البداية :wardah:
أن تكون وحيدًا لهو شيء مخيف , هذا ما فكرت به , ادعى هيوجا هيناتا أنتقلت الى كونوها مؤخرًا من مدينة هادئه , انا في السنه الثانيه أدرس في ثانويه كونوها العليا , لا أملك أي اصدقاء بالرغم من ان المدة التي قضيتها في هذه المدرسه كافيه لتكوين عدة صداقات ربما الامر يعود الى طبيعتي الأنطوائيه , فأجد صعوبه في التحدث الى الأشخاص الغرباء و دومًا ما أضع نفسي في مواقف حرجه بسبب خجلي .
رن الجرس معلنًا نهاية الحصه و بداية فتره الغداء , جمع المعلم كتبه من على الطاولة و خرج ليخرج خلفه مباشرة الطلاب , ألتقطت علبة غدائي من داخل الدرج :
_سأذهب لشراء زباديي المفضل ثم الى مكاني المعتاد .
همست بهذا لنفسي , و أستعديت للذهاب و بينما أنا أمشي و أعد مصروفي أصتدم بي أحد الفتيان بعد أن دفعه صديقه نحوي بدفاشه , ارتطم كتفي بحافه الجدار و تركت علبة الغداء و المحفظه جراء الألم الذي شعرت به , تناثر الأرز و القطع النقدية على الأرض و تجاهلت امر الألم و انحنيت لأجمعها , مديت يدي لقطعه نقدية كانت قد ابتعدت و لكن قدم الفتى الذي صدم بي سبقتني و وطأ عليها , رفعت رأسي لأنظر اليه لقد تجاهلني تمامًا حتى لو كان الأمر حادثًا فهو يؤلمها , جمعت ما أتسخ من الأرز و بعض البيض و كبته بصندوق القمامه :
_ ياللخساره .
~
انتهى الداوم و عادت الى منزلها بالحافله , أكملت طريقها سيرًا الى داخل الحي الذي توجد بها شقتها , عندما وصلت الى مبنى بسيط بطابقين و في كل الطابقين توجد شقتين متجاورتين فقط و هي تسكن بالطابق الثاني صعدت درجات السلم الخشبي المتهالك , هذه الشقه الوحيده الشاغره و التي كانت أقرب الى مدرستها كما أن ايجارها مقبول , أخرجت مفتاحها و ادارت مقبضه و قبل أن تدخل ألقت نظره على الباب المجانب لشقتها هي لم تقل مرحبًا بعد لجارها .. دخلت و كان السيب ضيقًا , نزعت حذائها ووضعته بجانب الأحذيه الاخرى و ارتدت حذاء المنزل المريح , علقت سترتها على الشماعه و اكملت طريقها كانت الصاله شبه واسعه بها مطبخ بسيط مفتوح به فرن و دواليب للآواني و ثلاجة صغيره , توسط الغرفه طاولة طعام و جلسات ارضيه , للأسف لم تكن تملك تلفاز , ويوجد حمام في نهاية الصاله , أتجهت نحو غرفة نومها , كان في الركن سريرها الصغير الذي تجد فيه راحه لا متناهيه بالرغم من صغره و بجانبه مكتب وكرسي للأستذكار و دولاب ملابسها موجود في الركن الاخر من الغرفه , رمت حقيبتها فوق الطاولة و أرتمت فوق سريرها وقفت مرة أخرى و أرتمت بقوة اكبر فوقه ضحكت على سذاجتها , كانت تحب أن ترتمي هكذا فوق السرير و لو كان السرير ضخمًا مليئًا بوسادات من الريش حيث عندما ترتمي فوقه يتطار الريش الأبيض فوقها بمنظر ساحر سيكون الأمر أشد روعه , طردت ألأفكار و استدارت بجسدها لناحيه الجدار : أوتش !!!
ااه رجع الألم الذي صاحبها اليوم عندما أرتطمت بالجدار حاولت تجاهله كما فعلت اليوم و تمنت ألا يكون المكان متورمًا , أخذت تتأمل السقف و تفكر بأشياء عدة لا فائدة منها بعدها بدقائق غفت من شدة التعب .
~
_ أتمزح معي الان !؟ من سمح لك بفعل هذا ؟!!!
_ انا أخوك الأكبر , وولي أمرك , لي الحق بأن أفعل ما يصب في مصلحتك !
_ أخرس !!! أنتَ لم تفكر بي ابدًا , دومًا تتحجج بقولك بأنه في مصلحتي لكنك لا تفعل الا لنفسك , أنها انانية .
_ ســـاســكي !
_ إيــتاشي !! سحقًا .!!! بدأت حقًا تشعرني بالأشمئزاز , لا تتوقع مني أن أسامحك أن فعلت هذا , لقد سمحت لك بالسكن معي لأني أشفقت عليك لا أكثر !!!!
خرج من البيت غاضبًا بعد أن انهى ماقاله و دفع الباب الخشبي بقوة ليهتز من قوة اصتدامه , فتح ايتاشي عيناه التي اغمضها جراء صوت أقفال الباب القوي و قال بأسى : ماذنب الباب المسكين !
~
فتحت هيناتا عيناها بفزع و جلست بحركه لا أراديه , صمتت لبرهه و هي تتأمل المكان بغرابه , مسحت على رأسها بتعب لقد أفزعها الصوت القوي و ايقظها من نومها , رفعت يدها لترى ان الساعه تشير الى السابعه و النصف , اذن لقد نامت لساعتين متواصلتين , أنزلت قدمها على الارض :
_ مازلت ارتدي زيي المدرسي , لابد و أني كنت متعبه جدًا ..
فكرت بأنها ماتزال متعبه و تريد النوم أكثر , و لكن يجب عليها انهاء واجباتها المنزليه اولًا و اعداد وجبه خفيفه تسكت جوعها , جلست أمام الطاولة الصغيره بوسط الغرفه بعد أن أنتهت من تغيير زيها و ارتدت شيئًا مناسبًا للمنزل , تي شيرت أبيض بأكمام قصيره و بنطال رياضي أسود , ورفعت شعرها الطويل فوق على هيئه ذيل فرس تاركة بعضًا منه في الامام و خصلتين من عند اذنيها , تناولت نظاراتها من فوق الطاولة و لبستها و بدأت في قراءة كتابها الدراسي , لم يكن نظرها سيئًا لدرجه لا تسمح لها بالقراءه و لكنها تحب ارتداءها ظنًا منها بأن هذا يساعدها على الركيز , مدت يدها الى قطع البطاطا الحلوه المخبوزة بالفرن و أكلتها بنهم , بعدها بعدة دقائق أغلقت كتابا و دفعته جانبًأ الى الدفاتر التي كانت قد أنهتها , أستندت بمرفقها على الطاولة بتململ , أن الحياة وحيدًا مملة الى درجه لا تصدق حدقت بمنزلها و فكرت "و فارغه ايضًا" , على الأقل سيكون عيش شخص واحد معك ممتعًا حتى لو كنتما لا تتحادثان طوال الوقت , فقد كون أحد معك يشعرك بالدفئ , نظرت الي صحن البطاطا و كان هناك باقٍ كثير لم تأكلها جاءتها فكره و قالت بمرح :
_ سيكون من الخساره رميها , سوف أقدمها لجاري المجهول و منها أضرب عصفورين بحجر واحد .
~
رن جرس الشقه و نزعه من تأملاته السارحه , نظر لساعته و قال :
_ أيتوقع ساسكي ضيفًا !؟
كان متأكدًا بأن ساسكي قد أخذ مفتاح الشقه قبل أن يخرج , ياله من حذر هذا الأخر , اذن من الذي يطرق باب بيتهم بمثل هذه الساعه , فتح الباب على أخره ليضئ جزءًا من الممر المظلم و الذي كانت تقف فيه هيناتا مبتسمة يالا رقتها هذا أول ما طرأ على بال ايتاشي و هو يحدق في هيناتا الممسكة بصحن مغلف والتي وقفت بدورها تتأمله بأبتسامة و نظرة استغراب , ضم ايتاشي ييديه الى صدره و أستند بكتفه الايمن على طرف الباب و ابتسم أبتسامة ساحره أستغربت هيناتا في بادء الأمر و لكنها أحست بالغرابه عندما طالت نظراتهم لبعض فقالت بأرتباك وهي تمد له الصحن :
_ م.. مرحبًا , أنا .. هيوجا هيناتا , حبيبتك الجديدة , أمل أن نتوافــ...... اللعنـه .
ضحك لأرتباكها و لخبطتها بالكلمات فتجمع الدم في وجهها غطت وجهها بخجل و هي تصيح لاعنه في نفسها , أفسح لها ايتاشي المكان ليدعوها للدخول و قال من بين ضحكاته :
_ يالها من بداية رائـعه , أنا اوتشيها ايتاشي تشرفنا يا هيناتا .
جلست حيث طلب منها و هي تتأمل المكان بالرغم من أن الشقه مشابهه لشقتها في التصميم الا أن الأجواء هنا مختلفه , تشعر بالدفئ و الحنين , أبتسمت ردًا لأبتسامته عندما وضع أمامها كوبًا من العصير و جلس مقابلها , فتح القصدير الذي كان يغطي البطاطا الحلوه المخبوزة و ذاق قطعه , أنفرجت أساريرها عندما مدحها و ابدى اعجابه , قال معتذرًا بلطف :
_ لقد سمعت من السيدة العجوز أن هناك ساكن جديد بجانبي منذ فترة و لم أجد وقت فراغ لأن أدعوك اعذريني!!
_ مم لا عليك فحتى أنا لم أجد الوقت لأن أقول مرحبًا كما أننا لم نتقابل كل هذه الفتره , هه شيء غريب !
أبتسم و لم يزد , سألها بعد أن أنزلت كأس العصير من يدها :
_ هل تعيشين لوحدك في تلك الشقه ؟!
_ أجل , والدي يعيش في مدينة اخرى حيث عمله و قد .. أرسلني الى هنا لأدرس هه !
ألتمس القلق في كلامها و لم يبين هذا و لم يكثر اسئلته , قال لها بحنيه : يبدو أنك ما زلت طالبة ؟
_ ااه أجل , أدرس بالثانوية !
_ اوه حقًا ؟ مذهل أخي يدرس بالثانوية ايضًا ليس هنا بالوقت الحالي و لكن في المرة القادمة سأعرفك عليه .
انه يقول في المرة القادمة , أي أنه يريد رؤيتي مرات اخرى , يالاسعادتي ..
_ هل انتِ مرتاحه في شقتك ؟
_ اه ... أجل كثيرًا , أنها قريبه من موقع مدرستي و يتوفر هنا جميع الخدمات !
و قصدت من وجود سوبر ماركت قريب و صيدليه و ما الى ذلك , دخلوا بعدها بالعديد من الأحاديث اللطيفه التي أخرجت هيناتا من مللها .. انساقت معه بالحديث حتى نسيت الوقت .. وقفت بسرعه فاحتج لكونها مستعجله , فكرت بأنه قد مر ساعه ونصف و لم ينتبها على ذلك و لا زال يقول بأنها مستعجله , أجابته بأن عليها النوم مبكرًا فغدًا يوم دراسي ..
وقف عند الباب و قال لها بلطف مودعّا : أطلبيني أن أحتجتي الي , حسنًا , ااه و اذا شعرتي بالملل تعالي الي فقد أستطيع أن أخرجك منه بمهاراتي !
ضحكت مجامله , دخلت لشقتها و وقفت بالسيب الضيق للحظات , أمسكت وجهها بيديها و قالت بهمس خجل :
_ أنه لطيف جدًا .
انتهى :wardah: