في مكآن معزول، هنآك بين الغيوم ..
جلسوآ ثلآثتهم يرآقبون الحيآة ، النآس .. المنآزل ..
و كل شيء يبدو كاللعب.. كالدمى الصغيرة ..
بعيدة جداً ..
غير مثيرة للإهتمآم أبداً ..

و في مرآقبتهم لمآ يحصل في الحيآة ، رأوآ أشياءاً متنآقضة تمآم التنآقض ..
رأوآ السعآدة و رأوآ الحزن ..
رأوآ الغضب و رأوآ الهدوء ..
رأوآ الفقر و رأوآ الثرآء ..

و رأوآ الإنسآن طيباً و شريراً ..
كريماً و بخيلاً .. طماعاً و معطاءاً ..

و قآطعاً حآجز الصمت العميق ..
قآل المآضي :
" إنني هنآ منذ زمن طويل ، أرآقب النآس منذ وقت بعيد جداً ..
و أعلم أنني .. أهم الأوقآت في نظر الإنسآن .. أنآ الطفولة .. أنآ الشبآب ..
أنآ الذس أحمل جروحاً .. لآ يمكن شفآؤهآ ..
و أحمل سعآدة .. من المستحيل نسيآنهآ ..
أنآ الذي يفكر في الإنسآن دوماً .. و يدونني في مذكرآته تباعاً ..
أنآ الذي جعلت قلوباً تنزف .. و أخرى ترقص فرحاً ..
أنآ الأهم .. أنآ الذي أحوز تفكير الإنسآن .. "

فرد عليه المستـقبل بقوله :
" أخطأت هذه المرة يآ صديقي .. إنمآ أنآ الذي أمثل كل شيء في حيآة الإنسآن ..
أنآ الذي يقضي الإنسآن كل حيآته يفكر في و يريد الوصول إليَ ..
أنآ الحلـم .. أنآ المـرآد .. أنآ القدر ..
مآ أحمله من أفكآر و أحدآث .. كلهآ تحضى بإهتمآم الإنسآن ..
يقضي كل حيآته مفكراً مآ سيصبح عليه في مآ بعد ..
أنآ الذي أسبب له الأرق .. و لآ أجعله ينآم ..
أنآ الذي أصيبه بالقلق .. أنآ أمثل كل مآ يجتآجه الإنسآن .."

صمتآ ينتظرآن تعليقاً من الصوت الثآلث ..
و في ظل صمته و سكونه نظرآ إليه بإستغرآب ..
و سألآ بصوت وآحد :" مآذآ ؟ ألن تقول شيئاً ؟ "

إبتسم الحآضر و قآل :
" لآ أحتآج إلى قول شيء لأبين أهميتي ..
لأنني أنآ كل شيء .. أنآ موجود هنآ و هنآك .. في المآضي و المستقبل ..
أنآ اللحظة ، أنآ الحيآة ، أنآ الوجود ..
و على الإنسآن -إن أرآد أن ينجح- أن يفكر في ..
أنآ لآ أجبر أحداً على تقبل وجودي .. لآ أؤلم أحداً ..
و أنتم مجرد أصدآء لي .. لآ يحتآج الإنسآن ليشغل نفسه إلآ بمآ هو فيه الآن ..
أنآ مآ يحصل في كل ثآنية ، دقيقة .. و أنتم لآ تأخذون إلآ أشكالاً لوجودي ..
أنآ كل شيء ، في كل زمآن وكل مكآن .. أنآ فقط كل كل ما يحتاجه الانسان :nop:

لهذا عزيزي القارء لا تضيّع حياتك بالكسل اصنع شيئاً ولو بسيطاً :glb:
فالحياة ليست سوى حياة قصيرة ستنتهي
لا تنسوا الصلاة والدعاء :glb:

في حفظ الرحمن :nop::glb: