حفلة نجاح صدرت النتائج وعلقت اسماء الناجحات والحمدلله فقد تلقيت كتابي بيميني فالله لا يضيع اجر من احسن عملا ورسبت بعض الطالبات فبعضهن من رضيت بالامر الواقع فعرفت ما جنته يداها وصمتت بخجل تواري وجهها من سوء ما بشرت به ومنهن من ادعت وزعمت ان الادارة والمدرسات يتقصدن ظلمها ولاسيما غيداء التي اخذت تبكي وتندب فقد كان مستواها لا باس به ومن الغريب ان ترسب وكان من الطبيعي ان تصعق الطالبه بخبر رسوبها ولكن ان يذهلها خبر نجاحها فهذا الغريب وهو ما حدث فعلا مع علياء عندما قرات اسمها في سجل الناجحات واخذت تعيد النظر في لوحه الاعلانات وتدعو الله وتتضرع اليه ان تكون صاحيه والا يكون ما تراه حلما فقد وصلت بالكاد الي الصف السابع وهذا اول عام دراسي تنجح فيه من اول محاوله فمن يراها يظنها امنا لا صديقتنا والحقيقه اننا جميعا صعقنا لنجاحها فهي تكاد تكون اكسل طالبه بالصف بل بالمدرسه كلها فلم تسالها المعلمه سوال واستطاعت الاجابه عليه ولا رايتها تحمل كتابا او قلما وكانها كانت تاتي المدرسه كمدعوه طلب اليها الحضور للزياره لا لطلب العلم وتداعت عليها الطالبات الراسبات واقبلن من كل جانب وصوب واجتمعن معترضات ولاسيما غيداء فليست علياء بافضل منها وذهلت علياء قليلا ولما صدقت دعوي وخبر نجاحها وتاكدت من اسمها المكتوب تمالكت نفسها ونظرت حولها ونظرت ثم نفخت صدرها بتعال زائف وتجاهلتهم واخذت تدعو وتنادي جميع الطالبات قائله صديقاتي انتن مدعوات لحفل نجاحي اليوم بعد العصر ورغم اعتقادي ان عجائب الدنيا صارت ثمان بنجاح علياء ولكني ايدت فكره حضور الحفل ودعوت الطالبات بل شجعتهن علي الذهاب للمباركة لعلياء فقد يشجعها هذا علي الدراسه والعمل بجد في العام القادم وعندما دعا الداعي واذن الموذن لصلاه العصر اديت فرضي واشتريت اجمل باقه ورد لعلياء وحملت وردي وتوجهتنجو منزل علياء وعندما دخلت استقبلتي امها بالفرح والترحيب وشكرتني علي الباقه فقالت الام انك صاحبه ذوق رفيع فقد عرفت ان علياء ورده ويليق بها الورد واخذن يتحدثن عن علم علياء ودارسه علياء وفي كل مناسبه تدعي علياء اليها بفخر علياء ابنتي يالفرحتي انا ام هذه العبقريه لدرجه جعلتني اشعر بالملل والضجر من هذا التقديس لنجاحها غير المبرر اصلا واخذت الفتيات يتبادلن النظرات الساخطه بصمت فازدردت ريقي وحنيت راسي اسفا منهن فانا من شجعتهن علي الحضور ودعي للطعام وطلب احضاره الينا فاخذت الام تسال علياء بزهو امام الجميع انــت تعرفين اكثر منا يا علياء اخبرينا انبدا بالكاتو ام الجيلي فاخذت علياء تفكر وكانها تيونين تكتشف الجاذبيه الارضيه وقالت مدعيه يقول العلم ان نبدا من اليمين الي الوسط ومن اليسار الي الوسط وازادت الفتيات غيظا لتكبرها فكانها دعتنا لتتباهي امامنا بالرغم من وجود العديد من الفائقات بالحفل الا انها لم ترا غير نفسها وفجأه رن هاتف المنزل وردت الام نعم هنا منزل الانسه علياء اهلا المديره تفضلي لحضور حفل نجاح علياء رصمتت قليلا وتغير لون وجهها وامتقع وتهالكت وراءها كما بتداعي البنيان فصاحت ماااذاا اخطأتم بين غيداء وعلياء ابنتي راسبه انتم غشاشون كاذبون سادعي عليكم واتقدم بشكوي ضدكم الي الشرطه
وهنا ثارت ثائره علياء وتحطم كبرائيها وصاحت بالفتيات انتن هل دعوتكم لتشمتن بي والحقيقه انها لكثره ماظهر منها من غرور وادعاء كدنا نشمت بها ولكننا تاثرنا وحزنا لحالها واخذنا ننسحب الواحده وراء اخري فاقتربت منها قائله لاداعي للغضب علياء اهدئي عزيزتي ستنجحين بالعام القادم فما كان منها الا ان قامت وحملت باقه الورد واخذت تجري ورائي وتضربني بها ففتحت باب المنزل وهربت وكان هذا اغرب حفل نجاح حضرته بحياتي
اعذائي لا يجب ان يتباهي الشخص بعلمه او ماله
فالله فوق كل شيء
وعلينا شكر من سخر لنا تلك النعمه
النهايه
__________________ إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم |