تقهقر العربيه..!!! قال الرافعيُّ محاكيًا حافظ إبراهيم في تقهقر اللغة العربية: أمٌّ يكيدُ لها من نَسْلِها العَقِبُ *** ولا نقيصةَ إلاَّ ما جنَى النَّسَبُ كانتْ لهم سببًا في كلِّ مكرمةٍ *** وهمْ لنكبتها من دهرِها سببُ لا عيبَ في العَربِ العَرْباء إنْ نَطَقوا *** بين الأعاجمِ إلاَّ أَنَّهُم عَرَبُ والطيرُ تصدحُ شتَّى كالأنامِ وما *** عند الغراب يُزَكَّى البُلبلُ الطَّرِبُ أتى عليها طَوال الدهرِ ناصعةً *** كطلعةِ الشمس لم تَعْلَقْ بها الرِّيَبُ ثم استفاضتْ دَياجٍ في جَوانِبِها *** كالبدرِ قد طَمَسَتْ مِن نورِهِ السحبُ ثم استضاءَتْ، فقالوا: الفجرُ يَعْقِبُهُ *** صبحٌ، فكانَ ولكنْ فجرُها كَذِبُ ثم اختفتْ وعلينا الشمسً شاهدةٌ *** كأنَّها جمرةٌ في الجوِّ تلتهبُ سَلُوا الكواكبَ كم جيلٍ تَدَاولَها *** ولم تَزَلْ نَيِّراتٍ هذه الشهبُ وسائلوا الناسَ كم في الأرضِ من لغةٍ *** قديمةٍ جدَّدت من زهوها الحِقَبُ؟ ونحنُ في عَجَبٍٍ يلهُو الزمانُ بنا *** لم نَعْتَبِرْ ولَبِئْسَ الشيمةُ العَجَبُ! إنَّ الأمورَ لمن قدْ باتَ يَطْلبُها *** فكيف تبقى إذا طلاَّبُها العَجَبُ! إنَّ الأمورَ لمن قدْ باتَ يَطْلبُها *** فكيف تبقى إذا طلاَّبُها ذَهبوا؟ كانَ الزمانُ لنا واللِّسْنُ جامعةٌ *** فقد غدونا لهُ والأمرُ ينقلِبُ وكانَ مَن قَبْلَنا يرجوننا خَلَفًا *** فاليومَ لو نَظَرُوا من بعدهمْ نَدَبُوا أَنتركُ الغربَ يُلْهِينَا بزُخْرُفِهِ *** ومَشْرِقُ الشمسِ يَبْكِينا ويَنْتَحِبُ؟ وعندنا نهَرٌ عذْبٌ لشاربهِ *** فكيفَ نتركهُ في البحرِ ينسربُ؟ وأَيُّما لغةٍ تُنْسِي أمرأً لغةً *** فإنها نكبة من فيهِ تنسكبُ لكَم بكَى القولُ في ظلِّ القصورِ على *** أيامَ كانتْ خيامُ البيدِ، والطُّنُبُ والشمسُ تلفحُهُ والريحُ تنفخُه *** والظلُّ يعوزهُ والماءُ والعشُبُ أرى نفوسَ الورى شتى، وقيمتُها *** عندي، تأثُّرها لا العزُّ والرُّتبُ ألم ترَ الحَطَب استعلى فصارَ لظًى *** لمَّا تأثَّر مِن مَسِّ اللظى الحَطَبُ؟ فهل نُضَيِّعُ ما أبقى الزمانُ لنا *** ونَنْفضُ الكفَّ لا مجدٌ ولا حَسَبُ؟ إنَّا إذًا سُبَّةٌ في الشرقِ فاضحةٌ *** والشرقُ منا، وإنْ كنا به، خَرِبُ هيهاتَ ينفعُنا هذا الصياحُ، فما *** يُجدي الجبانَ، إذا روَّعْتَه، الصَّخَبُ؟ ومنْ يكنْ عاجزًا عن دفعِ نائبةٍ *** فقصرُ ذلك أن تلقاهُ، يَحْتَسِبُ إذا اللغاتُ ازدهت يومًا فقد ضَمِنَتْ *** للعُرْب أيَّ فخارٍ بينها الكتبُ وفي المعادنِ ما تمضي برونقِهِ *** يدُ الصدا، غيرَ أنْ لا يَصْدأ الذهبُ
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |