درس القذافي ! مصلح بن زويد العتيبي
لا خلاف في أن عاقبة الظلم وخيمة ،وأن الله سبحانه من يتولى نصرة المظلوم بنفسه فهو القائل لدعوة المظلوم كما في الحديث القدسي:وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين .
ولكن هناك أمر يجب التنبه له وعدم الغفلة عنه ؛فإن مقدار الفهم هو من يحدد قيمة الدرس ؛كما أن المبادرة بالعمل بما تم فهمه هي المقياس الحقيقي لنجابة الطالب .
فإذا كانت الحياة مدرسة (ومقتل القذافي ) درساً من الدروس التي عرضت في هذه المدرسة فماذا استفدنا منه ؟؟
لعلي أذكر بعض الفوائد مختصرة ،عسى أن يكون فيها بياناً وذكرى : أولاً:أن الأمر كله لله يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ؛فإن كنت ترجو فلا ترجو إلا الله ،وإن كنت تخشى فلا تخشى إلا الله ،فلو اجتمع الإنس والجن على أن يهبوا لك ريالاً واحداً لم يهبوه لك إلا أن يشاء الله ،ولو اجتمعوا على أن يمنعوك قطرة ماء لم يمنعوك منها إلا أن يشاء الله . ثانياً :حقارة الدنيا وخستها فمن كان ملكاً يأمر وينهى يُسحب سحباً
ويُضرب ضرباً ويُشتم شتماً ؛وكأنه ما ملك يوماً ولا أمر ساعة .
وكلها ذهبت الملك والذل ،فقد مات الرجل وانتهى أمره من هذه الدنيا. ثالثاً:أنه بقدر ما يظلم الإنسان غيره بقدر ما يُشقي نفسه ؛فإذا لم يكن قصاص في الدنيا كان القصاص في الآخرة أشد وأنكى . رابعاً:أن الكثيرين منا تأسفوا وتألموا لمآل هذا الرجل ؛ولم يكلف أحد منا نفسه أن يسأل عن مآل نفسه وما عاقبة أمره ،فلينظر كل منا في مسيره وليستعد لرحيله ؛فإن من عاش على شيء مات عليه ،ومن مات على شيء بُعث عليه . خامساً:أن عدم الشكر سرطان النِعم ،فقد رأينا كيف نزع الله لباس الملك عن القذافي وغيره ،فلنعلم أن نزع كل الألبسة أخف من نزع لباس الملك
والله على كل شيء قدير ،فيا من تلبس لباس العلم أو المال أو الأمن أو الأهل والولد أو المنصب والوظيفة البس لباس الشكر فوق لباسك وإلا فإن نزعه على الله يسير . ختاما :الحذر من مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ،فبعد أربعين سنة من الملك يُقتل الملك وتشرد الذرية ولله الأمر من قبل ومن بعد .
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |