الموت ذلك الغالي ... يا مرحبا بالموت ..... الموت ذلك الحق المخيف ...يأتي إلينا مسرعا أم نحن نلهث خلفه ... الموت ... معادلة صعبة جدا .... ونعمة غالية جدا ... في المستشفى يرقد رجل في التسعينات من عمره ... يوشك على الموت ... كليتاه أعلنتا الاستسلام للموت ......فيعاني من فشل كلوي مزمن .... ...بلعومه أعلن الموت... فما با...ت قادرا على البلع ..الحل بسيط يتم مد أنبوب في انفه يغذى به بالحليب . المخصص لتلك الحالات ..مكونات عجيبة ,, وغريبة تغنيه عن أفضل الأطعمة ..... رئتاه ترفضان االعمل ...وتعلنان أنهما في حالة إنهاك شديد ...لا بأس .. يفتح له فتحة في رقبته حيث يمدأنبوب يعطيه ما يحتاجه من الأكسجين .......هناك بلغم ..لا مشكلة تاتي الممرضة فتتدخل انبوبا متحركا .. وتشفط البلغم الذي يضايقه .. قد تنزل بعض قطرات الدماء .. لا بأس ...يتم التخلص منها ....قدماه يداه ما عادتا تحملاه منذ زمن ..لا بأس... سرير طبي متحرك ... وفراش طبي ينفخ بالهواء حتى لا يصاب بالتقرحات.. ..لا ترغب بالطعام !!لا حاجة أصلا لسؤالك .. فالطعام يصلك شئت ام أبيت ......والدم ضعيف جدا ... هيا أعطوه لترات من الدماء .... يرتفع صوت غرغرته ... يرتفع صراخه... طالبا الموت .. والموت لا يأتي.. ماذا نفعل .. ننتظر الموت جميعا ...بما فيهم الأطباء .. منذ أشهر عديدة أعلن الاطباء نو ....كود أي... عندما يتوقف قلبه ليموت ..لن نقدم له المساعدة ... ليموت بهدوء .. ..لكن قلبه لا يتوقف ...لا زال ينبض ضعيفا .. واهيا ...يريد الموت ... والموت يرفض أن يأتي .... يتجمع أولاده الخمسة تقرأ ابنته عليه آيات الإحياء ...والسكينة ... و الرقية ..و القرآن الكريم .. لعل رحمة الله تتنزل .... فتخرج تلك الروح ..أو النفس المعذبة.... التي تأبى الخروج .. ..يقف أولاده .. الرجال ... مسمرين تعلو وجوههم علامات الخوف والقلق . والاستسلام ... والضعف .. لا يملكون شيئا .. يتمنون ان يقدموا له أي مساعدة .... دون جدوى .... يموتون في اليوم عدة مرات .....كلما دق الهاتف ليلا .. كلما قرأ أحدهم رسالة .... علي أرجوك رد ...... عبد الله أريدك بشيء مهم ...ويرتفع صوت صراخ والدهم ... فلا هي حي فيرجى .. ولا ميت فيرحم ويدفن .. ويصلى عليه ... لا هو ميت .. ولا هو حي ... ولا يتعافى ... بل موت متقطع .. تلك احبائي سكرات الموت ..... ألم أقل لكم الموت ثمين جدا وغال .. رحمه الله والدي كان دوما يقول: يا مرحبا بالموت .. أهلا برؤية وجه ربي ... ينظر له الطبيب قائلا: العملية خطيرة .. أقول له: .. يقولون قد تتعرض للموت ..يريدون إخلاء مسؤوليتهم .... لعلي ألطف الموضوع .... يضحك رحمه الله بطمأنينة عجيبة ...وسكينة عميقة قائلا : يا مرحبا بالموت أهو الموت حبيبتي يا بنيتي يا مرحبا بالموت ..
المريض التسعيني لا يزال يعاني .. .. أهو كما قال ربنا.. أخرجوا أنفسكم .... النفس لا تريد الخروج ... الجسد واه ضعيف ... تعلن أجهزته الموت .. الجهاز تلو الآخر ... والموت يأبى أن يأتي... ألم أقل لكم إنه صعب .. مات والدي خلال دقائق قليلة ..... لكنه كان مستعدا للموت منذ زمن ....وينتظره بشوق كبير.. كان يقول : لقد بت غريبا في هذه الدنيا ... مات معظم أصحابي ورفاقي .. .. أنهيت ما علي من أمانة ورسالة ... مصارع أمتي في السبعين .. يا مرحبا بالموت .... كلمة صار ..وقعها جميل جدا ... أيها الموت الذي اشتاق إليه والدي كثيرا .... أيها الموت الذي أخذت والدي ..... هنيئا لك والدي .. فأرفق إلهي بعبدك المشتاق ... . |