الفصل الرابع : الفصل الرابع :
كل شخص في هذا العالم يحمل معه مجموعة من قيم وأفكار .. بعضها
قد يكون سليماً والبعض الآخر لا .. وقد يكسب البعض أفكار وقيم لم تكن موجودة
لديه وربما تتعارض أيضاً مع قيمه هو ... ليبدأ بذلك معركته الحامية مع ذاته
وضميره فلمن النصر ؟ .
البارت الجديد
عند فجر ذلك اليوم في منزل دانيل :
كلاود : وأخيراً لقد إنخفضت الحُمى قليلاً ... يا إلهي أشعر بالنعاس الشديد .
دانيل بتعب : إذهب للنوم إذاً .
كلاود : لا لقد قلت إنخفضت ولم أقل زالت .
دانيل : ل .. لا بأس سأكون بخير .
كلاود : ربما سأنام هنا على طرف السرير إن إحتجت إلى أي شيء
فقط أيقظني .
دانيل بإبتسامة متعبة : أجل سأفعل .
في الغرفة المجاورة لهما :
فريدريك بإرهاق : أنا أعتذر بشدة فقد أتعبتك ليلة أمس بطلباتي .
جين بإبتسامة : لا أبداً بل أنا سعيد لإنك كنت تطلب مني ما تحتاج
إليه دون تردد .
فريدريك : شكراً جزيلا لك جين .
جين : هل تشعر بتحسن الآن ؟
فريرديك : أجل تحسن كبير .
جين : جيد سأنام الآن قليلاً وإن إحتجت لأي شيء فأيقظني .
فريدريك بإبتسامة : أجل لا تخف .
أغمض جين عيناه ليغط في نوم عميق بسرعة !
بعد ساعة :
حاول فريدريك النهوض من سريره وقد إتكأ على عصا ليستطيع السير
وخرج من غرفته بصعوبة ليتوجه إلى آخر الرواق حيث كانت هناك غرفة
صغيرة .. يستخدمونها عادة للإجتماع أو للهرب فهي تحوي على ممر يقود إلى
الخارج كما وتحتوي على الكثير من المخابأ السرية .
وما إن دخل إلى الداخل حتى إبتسم بإرهاق ليقول بعدها : لقد توقعت أنك هنا !
دانيل بدهشة : م .. ماذا تفعل ؟ ومن ثم أنت لا يفترض بك النهوض من سريرك
تقدم دانيل نحوه وأمسك به ليساعده على الجلوس .
فريدريك : وأنت لقد سمعت أنك متعب .
دانيل : إنها حُمى فقط لا إصابة يا أبله .
فريدريك بإبتسامة : يبدوا أنك إستعدت جزءاً من نشاطك .
دانيل بإبتسامة حزينة : أخبرني لماذا دافعت عني في ذلك اليوم ؟
أنا هو الأحمق لإنني لم أنتبه لأولئك الحمقى فما شأنك أنت ؟
فريدريك : دانيل .. لإنك أنت ......
دانيل : أعلم لإنك مدين لي بحياتك لإنني ساعدتك على الهروب صحيح ؟
فقط تريد تسديد دينك .
فريدريك : أجل ولكن ليس تماماً .. أنا يا دانيل أعتبرك صديقي وشخص لا أرغب
في العيش من دونه ... تماما كإبن عمي كلاود .
دانيل : شكرا جزيلاً لك فريدريك .
فريدريك : ما هو الشيء الذي يشغل بالك يا دانيل منذ الأمس ؟
دانيل : لا , لاشيء مهم الآن .
فريدريك : دائما لا شيء مهم الآن !
لم يكد فريدريك ينهي جملته حتى فُتح الباب بقوة شديدة ... وقد كانت نظرات
الغضب تشع من أعينهم :
دانيل بتوتر : م .. ماذا ؟
فريدريك : صباح الخير يا رفاق .
كلاود بغضب : من أعطاكما ...
جين من بين أسنانه : الإذن بمغادرة فراشكما ؟
لورا وهي تهجم عليهما : أنتما حتى لم تتعافيا .
دانيل وهو يبتعد : إ .. إنتظري .. ستقضي علينا .
جولييت وهي تمسك بلورا : إهدئي قليلاً يا لورا .
