:-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-:
ماذا جرى كيف ورودُ الحبِ تذبلْ
والقلبُ عن أشواقهِ كيف تحوّلْ
أين الذي كُنّا بهِ أين هوانا
ماذا عساهُ القلبُ بعدَ الحُبِ يفعل
عيناكَ فيها ألفُ سِرٍ في غِشاها
لم أستطِع تفسير ما فيها تفصّل
ذاكَ الذي يُخفي لماذا كنتَ تأتي
ذاكَ الذي يُخفي لماذا كنتَ ترحل
والشوقُ إن عاد مع الريحِ سيمضي
إذ كان أحلى كان أصفى كان أجمل
يمضي المدى دون الصدى يمضي ولكن
هل يستطيعُ الحبُ أن في الصدرِ يأفل
فيكَ استَوَتْ عاصفةُ الأمسِ حروباً
جُنديُّها المجهولُ لا ما عاد يُجهَل
تستسهلُ القطعَ بما قد كنتَ تحكي
إن كان سهلاً فالذي يتلوهُ أسهل
سائلْتَ قلبي وبقلبي أنتَ أدرى
إن كنتَ تدري فلماذا جئتَ تسأل
إن تدّعي أنّكَ بي ما كنتَ تدري
ما كنتَ تدري إنما ما كنتَ تجهل
قلبٌ بهِ كلُّ الأحاسيسِ رثاءٌ
إن هزّها الشوقُ قليلاً عنهُ تبخل
قلبي بقفرٍ هام باستسقاءِ ماءٍ
لم يطلب الأمطارَ فلتسقيهِ بالطل
في البُعدِ هجْرٌ كيفما في الهجرِ جرحٌ
والقلبُ مِن جرح المُداوي كم تعلّل
لو لم يرى القلبُ مِن الجرحِ انكساراً
عذراً, لما مات قتيلٌ حين يُقتَل
بحرانِ إنّا إنما فيكَ اختلفنا
عذبٌ فُراتٌ من أُجاجٍ كيف ينهل
في كبريائي هزةٌ تُخفي شعوري
لكنَّ قلبي حولها فيكَ تجوّل
إني نذرتُ القلبَ والنذرُ وفاءٌ
والنذرُ في صفوِ المُجافي فيكَ يُقبَل
إني فقدتُ الوعيَ في دنياكَ شوقاً
والحلُّ أن أبقى بلا وعيٍ ولا حل
يا مالِكاً كُلّي أفِض حولي ظِلالاً
وارفِق بقلبٍ في روابيكَ تظلّل
يا نظرةً لاحت بها روحي ستصفو
ما يقطَعُ القطعُ بها بالوصلِ يُوصَل