رد: قصةحقيقية .. يوميات بدوي يدرس في أمريكا !! الحلقة الثامنة هلا بالجميع........اول اجازه.........كانت اول اجازه في حياتي وكنت مستعد وحاجز لها من قبل شهر .....ها الاجازه كانت اجازة الكريسماس اللي كانت الشركه تعطي موظفينها عشره ايام بمناسبتها .... رغم الامكانيات المتواضعه جدا والموارد القليله الا اني اشتريت هدايا واشياء كثير للجماعه كلهم تقريبا ماعدا الوالد اللي كان يموت في الكاش فضلت اني اخذ له هديه صغيره واعطيه الباقي كاش. طبعا الاجازه الان تقريبا جات بعد خمسه اشهر من البدايه في ارامكو وحوالي سبعة اشهر من الغياب عن الاهل. جا يوم السفر ومعه جا موعدي الثاني مع الطياره بس ها المره خلاص مافيه محاسبه على جرايد ولا شي .... ما ادري وش اقول بس فعلا جاني شعور غريب ...كان شكلي تماما مختلف ....كانت هدومي مختلفه.....سلوكي مختلف.....وعيي ومستوى تفكيري حسيت انه ما خذني سنين لقدام ....فرق كبير ....زمن طويل ما راح اقول سبعه اشهر بقول سبع سنين.....بين رحلة الذهاب ورحلة العوده.......بيني وبينكم كنت خايف اني اكون تغيرت التغيير اللي يخلي هلي وجماعتي ما عاد يتقبلوني........بدا موعد الاقلاع ولازالت الرهبه من الطياره نوعا ما موجوده......بعد اكثر من ساعتين بشوي وصلنا وطبعا ما فيه احد يستقبلني وهذا متوقع لان ما فيه احد عارف ...(كيف يعرفون؟؟؟)
تصدقون...انها كانت مشكله ....الاهل ما استقبلوني والليموزينات ماتروح البر وانا ماعندي رخصه ولا بطاقة عمل على شان استاجر سياره......مافيه الااني اقط وجهي واروح لجماعتنا اللي بالمدينه .....الوقت كان المغرب يوم الربوع......رحت للجماعه اللي كانوا يرحبون بي كانهم يرحبون بواحد من عيالهم واكثر....عشوني ذاك الليل العشا البيتي اللي من زمان ما ذقته.....وصمموا الا اني ابات عندهم وفي الصبح يوصلني واحد من الشباب لاهلي. كان العرض ما هو بطال وجلسنا ذيك الليله نسولف ويسألوني عن عيالهم وعن الشرقيه اللي اكثرهم كان يشتغل فيها وله منها عشرين وثلاثين سنه....وانا كنت قاعد لهم وما فوت ولا سؤال لدرجة ان حنا ما نمنا الا الساعه اثنعش. جا الصبح افطرنا وبعدها اخذني واحد من الشباب للاهل اللي قبل ما اوصلهم حاس بشعور مدري هو شعور خوف ولا شوق ولا غربه ...ما ادري....وصلنا الجماعه واول من شفت وكنت فعلا حريص انه يكون اول من اشوف هي (امي) رغم انها كانت مشغوله وتعجن العجين الا انها طارت فيني واختبصت القبلات بالدموع بالعجين!!!...شعورها مااقدر اوصفه ومستحيل انا او غيري يوصفه ..... سلمت بعدها على اللي حصلت من اخواني وعلى كل خواتي اللي كانوا قاعدين قعدة الصبح مع بعض ..وشعورهم بعد كان عارم ومايوصف......طبعا الشيخ ابوي مشغول بحبايبه وعياله الثانيين اللي هم حلاله وما شفته الا بعد ما وصلت بحوالي ثلاث ساعات. اول ما جا من بعيد قامت امي تصيح له وتقول فلان وصل ...فلان وصل....طبعا ابوي يعجبكم كان دايم لابس حزام جلد وفيه سكين صغيره لزوم الطواري ..واول ما سمع الوالده تقول اني جيت مسك اول خروف قابله وذبحه(غريبه ...