جوليان : المهم أننا عثرنا عليهما وهما بخير الآن .
فريدريك : أجل ههه ... المهم أننا بخير .
نظر كُل من لورا وجين وكلاود إلى فريدريك بغضب شديد جعلت فريدريك
يتراجع إلى الخلف بينما حافظ دانيل على الصمت .
كلاود : لا يهم هيا لنعد إلى الغرفة يا دانيل .
دانيل : لا .. أنا من يقرر متى أعود .
لورا : يبدوا أنك قررت أن تضع حداً لحياتك أيضاً .
فريدريك بتوتر : فقط أخبركم أنه لا علاقة لي بقراره .
دانيل : بكل حال لقد إتفقنا ليلة أمس أنني لم أعد رفيقكم أتذكرون ؟
كلاود : وماذا تفعل هنا إذن هيا إرحل .
دانيل : إنه منزلي بكل حال .
جين بسخرية : ومنزلنا أيضاً وحياتك هي حياتنا ...
كلاود : لقد سمحت لنا بالعيش هنا وسمحت لنا بلإقتراب منك وبذلك
تكون ....
لورا : قد أعطيتنا تذكرة ...
جولييت : دخول بلا تذكرة للخروج ...
فريدريك : وهي مؤبدة لمعلوماتك !
دانيل بإبتسامة : أتمنى أن أعلم بماذا كنت أفكر حينها .
تقدم كُل من كلاود ولورا من دانيل لكي يحثوه على السير إلى غرفته عنوة !
دانيل بغضب : دعاني الآن ... يمكنني السير بمفردي أتفهمان أيها الأحمقان ؟
فريدريك بإبتسامة متوترة : حسناً سأذهب الآن إلى غرفتي .
جين : إلى أين ؟
جوليان : سنوصلك .
فريدريك : لا .. لا داعي لذلك .
جين : لا تخف .. بكل حال سنسير خلفك كي نتأكد من أنك بخير .
فريدريك : إتفقنا .
دانيل : ألا تفهمان ؟
لورا : لا .
كلاود : إن لم تغلق فمك سأقوم بربطك إلى السرير .
دانيل : أين نوع من الأصدقاء هو أنت ؟
لورا : لا يمكنك أن تجعله صديقك متى ما شئت .
كلاود : هذا صحيح .
دانيل : أنتي ... كلاود لا تستمتع إليها أعدك سأسير إلى غرفتي بمفردي .
كلاود : لا بأس ولكن إن لم تتوجه نحو غرفتك ...
دانيل : إفعل ما شئت حينها .
كلاود : لا بأس أتركيه وشأنه .
لورا : حسناً سأذهب لمساعدة جولييت بإعداد الفطور ... ولكن أقسم لك
سأقضي عليك إن حاولت الهرب .
دانيل : لست طفلاً كي تشددوا الحصار بهذه الطريقة .
كلاود : هيا تعال .
دانيل : لا بأس تتحدثون وكأن غرفتي تبعد من هنا مئة سنة ... إنها في آخر
الرواق فحسب !
كلاود : ولكنك تسير ببطئ شديد .
دانيل : صدق أو لا تطلب الأمر مني الوصول إلى تلك الغرفة نصف ساعة
فأنا لم أكن متوازناً .
كلاود بغضب : ولماذا لم تطلب مني النهوض لمساعدتك ؟
دانيل : أنت لم تنم إلا ساعة واحدة ... بماذا سيفيدك هذا الآن ؟
كلاود : أنت بخير الآن هذا يكفي ... ألم تكن لتفعل هذا لي ؟
دانيل : بلى بالطبع ولكن ... أنا ...
عادت ملامح الحيرة إلى وجه دانيل وهو يتذكر كلام لويس ... وتلك المعركة التي
ستقع هذا اليوم ... هو حتى لم يخبرهم بعد بأمرها ... الآن إنه في وضع لا يحسد
عليه ... ماذا سيفعل وكيف له أن يتخلى عنهم ... كيف له أن يراهم يقاتلون
وهو مختبأ ... وماذا لو حدث لأحدهم مكروه بسببه ... هل عليه البقاء مكتوف
اليدين ورؤية أصدقائه يقتلون ... ولكن هو الوحيد القادر على تحقيق النصر
والقضاء على كلتا الجهتين الظالمتين ... وإن هُزم هو فإن هذه المدينة وأهلها
سيعودون إلى العيش بخوف ... بعد التفكير بهذا الأمر فإن جميع من يعيشون
خارج أسوار هذه المدينة يعيشون هذه الحياة ... عليه أن ينقذهم من خلال الفوز
بمعركتهم وتحقيق غايته وغاية والديه من قبله ... ولكن هل يعني ذلك رؤية
أصدقائه يضحون بحياتهم دون أن يتدخل ؟
لم يكد يتوقف عن التفكير حتى أغمض عينيه بألم لينهار بعدها أرضاً ... وقد فقد
وعيه بعد أن عادت الحُمى إليه .
كلاود بقلق : دانيل ... دانيل .. تباً ماذا حدث لك الآن ؟
جييين تعال إلى هنا الآن .
صعد جين الدرج بسرعة بعد سماعه لصوت كلاود ...
جين : ماذا حدث له ؟
كلاود : لا أعلم دعنا نعده إلى غرفته الآن .
جين : أجل هيا .
ليحمله كلاهما ويأخذانه إلى غرفته .
جولييت : لقد فقد وعيه مجدداً .
لورا : هذا سيء .
جوليان : بل سيء جداً لقد عادت الحُمى .. وهي شديدة أيضاً .
جين : تحركن وحضرن الكمادات هيا .
الفتيات : أمرك .
بعد ساعتين أي عند الساعة التاسعة صباحاً :
عاد كلاود إلى غرفة دانيل هو ولورا بعد أن غادرها من أجل مناوبتهما ولكنهما
فوجئا بدانيل الذي كان يجلس على الأرض وهو يحاول جمع المرآة التي حطمها
ليلة أمس ! بقي كلاهما ينظران إلى بعضهما البعض بدهشة وهما لا يزالان يقفان
عند باب الغرفة ... وما هي إلا لحظات حتى تجمع جميع أصدقائنا بما فيهم
فريدريك وهم ينظرون إليه دون أن ينتبه لوجودهم .
فريدريك بهمس : هل فقد عقله ؟
لورا : ربما يكون هذا من تأثير الحُمى .
كلاود : أتمنى ذلك وإلا فإنه حقاً قد جُن .
جين : دانيل .. أيها القائد !
رفع دانيل رأسه لينظر إليهم بنظرة لم يستطع أيٌ منهم فهمها ولكنها سرعان
ما تبدلت إلى نظرته المعتادة وملامح مضحكة وهو يقول : لقد بقيت معي إثنتي
عشرعاماً ... مرآتي المسكينة لماذا لم يوقفني أحدكم عندما أردت تحطيمها ؟
كلاود : لقد فقد عقله بالفعل .
جوليان : مسكين !
لورا بغضب : أهذا كل ما يهمك يا أبله ؟
جين : أتمزح معنا ؟
دانيل بعد أن تنهد : وما أدراكم أنتم ؟ ألا تقدرون التحف الفنية ؟
أقول لكم إنها هنا منذ إثنتي عشر عاماً ! وأنتم لا تبالون بها .
كلاود بغضب : وما علاقتنا إن كان من إشتراها شخص مغفل !
دانيل بغضب مكتوم : أبي إشتراها قبل يوم من موته .
كلاود : آنا آسف حقاً ... لقد ظننت أنك أنت من إشتراها .
دانيل : لا بأس لم يعد الأمر مهماً الآن ... بكل حال لو بقيت
هذه المرآة هنا حتى بعد موتي فإن المعجبين بي سيضعونها في منازلهم .
نظر الجميع له بغباء بعد أن كانت نظراتهم قد تحولت إلى الحزن !
وجه دانيل نظره لهم وهو يرى هذا التحول على وجوههم ليضحك بعدها
بخفة وهو ينهض ببطء حتى لا يفقد توازنه مجدداً .
كلاود وهو ينقض عليه ويسقطه أرضاً : سأقضي عليك هذه المرة أعدك .
دانيل : إبتعد عني .. هههه ... أنا لا أفهم لماذا أنت غاضب ؟
كلاود : وهل هذا هو موعد مزاحك ؟
دانيل : لماذا هل للمزاح موعد محدد ؟
كلاود : أحمق ... أبله ... جميعنا قلقين عليك .. وأنت تبكي من أجل مرآة !
دانيل : أنا لم أبكي بسببها .
جين : ما رأيك لو أقمنا لها جنازة ؟
جولييت : أجل وسنكتب على الشاهد الخاص بها ضحية غضب دانيل .
ليضحك الجميع بعدها ... إلا دانيل الذي تظاهر بالغضب وهو يزيح
كلاود عنه .
فريدريك وهو يتقدم نحوه : هل غضبت سيدي ؟
كلاود : سيء هل ستقوم بمعاقبتنا يا سيدي ؟
لورا : سيدي .. أجب .
دانيل بغضب شديد : أغلقوا أفواهكم جميعاً وإلا قتلتكم .
جين : يا إلهي ... علينا الهرب إذن .
أراد دانيل النهوض والهجوم عليهم ولكن قواه خانته لاسيما أنه وقف بسرعة
كبيرة مما دفع كلاود إلى الإمساك به وأخذه إلى سريره :
كلاود وهو يضع الغطاء على دانيل : على ما يبدوا أنك غير قادر على الوقوف
حتى فما بالك من الهجوم علينا وقتلنا ؟
أشاح دانيل بوجهه إلى الجهة الأخرى ... ليعم الصمت بعدها لعدد من دقائق قبل أن
دانيل : ألم يكن هنالك مشروع للفطور قبل ساعتين ؟
لورا : بعد أن فقدت وعيك قلقنا عليك وأوقفنا صنعه .
دانيل : وما علاقة هذا بالفطور ؟ لا بأس لم أعد أرغب به بكل حال .
جولييت : سنذهب لإعداده الآن .
جوليان : أجل .
دانيل : لا لم أعد أرغب به .
كلاود : دعونا منه الآن جين من فضلك إبقى معه أنت وفريدريك .
دانيل : هذا ليس عدلاً فريدريك مصاب أيضاً فأبقوه بالسرير .
جين : ولكنه بقي في فراشه ولم يتحرك إلا مرة واحدة كما أن جرحه
قد إلتئم تقريباً .
دانيل : أنا لست مصاباً بجرح حتى ! ومن ثم الجرح شبه الملتئم خطر .
فريدريك : لماذا تحاول أن تعزلني في غرفتي بمفردي ؟
نظر دانيل إليه ليبتسم بحنو لاسيما أنه قد تذكر القليل من ذلك اليوم الذي
إلتقى به بفريدريك ... وكيف أنه أعترض على وجود غرفته في الطابق الأرضي
لوحده ... دون الآخرين .
دانيل بإبتسامة : ما رأيك لو أتيت إلى الغرفة الفارغة بجانب غرفتي يا
فريدريك ؟
فريدريك بدهشة : ولكنك كنت دائماً تمانع أن أنتقل إليها .
دانيل : لا بأس .. لقد كنا صغاراً حينها الآن لقد كبرت ولا أرى
مشكلة بذلك .
فريدريك : ولكن ....
دانيل : أنت لم تتطلبها مني إلا بضع مرات ونحن صغار .
فريدريك : لإنني .. لم أرد إزعاجك بطلبي ومن ثم لقد شعرت بأنك
تبقيها لشخص ما له مكانة خاصة في قلبك .
دانيل : أجل ... ولكن إنسى الأمر لا أظن أن هذا الشخص سوف
يأتي بكل حال ... حتى لو أتى إلى هنا سأعطيه الغرفة في الأسفل .
جين : ومن يكون هذا الشخص يا دانيل ؟
دانيل بإبتسامة : سر ! وفي نفسه : " آسف أخي آد لكن أنت حقاً لن تأتي
إلي على الأقل ليس في الوقت القريب ... كُن بخير أرجوك " .
فريدريك : قائدي ... لن أفعل هذا .. إن كانت لشخص مهم لك
لن أتعدى على ملكيته .
دانيل : إعتبرها إذن أمانة لديك حالياً ... إلى أن يأتي ذلك الشخص في
المستقبل .
جين : إذن سنصبح جميعاً في الطابق الثاني .
دانيل : أجل ... لماذا لا نبني طابقاً ثالثاً ؟
كلاود وهو يدخل : طابق ثالث ؟
دانيل : أجل قد نحتاجه .
جين : ولماذا لا ؟ سنبدء بالعمل به منذ اليوم إن شئت .
دانيل بعد أن تذكر : لا اليوم لدينا عمل أهم .
فريدريك بإستنكار : ما هو هذا العمل ؟
دانيل : أتباع الحاكم سيهجمون اليوم علينا .
الثلاثة معاً : ماااذاا ؟
دانيل : الحاكم لازال يرغب في أن أكون معه ولذلك هدفه هو الإمساك بي
على قيد الحياة .
جين : ليحاولوا الإقتراب فقط .
فريدريك : سنقضي عليهم قبل الوصول إليك .
دانيل : أنت لا يمكنك القتال يا فريدريك ... فإصابتك ...
فريدريك : لن تمنعني من حمايتك سيدي .
دانيل : م .. ماذا ؟
فريدريك : لن أفعل ... سأقاتل لأجلك .
دانيل : لا فعددنا يكفي لقتالهم من دونك .
جين : ولكن يا دانيل .. أنت أيضاً لن تقاتل .
دانيل : ماذا ؟؟
كلاود : لقد قلت بأنهم يريدونك ... ولهذا أنت لن تقاتل أيضاً .
دانيل : و .. ولكن ...
جولييت : من دون لكن ... نحن قادرون على تحطيمهم بمفردنا ثق بنا
فحسب .
لورا : لن نخذلك أبداً حتى لو كانت حياتنا الثمن .
دانيل بنفسه وهو يخفض رأسه : " ولكن أنا لا أريد أن تدفعوا حياتكم الثمن
أرجوكم ! .. لا تفعلوا هذا من أجلي . "
جوليان : بكل حال لنتناول الفطور الآن لقد أحضرناه إلى هنا .
دانيل : لا .. لا أرغب في تناوله .
فريدريك : ولا أنا أيضاً .
كلاود والشرر يتطاير من عينيه : لا بأس سوف نرى بهذا الشأن .
نهض كلاود وجين من مكانهما ليمسك جين بدانيل من الخلف
وكلاود يجلس على قدميه وهو يضع الملعقة في فمه ثم يغلقه له
حتى يتأكد من أنه تناول الطعام .
دانيل : أيها المغفلان ال ...
لم يسمح كلاود له بلإكمال فقد وضع ملعقة أخرى من الطعام بفمه .
جوليان : من الأفضل لك تناول الطعام يا فريدريك .
لورا : أجل قبل أن ينتهيا من دانيل .
فريدريك بتوتر : بلى لقد فُتحت شهيتي فجأة .
ليبدء بتناول الطعام بعدها ... بينما إكتفى البقية بالضحك على دانيل .
........
عند الساعة الثانية عشرة في قصر الكنيسة :
فرناندو : وأخيرا سنعود اليوم إلى الكنيسة فقد تم تمرميمها .
أحد رجاله : بهذه السرعة !
فرناندو : أجل لإنني طلبت من العامة المساعدة في أعمال البناء .
الرجل : هكذا إذن ... ولكن كيف أقنعتهم ؟
فرناندو بغضب : وكأن الأمر عائد لهم ... إغرب عن وجهي وقم
بإيقاظ كلاريس الآن .
الرجل بدهشة : لم يصحوا للآن !
فرناندو : لا فهو متعب .
كلاريس بتوتر : س .. سيدي .
فرناندو بإبتسامة : لا تقلق يا كلاريس ... لقد كنت سأرسل هذا الأبله
لإيقاظك الآن .
كلاريس : لكن لماذا ... لم ترسله منذ الصباح الباكر أعني ...
فرناندو : ألست متعباً ؟ أعني لقد وجدتك ليلة أمس تنزف من معظم
أجزاء جسدك كما أنك كنت نائما على الأرض .
كلاريس بدهشة : س .. سيدي أنت من .. ضمد جروحي ووضعني
في سريري ؟
فرناندو : أجل أنا ... أظن أنني قسوت عليك ليلة أمس ولهذا السبب
قررت رؤيتك والإطمئنان عليك ولكنك كنت في وضع مزري .
كلاريس وهو ينحني : شكراً جزيلاً لك سيدي .
فرناندو : هيا لقد وضعوا وجبة الغذاء ... إذهب وتناوله
كلاريس : و ..ولكن أنا ...
فرناندو : إعتبره إعتذاراً عما حدث مساء الأمس كلاريس .
كلاريس : شكرا لك سيدي .
بدى على كلاريس الشرود على الرغم من أن فرناندو يتحدث معه
وقد إنتبه الأخير على هذا الأمر :
فرناندو : كلاريس بماذا تفكر ؟
كلاريس ...
وبعد عدة ثواني من الصمت :
فرناندو بصوت عالي نسبياً : أدريااان !
أدريان : أمرك .....
لم يستوعب أدريان ما حدث إلا بعد أن رأى تلك النظرة المرعبة في
عيني سيده !
فرناندو بإبتسامة غامضة : هكذا إذن .
أدريان : سيدي أنا ...
فرناندو : ماذا أيضاً ؟
أدريان : ماذا تعني ؟
فرناندو : ماذا تذكرت أيضاً ؟
أدريان بحيرة : لا .. لا شيء فقط صوت ما يناديني بإسم أدريان
فحسب .
فرناندو : لا بأس هيا إذهب لتناول طعامك وتعال بعدها إلى مكتبي .... أدريان .
إنحنى أدريان له ليغادر بعدها الغرفة ... ويدخل خلفه رجل آخر وقد بدء بالحديث
مع فرناندو الذي شعر بوجود مشكلتين خطيرتين بحاجة لعلاج بسرعة .
............
في قصر الحاكم :
جاك : هل أنتم مستعدون لخوض المعركة ؟
آرثر : أجل سيدي .
جاك : جيد .. هنري وأنت آرثر إياكم والفشل .
هنري وآرثر : أمرك سيدي .
ليذهب بعدها إلى غرفة لويس كما طلب منهما :
هنري : سيدي الأمير أمرك .
لويس : شكرا لقدومكما .. أنا أرغب بلإعتذار مسبقاً لإنه إن لم تتمكنوا من إحضار
دانيل فأنتما سوف تعاقبان والسبب هو أوامري أنا لذا ...
هنري بإبتسامة : لا تقلق سيدي فنحن سنكون بخير .
آرثر : أجل سيدي لا تقلق .. بكل حال لا بأس بذلك إن كان هذا
ينقذ بلادنا في أحد الأيام .
لويس : شكرا جزيلاً لكما يا صديقاي ... حقاً شكرا لكما .
إنحنى كلاهما له ليخرجا بعدها من القصر إلى منزل الجنود للإستعداد لتلك المعركة.
.............
عودة إلى أصدقائنا :
دانيل : إذن هل أنتهيتم من وضع اللمسات الأخيرة على الدفاع ؟
كلاود بإنزعاج : ألم نقل لك أن ترحل من هنا وتعود إلى فراشك ؟
دانيل : إهدء قليلاً بكل حال لن يأتي جنود الحاكم قبل المساء .
كلاود : هذا لا يهم هيا إذهب الآن لتأخذ قسطاً من الراحة حتى تتمكن من الهرب
بسرعة .
دانيل بإكتئاب : تتحدث وكأنني أسير مثل السلحفاة !
جين : ولكنك أبطئ منها بالفعل .
دانيل بغضب : أنا مصاااااب بالحمى ولا أستطيع أن أوازن نفسي
لا يمكنكم الحكم علي الآن !
جين : أوووه من فضلك لا تبكي الآن ... لا بأس لست بطيئاً .
نظر دانيل إليه بحقد ليغادر المكان وسط أنظار الجميع المستغربة فهو يستحيل
أن ينسحب من دون أن يكمل هذا الشجار أو أن يخرج منتصراً ... ولكن دهشتهم
تحولت إلى ضحك عندما فتح نافذة من الطابق الثاني وألقى على جين دلواً من الماء
البارد .
دانيل بسخرية : والآن من هو الذي سيبكي يا أحمق ؟ ومن ثم لقد صعدت إلى
غرفتي بسرعة ... ليخرج لسانه عليهم ويغلق النافذة .
بينما لم يتمالك الآخرون أنفسهم من الضحك إلا جين الذي كان ينوي الصعود إلى
الأعلى والقضاء على دانيل قبل وصول رجال الحاكم !
فريدريك : هل إستحممت للتو يا جين ؟
جين بغضب : من أمرك من الخروج من غرفتك يا هذا ؟؟؟؟؟؟
فريدريك : أنا أردت إستنشاق الهواء من الحديقة ألديك مانع ؟
جين : أغرب عن وجهي فحسب .
كلاود : لا تتحدث معه هكذا بمجرد أنك غاضب من دانيل .
فريدريك : هكذا إذن لقد قام دانيل بتحميمك .
جين بغضب شديد : سأقضي عليك إن تفوهت بحرف واحد آخر أتفهم ؟
فريدريك بتوتر : أ .. أمرك .
كلاود : إذهب وتشاجر مع دانيل إن كنت رجلاً .
جين وهو ينقض على كلاود : بل أنا أرغب بتحطيمك أنت !
دانيل من الأعلى : لماذا تتشاجران عودا إلى العمل هيا ... من المتتع أن تكون قائداً
جولييت : من الجيد أنك مستمتع .
لورا : لو كنت مكانك لذهبت للنوم لا لتعليق .
دانيل : لا تقلقي لقد أغلقت الباب بالقفل .
جوليا : لا أظن أن هذا سيمنع جين الغاضب هههههه .
جين : تتحدث وكأنني غير قادر على تحطيمه فوق رأسك !
دانيل : جميل ... أنت ترغب بقتلي على الرغم من أنك تعمل الآن على حمايتي
من رجال الحاكم ... ما رأيك لو هربت وإلتحقت بهم !
جين بغضب : داااااااااااااانيل سأقضي عليك أقسم لك .... لن أذهب للإلتحاق بهم
لإنهم سيقومون بتحويلك إلى عبد لا القضاء عليك يا أبله .
دانيل بقليل من الجدية : أخبرني أنت أيهما أشد أن يتم قتلك أم سلب حريتك يا جين ؟
صمت جين وقد أشاح بوجهه عن دانيل ... بينما أغلق دانيل النافذة وجلس على
سريره .
عاد جين في ذاكرته إلى ما قبل إثنتي عشر عاماً أي عندما كان في الثامنة من عمره
دعونا نعد معه :
كان جين في ذلك الوقت يعمل لدى شقيقة الحاكم :
جين : تفضلي سيدتي ... إنه مشروبك .
شقيقة الحاكم : ضعها جانباً وأرحل من هنا .
جين : أمرك .
أحد أبنائها : هي أنت ...
جين : أمرك سيدي الصغير .
الأبن : تسلق تلك الشجرة وأحضر لي قطتي من أعلاها الآن .
جين بتوتر : ولكن سيدي الشجرة إنها شاهقة الطول .
الأبن : هل تعصي أوامري ؟
جين : ل .. لا سيدي .. أمرك وفي نفسه : ( ولكن أنا أخاف من المرتفعات .)
ليطلق تنهيدة متعبة بعدها ... حدق بالشجرة لبضع ثواني ومعالم التوتر والخوف
رُسمت على وجهه بدقة . بدء جين بتسلق تلك الشجرة بصعوبة
بالغة ولكنه كان يعلم أنه لو أخفق لن يكون الأمر أفضل
من سقوطه ... بعد فترة من الزمن قطع جين خلالها
النصف الأول لتلك الشجرة ولكن حينها قفزت القطة على رأسه ونزلت عن
الشجرة إلى صاحبها ... أراد جين أن ينزل عن الشجرة إلا أن أبناء سيدته
بدؤوا برمي الحجارة عليه ... لإنه لم ينجح كما اعتبروه هم بمهمته ..
لم يستطع جين إلا أن يحاول التثبت بالشجرة وإستحمال الألم ولكن فجأة :
؟؟؟ : أنتم أيها المزعجون المدللون ... هل تظنون أنه لديكم الحق بهذا الفعل ؟
بقي جين يحدق بذلك الفتى بينما غضب أبناؤها .
شقيقة الحاكم : أنت هو خادم أخي الهارب .
دانيل بإبتسامة : لست خادما يا سيدتي فأنا الآن سأكون قائد الثوار !
شقيقة الحاكم وهي تضحك : أنت !! ثق بي ستموت من الجوع قبل أن تحقق
ذلك .
دانيل : غير صحيح .. ستعرفين من أكون حقاً يوماً ما .
في تلك الأثناء كان جين قد نزل عن الشجرة وهو يستمع إلى تلك المحادثة .
