- اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى رقم: (4723): السؤال: حكم تمثيل الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- والصحابة والتابعين -رضي الله عنهم-؟ وعن تمثيل الأنبياء وأتباعهم من جانب والكفار من جانب آخر؟ الجواب: أولاً: إن المشاهد في التمثيليات التي تُقام والمعهود فيها طابع اللهو وزخرفة القول والتَّصنُّع في الحركات ونحو ذلك مما يلفت النظر، ويستميل نفوس الحاضرين، ويستولي على مشاعرهم، ولو أدى ذلك إلى ليٍّ في كلام من يمثله، أو تحريف له أو زيادة فيه، وهذا مما لا يليق في نفسه فضلاً عن أنه يقع تمثيلاً من شخص أو جماعة للأنبياء وصحابتهم وأتباعهم فيما يصدر عنهم من أقوال في الدعوة والبلاغ، وما يقومون به من عبادة وجهاد أداء للواجب ونصرة للإسلام. ثانيًا: إن الذين يشتغلون بالتمثيل يَغلِب عليهم عدم تحري الصِّدق وعدم التَّحلِّي بالأخلاق الإسلاميَّة الفاضلة، وفيهم جرأة على المجازفة وعدم مبالاة بالانزلاق إلى ما لا يليق، ما دام في ذلك تحقيق لغرضه من استهواء الناس وكسب للمادة ومظهر نجاح في نظر السواد الأعظم من المتفرجين، فإذا قاموا بتمثيل الصَّحابة ونحوهم أفضى ذلك إلى السخرية والاستهزاء بهم، والنَّيل من كرامتهم، والحطّ من قدرهم، وقضى على مالهم من هيبة ووقار في نفوس المسلمين. ثالثًا: إذا قُدِّرَ أن التمثيلية لجانبين: جانب الكافرين؛ كفرعون، وأبي جهل ومن على شاكلتهما، وجانب المؤمنين؛ كموسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وأتباعهم؛ فإن من يُمثِّل الكافرين سيقوم مقامهم ويتكلم بألسنتهم؛ فينطق بكلمات الكفر، ويوجه السباب والشتائم للأنبياء، ويرميهم بالكذب والسحر والجنون.. إلخ، ويُسفِّه أحلام الأنبياء وأتباعهم، ويبهتهم بكل ما تُسوِّلُه له نفسه من الشَّر والبهتان مما جرى من فرعون وأبي جهل وأضرابهما مع الأنبياء وأتباعهم لا على وجه الحكاية عنهم؛ بل على وجه النُّطق بما نطقوا به من الكفر والضلال، هذا إذا لم يزيدوا من عند أنفسهم ما يُكسب الموقف بشاعة ويزيده نكرًا وبهتانًا؛ وإلا كانت جريمة التمثيل أشد وبلاؤها أعظم؛ وذلك مما يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من الكفر وفساد المجتمع ونقيصة الأنبياء والصَّالحين. رابعًا: دعوى: "أن هذا العرض التمثيلي لما جرى بين المسلمين والكافرين طريق من طرق البلاغ الناجح والدعوة المؤثرة والاعتبار بالتاريخ" دعوى يردُّها الواقع، وعلى تقدير صحتها فشرها يطغى على خيرها. ومفسدتها تربو على مصلحتها، وما كان كذلك يجب منعه والقضاء على التفكير فيه. خامسًا: وسائل البلاغ والدعوة إلى الإسلام ونشره بين الناس كثيرة، وقد رسمها الأنبياء لأممهم وآتت ثمارها يانعة؛ نصرة للإسلام، وعزة للمسلمين، وقد أثبت ذلك واقع التاريخ؛ فلنسلك ذلك الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ولنكتف بذلك عما هو إلى اللعب وإشباع الرغبة والهوى أقرب منه إلى الجدِّ وعلو الهمة، ولله الأمر كله من قبل ومن بعد وهو أحكم الحاكمين. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |