عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-26-2013, 03:05 AM
 
القول في القران وانه كلام الله


الحمد لله الذي أظهر الحق وأوضحه ، وكشف عن سبيله وبينه ، وهدى من شاء من خلقه إلى طريقه ، وشرح به صدره ، وأنجاه من الضلالة حين أشفا عليها ، فحفظه وعصمه من الفتنة في دينه ، فأنقذه من مهاوي الهلكة ، وأقامه على سنن الهدى وثبته ، وآتاه اليقين في اتباع رسوله وصحابته ووفقه ، وحرس قلبه من وساوس البدعة وأيده ، وأضل من أراد منهم وأبعده ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده الذي لا شريك له ، الذي يحيي ويميت ويبدئ ويعيد ، شهادة مقر بعبوديته ، ومذعن بألوهيته ، ومتبرئ عن الحول والقوة إلا به ، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله ، بعثه إلى الخلق كافة ، وأمره أن يدعو الناس عامة ؛ لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين .

وبعد يقول الإمام العلامة ، شيخ الإسلام ، القاضي أبو الطيب ; طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر ، الطبري الشافعي في صريح السنة القول في القرآن وأنه كلام الله فأول ما نبدأ بالقول فيه من ذلك عندنا :

القرآن كلام الله وتنزيله ؛ إذ كان من معاني توحيده ، فالصواب من القول في ذلك عندنا أنه : كلام الله غير مخلوق كيف كتب وحيث تلي وفي أي موضع قرئ ، في السماء وجد ، وفي الأرض حيث حفظ ، في اللوح المحفوظ كان مكتوبا ، وفي ألواح صبيان الكتاتيب مرسوما ، في حجر نقش ، أو في ورق خط ، أو في القلب حفظ ، وبلسان لفظ ، فمن قال غير ذلك أو ادعى أن قرآنا في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوه بألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا ، أو اعتقد غير ذلك بقلبه ، أو أضمره في نفسه ، أو قاله بلسانه دائنا به ، فهو بالله كافر ، حلال الدم ، بريء من الله ، والله منه بريء ، بقول الله عز وجل : ( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ (1) ) ، وقال وقوله الحق - عز وجل - : ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله (2) ) . فأخبر ، جل ثناؤه ، أنه في اللوح المحفوظ مكتوب ، وأنه من لسان محمد صلى الله عليه وسلم مسموع ، وهو قرآن واحد من محمد صلى الله عليه وسلم مسموع ، في اللوح المحفوظ مكتوب ، وكذلك هو في الصدور محفوظ ، وبألسن الشيوخ والشباب متلو . قال أبو جعفر : فمن روى عنا ، أو حكى عنا ، أو تقول علينا ، فادعى أنا قلنا غير ذلك فعليه لعنة الله وغضبه ، ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين ، لا قبل الله له صرفا ولا عدلا ، وهتك ستره ، وفضحه على رءوس الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ، ولهم اللعنة ولهم سوء الدار
__________
(1) سورة : البروج آية رقم : 21
(2) سورة : التوبة آية رقم :
رد مع اقتباس