وشغل بينيه منصب مدير مخبر علم النفس الفيزيولوجي في السوربون منذ 1895 حتى وفاته
وهو المخبر الذي وقف له حياته وعمل على تطويره إلى حدوده القصوى.
وأسهم في تأسيس حولية علم النفس عام 1895.
ويعد بينيه أيضاً المؤسس الحقيقي لعلم النفس التجريبي الفرنسي،
وإضافة إلى ذلك كان أول من بادر إلى دراسة الأنشطة النفسية العليا عند الكائن الإنساني.
ويعد بينيه بحق مؤسس علم النفس القياسي في مجال علم النفس.
ويتفق علماء النفس على أن بينيه هو أول من وضع أول رائز عملي للذكاء مقرون باسمه
صاحب أول اختبار للذكاء 1905م يقوم على أساس مفاهيم الذكاء والتحصيل المدرسي،
إذ كان هدف اختباره عزل المتخلفين عقلياً عن الأطفال الأسوياء في المدارس الحكومية.
لم يدخل ميدان علاج التخلف العقلي،
إلا أنه نقل الميدان من مجرد طرق حسية تقليدية إلى البحث عن ماهية الذكاء والوظائف العقلية
وأوجه القصور فيها لدى المتخلفين عقلياً.
اول بحث له نشر هو " علم النفس الادراكي"
اتبعه ببحوث عن التنويم الايحائي والمغناطيسي والتغيرات المرضية في الشخصية
طور اول اختبار قياسي للذكاء قام مع زميله ثيودور سيمون
بنشر تنقيحات لمقياس الذكاء عامي 1908
911، أي قبيل وفاته
في عام 1916، قام لويس تيرمان من جامعة ستانفورد بتعديلات إضافية حيث أدخل اقتراح ويليام شتيرن بأن مستوى ذكاء الفرد يقاس كنسبة ذكاء.
اختبار تيرمان الذي اسماه مقياس ستانفورد - بينيه للذكاء،
شكل الأساس لاختبارات الذكاء الحديثة
والتي ما زالت مستخدمة حتى الآن تحت مسمى نسبة الذكاء
-
أعمآله Ҳ҉
يتجسد عطاء بينيه العلمي في جهوده التي أدت إلى بناء أول رائز عملي للذكاء في مجال علم النفس.
وقف مع زميله سيمون T.Simon، مدة عشر سنوات لبناء المقياس الذي سمي باسمهما
(تصنيف الأفراد وفقاً لقدراتهم العقلية).
إذ ظهرت مقالة بينيه وهنري بييرون ينقدان فيها الاختبارات المستعملة لقياس الذكاء في ذلك الوقت،
وعكف بينيه مع سيمون لوضع مقياس الذكاء والقدرات العقلية المنشود، وتم ذلك في عام 1905.
وقد مثل هذا الاكتشاف ميلاد علم نفس الفروق الفردية المعروف بأهدافه ومناهجه في دراسة الفروق الفردية لمختلف الوظائف العقلية، إذ نشر كتابه الموسوم «دراسة تجريبية في الذكاء» عام 1902، وانطلاقاً من تحليله لعمليات الذكاء يشير بينيه إلى وجود نوعين هما
الذكاء الذاتي والذكاء الموضوعي
ومنه استوحى يونغ Jung الشخصية الانطوائية والشخصية المنبسطة .
واستجابة لدعوة جادة من وزارة المعارف الفرنسية في عام 1904 التي أعلنت عن الحاجة الماسة لإيجاد مقياس عقلي لاصطفاء التلاميذ القاصرين عقلياً ومساعدتهم في الارتقاء بقدراتهم التعليمية والعقلية ترتب على بينيه الذي كان واحداً من أعضاء اللجنة التي شكلت لهذا الغرض أن يرسم أفضل المناهج من أجل اصطفاء الأطفال الذين يعانون من ذكاء منخفض.
وفي أقل من سنة أُعدّ المنهج المطلوب ونشره عام 1905 في حولية علم النفس تحت عنوان: «مناهج جديدة لتشخيص المستوى العقلي للمتخلفين». ومع أن هذا العمل قد ظهر سريعاً إلا أنه يمثل خلاصة جهود بينيه لمدة عشرين عاماً. لقد تضمن الكتاب سلسلة من ثلاثين اختباراً، وذلك لقياس مستوى ذكاء الأطفال. وقد خضع هذا المقياس لمراجعة بينيه وسيمون عام 1908 وإجراء بعض التعديلات عليه.
وظهرت في عام 1911 نسخة محسنة للاختبار وذلك قبل موت بينيه بقليل من الزمن. كان اختبار الذكاء الذي ابتكره بينيه وسيمون عام 1905 أول اختبار عقلي قابل للتطبيق، وقد عرف بينيه على أثر ذلك بوصفه مؤسس مناهج القياس العقلي.
يرتكز هذا النجاح الكبير لبينيه إلى عدة عوامل:
أن بينيه كان يعترف بوجود وظيفة عامة للذكاء العام، وأن هذا الذكاء قابل للقياس بوساطة اختبارات،وهي اختبارات لا تتجه إلى قياس العمليات العقلية الأولية فحسب، بل تسعى لقياس الوظيفة العليا للنفس الإنسانية
ويضاف إلى ذلك كله أنه اعتمد وحدة قياس ذهنية تتيح له أن يدرك مستوى الذكاء على نحو كمي متدرج.
ولقي المقياس نجاحاً كبيراً في الستينات من القرن العشرين.
صمم مقياس بينيه ـ سيمون للذكاء لقياس أربع من القدرات العقلية الأساسية، هي الفهم والابتكار والنقد والقدرة على الحكم. ومن هذا المنطلق بدأ بينيه يصوغ أنواعاً من الاختبارات تجس العقل في هذه النواحي المختلفة، إذ ينطوي المقياس على اختبارات للفهم والتذكر والموازنة، ومقاومة الإيحاء والاستخدام الصحيح للغة، ويتألف المقياس من 30 سؤالاً أو بنداً مرتبة بحسب درجة صعوبتها. وقد راعى بينيه في وضع بنود المقياس أن تكون هذه البنود قادرة على قياس الذكاء الذي يعتمد على الخبرات المشتركة للأطفال من دون أن تتأثر بالمعلومات المكتسبة، ويصلح هذا المقياس لقياس ذكاء الأطفال من الذين تقع أعمارهم بين الثالثة والحادية عشرة.
عدّل بينيه مقياسه مرات عدة، وكان آخر تعديل له سنة وفاته. وقد حدد لكل عمر من الأعمار مجموعة من الأسئلة التي تناسبه، وتتألف كل مجموعة من ست أسئلة، وبذلك يكون أول من وضع أول وحدة في القياس العقلي وهو العمر العقلي المختلف عن العمر الزمني أحياناً. وقد قدر لمقياس بينيه أن ينتشر في أنحاء العالم وترجم إلى عدة لغات وزاد عليه المشتغلون في هذا الميدان، إذ عدله تيرمان في جامعة ستانفورد في أمريكة ونشره عام 1916 تحت اسم مقياس ستانفورد بينيه للذكاء، كما طوره (ميرل) في الستينات ليلائم البيئة الأمريكية بعد تجريبه على نطاق واسع.
وعربه (القباني) بعد تجريبه في البيئة المصرية والعربية.
-