
بينما تقدم السيد ون إلى الممر المؤدي إلى داخل القلعة وسط استنكار الجميع بينما انخفض ماريمو متألماً ثم جثا على ركبتيه وهو يقول :
- تباً .. أشعر بأنه يعبث بأحشائي مجرد مروره .. هل هو السيد ون حقاً ؟! وما الذي يجب علي فعله ؟! هل سأعرف منه من أكون ؟!
رفع ماريمو بصره مجدداً ولكنه اختفى !! وتلفت البقية حولهم بقلق وتتالت أصواتهم وهو يتساءلون عن مكان صاحب الملابس البيضاء ..
أمسك فرانس برأسه وبدا عليه الحيرة وهو يقول بانزعاج:
- على الرغم من إحساسي الدقيق بالأسلحة .. فلم أشعر بأن لديه سلاح قط .. ولكن كيف فتح الباب واختفى في منتصف الطريق ..هل هذا وهم ؟!
نظرت كريمسون لماريمو الذي كان يعصر نفسه بشده وهي تقول بقلق :
- هل أنت بخير ؟!
اختفى الألم فجأة من جسد ماريمو وعادت يده لطبيعتها فانتبه لما جال في خاطره فأسرع بخلع حقيبة ظهره وفتحها بسرعة وهو يقول بصوت مرتفع :
- مونتي .. ميمي .. هل ..؟!
قاطعته ضحكة ميمي وهي تنظر إليه قائلة بسعادة :
- أخي ... ميمي حلمت بك عندما نامت جيداً .. ولكن مونتي لم ينم ..
نظر مونتي لماريمو وقد بدت ملامحه جادة فعلاً ثم قال بهمس :
- لقد شعرت به أيضاً .. إنه هو حقيقة .. لا يمكنني نسيان شعوري عندما أكون بالقرب منه ..فكن حذراً ..
اتسعت عيني ماريمو وهو يتذكر ذلك الطيف الأبيض وكأنه استوعب الأمر أخيراً .. فمن قام بصنعه كسلاح كان أمامه للتو .. ولكنه تلاشى ..
ركض ماريمو بكل ما أوتي من قوه نحو البوابة الضخمة وسط صيحات الجميع له بالتوقف حتى كسته تلك الظلمة المريعة لذلك الجو الضبابي داخل القلعة
تلفت ماريمو حوله فكل الجدران متشابهه وبها غرفه مظلمة ودرج عريض في المنتصف وبدا المكان ساكن تماماً ..
ثم نظر ليده حيث شبكة عنكبوت دفعها أثناء دخوله وهذا دليل بأنه أول من دخل هنا .. فأين اختفى السيد ون ؟!
دخل البقية من خلفه وهم يتمتمون قائلين :
- لابد من انه أحد الأطياف .. و قد فتح لنا الباب لأننا مختارين لتسلم الحجر ..
وأجاب آخر :
- لا أظن ذلك .. فإن كان سلاحاً فسيأخذ الحجر بكل تأكيد ..
نظر فرنس لساعته وقد كانت تشير إلى العاشرة ليلاً .. فقال :
- بقي ساعتين .. عوضاً عن ذلك الشخص المختار لن يتغير .. وسيستلم الحجر باختيارهن .. إلا بطريقة واحده ..
نظر فرانس لماريمو وقد بدت عليه ملامح القلق ثم دفع بعبارته قائلاً :
- أن تقتل الحارسة التي ستسلم الحجر ..
غاب ذهن ماريمو ليحصر بأنجيلا والتي تعد الآن واحده من الحارسات .. فلن يسمح بأن تقتل أبداً .. وسيحميها ولو بجثته ..
ضحكت تلك الفتاة السمراء الطويلة لتشتت ذلك الجو المريع ثم مشت نحو الدرج قائلة :
- سأتفحص الطابق العلوي .. فلقد أتيت من مكان بعيد لأبحث عن الحجر .. ولن أسمح لذلك الطيف أن يأخذه بهذه السهولة ..
أما الرجال أصحاب البذل الرسمية والذي كانوا بحدود الخمسة قد اجتمعوا على خريطة هندسيه للقلعة ثم تفرقوا بإشارة من أحدهم ..
وظل صاحب الهالات السوداء يقف بالخلف من ماريمو وهو يرمقه بسكون .. فنظر إليه فرانس قائلاً بانزعاج :
- أغرب عن وجهي .. أنت تثير اشمئزازي بسكونك المقيت ..
عقدت كريمسون ساعديها وهي تتنهد قائلة :
- لا شان لك به .. لنتحرك كما فعل البقية .. فإلى أين تريد أن نذهب ؟!
نظر فرانس حوله حيث الظلام الدامس ثم قال بهدوء :
- بجديه .. لو كان كلاود معنا .. لقد قال بأن سيتنكر ولكنني لم أرى شخصاً يشبه سلاحه .. تلك الظلمة ..
أشار ماريمو إلى الأمام ثم قال بثقة :
- هناك .. يوجد مستودع قديم وبه روح غريبة .. ربما تكون إحدى الحارسات ..
نظر ماكس حيث أشار ماريمو إلى ذلك الباب المروع والذي أكل عليه الزمن وشرب فانتفض قائلاً برعب :
- هل الروح لإنسان أم شبح ما ؟!
عدلت كريمسون الحقيبة على ظهرها ثم قالت باهتمام :
- ميمي .. لا تنظري للخارج وحاولي النوم ..
مشى الجميع باتجاه الباب مخلفين ورائهم ذلك الشخص الغريب الذي ظل ينظر إليهم حتى أخفت وجوده الظلمة ..
أشعل ماكس شمعه كانت معه بحذر .. فنفخها فرانس ثم قال بامتعاض :
- يجب أن نعتاد على الظلمة أيها الأحمق .. فمن يدري كم يوم سنمكث هنا ! كما أن الأرواح تكره النور ..
ظهر صوت ماكس المحبط وهو يوافق كلمات فرانس المخيفة .. قم قال :
- لم حضر مصباحاً .. فقد أحضرت شمعه فحسب ..
وضع ماريمو إصبعه على شفتيه ليطلب منهم الهدوء ثم أدار مقبض الباب الصدئ برفق حتى فتح إلى الداخل .. فثار بعض الغبار ..
كان هناك رائحة دماء قوية .. وصوت تأوهات لجسد ملقى في أحد الأركان وقد اتضح بعضه إثر ضوء القمر المتسلل من النافذة المكسورة ..
اقترب ماريمو وهو يدقق بناظريه ثم قال باهتمام :
- من تكون ؟!
صمت ذلك الجسد المتألم ثم رمق الداخلين بعينين أرجوانيتين مضائه.. قائلاً بصوت أشبه بالفحيح :
- لن ترضى حتى تقضي علينا جميعاً .. ستخون برج العذراء وتسلم الحجر لغير صاحبه بعد ألف عام من حراسته لن أسمح بذلك ..
حاولت تلك الروح النهوض ولكنها تزحلقت بدمائها لتسقط مجدداً وهي تلتقط أنفاسها المبعثرة .. اقترب ماريمو أكثر فأمسكت بيده بقوة حتى كادت تمزقها
ثم اقتربت من أذنه قائلة بهمس :
- أقتلها .. فلقد تلبست بجسد بشر كما فعلت سابقاً.. لا أحد يستطيع إيقافها الآن .. إلا الشخص الذي قامت باختياره ...
انجلت الغيوم السوداء عن القمر ليتضح وجه تلك الفتاة الذي هشم بطريقة فضيعة و قد اختلطت دموعها بدمها وقد نسجت على جسدها خيوط العنكبوت ..
نظر ماريمو إليها بصمت حمل الكثير ثم قال :
- هل تدعى أنجيل ؟! وما نوع تلك الروح التي سيطرت عليها ؟! ولماذا حصل الخلاف بشأني ..
انبثقت الدماء من فمها وكأنها تكتم حديثها فأومأت برأسها وأشارت بيدها المرتجفة إلى الجدار ولم تلبث حتى انفجرت لتتحول إلى بركة دماء فحسب ..
انسابت قطرات دمائها المنتشرة على وجه ماريمو الذي كساه الغموض وكانت تحمل رائحة عطره غريبة ..
نظر فرانس حيث الجدار الذي أشارت إليه فخطا نحوه بعد أن استعار شمعه ماكس الذي أغمض عينيه متفادياً أية مشاهد مرعبه ..فلم يشعر بأي شيء ..
أضاءت الشمعة وألقى بعود الثقاب ونظر إلى الجدار بتمعن فارتسمت على وجهه علامات الدهشة والاستغراب فقد كانت رسوما قديمه بالكاد ترى ..
تحلق البقية حوله ومسحت كريمسون بيدها على الجدار فثار الغبار وسرعان ما تشابكت خيوط العنكبوت عليه مجدداً .. فقالت بامتعاض :
- ماهذا ؟! العناكب سريعة جداً هنا وكأنها لا تريد لنا المساس بأماكن شباكها ..
انتبه ماريمو لما تقوله وأول ماخطر بذهنه شباك تلك البوابة فقال في نفسه بحدة :
( السيد ون هنا إذن )
أشار ماكس وهو يقول بتعجب :
- أنظروا إلى تلك الفتاة الجميلة بالمنتصف ألا تشبه أنجيل ..؟!
مسح ماريمو الجدار على عجل مبعداً الشباك عنه فرأى نقوشاً لفتاة ترتدي زياً إغريقياً أبيض اللون وإلى جوارها ست فتيات بردائهن البني الفضفاض
وقد حفرت بجانبهن كلمات وأحرف متداخلة انخفضت كريمسون وقرأتها على مهمل بصوت منخفض قائلة :
- لا يحق لكِ اختيار مجرد سلاح للحفاظ على الحجر ..يجب أن يكون بشرياً .. وقالت الوسطى يحق لي اختيار ما أريد فأنا القائدة هنا ..
قالت أخرى ولكننا لن نغفر لكِ أفعالك في تقمص شخصيات البشر من غير علم منا .. هل تريدين العيش لفترة أطول ؟!
ردت الوسطى أجل وسأتقمص العديد من البشر ولا يمكنكم قتلي حينها .. بل سأحيى مجدداً بجسد بشرية أخرى ..
وهكذا دب الصراع بين الحارسات الست وقائدتهن فقررن أن يوزعن تواجدهن في أرجاء القلعة حتى لا تعثر عليهم بسهوله وتقوم بقتلهم ..واحتفظوا
بجوهره صغيره ستمكث بعد قتلهن للسلاح صاحب الحجر ليستطيع بذلك قتلها بقوة الجواهر الست مجتمعه ..
أطبقت كريمسون شفتيها ثم نظرت نحو ماريمو بعينين متسعتين وهي تقول في نفسها :
( مستحيل هل ماريمو سلاح فقط ؟! هذا يعطي دلاله بأنه ليس هنري سايمون أساساً .. وربما يكون له قائد أيضاً )
تجاهل ماريمو تلك الحقيقة ثم أدار بجسده وجثا على ركبتيه ليبحث عن الجوهرة بين تلك الدماء .. ظهر ضوء شمعه خلفه فانتبه للمعان الجوهرة والتقطها بسرعة نظر إليها لوهلة ثم ضمها بين كفيه .. كان فرانس منخفضاً وهو يمسك بالشمعة وبدا على وجهه نظرات حزينة وهو يقول في نفسه :
( أعلم شعورك جيداً .. أن تكون مجرد سلاح .. لقد احتفظت بالحقيقة طوال تلك الفترة ..لماذا ؟! فأنت لا ترجو مالاً أو شهره وعلى هذا تحملت أعباء هنري سايمون بنفسك )
نفخ على الشمعة ليطفئها وداعب دخانها ذقنه الذي كان يرتجف كاتماً عبراته وهو يتذكر تلك الحادثة .. حيث قتلت مادونا ..كسلاح لا غير ..
نهض ماريمو وهو يشير إلى الخارج قائلاً بجدية :
- بعيني أستطيع تحديد مكان البقية بدقة .. فإن كن أحياء سيموتون عند موعد تسليم الحجر ولكن لن تموت التي أخذت أنجيل لأنها نصف بشرية ..
لذا سنأخذ الجواهر الست قبل أن يعثر عليها البقية .. ثم سنبحث عن القائدة أخيراً ..
شعت عيني ماريمو باللون الأصفر الصارخ وبسرعة خارقه أخذ يشير بالزوايا والأرقام إلى أماكن تواجدهن ثم التفت نحو البقية وقال :
- لنفترق ليصبح الأمر أسهل وأسرع ..
ابتسم فرانس وكأنه يصدق ماريمو في كل شيء كبشري لا غير ثم نظر إلى ساعته المنيرة حيث أشارت إلى الحادية عشرة وخمس دقائق ..فنظر إلى ماريمو قائلاً :
- سأكون برفقتك .. فأنت لم تعتد على سلاحك بعد ..
ابتسم ماريمو في تلك الظلمة ثم أخذ الحقيبة من على ظهر كريمسون ليغادر بها مع فرانس على وجه السرعة ..
نظرت كريمسون لماكس الخائف وقد رفعت حاجبها .. فأشار ماكس بيده على شكل تقاطع وهو يقول :
- مستحيل ..
فتنهدت كريمسون ومشت خارجاً وهي تقول بملل :
- لا خيار .. فلن نفترق ..
فلحقها ماكس بخطوات خائفة
- انتظري .. لا تذهبي من دوني .. [/align][/cell][/tabletext][/align]
__________________ صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " . فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني . ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!! كم كانت موجعة .
.. "أميرةالانمي": . |