إختفى مع الغروب
تركني وسار
مبتعداً إلى مكان لن أستطيع الذهاب اليه
ابداً .
صرخت بإسمه ناديت , بكيت
ورغم ذلكـ لم يعد .
...
لطالما علمت ان ساعة الفراق ستحين , ولطالما ظننت اني مستعده
وراضية بالمصير المحتوم .
لأكتشف اني لم اكن
كذلكـ قط .
ذاك الرضى الظاهري بالأمر الواقع ما كان الا خداع للنفس
حتى لا أمضي كل ثانية معه
ارتجف خوفاً مع مرور
الدقائق لشعوري بنقص الوقت
المتبقي .
جف الدم في عروقي وهو يطلق ذاكـ الأنين الخافت
الذي يخترق اعماقي
معلناً عن مدى شدةِ
وجعه .
حبست انفاسي
حين سمعت صوت صراخه
ورأيت إنعكاس ألمي في مرءاة عينيه
قبل رحيله
تماما كما رأيت ألمه هو واضحا
جلياً ولأول مرة .
اشتبكت نظراتنا في وداع صامت
فكلانا ادركنا انها
اخر فرصة لقول
الوداع .
أحسست بضياع احدى
نبضات قلبي
حين مالت اهدابه معلنة نزولها
وإنطفأت تلكـ الشعله التي كانت تتوسطـ
عينيه
وإرتخى جسده المتشنج داخل الفراش الابيض
وإنطلق صوت الطنين
من الألة التي تقربه
بينما هززت رأسي غير مستوعبة لما يجري
توقف عمل عقلي مع توقف
نبضاته هو .
همست بـكلا
وسرعان ماصارت الهمسة همسات ثم صرخات هستيريه
مريره , معترضه .
يشوب صدى صوتها إرتجاف
من أثر العبرات .
ركضت الممرضات هنا وهناك حول فراشه
في محاولة لإنقاذه إعادته
لهذا العالم .
ولكني فهمت , فهمت من تلكـ النظرة المودعه
انه لن يعود
لا أمل .
تهاويت على الارض الرخاميه البارده
وانا احس بالفراغ اليائس
يسحب روحي
اليه .
بينما بقيت أبكي رحيله
بنشيج معذب .
احسست بيد وضعت على كتفي رفعت رأسي ببطىء
لأواجه وجه الطبيب
نظر الي بأسف صادق وتمتم ببضع كلمات تخفيف لم اسمعها
ولم ارد عليها .
التفت بوجهي المصدوم حيث يستلقي هو
كان يبدو كما لو انه في حالة نوم عميقه
ان هززته ربما يستيقظ
ولكن لا
لقد اخذه السبات الأبدي .
خرج من حنجرتي صوت صراخ مكتوم
بينما كون عقلي المشتت
كلمة واحده .
إنها الكلمة التي تقال في أخر لقاء
إنها الرمز للفراق
الدائم
" وداعاً "
....
.
.
.