شنايدر بطل "سان برنابيو" الجديد
بعد مرور ثلاث مراحل من مسابقة الدوري الاسباني لكرة القدم.. لا بد من الحديث عن لاعب سطع نجمه ليصبح أبرز لاعبي الليغا.
إنه ويسلي شنايدر.. ذلك الهولندي الذي استطاع خلال فترة فصيرة أن يتحول إلى النجم الأبرز في صفوف ريال مدريد حامل اللقب، لعب حتى الآن ثلاث مباريات سجل خلالها أربعة أهداف ليتصدر قائمة هدافي الدوري الاسباني، وبذلك بثبت شنايدر أنه جدير بارتداء القميص رقم 23 وهو قميص النجم الانجليزي ديفيد بيكام المنتقل لصفوف لوس أنجلوس غالاكسي الأميركي.
لقد أصبح صانع الألعاب الرئيسي لفريقه، وتمكن من تثبيت قدميه في التشكيلة الأساسية رغم أن الأنظار كانت تتجه نحو مواطنه لاعب تشلسي الانجليزي السابق أرين روبن الذي منعته الإصابة من بدء مشواره مع الفريق الملكي حتى يومنا هذا، لكن الحقيقة هي أن تألق شنايدر لم يكن مفاجئا بالنسبة لمتابعي الكرة الأوروبية، فهو من أشهر لاعبي جيله في القارة العجوز، وأبرز دليل على ذلك هو تسلمه شارة القائد في فريق السابق أياكس وهو في الثانية والعشرين من عمره.
نشأ شنايدر في أسرة تعشق كرة القدم بمدينة أوتريحت الشهيرة مسقط رأس نجم الكرة الهولندية في الثمانينيات والتسعينيات ماركو فان باستن، والده كان لاعبا سابقا، وأخاه الكبير جيفري يلعب لفريق ستورمفوغيلز تيلستار، أما أخاه الصغير رودني فيتوقع له نقاد الكرة الهولندية له مستقبلا مشرقا في عالم اللعبة.
وانضم "ويسلي" لفرق الفئات العمرية في أياكس، ونال إعجاب المدربين الذين أشرفوا على رعايته، ولفت اللاعب الهولندي أنظار قائد أياكس الشابق داني بليند الذي كان يتولى تدريب منتخب هولندا للناشئين، فضمه للفريق معترفا بموهبته، وعندما مر أياكس بمرحلة عصيبة عام 2002 بعد تعرض الكثير من لاعبيه للإصابات، نصح بليند زميله السابق في المنتخب الهولندي ومدرب أياكس حينها رونالد كومان بالاستعانة بخدمات شنايدر الذي كان عند حسن ظن الجميع مثبتا أنه لاعب من الطراز الرفيع.
في موسمه الأول مع زعيم الأندية الهولندية، لعب شنايدر 17 مباراة في الدوري أحرز خلالها أربعة أهداف، وفي الموسم التالي تمكن من تسجيل أول أهدافه في مسابقة دوري أبطال أوروبا وقاد الفريق لإحراز لقب الدوري المحلي مسجلا عشرة أهداف، واختير في نفس الموسم أفضل موهبة كروية في هولندا.
لم يكن موسم 2004/2005 جيدا بالنسبة لشنايدر فافتقد لميزة الألقاب وهو الأمر الذي انطبق على مجريات موسم 2005/2006 أيضا، لكنه تمكن من قيادة أياكس لإحراز كأس هولندا، والموسم الماضي كان أفضل مواسم شنادير مع أباكس حيث أحرز 18 هدفا في الدوري باعثا رسالة شديدة اللهجة لأندية الصفوة في أوروبا مفادها أن الوقت قد حان لتجربة اللعب خارج بلاده.
انتقل صانع الألعاب الهولندي للعب في صفوف ريال مدريد مع بداية الموسم الحالي مقابل 27 مليون يورو ليصبح ثاني أغلى لاعب كرة قدم هولندي، بدأ مشواره في الدوري الاسباني من خلال تسجيل هدف الفوز لفريقه في مرمى جاره أتلتيكو (2-1)، وفي المباراة الثانية أمام فياريال.. توج شنايدر جهوده بتسجيل هدفين أحدهما من ركلة حرة مباشرة، وأخيرا تمكن شنايدر من إحراز رابع أهدافه في المسابقة أمام ألميريا في المباراة الثالثة للفريق الذي يتصدر الدوري الاسباني برصيد تسع نقاط من ثلاث مباريات.
شنايدر لاعب قدراته تتحدث عن نفسها.. لعب مباراته الدولية الأولى مع المنتخب الهولندي في نيسان/ابريل عام 2003 أمام البرتغال ليصبح أصغر لاعب يرتدي القميص البرتقالي، وهز الشباك دوليا للمرة الأولى أمام مولدافيا في تشرين الأول/أكتوبر بتصفيات كأس أوروبا 2004 التي لعب فيها دورا كبيرا في تخطي هولندا للدور الأول قبل أن تخرج أمام البرتغال في ربع النهائي، كما شارك في نهائيات كأس العالم 2006 التي خرج فيها الهولنديون من الدور الثاني أمام البرتغال مجددا.
وتألق شنايدر الحالي هو مثال آخر على نجاح التجربة الهولندية مع ريال مدريد، حيث توج رود فان نيستلروي هدافا للموسم الماضي، ويبرز خلال مباريات الموسم الحالي النجم الشاب رويستون درينتي الذي باستطاعته اللعب في أكثر من مركز.
ولم يكن يخطر ببال أحد أن ال"ريال" سيشتري خدمات شنايدر رغم أن النقاد استغربوا في السابق تجاهل الأندية الكبيرة لقدرات اللاعب الهولندي، وكسب الفريق الملكي الصفقي بصمت دون منافسة تذكر وهو ما وضح البعض في حيرتة من أهرم حول ساسية الأندية الأوروبية في التعاقد مع النجوم اللامعة، وقال رئيس نادي ريال مدريد راموان كالديرون لدى تقديمه شنايدر للإعلام الاسباني: "لقد قرأت في ذات مرة عن تجاهل الأندية لإمكانيات وقدرات شنايدر الأمر الذي أثار استغرابي، لقد كسبنا اليوم واحدا من أفضل اللاعبين في الكرة الهولندية حاليا".
ومناسبة الحديث عن أبرو نجوم الليغا حتى انتهاء الجولة الثالثة.. لا بد من ذكر مجموعة من اللاعبين المتألقين على رأسهم الساحر البرازيلي رونالدينيو نجم برشلونة وزميله لاعب الوسط العاجي يايا توريه، ومهاجم مايوركا القادم من خيتافي دانييل غويزا، والفرنسي فلورين سيناما بونغولي مهاجم ريكرياتيفو إاضة إلى لويس غارسيا لاعب اسبانيول وراؤول غونزاليس قائد ال"ريال" وزميله لاعب الوسط المتألق غوتي.
صار شنايدر في ليلة وضحاها محبوب جماهير ال"سان بيرنابيو"، فرض احترامه على بقية زملائه في الفريق بفضل حرفنته ومهنيته ونشاطه الملحوظ على أرض الملعب، أصبح الرقم الصعب في القلعة البيضاء، وما تزال جماهير الليغا تنتظر المزيد من هذا اللاعب الهولندي المتميز.