الموضوع: وقفة صادقة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-21-2013, 12:20 AM
 
وقفة صادقة

بقلم : أبو عبيدة أمارة .

وقفة صادقة(1)




بقلم : أبو عبيدة أمارة .




بسم الله نبدأ



واولها تنويه : حقيقة ، نحن كمسلمين مخلصين لله لسنا أعداء لأحد ، ولسنا أعداء لأي إنسان مهما كان ، ولسنا أعداء لأي فئة ، أو لأي قوم ، أو لأي طائفة ، أو لأي شعب ، أو لأي دولة ، أو لأي مجموعة بشرية أو غير بشرية كائنة من تكون ، بل وحقيقة والله ، فإنما نحن أعداء للظلم وللغشم وللطغيان ، ونحن أعداء للتكبر والتعجرف وللغرور والضلال ، ونحن أعداء للأفكار السقيمة والمناهج العقيمة ، ونحن أعداء للكذب والبهتان والافتراء والتدليس والتزييف ، وأعداء للفاسد وللمفاسد ، وللضار وللمضار ، وللمهلك وللمخزي ، ونحن –والله- أعداء جدا لهضم الحقوق أو سلبها أو انتقاصها لأي كان من يكون ، ونحن أعداء للتجبر والتعالي على الناس ، وأعداء لكبت الحريات العادلة أو سلب الحقوق المشروعة ، فلهذا -وحقيقة وصدقا وعدلا- فإنه كل من تبنى أيِ من تلك الأمور التي ذكرت من الشر أو من الضلال أو من الفسق أو من الافتراء أو أي أمر به شر أو به كريه أو أي أمر به تجبر وتعدي ، أو أمر به تمادي على الحقوق ، فإنه من تبنى أي من تلك الأمور السيئة التي ذكرت وتعامل بها وأصر عليها فقد عادى نفسه قبل أن يعاديه غيره ، وقد ظلم نفسه قبل يظلمه أي أحد ، والأسوأ من هذا أنه قد يتجاوز الظلم صاحب الظلم فيظلم أناس كثر ويطال الغبن والقهر وسلب الحقوق الغير ، والأنكى أن يتمادى الظلم والاضطهاد ويستطير ويستشيط على كثير من المستضعفين ومن قليلي الحيلة ، والأنكى أن يصور الظالم والجلاد كأنه الضحية وصاحب المثل ، والأنكى أن يرمى المظلومين والمكلومين بجرم الجلاد وأن تصور الضحية كأنها القاتل . سبحان الله !
ومع هذا ، ومن رحمة الإسلام للآيبين التائبين ،فإنه مع ما قد يقع من الظلم ومن العنت ومن الجبروت من بعض الناس لأنفسهم ولغيرهم وقد يعظم ظلمهم ويستشيط ، أو وقد يستشيط ضلال بعض الناس وقد يصل درجة الحمق ، ولكن رحمة الإسلام ومع هذا ، جعلت باب التوبة وطريق الأوبة مفتوحين للتائبين الآيبين إلى الله ، مُرحَباً بهم إذا جاءوا نادمين تائبين مصلحين لله ، والله يغفر الذنوب جميعا إذا صدقت التوبة ولا يبالي .
ولكن هناك حالتين حقيقة لا تقبل فيهما التوبة : أولهما عندما يحضر الإنسان النزع والموت فعندها لا تنفع التوبة ، والحالة الثانية عندما يأتي بعض آيات الله ، ومنها ظهور الشمس من مغربها وظهور الدابة ، وليرجع من شاء إلى الآيتين الكريمتين للحالة الأولى في الآية 18 من سورة النساء ، وللحالة الثانية في الآية 158 من سورة الأنعام ، فعدا تلك الحالتين فمن جاء إلى الله تائبا نادما على سوء أفعاله وآب إلى طريق الصواب والحق والعقل السليم فإن الله يغفر الذنوب ولا يبالي .
ووجب القول في هذا المقام أنه قد تستدعي بعض الذنوب العقوبة والقصاص في الحياة الدنيا ، وهذا وفقط حسب نوع الذنب ووفق مقتضيات التشريع الإسلامي الحكيم والمُقَّدر واللا ظالم ، وحقيقة فإن القصاص في الدنيا خير من عذاب الآخرة ، وثانيا فإن غفران الله ورضوانه وعفوه وتجاوزه خيرٌ من الدنيا وما فيها ، وكلما كانت التوبة والأوبة واستبصار الحقيقة ونهي النفس عن اللا معقول واللا مقبول أسرع كلما كان الخير أكثر وكلما كان رضوان الله أكبر .
ونعود لموضوعنا ، وهو الوقفات الصادقة والمخلصة مع الله ومع الناس ومع الحق إجمالا ، فأن للوقفات الصادقة المخلصة لها الأثر الطيب الكريم ، ولها المنتوج الحسن العميم ، ولها الفائدة الجليلة الكبيرة على الناس وعلى الخليقة أجمع .
والوقفات الصادقة المستبصرة لله هي من أجل العدل ولإيفاء الحقوق ولرفع الظلم ولصالح الجميع ، ومن يناقضها أو يستهين بها تعمدا وظلما فقد ظلم نفسه قبل أن يظلم غيره ، وقد يطوله الإثم مع صاحب الظلم .
وفي النقيض للوقفات الصادقة فهناك الوقفات الكاذبة المنافقة الغريرة ، الداعمة للبطر وللباطل وللشر وللفساد والاستبداد ، وللضحك على الذقون وتمريغ العيون ، فإن الوقفات الكاذبة المنافقة فمردودها سلبي ونتاجها مخزي وعاقبتها مخجلة وذات ندامة ومهانة ، ألا من متعظ ؟ّ ربما لا تبصر العيون الآن الحقائق الزائفة ، ولا تعترف الأذهان بالدجل والتجني ، وقد وينغر الجنان الضحل قصير المدى بخداع وكذب وتزيين المارقين . فحقيقة إن الأحلام السقيمة والمسميات الرنانة التي تخفي ورائها كذبا ودجلا وزورا وأماني مخادعة فما هي إلا كسراب يحسبه الظمآن ماء .
أليس من استفاقة ! وللحقيقة سنذكر عددا من الوقفات الصادقة ومن المواقف العظيمة التي كان لها أثرها الطيب وصداها الحكيم الكريم على مر السنين ومردودها الطيب على الناس أجمع ، وقبل أن نبدأ بسرد عدد من الوقفات الصادقة ودورها الكبير ، نضرب مثلا لأي إنسان ما ، قد يصيبه موقف صعب ، أو قد يلحق به ظلم أو ضيم أو شدة ، ويلزم له وقفة صادقة من أناس يحبون الخير والعدل والإنصاف ، فيقفون وقفة صادقة مع صاحب الموقف الصعب أليس هذا كافي بأن يظهر الحق وأن يخفف من معاناة المظلوم من شدته ، وأن تعود الحقوق لأصحابها وأن يرتدع صاحب الظلم عن ظلمه .
ولكن وللأسف ، فطالما أن المنافقين أو المنتفعين الرخصاء أو المغرر بهم الساذجون يؤازرون أهل الشر والطغيان وأهل التجبر وأهل الرديء على ظلمهم وغيهم ، طالما طال أمد الظلم والاستبداد وتجريع الحسرات وتزايد النكبات ، وكثير من الناس مغررون بأمل خادع وأماني سقيمة ، ولكن كما تقول الآية الكريمة :" والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" (يوسف 21) .
ولنبدأ للتدليل بعدد من الوقفات الكريمة الصادقة التي كان لها مردودها وأثرها العادل في خلق الله ، ونبدأها بالوقفة الكريمة والمهيبة لملائكة رب العالمين عندما أمرهم الله تعالى بالسجود لأول إنسان خلقه الله بيديه وهو سيدنا آدم عليه السلام فما كان من الملائكة الأبرار الخيار إلا الطاعة والانصياع لرب العالمين ، وما زادتهم طاعتهم وانصياعهم لرب العالمين إلا علوا ومكانة ومهابة ورضوانا ، وقد أبصروا جزءا من حكمة الله ومن مكنون ما أودع الله في هذا المخلوق الذي أمرهم الله بالسجود له ، فآدم عليه السلام ومن ذريته من كانوا في الخير قمما حتى قيل في الصالحين الطاهرين الأتقياء منهم وخصوصا الأنبياء أنهم خير من الملائكة المقربين وليس هذا بمنقص من فضل أحد ولا مُدّني من مركز أحد ، وقد بلغ الإنسان من مراتب عالية من العلم والحكمة والصناعة مما جعلته موقع تقدير كمخلوق ذكي عاقل .
وفي النقيض تماما فمن ذرية آدم عليه السلام فمنهم مع ما وهب الله لهم من نعم ومنن فقد انحدر منهم إلى أسفل سافلين وذلك مع العقل الذكي الذي وهبهم الله إياه ولكن ما فقهوا الحقيقة ، وهؤلاء جريرتهم على أنفسهم .
ولننظر أيضا إلى الطرف الآخر من المسألة وهو الشيطان الذي لم يطع أمر الله وكان في السابق من العُبّاد المتقربين ، فماذا جنى من وقفته المتكبرة ومن عناده المتعالي ومن موقفه العاصي المنافي لحكمة الله والمنافي للحق والعدل ؟ أليس نال اللعنة والسخط والإبعاد في الدنيا والنار والعذاب في الآخرة ؟!
ونذكر من الوقفات الصادقة وقفة سيدنا إبراهيم عليه السلام وقفة صادقة مع الله ومع الناس ، في رفضه ومقاومته لعبادة الأحجار التي لا تضر ولا تنفع ، ووقفته وموقفه مع طاغية كان يحرج ويكمد ويخنق أرواح الناس الذين خلقهم الله كي يعيشوا الحياة الحرة الكريمة أحرارا مستبصرين الخبر لا مكبوتين ولا مغموطين ولا لحجارة عابدين ، ولا لعقولهم التحجر في إفكك الأفاكين .
ونذكر أيضا الموقف الصادق لمؤمن آل فرعون وذوده عن الحق وعن موسى عليه السلام ، تلك الوقفة التي بلغ به مؤمن آل فرعون مراتب عاليه ، وما زال موقفه قرآنا يتلى لأيامنا هذه ، ووقاه الله شر سيئات ما مكر فرعون وزمرته . ونذكر أيضا الوقفة البطولية لنبي الله موسى عليه السلام في وجه الظلم والطغيان ، وفي وجه استحقار عقول الناس ، وفي وجه استعباد فئة من الناس وقهرهم لا لشيء إلا لكبر وظلم وغمط الحق .
ولنا في كم من مواقف ووقفات رسول الله r الصادقة الأبية الكريمة لله وللناس عبر ومثل ، عبر ومثل في عدم المساومة على الحق والفضيل ، وعدم الانخداع والميل في أضاليل وافتراءات الكافرين والمنافقين والمخادعين ، وصبر r في سبيل تحقيق الهدف العادل الكريم والخير للعالمين ، وهناك الكثير أيضا من الوقفات الصادقة الأبية لصحابة الرسول r ولأتباعه ومن أمته التي أمدت الدنيا والناس بالخير والعدل والحكمة للإنسانية وللعالمين .

--------------------------





وقفة صادقة(2)



وكثير من الوقفات الصادقة غيرت وجه التاريخ غيرته للأقوم وللأصلح وللأسلم ، وهنا وفي حالنا الحاضر وفي كل زمان ألا يلزم كل إنسان منا وقفة صادقة مع نفسه ومع وربه وبعدها مع الناس ، يقول فيها : أي نفس في أي لجج سرت ؟ في أي متاهة انغمست ؟ أو أي حق طمست ؟ أو أي إفك صدقت ؟ أو أي تزيين أتبعت ؟ أو أي خداع غرك ؟ يا نفس عن أي حق حِدت ؟ يا نفس أتدوم لك الصحة والعافية ؟ أتدوم لك الأماني الزائفة ؟ يا نفس ألست إلى الله راجعة ؟ يا نفس ما ينفعك أمل غرير ؟ يا نفس ما ينفعك شعار جميل ووشاح خداع ضليل تبعدين فيه عن الحق ؟ ويا نفس ترنمت في أكاذيب المتاجرين بمسميات جاذبة تحت ظلها يُذّبح ويضطهد ويقهر أنفس بريئة ونفوس زكية ، وتطمس تحتها إرادات أبية للخير والعدل وللعزة والمنعة الصادقة الصدوقة المخلصة ؟ يا نفس أليس من وقفة حساب نصدق فيها الله ، ونصدق فيها الناس ؟ نعم ونزيل أوهام وأضاليل الكاذبين والمخادعين ،يا نفس ليس الذكاء في أن تكون مغردا في سرب الماكرين والفاسدين والمدلسين والمتاجرين بمعاناة الناس وبالمسميات الجميلة ، الداعمين لبريقهم الفاسد وبطونهم الجشعة للجاه والمال والسلطان . يا نفس غدا ستقفين بين يدي الله ماذا ستقولين ؟ أتقولين يا رب العالمين كنت محبا للخير واليقين! ، كنت في صف من يريدون إعلاء كلمتك اللهم كلمة الحق والعدل الدين والخير للعالمين ؟! أم كنت رقما صعبا في كراديس المنافقين ؟!
ونأتي للحال الذي نحن فيه مرة أخرى ، فكنا نرى قوى مستكبرة عاتية غرتها قوتها وجبروتها فما كانت تراه فقط تراه من هذا المنظار الزائف الظالم ، زحفت هذه القوى على عقر ديار الإسلام تريد طمس الخير والحقيقة وتريد تَجبُّر الأوهام والضلال والزائف الممقوت من المعتقدات ؟ من وقف في وجوههم ؟ أأصحاب الشعارات الرنانة والمثل الخاوية ؟ أم المؤمنون الصادقون والصالحون المخلصون لرب العالمين .
فهذه الحروب الصليبية من قلع ضلالها وشوكتها عبر السنين غير المؤمنين الصالحين ؟ّ! أم أولئكم المدعون حب النبي وآل بيته والمتشيعون لأراجيف السبأية والمجوسية المتخفية والتقية التي كانوا وما زال كثير منهم عونا لأعداء الإسلام على الإسلام ، إلا من رحم ربي ممن آبوا للحقيقة الصحيحة الطاهرة النقية الخالية من الإفك والضلالات والأفكار السقيمة .
تهتم في التاريخ ؟! تعالوا إلى شواهد اليوم ، فهذه قوى الشر والاستكبار العالمي كما يحب أن يسميها كثيرا من (متاجري الكلمات) قبل سنوات وعشرات السنوات ألقت بظلمها وظلامها وغيها على (المستضعفين) أي أهل الإسلام خاصة ، فمن تصدى لها ؟ الرفيق والرفيقة والعقيد والعقيدة وولاية الفقيه ! أم المسلم المجاهد المكابد الصابر ألمري لله من نفسه ما يحب الله ، والمخلص دينه لله ؟ وللنظر إلى أفغانستان مثلا ، من كسر غشم وتجبر آلة كانت تريد فرض ذل وجبروت وتبعية وغشم وقتل الأنفس قبل قتل الأجساد !
حسنا ، هذا المثل لا يكفي ، نأتي إلى القوة الثانية وهي قوة الاستعلاء والاستكبار كما كانت تسميها ثورة قامت في بلد مسلم وتحت شعار الإسلام (طبعا شعارهم فقد كثيرا من المصداقية وانزاح كثيرا نحو المعتقدات السقيمة والأماني الماكرة إلا من رحم ربي ) ، فالقوة الغاشمة الثانية وقوة الاستعلاء والاستكبار كما كانت تسميها الجمهورية (الإسلامية) الناشئة عندما اقتحمت بلدين مسلمين عدوانا وظلما من كان ظهيرهما ومساندهما في الخفاء أليست جمهورية ولاية الفقيه ، في العلن يقولون قوى الاستعلاء والاستكبار وفي الخفاء يمدون لها يد العون والطاعة ، وأحيانا لا يخجلون بذلك ، وحقيقة والله لا نريد في ذلك جلب العداء ولا الانكفاء عن دين الله دين الإسلام دين الحق ولكن هي نقاط للتفكر .
من وقف كالطود الشامخ في وجه قوى الشر والطغيان ؟
من باعوا الضمائر واستقلالية البلد وسبحوا في الغسعد ؟ّ
أم هم المخلصون الموحدون لله الصادقون للحق والعدل الذين لا يساومون في دين الله ولا تأخذهم في الله لومة لائم .
ثانيا كم كنا نسمع من دولة شقيقة تبكي ظلم وبغي قوة غاشمة ، كانت تظلم وتهضم ولا ترحم كانوا يسمونها آلة القتل الغاشمة الهمجية ، وماذا نرى اليوم نرى تلك الدولة تفعل أضعاف ما كانت تفعله تلك القوة الغاشمة ولا يسمونها آلة قتل ! يسمونها ممانعة ، يسمونها ... أكاذيب وأضاليل وهي تُقتّل وتدمر وتفتك بالمخلصين وتخرب البلد ، وفوق طغيانهم ما يفعلونه من جرائم فيلصقونه بالمنافحين عن حيواتهم وحقوقهم وكرامتهم ، يلتصقون بكرسيهم البغيض الكريه ويتطاولون في رقابهم المتعالية المنكرة للحق في بروجهم العاجية المزيفة ، في الأمس كانوا وائدين للإسلام الحق ومحاربين للذين يعبدون الله على بينة وهدى ، وسجونهم كانت سجونا خلفية لقوى غاشمة ، وترانيمهم كانت الإلحاد والقومية .
حسنا ، فأولئك القوم في غيهم بانت حقيقتهم ، ولكن ما رأيك في فئة كانت نصيرة للمستضعفين قلبا وقالبا كما يقولون وكانوا يتغنون في عدائهم للغشم والظلم والاستعلاء ، اأنقلبت عندهم الموازين والمعايير ؟ أم أن موازينهم ومعاييرهم كانت من أساسها مختلة أو معتلة ؟! فما بالهم من مناهضي الظلم ومن مناصري المستضعفين انقلبوا إلى زاوية في ركن الظلم والاستعلاء وقهر المستضعفين؟! أمدافعين عن الإسلام إلى مغتصبين ودائسين لكل فضيل !؟
نعم الكثير من المبررين لجرائمهم يتسترون بالمؤامرة ، كأنهم الألق الوحيد في العالم هم ومن والى ظلمهم ، وغيرهم ولو كانوا من أعبد الناس وأخلص الناس لله وللمسلمين فهم شياطين ! الحقيقة أنهم في السابق كانوا محاربين للإسلام تحت مسمى الممانعة والقومية والبعثية والإلحاد ، واليوم هم محاربون للإسلام تحت شعارات كان يستعملها من كانوا يسمونهم الاستكبار العالمي والامبريالية ، وباتوا وهم الذين كانوا يحاربون الإسلام ويكيدون له في السر والعلن ويتآمرون على المسلمين المخلصين يتسترون بمقولة المؤامرة ! المؤامرة على من ؟ أليس هم من ساموا الناس الذل والعذاب والتبعية والتغريد في أسراب القوى الغاشمة !
ولنقل لأنفسنا ولغيرنا أن الله ما خلق الخلق عبثا ولا تسلية ، وأيضا ما كان الله غائبا عما حدث سابقا أو يحدث حاضرا أو سيحدث لاحقا وما كان الله غائبا أي حدث يدور في الخلق أجمع ، وما كان الله غائبا عن أي حديث يقال سرا أو علنا ، وما كان الله غائبا عن أي مكر يُمكر أو يُسوَّق ومعه يظن أصحابه أنه أدهى وامكر ما يكون وغيرهم غافلون ، أو يظن الظالمون والجاحدون أن مقاليد الأمور بيد سادة الشر أو الباطل أو بيدهم أو بيد زبانيتهم والعياذ بالله ، ولنعلم الجميع أن كل شيء عند الله في الخليقة أجمع كبر أو صغر فهو مستطر .
وحقيقة فإنه من وقف مع الحق وصدق الله فهو في الجانب الطيب وهو في الجانب المعتبر وهو في الجانب المرضي عنه وهو في الجانب الرابح .
فلا يظلمن نفسه ولا يحقرن نفسه من زُينت له أشياء خادعة ومشى في ركب المنافقين والمدلسين وظن أنه مع الحق والله منه ساخط .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيدة أمارة ; 05-21-2013 الساعة 12:53 AM
رد مع اقتباس