عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 05-14-2013, 07:25 PM
 
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ...



من/ تفسير سورة البقرة
(3)



قال الشيخ - رحمه الله - : « واعلم أن كثيرًا من المفسرين - رحمهم الله - قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل ، ونزلوا عليها الآيات القرآنية ، وجعلوها تفسيرًا لكتاب الله ، محتجين بقوله : ( ... وحَدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) (1).
والذي أرى أنه - وإن جاز نقل أحاديثهم على وجه - تكون مفردة غير مقرونة ، ولا مُنزَّلَة على كتاب الله ، فإنه لا يجوز جعلها تفسيرًا لكتاب الله قَطْعًا ، إذ لم تصح عن رسول الله ، وذلك أن مرتبتها كما قال : ( لا تُصدقوا أهل الكتاب ، ولا تُكذِّبوهم ) (2).
فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكًا فيها ، وكان من المعلوم بالضرورة في دين الإسلام أن القرآن يجب الإيمان به ، والقطع بألفاظه ومعانيه ، فلا يجوز أن تُجعل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة - التي يغلب على الظن كذبها ، أو كذب أكثرها - معاني لكتاب الله مقطوعًا بها ، ولا يستريب بها أحد ، ولكن بسبب الغفلة عن هذا ، حصل ما حصل ، والله الموفق ».

قوله: بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً البقرة: 81 :
هو نكرة في سياق الشرط ، فيَعُم الشرك فما دونه.
والمراد به هنا الشرك ، بدليل قوله: وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ، أي: أحاطت بعاملها ، فلم تَدَع له منفذًا ، وهذا لا يكون إلا الشرك ، فإن من معه الإيمان لا تحيط به خطيئته.

قوله: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ البقرة: 83 :
هذا من قسوتهم ، أن كل ما أُمِروا به استعصوا ، فلا يقبلونه إلا بالأيمان الغليظة ، والعهود الموثقة.

قوله: قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَآءِ البقرة: 144 :
ولم يقل: " بصرك " ، لزيادة اهتمامه ، ولأن تقليب الوجه مستلزم لتقليب البصر.

قوله: وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ البقرة: 145 :
فيه فائدة: أنه إذا تبين الحق بأدلته اليقينية ، لم يلزم الإتيان بأجوبة الشبه الواردة عليه ، لأنها لا حَدَّ لها ، ولأنه يُعلَم بُطلانُها ، للعلم بأن كل ما نافى الحق الواضح فهو باطل ، فيكون حل الشبه من باب التبرع.


يُتبع إن شاء الله ...

ـــــــــــــــ
(1) رواه البخاري ، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - ، أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: ( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ).

(2) رواه البخاري ، عن أبي هريرة ، قال: كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ ، وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ( لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ ، وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ الْآيَةَ ).

__________________

__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس