عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-14-2013, 06:26 AM
 
(مُلادِسَ ,وَ مُقَاعِسَ القبيلـــتين العربيتين التيـــن دخـــلتا في تخــــوم الأرض ) سر الارض المجوفة

(مُلادِسَ ,وَ مُقَاعِسَ القبيلـــتين العربيتين التيـــن دخـــلتا في تخــــوم الأرض )

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى أل نبينا محمد
- ربي أشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي -

روايــــة
((مُلادِسَ ,وَ مُقَاعِسَ القبيلـــتين العربيتين التيـــن دخـــلتا في تخــــوم الأرض ))


الصورة مصغرة أنقر هنا لرؤيتها بحجمها الطبيعي 720*589




تعريف : فليعلم القارئ أن رواية هذا الكتاب فنتازيا مشوقة وهي رواية تعتمد على الحقيقة في ركائزها مغمورة في وقائعها فيما بين الواقع والأسطورة فيها الكثير من الحكم والأسرار والأخبار والأشعار البليغة .

في هذه الرواية الكثير من الأسرار والأخبار عن العالم الداخلي العظيم , عن عالم جوف الأرض الداخلي " الأرض المجوفة " .

أو ما يسمى بتجويف كوكب الأرض ووجود العالم البشري الداخلي حيث تمتزج هذه الرواية بما ذُكر في التاريخ من وقائع وأخبار صحيحة عن العالم الداخلي وما يسرده الكاتب بالقصة الروائية ..

من هي قبيلتي ((مُقَاعِسَ، وَمُلادِسَ)) وماذا جاء في التاريخ عنها ؟؟

مُقَاعِسَ، وَمُلادِسَ هي قبيلتين عربيتين من بطن بني تميم وهم قبيلة من أكبر بطون العرب في الجاهلية وهم بنو تميم بن مر بن أد بن طابخه بن ألياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن نبت بن نبي الله ( إسماعيل ) بن الخليل ( إبراهيم ) عليهما الصلاة والسلام .

ذكرت هاتين القبيلتين في كتب التاريخ العربية , وفي بعض الأحاديث النبوية , و قيل أَنَّهُمَا قَبِيلَتَانِ تَاهَتَا ابْتَغْنَا الْبَرْقَ فِي عَامِ جَدْبٍ، فَانْقَطَعَتَا فِي أَخْبِيَةِ الْأَرْضِ، وقيل في ناحية من الأرض لَا يُوصَلُ إِلَيْهِمَا، وَذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وقيل أنها أنقطعت عن أرض العرب في الجاهلية ودخلت في أخبية جوف الأرض من شدة الجدة أبتغائا للغيث ولا شأن لها في الإسلام . وقال تعالى : ( لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَّوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ )) (57) (التوبة).

هل هذا يدل على حقيقة دخول بعض الناس واللجوء الى عالم جوف الأرض وكما حدث مع قبيلة بني مقاعس وملادس بالجاهلية ودخولهم بأخبية الأرض للعالم البشري الداخلي من جوف كوكب أرضنا المجوفة .



الرواية :

في بادية نجد في عاليتها تسكن قبائل بنو تميم في الجاهلية وهي بلادهم فيها الكثير من الأبار والعيون والنخيل .

ففي عام من القرون الخوالي قبل الجاهلية مر على بلاد أرض العرب القحط الشديد وجار الزمان وهلكت بلاد العرب وأصابهم الجدب ولم يمطروا المطر وجفت أبارهم ونفدت عيونهم وأصاب أشجارهم ونخيلهم العطب .

فخرجت قبائل وفروع من بطن بنو تميم من البدو الرحل في أرجاء بلاد العرب طلبا للغيث ؛ وكانت عامة بنو تميم من البدو الرحل وجل حياتهم في الترحال ومن هذه القبائل خرجت قبيلتين عظيميتن هما (( مُلآدس ومُقاعس )) ومعهما أحلافهما من بنو كلاب بن عامر أبن صعصعه وبطن بنو أياد بن معد بن نيزار بن عدنان فقرر أكابر القوم من بنو " مقاعس , وملادس ؛ والحلفاء من أياد وكلاب " النزوح والأرتحال عن أرضهم من أرض نجد الحجاز وجنوب العراق في طلب المطر والماء.

فرتحلوا من أرض نجد نحو اليمن وكانت قبائل بنو تميم في الجاهلية ترتحل نحو اليمن في طلب الرعي والى الأن لا يزال هنالك في اليمن بعض قبائل بنو تميم في حضرموت وكانت تسمى اليمن بأرض العرب السعيدة .

فأرتحلوا بنو تميم وأحلافهم ونزحوا نحو اليمن الى ما دون حضرموت فنزلوا وادً يُقال لهُ برهوت

وذكر ياقوت الحموي عن هذا الوادي في (( معجم البلدان )) قال ابن عيينة : (( أخبرني رجل أمسى ببرهوت ، قال : فكأن فيه أصوات الحاجٍّ ، وسألتُ أهل حضر موت عنه ، فقالوا : لا يستطيع أحدٌ أن يمسي بهِ ))

وحينما نزل بنو مقاعس وملادس بوادي برهوت في طلب الغيث . سمعوا أصوات كأنها أصوات الحجيج فتعجبوا من ذالك فنظروا حولهم فما أبصروا أحد .

فقالوا أنها أصوات الجن وعاذوا بأصنامهم وكانوا العرب في الجاهلية أذا نزلوا في وادي من أودية العرب : قالوا نعوذ بسيد هذا الوادي أو بعزيز هذا المكان من شر سفهاء قومه أو نعوذ بسيد هذا الوادي من الجن، أن نُضرَّ فيه بمالنا أو أولادنا أو ماشيتنا فينزلون في الوادي .

فنزلت قبائل (( مقاعس وملادس وأحلافهم )) بوادي " بهروت " وكانوا كثير حتى أكتض الوادي بهم .

فسمعوا الأصوات كأنها أصوات الحج وأزدادت الأصوات عنهم , فأمروا بالسكوت فسكت القوم كلهم كأن فوق رؤؤسهم الطير .

فسمعوا الأصوات تعلوا أكثر فأكثر فكانوا في وقت العصر , فنظروا حولهم فما رؤا حولهم أحدا , فخشي الناس أن يكون الصوت لقبيلة من بطون قبائل اليمن فيُباغتون منهم وتنهب أموالهم ويُقتلون على حين غره .

فأمرا أكابر بنو " مقاعس وملادس " أن تبث العيون في طلب هذا الصوت وأن يجس خبره , فأختلفوا على أقوال منهم من قال أنه صوت الجن وما نعس الا سرابا وليس الصوت بصوت خلق فيُطلب وما في الوادي من أحد سوانا , وقال بعضهم أنما أصبنا بخبال من شدة القحط وقلة الماء وحر الرمضاء فتخيلنا مالم يكن أن يكون , وقال بعضهم بل هم قومً من قبائل العرب خلف الوادي .

وكانت في القافلة امرأة فطينة تؤمن أن لكل شيءً سبب وليسما كل شيءً ينسب إلى الجن وكانت من بني كلاب أحلاف بنو ملادس وكانت من الأمرا والسادة أسمها " الأميرة ُعٌوانة الخُصيلية " وهي من بنو خُصيل أبن الأشهب أبن قاسط بن الضباب من بني عمرو بن كلاب من بني عامر أبن صعصعه , وعزمت على أن تتجسس الصوت وتعس الوادي .



فذهبت كتيبة من القوم لتجسس الصوت وهم أبا حرب الخُصيلي وهو والد عُوانة وأبن عمه عامر بن ود الهُتيمي وكانوا كلهم أبناء عمومه من بنو عمرو بن كلاب ورجالً كثير من بنو مقاعس وملادس وأحلافهم من أياد وعامرَ .

فحينما ذهب أبهيا لتجسس مصدر الصوت هو ورهط من بنو ملادس وكلاب كانت " الأميرة عُوانة الخُصيلية " مع أبنت عمها الجموح الكلابية في الخيام , فقالت الأميرة عوانة : لأبنة عمها هلمي الى ما أنشغل به الناس .

فقالت الجموح الكلابية : بماذا ؟؟ وما الذي أنشغل به الناس ؟؟

قالت الأميرة عُوانة : لتتبع مصدر هذا الصوت ؟؟ قالت : الجموح أجننتي أنتي ؟؟ أما ترين ما حل فينا من بلاء ونزل في ديارنا القحط فنزلنا بلادً غير بلادنا .

ونحن الأن في قحط , و عيون قومنا حولنا , وترين أن نخرج ليتخطفونا الناس من أهل هذه الأرض من حولنا ونحن في أرض أغراب ؟؟

فقالت الأميرة عُوانة : هوني عليكي ما الأمر مثلما قلتي , أن جلوسنا هنا دون أن نعرف من حولنا وما هذا الصوت الجمهوري الذي نسمعه دوننا ليعرضنا للتخطف حقا نحن وقومنا , فهلمي لنعس الخبر فاني عزمت على ذالك ؛ فأن كان عدوا قريبا منا رجعنا وأنذرنا قومنا والأمر ليس مثلما قلتي .

فقالت الجموح الكلابية : ما هذا بشأن النساء ولست بخارجة وأن هو ألا أصوات الجن من أهل هذا الوادي

فقالت الأميرة عُوانة : أنتي وشأنك ولاكني خراجة لتتبع هذا الصوت حينما يحل الظلام وتُغطش السماء أستارها .

فقالت الجموح : أياكي ثم أياك أن تفكري في ذالك .

فدخل عليهما أبوها أبى حرب على حين غرة وسكتن الفتيات عن الحديث وكانن يخافن ويحرتمن من أبيها وكان أبى حرب عم الجموح .

فخشيت الأميرة عُوانة أن تخبر الجموح أبوها على ما عزمت عليه فنهضت ورحبت بأبيها وفرشت الفراش له وجلبت الموسدة ليتسد عليها وأخذت تسايره .

وسألته " الأميرة عُوانة " يا أبتي فداك نفسي : ما حل في طلب الصوت ؟؟ أهم قومً حولنا !! أم أنهم جن يا أبتي ؟؟

فقال لها : يا بُنيتي أذا ذهبنا شمال أتانا الصوت من جنوب وأذا ذهبنا جنوب أتانا الصوت من شمال وتراه من شرق وتراه من غرب وأرى أن هيه ألا أصوات الجن وكأنا نبحث في سراب والذي خلق السماء كأننا نبحث في دائرة وكأن الصوت يظهر من جوف الأرض .

فتعجبت الفتاتان وسكتت عوانة .

ثم سألت الأميرة أبيها : وقالت يا أبتي وأي جهةً من الوادي يزيد الصوت فيها وأي جهةً ينخفض فداك نفسي ؟؟

فقال : لا أعلم يا أبنتي تاره من شمال الوادي من ناحية عين برهوت فأذا ذهبنا شمال نحو العين أتى الصوت من جنوب وأذا ذهبنا جنوب أتى الصوت من شمال يأتي الصوت مع الرياح ألا أنه يزيد من ناحية العين حيث يعلوا الصوت وكأنه صوت الناس وهم في الحج وتبين لي أنه صوت الجن والعياذ بالله منهم .

فأجتمع القوم ونادوا في الأجتماع وذهب أبيهن عنهم , فقالت الجموح لعوانة : أرئيتي أنه صوت الجن وأنتي تريدين أن تذهبي وتبحثي عنه .

فقالت الأميرة عُوانة : أعدي العدة أني عازمة على الذهاب لأرى ويطمئن قلبي فأن أردتي أن تذهبين معي فهيا , وأن جبنتي عن ذالك فأكتمي علي ذالك وأسكتي ولا تُعلمين أحدا وألا " وأله السماء " والذي سجدت له كنانة ومضر أن هذا فراق بيني وبينك .

فسكتت الجموح ثم قالت : أأنتي مجنونه ؟؟ أم أصابك الجن في عقلك وأردوا أن يتخطفوك من أهلك ؟؟!! لا والله أله السماء لا ذهبتي ألا وانا معك .

فقالت الأميرة عوانة : هذا ما ابغي أن تصحبيني , أعدي قراب الماء واجلبي الجرار وأحمليها على ظهر " الأبرق " وكان فرس أبيها , وقالت : وان سئلكي احد الى اين انتي ذاهبة قولي سنذهب لنستسقلي من بئر " برهوت ".

فقالت الجموح : أني أخاف أن أكتشف أباك هذا الأمر أن يكون معقبة وخيم .

فقالت : الأميرة عوانة لآ , لا عليكي أن اكتشفنا ابانا سوف نقول نفد الماء وذهبنا لطلبه وإنا لصادقات .

فقالت الجموح كيف ينفد الماء وجرار الخيمة مملؤة ؟؟ فقالت : أسقي الجرار للخيل وأن زاد من الماء شيء ً أحفري التراب ثم انثريه وكزي فوقه الرمال وسوف نقول سقينا الماء للخيل وهي عطشا .

ففعلت الجموح مثلما قالت : الأميرة عوانة , فذهبت الجموح وجبلت القرب والجرار الفارغة وحملتها على " الأبرق " ثم تنكرت عُوانة بزي فارس لكي لا يُطمع فيهما ويظن القوم أنها رجل ولبست درع أبيها وتقلدت السيف وتعممت بالعمامة وركبت فرس أبيها وركبت خلفها أبنة عمها الجموح .

فأسرعت في الخيل بجنح الليل لتتبع مصدر الصوت , وذهبت الى ناحية بئر " برهوت" ووجدت مياهه تكاد أن تنضب من شدة القحط وملئت قرابها منه ثم أسرعت للتبع مصدر الصوت وكانت كلما قربت من بئر " برهوت " أزداد الصوت علوا ووضوحا .

وكلما بعدت عنه أنخفض الصوت ؟؟ فتعجبت من ذالك .

فقالت الأميرة عوانة : ألا تلاحظين ذالك

فقالت : الجموح وهي ترتجف من الخوف : والله ما ألحظ الا ظلاما دامسا , وشرً متلامسا , وضجيجا لهاذا الوادي اللعين حارسا .

وماذا ألاحظ!!

ثم سكتت برهه وقالت على خوف : هيا يا أوخيه فلنرجع الى خدورنا , مالنا ومال هذا الصوت .

فضحكت منها عوانة : وقالت ألا تلاحظين أن الأصوات كلما قربنا من " عين بهروت " تزداد .

فقالت لها الجموح : نعم ’ وماذا يعني ذالك هذا ما قاله لنا عمي .

فقالت الأميرة عوانه : هذا يعني أنها تخرج من مصدر قريب من العين وأنها ليست بعيدة عنه .

وفجئة سمعت الأميرة عوانة وأبنت عمها الجموح صوت رغاء الجمال وأجراس الرحل تتجه نحو " عين برهوت " في الليل وكانت ليلة القمر بدرا في كمالة يستطيعون أن يرون ما حولهم في الليل .

فجزعت الجموح وصكت وجهها وقالت : ويلنا يا ويلنا , ماذا أن كانوا قطاع طرق ؟؟ فيسرقوننا !! أو هذا أبيك في طلبك ؟؟ فيجلدوننا !!

وكأنوا يسمعون الصوت قادم من المنخفض , فقالت عوانة : وهي خايفة ترتجف أركبي أركبي على الفرس هلمي بنا الى الجبل قبل أن يرتقوا ويبصروننا .

وكانت الجمال في المنخفض من جرف الوادي فلا يرون ما عند " عين برهوت " وكان الجبل غير بعيد من عوانة وأبنت عمها.

فقالت الأميرة عوانة لأبنة غمها : إلى الجبل إلى الجبل .

فقالت الجموح : وهل سفح الجبل سوف يحجب أنظارهم عنا والقمر بدر والليلة قمراء , والله لسوف يروننا ثم يتبعوننا .

فقالت الأميرة عوانه أركبي : لا عليكي وركبت هي وبنت عمها على ظهر الخيل وضربت الخيل بحافة السيف ليسرع الى سفح الجبل وهي تصيح للخيل وتظربه وتقول " يخ يخ " .

ففجئة راءت بجانب الجبل مغارة يخرج منها الريح والهواء فجنحت اليها عوانة ودخلت المغارة على ترقب وخوف , ونظرت للعين ورئت جمال الكتيبة ينزلون دون العين وتشرب جمالهم من المياة .

وثنت الأميرة عوانة ركبت الخيل وأجلستها على ثيب من الرمل داخل المغارة لكي لا يرونها ويبصرونها داخل الكهف .

فحينما لاحظت الأميرة عوانة ما في المغارة وما حولها تعجبت عوانة والجموح اشد العجب مما رئين داخل المغارة .

كانت بوابة الكهف كبيرة جدا وموغلة وعميقة ويخرج من جوفها الهواء الشديد حتى أن أشجار بوابة الكهف تتحرك من شدة خروج الهواء منها .

وكان الصوت الذي كانن يبحثن عنه طوال الليل يبنعث من نفس جوف مغارة الكهف بوضوح تام ويخرج مع الرياح " فشهقت عوانة " بصوت عالي , فسدت فمها الجموح وقالت : صه , أما ترين كتيبة القافلة دون العين , مه.

فقالت لها عوانه وهي متعجبة مما رئت من جوف الكهف وممسكة بفمها : ويحك يالجموح الصوت ؟؟ صوت ضجيج الحج يخرج من جوف الأرض , مثلما قال ابي , وي كانه يخرج من جوف الأرض .

فقالت الجموح وهي ترتعد من الخوف : ويحك هذا صوت هياطلة الجن وهذه مساكنهم , أصمتي ويحك نحن بين نارين , نار الجن وكتيبة القافلة " أعوذ بالله وبسيد هذا الوادي من أن يطغوا علينا سفهاء قومه او يؤذونا " .

ونظرت الجموح الى عين الماء : وأذا بها ترى كتيبة القافلة ترتحل من العين و تنزل من منحدر الوادي .

فقالت : الشكر لله ذهبت الكتيبة .

ثم قالت الأميرة عوانة الحمد لله وللألهه : وقطعت عقد كان في نحرها فيه صنم ورمته في جوف المغارة ’ وقالت : وليباركنا الله و الألهه .

وقالت الجموح : هيا اوخية بناء للخرج الى المضارب .

فقالت الأميرة عوانة : لا والذي اخرجني من خدري والله أله الالهه ما ارجع الا وانا في يدي خبر هذا الصوت , ولا ابالي اهلكت من الجن او القافلة .

وأن اردت أن تذهبين فأذهبي أنتي , لعلي أخرج بخبر ينجي قومي , فأن هلكت فقد هلك من قومي من هلك في القحط من هو أفضل مني ولست أفضل ممن هلك من قومي.

فصكت الجموح فخذيها جازعة من ذالك وقالت : اللوم ليس عليكي الحق علي انا التي طاوعتك في هلاكك وهلاكي , ليتني أخبرت عمي , اتريدين من فعلك هذا اللئيم ان تجلبي لكي مهلكتك ومهلكتي .


فقالت الأميرة عوانة : اني عازمة على هذا الامر ؟؟

فقالت الجموح : وما الذي عزمتي عليه يا غُويلمه ؟؟!!

وأخذت تنشد بجزع :

خرجت " مُريجة " من دارها *** فلبئسَ ما قررت بقرارها
لجوبِ خبئ الأرض وأغوارها *** تبغي أستخراجَ أسرارها
وبغورِ الجنِ بعقرِ دارها *** نعوذ بربِ البرياتِ من أشرارها

فقالت الأميرة : يا جارية لا جن أنهم بشر نزلوا في هذه الماء بخبئ الأرض

فقالت الأميرة عوانة : مه يا جارية ؟؟
اما ترين الرياح من الكهف خارجة , رطبة وباردة , والأصوات منها عارجة , فما خرجت الرياح من هنا الا وهي من بابً ثاني داخلة .

"والله أله الألهه " لأدخلن من هذا الباب من المغارة حتى أعرف مصدر الصوت ومدخل الريح .

فقالت الجموح : ما أخبلك يا مارجة , الأن وليتي الى جوف هذه المغارة من الخوف من الكتيبة, وتريدين الأن أن تذهبين في جوف المغاور في طلب جموع هذه القافله وتزعمين أنها من الأنس ؟؟

هذه أصوآت هياطلة الجن ؟ وهذه مساكنهم ؟؟!! أأنتي مجنونة , والله أن الجن تخطفوا صوابك ليردوكي اليهم .

فقالت الأميرة عوانة الخُصيلية: يا بئس قرينً ورفيقً أنتي , ألسنا بزمن قحطً وجدب وهلكت مواشينا وأحبة قومنا وجدبت مياه عين برهوت وصارت طينية ضحلة ما عادت صالحه للشرب في نضوب ولن تنفعنا , , وألا تعلمين أن العرب يدخلون الكهوف والمغاور من أوعار الكهوف ليستخرجوا المياه العذبة منها , أذ أنها عزيره من عنصرها , وهذا الهواء بارد رطب أستطيع تحسس الماء منه في يدي , وهواء الصحارى في الخارج جاف سموم .

فقالت الجموح : هل تظنين أن هذه الأصوات لبطن من بطون العرب دخلت في أخبية الأرض طلبا للماء ؟؟

قالت الأميرة عوانة : نعم وماذا أذا تظنين , وهل أردت الدخول في المغارة الا لأستكشاف ذا , وهل أصابني في راسي مس من الجان أو خبال لأدخل المغاور دون سبب .

فقالت الجموح : وما يدرينا أنهم أنس وليسم بجن ؟؟؟

فقالت الأميرة عوانة: صوت الجن خفي ولا يظهر الا بالليل وهذا الصوت ظاهر جلي في الظهر والليل وما علينا ألا أن نتبع الصوت وخروج هذه الرياح من المغارة وهواها الرطب .

ثم قالت : ألآ تعجبين من خروج الريح من جوف الأرض وشهدة رطوبتها ؟؟ فمن أين خرجت هذه الريح من جوف الأرض وكيف ؟؟ فلابد أن يكون هنالك باب ثاني من كهف أخر تخرج هذه الأصوات منه وهذه الريح وشدة رطوبه هذه الرياح تؤكد أن هنالك ماء , ففي أخبية الارض العيون والانهار , أني أعلم بأخبية الأرض منكي فأطيعيني في أمري .

وأني ظانة أن هذا الصوت لقبيلة من بطون قبائل العرب جنحوا لهذا الماء وأستئثروا به دوننا ونحن بحاجة ألية والا هلكنا .

فأوخيتي يجب علينا أن نخاطر ونكابر الموت : فأن بلغنا الماء وهاؤلا القوم الموجودون عنده في أخبية الأرض فقد بلغنا منانا و أمالنا فنرجع ونخبر أهلنا والماء شرك بيننا وأن هلكنا فقد هلك الشجعان من قومنا

فيكون هذا الأمر أو لا يكون .

فقالت الجموح مستدركة قول الأميرة ورجاحة فهمها : أيــــــة والله ’ الأن عرفت ما ترومين الية وأيقنت برجاحه عقلك وطيب فهمك , فعذرا عذرا , أوخيتي أعذرني على شتمي أياكي , فأذا عُرف السبب بطل اللوم والعجب .

فقالت الأميرة عًوانة : لا عليكي , قومي لنشعل المشعل وندخل بالفرس .

فقالت : لا , ليس هذا بفعل الصواب , بل فلنرجع الى قومنا ونخبرهم بالخبر , وهم يجسون العيون لجوف هذه المغارة ويخبورننا بخبر هذا الصوت والماء .

فقالت الأميرة عوانة : لا وايم الله , كاني بكي حين رجوعنا نكصتي بعهدكي وألبتي ابي علي , وقلتي انهم الجن , وانكي الان تسايرينني لنعود .

وقومنا لا يصدقون ما رمت اليه , لآ , وأيم الله ماني بذاهبة حتى ألج هذه المغارة , وأعرف خبرها وحقيقة أمرها بموتً عزيز ولا حياة ذلً قريب .

فقالت الأميرة عوانة : أن كنتي على عهدكي بتصديقي , فقومي معي .

فقالت الجموح : أني أخاف من الجن ,وما أدري اشر تاليه أم خير .

فقالت الأميرة عُوانة : بل خير , قومي بسرعة لكي نستكشف خبر هذا الامر و نعود الى خيامنا بسرعة .

فقامت فأشعلن مشعل النار وعلقنة على " الفرس " ودخلن مغارة وادي برهوت , واخذن يمشين في أخبية جوف الأرض وكلما دلخن في جوف الارض وتوغلن أكثر أزداد الصوت أكثر , كأنه صوت ريح , حتى أنتهين الى ماء عند حوافر الفرس كأنه مستنقع من الماء غير عميق مما يلي حوافر الفرس .

فقالت الجموح : هذا هوا الماء قد وجدناه فلنعود, فقالت لآ , حتى أدرك صوت القوم , فتوغلن في أخبية الأرض وقد انقطع صوت القوم عنهم وأزداد صوت الرياح , فما عاداو يسمعون الا الريح فوجدوا نهر جاري في كهف عظيم وصخور كأنها رماح في سقف الكهف معلقة .

فتعجبن من ذالك : فتوغلن في المغارة في تتبع الريح حتى أنقطع عنهن النهر ومشين في جوف المغارة مقدار اربع ساعات حتى يئست الجموح وقالت : عوانة أما أن الأوان لنعود من حيث جئنا وقد أنقطع الصوت عنا وما أظن الا أنها أصوات الجن , فقالت عوانة أن انقطع الصوت عنا فما أنقطعت الرياح .

فمشين في أثر الرياح حتى أنتهين الى مخرج للكهف غير المخرج الذي دلخن منه كان منظره مهيبا كأنة بوابة عظيمة يخرج منها النور , فصاحت عوانة وقالت : أرئيتي أني كنت صادقة غير كاذبة وقد صدق قولي لي الله رب الألهه , فتعجبت عوانة والجموح من ذالك أذ أن الصبح والنور ظهر بسرعة وكأنهم في وقت الظهيرة وتهولت عوانة من ذالك , وقالت الجموح : ويلنا كشف أمرنا ظهر الصبح وأشتدت الشمس قبل أن نعود لدارنا .

فقربنا من فتحة المغارة , فقالت الأميرة عوانة : أنظري أترين ما أراه , أنحن في علم أم حلم , أهذه حقيقة أم من خبال الصحراء الذي يقولون .

يتبع ,,,,,,,,,,,----------------,,,,,,,,,,,, يتبع
رد مع اقتباس