صح؟؟؟) ونادى واحد من اخواني على شان يخلص عليه...وهو جا وسلم علي سلام حار جدا...لدرجة اني اول مره احس ان ابوي يحبني واجد واكثر من الحلال. الوالده وخواتي قاموا يحطون عندي من ها الاكل واللبن وكاني ما اكلت من اول ما رحت من عندهم ..لا والوالده كانت جالسه جنبي وكل شوي تمسك ساعدي وتقول لا لا انت ضعيف ونحيف مره لازم تاكل. ابوي وصى واحد من اخواني يعزم باقي الجماعه اللي بعضهم ما صدق وجا على طول ما ادري فرحه فيني ولا في الغدا وبعضهم جا قرب الغدا. بعد الغدا والسواليف مع الجماعه بدت عادات البدو وبدا كل واحد يعزم ويقط شماغه وطبعا انا تارك مسألة الاعتذار للوالد واخواني نيابه عني ....بس الجماعه صمموا الا انهم يسوون عزومه وحده كبيره لمحاكيكم وهذا ما فيه عذر ولا نقاش. وافق الوالد بس تكون بعد يومين ....المهم ذيك الليله جلسنا اولها مع الجماعه والباقي في البيت مع الوالده وباقي العايله وجا دور الهدايا اللي فعلا كان اثرها كبير عليهم لدرجة بعضهم بكا من تاثير الموقف......الوالد طبعا عطيته هديته وكان مرره مبسوط منها رغم اني ما بعد عطيته الكاش. نمنا ومن بكره بدت الحياه من جديد وكنت حريص اني اصحى بدري ...صدقوني ما تتخيلون سحر وجمال وروعة البر مع وقت الصبح.....حاولت اني ارجع للانسان الاول اللي كان قبل سبعه اشهر ولبست هدومي القديمه ورحت مع الوالد على شان نصرف شئون الحلال....وحنا في الطريق عطيته الفلوس اللي انا مجمعها له ...قام يعتذر ويحلف ويقول لي ياولدي ما نبغى الا زينك وحنا مو محتاجين لك ...خذ فلوسك وخلها تنفعك في حياتك...).....في النهايه صممت وهو عاند ويوم شافني مره مصمم قال خلاص باخذ جزء منها.....وعلى كذا انتهى الموضوع بنهايه غير متوقعه...وبديت اكتشف واعرف ان الاب هو الاب وما عنده احب ولا اغلى من عياله مهما كان. بعد يومين جا موعد عزومة الجماعه وكانت عشا وكان جماعتنا اللي في البر معزومين وكان الكل محتفين فيني لدرجة اني حسيت ان اللي قاعدين يسوونه كثيرعلي وان هاالاحتفا والتقدير يحملني مسئوليه اكبر اني انجح وابيض وجيههم. الكل كان يحاول يتقرب مني ويسولف معي وكانوا يتوقعون شخص مختلف بس انا كنت احاول اني اكون اكثر من عادي وبسيط معهم.
المشكله ان الوالده والجماعه كانوا يحسبون ان الاجازه طويله ويوم علمتهم انها عشرة ايام بس انصدموا لدرجة ان الوالده من غير اراده قالت والله ما تروح وفكنا من هالدراسه والخرابيط)...قدرت موقفها وقلت ابشري بس لازم اروح.....وقمت اهدي فيها واطمنها باجازات جايه......مرت الحياه بشكل عادي وروتيني الين جا وقت الرحيل من جديد...وكان الموقف اصعب واحد بكثير من اول مره يوم رحت من عندهم ما ادري ليش بصراحه ما اكذب عليكم تماسكت كثير بس انهرت وخذلتني دموعي......رحت من عندهم وسافرت وانا اشوف الدنيا كلها ظلام في ظلام......لكن النسيان نعمه وانا ماني رايح بعيد وما دام الكل بخير هذا اهم شي.....بها الطريقه نفست على نفسي وارتحت شوي......!.....اشوفكم في المره الجايه وشوفوا الاجازه اللي سبقت الروحه لديار العم سام.... |