كنت اشعر بالبرد رغم ان جهاز التدفئه الخاص بالسياره
يعمل بشكل جيد .
عموماً برودة الجو في الخارج لا علاقة لها بإنخفاض درجة حرارة جسدي .
اعلم تماماً ان الخوف هو ما
يجعلني أبرد .
سحبت نظرة سريعه نحو " دايفيد " الجالس خلف مقود السياره
بإسترخاء تام يحسد عليه , لدي شكـ كبير انه لا يدركـ ثمن المخاطره التي يقوم بها
العبث مع " بيت الدمــى " اسوأ من العبث
بالنار .
صحيح ان جهاز التعقب معطل وربما ذلكـ قد يمنحني بعض الوقت
ولكني ادرك ان ذلكـ ليس كافياً
" بيت الدمى " واسع الحيله سيجدونني
بطريقة ما .
حدقت في آرجاء السياره " الفورد " رغم اناقتها المتمثله في المقاعد المريحه والأجهزه المتطوره
الا انها بدت فوضويه جداً فأكياس الطعام
مرمية هنا وهناكـ مشوهة منظر السياره
مما يثبت قلة الترتيب وهمجية
مالكـ المركبه .
لابد ان نظرة التقزز كانت واضحة علي لأني عندما القيت نظرة سريعه على "مارش"
كان وجهه محمراً بينما اجتمع حاجباه في تقطيبه
تتشكل لدى من يشعر بالاهانه
قال بصوت دفاعي حاد : لست مسؤلاً عن الفوضى انه
"فيك" لقد استعار السيارة منذ مده .
اعجبت بكوني استطعت اخراجه من حالة الاسترخاء واردت ان أزيد من حرجه ألقيت برأسي للوراء وثبت نظرة جامده غير مصدقه على وجهي
واردت ان ابتسم حقا حين نظر الي شرزاً
وتابع القياده بصمت .
بعد فترة من السكون المزمن , ادركت اننا قد خرجنا من حدود " سياتل "
قلت مكررة سؤالي للمرة الآلف منذ ان خرجت
من ذلكـ المنزل حيث تلكـ الغرفه : إلى اين سنذهب ؟ .
لم ينظر الي , فقط اعاد نفس الإجابه بنبرة ضجره : ستعرفين حين نصل .
حركـ المقود الى اليمين والتفت السيارة مع حركته
بشكل متناغم .
انه لن يلين ويخبرني عن وجهتنا ابداً لا اشعر بخيبة الأمل فأنا عندما القيت السؤال لم اكن اتوقع اجابة حقاً .
قمت بفرك كفاي ببعضهما محدثة بعض الحراره
واعدت نظري مجددا نحو النافذه , كانت السرعة الشديده والضوء الخافت ليلاً لا يسمحان لي برؤية الكثير فقط لمحات مشوشه من أشجار ومنازل كبيره اقرب في حجمها
الى الفلل .
...
توقفت السياره وأدار " دايفيد " مفتاح المحركـ معلناً وصولنا الى الوجهه المجهوله
فتح الباب وخرج من السياره بينما كنت انا اقوم بفكـ حزام الامان
فتحت بابي ونزلت على الارض الترابيه المفخخه بالاغصان الجافه
والاحجار الحاده .
الهدوء التام جعلني ادركـ قلة سكان هذه المنطقه
نفذت معدتي سلسلة من الشقلبات المؤلمه بينما ادركت ان المكان مناسب تماما للقتل
أغمضت عيناي بقلق وانا اعلم ان لا شيء استطيع فعله سوى
إتباع الموجه وتسليم نفسي للقدر .
تنهدت و سرت متبعة خطوات " دايفيد " الذي كان يتجه نحو بوابة حديديه
عندما دققت النظر اتضح لي ان خلف البوابه هناكـ فله كبيره لا أعرف حقا ان كان الامر تأثير الظلام ام لا ولكن الفيله تبدو مريبه بشكل اصابني
بالقشعريره .
توقف قرب البوابه وأخرج هاتفه المحمول كبس بعض الازرار
وفتحت البوابه بشكل ألي أجفلني , تقدم الى الداخل
متوقعاً مني ان اتبعه وذلكـ
بالفعل ما حصل .
قطعنا مسافة لابأس بها الى ان وصلنا الى مدخل الفيله الرئيسي
كبس ديفيد زر الجرس وانتظر لبضع ثوان
وفتح الباب من قبل مرأه كانت ترتدي زي تقليدي خاص بالخادمات
قالت بصوت خفيض ولهجة رسميه واضح جدا انها تتبعها لسنوات : تفضلا السيد
ينتظركما في المكتب .
السيد وقع الكلمة السلطوي جعلني اوقن انه
من وظف " دايفيد " لجلبي
دخل " دايفيد " وهو يجرني خلفه قال بنبرة سريعه : شكرا صونيا , هلا اعدتي بعض الطعام للأنسه .
أومأت الخادمه وإنصرفت بسرعة مذهله بينما ادرت رأسي الى " دايفيد " ولسبب ما اردت الاعتراض ويبدو انه قد علم نيتي فقال بشكل
ينهي به النقاش الذي لم يبدأ : ليس وقت العناد الطفولي " إيزابيل " تبدين وكأنكـ على وشكـ الإغماء .
لم اكل منذ فتره , ورغم اعتيادي الشديد على الجوع الا ان بعض الطعام يبدو الان فكرة مرحب بها , ادرت رأسي بحنق لكوني
ممتنة مجدداً لدايفيد مارش .
جلت بنظري في ارجاء ردهة الفله التي كنا نسير بها , إنها ذات طابع فيكتوري عتيق بدت ورغم اناقتها
مخيفة بعض الشيء فرؤوس الحيوانات المحنطه
المنتشره على الحيطان اعطت المكان لمحة من
العنف الغير محبب .
وصلنا الى اخر الردهه حيث يوجد سلم يقود الى الأعلى
أرتقاه " دايفيد " وفعلت المثل وبعد عشرون درجة تقريبا كنا في الطابق الثاني
تابع " دايفيد " السير وانا اسير خلفه كان يعرف المكان جيدا
مما جعلني افكر ان " دايفيد " من الممكن ان تكون له معرفة شخصيه
بالشخص الذي وظفه .
اخيرا توقف عن السير امام باب خشبي وضع يده على مقبض الباب الذهبي وفتحه
ودخل .
لوهلة احسست برغبة بالهرب وكأني استشعر خطر موجود في
الداخل سحبت نفس عميق , وبقوة يعلم الله من اين اتت استطعت ان احركـ
قدماي كي ادخل .
حدقت في ارجاء غرفة المكتب الواسعه جدا تبدو كما لو انها تخص رجل اعمال شهير وقف " دايفيد " امام المكتب الذي يجلس خلفه
الشخص الوحيد الذي لم اتوقع اني
سأقابله وجه لوجه يوماً .
تسارعت دقات قلبي
بينما تأكدت من كونه الرجل ذاته
اوه رباه إنه .....
...
.
.
.
.
نهاية الجزء السادس
.