05-07-2013, 06:50 PM
|
|
حديــــثُ المَلائِكَــــــــة•• قبل سنة وفي مدينة نائية بإحدى المدن الجزائرية رحل التوأم هاني ورمزي عن الدنيا وهما يحتضنان بعضهما تحت شجرة، يتوسدان الأرض ويلتحفان السماء، وجدهما أحد الرعاة صباحا بعد ليلة مطيرة شديدة البرودة عليهم وعلى العائلة المكلومة·
هاني ورمزي صاحبا الثلاثة عشر ربيعا غادرا المنزل غاضبين بعد أن عنفهما والدهما بسبب تغيبهما عن المدرسة، فقد كانا أمله في تغيير حياتهم إلى الأفضل، وأن يكونا سندا لأخيهم المعاق وأختيهم، لكن..
ولد رمزي قبل هاني بأربع دقائق ورحل قبله بأربع دقائق كما ذكر التقرير الطبي، نتيجة للبرد فقد كانا يرتديان ثيابا بيتية خفيفة، وبسبب الخوف من عواء الذئاب والخنازير حيث صرخا حتى بحّ صوتهما وشلت حبالهما الصوتية..
عثر على التوأم وقد كان هاني يحتضن رمزي، ورأس رمزي على صدر هاني، في منظر هز وجدان الكثيرين ومن بينهم الشاعر أحمد شنة الذي كتب عن: اخر محاورة بين التوأمين قبل الموت
تَغَطَّى بِلحْمِي ومُتْ بَعْدَ مَوتِي··
فَإِنِي أخافُ عليكَ من اللَّيلِ بَعْدِي
وإنِي أُعِيذُكَ مِنْ بَردِ هذا السَّفَرْ
تَغَّطَى بِلَحميِ وَنَمْ مِثلَ طِفْلٍ وَديعْ
تَغَطَّى وَنم كَيْ أَموتَ أَنَا دونَ خوفٍ من الظُّلْمةِ الحَالِكَةْ
تَغَطَّى بِلَحْمِي وَلاَ تكْترِثْ لِلصَّقِيعْ
تَدَّفأْ وَراءَ الضلوعْ
تَنفَّسْ عَميقًا لِكيْ لاَ تموتْ
أَبي سوفَ يأتي قَريبًا إِلَيكْ
فلاَ تَلتحِفْ بالغِيَابْ
تَعَلَّقْ بصَدْريِ وَكُنْ وَاثِقاً مِنْ قُدُومِ الرَّبيعْ
وَلاَ تَتْركِ الدَّمْعَ يُلغيِ نَشِيدَ المَطَرْ
تَمسكْ بروحِي فَإِني أخافُ عَليكَ الذِّئابْ
وَحَاوِلْ مَعِي رَسمَ بَعضِ الطُّيُورْ
وَرَسْمَ المُعَلِّمِ حِينَ يُحطِّمُ أَقلاَمَهُ
فَإِنْ لَمْ تُعَانِقْكَ هَذِي الصُّوَرْ
فَحَاوِلْ إِذَنْ رَسْمَ أُمِي وَفِي كَفِّهَا لُعبةٌ مِنْ خَزَفْ
تُطَوِّقُ بالحُّبِ أَحلاَمَنَا
تُحَرِّكُ فِينَا رُجُولةَ يَومٍ سَيُولَدُ مِنْ سِدْرةِ المُنْتهىَ
تَمَسَّكْ بِجِلْدي فَإنِي أَخافُ عليكِ الظَّلامْ
وَحَاولْ مَعِي أَنْ تَحُثَّ الخُطَى
وَأنْ تُمْسكَ النَّجْمَ قَبْلَ انْحِنَاءِ الرِيَاحْ
وَقَبلَ اشْتِدَادِ الأَلَمْ
تَدَفأْ بِقَلبِي فَإِني أُحِبُكَّ فِي كُلِّ وَقتْئ
أُحِبكَ مُنذُ احْتَوانَا الرَّحِم··
تَدَفأْ بقلبِي فَإنيِ أُحِبُّكَ فَوقَ الحُدودْ
تَدَّفأْ طويلاً ومُتْ مَرةً وَاحِدهْ
فَفِي مَوتِنَا اليَومَ أسطورةٌ للبشرْ
تَغَطَّى بِلَحْمِي ومتْ بعدَ مَوتيِ
فَإِنِي أخافُ عليكَ من اللَّيلِ بَعْدِي
أَنا لاَ أطيقُ اختفاءكَ قَبْلي
ولا أستطيعُ انتظارَ القَمَرْ
أَنا أسمعُ الآَن آهاتِ أُميِّ تُبلِّلُ بالدَّمْعِ عَرْشَ السَّمَاءْ
تُنَادي بصوتٍ ذَبيحٍ تَمزَّقَ فِيه الصَّدَى
وَتدْعُو الإلهِ العظيمْ
بِأَنْ لاَ يحينَ القَضَاءُ، وأَنْ لاَ يجِيءَ القَدَر
تَدَفَّأْ بِخوفِي وَنَمْ يَا أَخِي
فَفي مَوتِنَا الآنَ أسطورةٌ للبَشَرْ
الشّاعر الدكتور: أحمد شنة:rose: |
__________________ السعادة متواضعة جداً :
بدرجةِ أنها تخرج بكلمة واحدة
فقط ، وتغيّر الوضع تمامًا كن
سعيدًا لا شيءَ يستحق ! |