حزن شديد وكآبة مميتة قد خيمت علي المكان ، ولكن لماذا تباعدت حبات التراب ؟؟
هل لتنقذ كل منها نفسها ؟ ام حتي لا تسال عن موت صديقتها ؟ ولكن إلي اين ؟ فالجميع في مكان واحد
وتحت مصاب واحد ينظرون ، يحدقون بعيون مريضة ذليلة تنبئ باقتراب الاجل .... لم تجد الورة سبيلا لها إلا اللجوء إلي السماء والدعاء وعندما لم تجد جدوى من دعائها..ابتسمت مودعة...
ململمة أغراضها...ومستعدة للرحيل..تستقبل الموت بعيونها قبل أجسادها فتمسكت بها حبات التراب: لا انتظري لاترحلي... فقد عاهدتك على حمايتك مدى الحياة
تابعت الورة تحضيرها للموت غير آبهة بكلامها فانطوت حبات التراب علي نفسها لانها تعلم انها لن تستطيع إنقاذ نفسها لتعد بإنقاذ غيرها... واستعد الجميع للموت القادم ، ومسحت المروج الذابلة حبات العرق عن جبهتها ونظرت الى الشمس برجاء آملة بان تخفف أشعتها ، ولكن دونما استجابه
فسحبت نظراتها وألقتها الي الغيوم فأثارت في قلبها الشفقة ، وخيم الحزن من جديد ، وغاب الامل .
مال عنق الورة فأمسكتها حبات التراب واحتضنتها بين ايديها وهي تنوح وتبكي لكن ليس بوسعها فعل شئ لها ، وفجاءة ، تضاربت أصوات الصراخ والبكاء بصوت الرعد فذهبت الشمس مخذولة واحتلت الغيوم مكانها مطلقة جواهر الحياة لتنعش بها الارض قبل موتها ، ففرحت حبات التراب ونظرت للوردة .. لكن فات الاوان فقد سبقتهم روحها الى السماء والتقت بالغيوم فشكرتها علي المطر واعتذرت منها لأنها لم تستطع الانتظار ، ابتسمت روح الوردة قليلا ونظرت إلى صديقاتها ، ثم تلاشت في الافق وصعدت إلى خالقها وهي تلوح بيدها وتستعد لاستقبال حياة جديدة لن تحرم فيها من الماء....
النهايه
اتمني تكون الخاطرة عجبتكم
لين