عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-04-2013, 02:40 PM
 







المشهد الثاني


{ قَاتِل الأسد}

هو الصحابي الجليل هاشم بن عتبة بن أبي وقاص -رضي الله عنه-.
أسلم هاشم يوم فتح مكة، وحسن إسلامه، وانقلب من عدو لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - إلى ولي حميم لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم – ولدينه،


ومن شجاعته وهمته في الحرب كان يلقب بـ "المقال"، أي: السريع إلى العدو.

وكان بطلاً خبرته الحروب وعرفته ساحات الوغي مقدامًا لا يكل ولا يفر حين إشتداد الهيجاء




واصطدام الرجال بالرجال ..
ورنين الدروع في الدروع ..
وصليل السيوف

وإقبال المنايا والحتوف ..
ولسان حاله يقول ..


أنا إن قُتلتُ ففي إلهي مصرعي *** فالموت ُ خيرٌ من حياةِ الخُنعِ


هُم الصحب الميامين ..
البررة المُحَجَلون ..
أصحاب الرسول الأمين ..
هادي العالمين ..
وكانت الموقعة التي نتحدث عنها ..
يوم خرج بطلنا هاشم مع عمه "سعد بن أبي وقاص" أمير الجيش الإسلامي في بلاد الفرس لفتحها،
يوم "مظلم ساباط" مكان بالعراق بعد بلدة "نهر شير " التي فتحها المسلمون.
في هذا المكان تجمعت كتائب كثيرة لكسرى -حاكم الفرس- يسمونها "بوران" يقسمون كل يوم: "لا يزول ملك فارس ما عشنا"،
وقد أعدوا أسداً كبيراً يقال له: المقرط" في طريق المسلمين!
ظنوا أن المجاهدين في سبيل الله الذين يحبونه الموت ويؤثرونه على الحياة مثلهم سيخافون ويفرون من أسد!
لم يعلموا أن رضاء رب العالمين، والفوز بجنته، ونيل كرامته هو مطلوبهم، ولم يعلموا أن الأسد حيوان مسخر مربوب، والله -تعالى- قادر أن يحوله عليهم، كـ"فيل أبرهة"! ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ).


وكان الأسد كبير الحجم مرعب المنظر ..
فلما تقدم المسلمون تركه الفرس ووجهوه نحو جيش المسلمين ..
ففزعت الخيول ..
وتراجع الأبطال ..
ووجلت القلوب ..
وترجل البطل عن فرسه ..
كي يثبت ولا يفر الفرس به ..
ودنا الأسد ..
يفزع القلوب زئيره ..
ويهُز الفضاء شخيره ..
وأقبل البطل ..
فوثب الأسد ..
فتلقاه بسيفه فقتله ..
وفي رواياتٍ فشطره أي قطعه نصفين { والله أعلم } ..
فكبر المسلمون تكبيرة أفزعت قلوب الفرس، واستمر هاشم في تقدمه وسرعته ومن ورائه الفاتحون، فحمل على الفرس حملة شديدة أزالتهم عن أماكنهم، وهو يتلو

-: ( أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ

وتم النصر بفضل الله -تعالى- وله الحمد والمنة.
وفي هذا اليوم قبَّل سعد - - رأس هاشم ابن أخيه؛ تكريماً له، وقبَّل هاشم قدم سعد ؛ إجلالاً واحتراماً له، ولقب سيف هاشم من ذلك اليوم بـ" المنن".
فرضي الله عنه، وعن صحابة النبي - - أجمعين
المراجع


الواقعه المذكورة فقط



من تراجم الصحابة

الكاتب

عصام حسنين


يتبع بعون الله مع المشهد الثالث

__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس