عرض مشاركة واحدة
  #51  
قديم 05-01-2013, 08:56 AM
 



الجزء الخامس



...




حدقت ولوهلة طويله بالجدار الابيض امامي
كان يبدو وكأنه يهتز وسرعان
ما توقف الاهتزاز الخفيف معلناً الزوال
الكامل لأثار النوم .


شعرت كمن علق داخل حالة من عدم الفهم او اللاوعي .
كنت مستلقية على مابدا
انه لوح من الخشب القاسي .
النوم به غير مريح إطلاقاً كنت احاول إستعادة
توازني ونفض حالة الكسل والشلل الغريب التي اصابت عقلي وجسدي .
حين باغتتني لحظة صفاء عقلي مفاجئه , تذكرت كل شيء
انا مخطوفه .

دفعت ظهري حد الإستقامه
إجتاحني دوار وأحسست وكأن رأسي يزن طناً
يبدو ان جسدي لم يتخلص بعد
من اثار المنوم .

كنت مستلقية على أريكه خضراء بشعة اللون
وقد إنتشر غطاء قطني رمادي فوق قدماي .
عقدت حاجباي وابعدته , وتابعت النظر في ارجاء المكان كانت الغرفة خالية تماما من اي اثاث سوى الأريكه وهناك باب خشبي وبلا شكـ موصد بمفتاح
وليس هناكـ نوافذ تنهدت بقلق
وقد ادركت اني لست مخطوفة فحسب
بالسجينة في سجن انفرادي
ايضا .

...

بعد عدة دقائق كنت قد تخلصت تماما من الدوار
نهضت و حاولت فتح الباب الذي
وكما ظننت كان مقفلاً .

اعدت نظري الى الاريكة والغطاء القطني المجعد فوقها وانا احاول وبلا نجاح تخمين الوقت الذي
أمضيته في السبات المفتعل .

كنت اشعر بغليان عقلي تحت تأثير التفكير غير منقطع والغير مجدي كذلكـ
وكل فكرة كانت تدور حول
" دايفيد مارش " .

ما غايته من كل هذا ؟ .

ان كانت قتلي فهو يضيع وقته الان
فأنا اعلم وبشكل مؤلم اني ميته لا محاله
فإن نجوت منه لن انجو من " بيت الدمـى "
سيكتشفون غيابي قريباً
وسيعلمون مكاني بجهاز التعقب الذي لا استطيع خلعه ابداً.
وتلكـ هي نهاية القصه
نهاية الدميه ثلاثة وسبعون .

عندما يحضرون ويجدون المدعو " دايفيد مارش " بالتأكيد سيضطرون لقتله
كان في هذه الفكرة نوع من العزاء الساخر .

أدخلت يداي في جيبي بحركة متوتره , ارتطم اصبعي بشيء معدني بارد
انه دبوس شعر تذكرت امره لقد خلعته ووضعته في جيبي
على سطح ذاك المبنى حيث كان
لقائي المشؤم بـ دايفيد مارش .

أخرجته وشعرت كأني قد وجدت مفتاح الخلاص .
كنت اعلم كيفية فتح اي قفل
ان وجدت الادوات المناسبه

تقدمت نحو الباب الخشبي
وجلست القرفصاء امام القفل الحديدي الصدىء وبدأت بإدخال الدبوس في فتحة المفتاح
وتحريكه بطريقة تجعل القفل ينحل .

كنت قد شارفت على فتح الباب وانا ادعو ان لا تكون هناك حراسة او ماشابه خارج الغرفه حين فتح الباب واندفعت انا الى الخلف مصدرة شهقة فزع جراء الحدث
الغير متوقع .

إرتطمت عيناي بتلكـ الأعين الخضراء ذات الوهج الجليدي الساخر
كان ينظر الي من فوق وتلكـ الإلتوائه التهكميه لم تغادر شفتاه حين قال وقد لمح دبوس الشعر بين اصابعي
وفهم مبتغاي : كاميرا , دبوس شعر
ارجوك اخبريني ما التالي
على لائحة الأسلحه .

لم اهتم كثيرا بالرد عليه ملت قليلا محاولة رؤية ما خلفه
حين اوصد الباب مانعا اياي من النظر .

حرك قدميه بخطوات ثابته وجلس على الاريكه
بينما لم اتحرك انا عن
الارض قد انمله .

اردت القيام من مكاني وتطبيق كل طريقة
للهجوم علمتها اياي " ماريا " عليه
ولكني اعلم اني سأكون الطرف الخاسر ان فعلت ذلكـ
كل ما استطيع فعله الان
هو ان أكون اذكى منه
لكي افهم سبب تواجدي هنا الان
معه .

أدعيت عدم الاكتراث
وقلت بغموض مدروس بعد ان اجليت حنجرتي وانا احاول ان اختبر مدى معرفته ببيت الدمى : أتعلم انك بإبقائي هنا
تخاطر بإحتمالية موتكـ سيجدوني و سيجدوك أيضا .

أبتسم وأجاب بنفس نبرتي : ربما .

احسست بالصدمه جراء رده الجامد والمرتاح , ربما انا امثل عدم الاهتمام
ولكن هو فعلا غير مهتم
كما وانه يبدو وكأنه
يعرف الكثير
الكثير جدا .

قال وقد غير وضعية جلوسه
ووضع مرفقيه على ركبتيه ومال الى الامام في وضع يمكنني
وصفه بالدفاعي : إيزابيل لست عدوكـ
لذا أوقفي الالعاب الذهنيه .

عقدت حاجباي وأردفت بغضب وقد طار التحفظ
الذي كنت قد قررت اتباعه بعيداً : اوه حقا , تطاردني تفتش غرفتي تختطفني ثم بعد كل ذلكـ لست عدوي , همم لنفترض اني كنت حمقاء كفايه لإصدق ذلكـ
من انت اذا ؟ .

عاد التهكم يكتسي ملامحه وقال : اخبرتكـ مسبقاً انا " دايفيد مارش " .

قلت وانا احدجه بنظرة مستعره : كلانا نعلم اني لم اقصد اسمكـ .

تنهد كمن سئم من طفل متذمر ثم قال : يالكـ من قطه شرسه
انت مستعدة دائما للرد صحيح .

فكرت وغضبي منه يزيد مع مرور الثواني
لم يكن سؤال كان تأكيداً .

قلت وانا اسحب نفس عميقا اهدىء به انفعالي : ماذا تريد مني يا مارش

عاد واردف بنبرة جاده : لقد وظفت لجلبكـ لشخص ما .

تفاجئت لم اتوقع جوابا إطلاقا
نظرت اليه لوهله وقد ادركت انه قد تفوه بالحقيقه
اذا هو لا يريد قتلي ليس الان على كل حال
سألت : من ؟ .

هز كتفيه العريضين ثم قال : ليس من صلاحيتي ان اخبركـ .

لن يخبرني عن هوية الشخص علمت ذلك من ذاك البريق داخل عينيه الذي يحذر من الإسترسال في الاسئله .

قلت بشكل شارد وقد بداء عقلي بالعمل بشكل سريع محللاً
الإكتشاف الجديد : تبدو كمحترف في مجال عملكـ .

راقص حاجباه وقال بعبث : قطه , لما تقولينها وكأنها إهانة ؟ .

زممت شفتاي وقلت وكأني احادث نفسي : ان كنت محترفا فذلكـ يجعلكـ مكلفاً تفهم قصدي اعني من الناحية الماديه , وانا اعرف تماما ان لا احد اعرفه يملكـ مالا او حتى يريد انفاق كي يوظفك مما يجعلني استنتج انكـ وظفت من قبل شخص لا أعرفه شخص يريدني لسبب ما وهذا السبب له علاقة ببيت الدمى .

صفق بحراره مخرجا اياي من نطاق افكاري وانطلق صوته في سخرية جديده : واو " شارلوك هولمز " ذكائك لا مثيل له .

قلت متجاهلة سخريته السمجه كالعاده : حسب اقوالكـ انت وظفت لجلبي لشخص ما
ذلك امر يتقبله المنطق ولكن ما يثير الحيره هو كيف علمت اين سأكون ؟ , ومتى سأكون هناك ؟ .

قال وهو يزفر بملل : انا وظفت لجلبك لذلكـ الشخص وليس للتعرض لجلسة إستجواب ياإلهي انتي اسواء من الشرطه .

تنهدت بيأس فهو عندما يتبع اسلوب المزاح الثقيل
يعني انه لن يجيب على الاسئله
ولسبب ما وجدت نفسي اقول بنبرة بؤس غريبه : لن تستطيع اخذي لذاكـ الشخص .

اتاني سؤاله سريعا : ولما ذلكـ ؟ .

رفعت يدي اليمنى حيث زرع جهاز التعقب ثم قلت وقد ادركت اني تخليت تماما
عن اي دفاع امامه : لا اظن انهم سيتركوني حية الى ذلكـ الحين
انا مزودة بجهاز تعقب .

نهض وتقدم نحوي ثم قال : تلك ليست مشكلة بعد الان لقد عطله
" فيك " اثناء نومكـ .

عقدت حاجباي وانا مشوشة جراء المعلومة الجديده
وقلت : ماذا تعني وكيف فعل ذلكـ ومن هو" فيك " .

بعثر شعره بأصابعه بشكل مستهتر وقال : ألم أقل انكـ اسواء من الشرطه , أعني انه عطله , واما كيف سيكون علي سؤال " فيك " مجددا أترين لست بارعا في الامور التقنيه وأما " فيك " فستتعرفين عليه قريبا .
والان هل ستأتين معي دون
محاولة هرب ام ان علي تخديرك مجددا .

لم اشك بصحة اقواله فلا سبب لديه ليكذب بشأن جهاز التعقب
شعرت بنوع من انواع الحريه مع معرفتي ان جهاز التعقب قد تعطل
لطالما كانت معرفتي ان كل خطوة اخطوها تتم مراقبتها تجعلني اشعر بالإضطراب
ووجدت اني اشعر بالإمتنان نحو " دايفيد مارش "
بشكل جعلني اغضب من نفسي
لتقلب رأيي السريع .

مازلت لا اعرف ما الهدف الحقيقي وراء كل هذا
ولكن لدي شعور اني على وشكـ
الإكتشاف .

رفعت نظري اليه وقد أدركت انه
أحس بإستسلامي
نهضت عن الارض معلنة استعدادي
للذهاب معه


...
.
.
.



نهاية الجزء الخامس



.










__________________
Flames just create us but burns
don't heal like before

التعديل الأخير تم بواسطة andrya ; 05-01-2013 الساعة 12:59 PM
رد مع اقتباس