كلاود : سيدي دعنا منهم ولنذهب .
دانيل : إنهم مزعجون يا كلاود ومن ثم توقف عن تسميتي بسيدي يا هذا .
كلاود : وأنا إسمي كلاود لا هذا .
دانيل : مزعج .
كلاود : أرجوك دعنا نكمل طريقنا .
دانيل بعد أن تنهد : لا بأس ... بكل حال أنت .. ممم لا أعرف ما هو اسمك ولكن
ثق بي الموت أفضل بمئة مرة من أن تكون عبداً ... لا سيما إن كان سيدك ظالما
ولا يقدر عملك ... حاول أن تفهم هذه العبارة جيداً .
شقيقة الحاكم : وأنت هو كلاود عبد أخي الأصغر أيضاً .
دانيل : لم يعد كذلك ... فهو معي الآن .
شقيقة الحاكم : حقاً وماذا عن ابن عمك فريدريك ؟
أخفض كلاود رأسه بآسى ... بينما شد دانيل على قبضة يده
دانيل : لا تخافي أنوي ضمه إلى فريقي ولكن ... سيكون هذا الأمر قريبا
جداً .
كلاود : وأنت اسمك جين صحيح ؟؟
دانيل : هل كنت تعرف اسمه ولم تخبرني به ؟
جين : بلى إسمي هو ...
شقيقة الحاكم بغضب شديد : أغلق فمك ولا تتحدث معهم أفهمت ؟
جين : أمرك سيدتي .
الأبن الأكبر وهو يلقي عليه القطة : إذهب وقم بتحميمها هيا .
جين : أ ... أمرك سيدي .
ليدخل بعدها إلى القصر بينما هرب كُل من دانيل وكلاود بعد أن إكتشفوا
الخدعة التي قامت شقيقة الحاكم بتنفيذها ألا وهي إرسال طلب للجنود من أجل
إلقاء القبض عليهما !
جين في نفسه : ( هرب من منزل سيده ولكن ... إنه حقاً جريء )
إستيقظ جين من ذكرياته على صوت كلاود الغاضب :
جين : ماذا ؟
كلاود : أتمزح معي أنا أناديك منذ ساعة كاملة يا رجل .
جين : ماذا تريد ؟
كلاود : هيا ساعدني .
جين : حسنا هيا .
أما عند دانيل فقد كان ممدداً على سريره بهدوء غريب بالنسبة للكثيرين ولكنه
في الحقيقة يحب هذه اللحظات التي يجلس بها بمفرده ويفكر بالكثير من الأمور التي
تشغل باله إلا أنه لا يحظى بهذه الفرصة كثيراً بوجود البقية إلى جانبه وعلى الرغم
من ذلك فهو لا يخبرهم بأي أمر يزعجه حتى لا يعكر صفو جوهم .
دانيل : هل حقاً علي الإختباء ؟ ولكن إن أُصيب أحدهم أو قُتل بسببي ... كيف
لي أن أقابل البقية حينها ؟ كيف لي أن أكون قائدهم ؟ ما هو تعريف القائد تماماً ؟
هل هو الشخص الذي يحمي جنوده وأعوانه ؟ أم الشخص الذي يختبئ أثناء المعركة
فقط لإنه يحمل أفكار ومبادئ أفضل من البقية ؟ ومن ثم عن أي مبادئ نحن نتحدث
هنا ؟ أي نوع من المبادئ يقبل رؤية الأصدقاء يموتون وأنا فقط مشاهد وكل هذا
بسببي أنا !! ولكن لماذا أفترض أنه أحدهم قد يقتل في المعركة .. علي الوثوق بهم
فحسب .. ولكن .... |
__________________
كل عااام وانتم بألف خير
أشكركم حقاً على كل الاوقات الجميلة التي قضيتها هنا
وكل الصديقات التي قادني الأيام للتعرف عليهن
ولكن الآن أنا لم أعد قادرة على الدخول , لدي الكثير من المشاغل
التي تشغلني .. لذلك سامحوني أرجوكم عن أي خطأ بدر مني
وتذكروني بدعائكم
من يعلم قد أعود في أحد الأيام لهذا الصرح لذا لن أقول أنه إعتزال مؤبد
فمن يعلم متى قد أتمكن من العودة و الدخول |