- سماحة مفتي المملكة: الشيخ: عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله-: أيُّها الإخوة! إن من المصائب والبلايا أن يهتم البعض من الناس بسيرة الخلفاء الراشدين بأسلوب مآلُه التجريح والنَّقد والقدح فيهم مهما برَّروا ذلك. إن هناك طائفتين: - طائفة أخذت على عاتقها في قنواتها تجريح أصحاب رسول الله، وسبهم وعيبهم ونقدهم، هؤلاء هم المجوس، لا يُستنكر ذلك منهم. - وأخرى من بعض المؤمنين أرادو أن يأخذوا سيرة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بالتحليل السياسي، والتحليل الاجتماعي، لماذا؟ ليجعلوا هذه الشخصية مجالاً لنقد الناقدين، وتكلم المتكلمين، واستهزاء المستهزئين. يضعون هذه الشخصية الفذَّة التي امتلأت دواوين الإسلام بفضائله وأعماله وسيرته، فلماذا لا ننشرها، ونترجمها ونُسمِعُها الناس؟ أما أن يجعلها بأسلوب سينمائي؛ لكي يتحدث عنه كل ساقط وساقط، وليكن محطًا للتجريح، والنقد، وإخراجه مخرج: أن هذا الصحابي الرَّاشد أعرابيٌّ جِلف في ملبسه وهيئته. شخصية إسلاميَّة أجمع المسلمون على إمامته، وخلافته، وأن خلافته خلافة راشدة، وأنه إمام هدى، وأنه مع صاحبه الصديق هم من خيار الخلق، يقول صلى الله عليه وسلم: «اقْتَدُوا بِالَّذِينَ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ». فما بالنا نعدل عن سيرتهم من كتب الإسلام، ونجعلها فيلم سنيمائي ليكون مجالاً للنقد للاستهزاء والسخرية؟! فلنتَّق الله في أنفسنا، ولنترفع بهذه الشخصية الفذَّة عن هذا المجال الأثِم، ولنعرف قدرهم وفضلهم ومكانتهم. وأيُّ محطةٍ تبنت هذه الفكرة فإنها مخطئة، وأي أشخاص تبنوها فهم مخطئون ضالون؛ لأن لو أرادوا الحق لترجموها ونشروها. أما أن نضعها في هذا الفيلم لكي يقول من يقول، وينقد من ينقد، ويسخر من يسخر، ويغمز من يغمز؛ لكي نُرضِي أعداءنا بالطعن في شخصيات إسلامنا وانتقاد تلك الشخصية الفذة الإسلامية التي فخر التاريخ بها. فلنتَّق الله في أنفسنا، ولنُجنِّب أصحاب نبينا هذا التجريح وهذا الغمز واللمز، ولنظهر سيرتهم كما كتبها علماء الأمة نشرًا وتأييدًا وترجمة. أما هذه الأفلام والمسلسلات فإنها في الغالب لا ترجو خيرًا ولا تقصد خيرًا. ومهما قال من أعدها ممن يدعون التنوير الفكري ومهما قالوا وبرروا فهم على خطأ فيما سلكوا. هذه سيرتهم ملأت كتب السنة وداووين الإسلام وتواريخ الإسلام فلنقرأها ولنترجمها ولننشرها، ولنجتنب هذه الطرق الملتوية التي مآلها إلى تجريح أولئك، والطعن في سيرتهم، والقدح في فضائلهم. نسأل الله السلامة والثبات والعافية. وليحذر المسلم من أن ينفق ماله في الباطل، وليحذر أن يكون داعية ضلال من حيث لا يشعر. فليتَّق الله المسلمون، ومُلاَّك المحطات الفضائية. فليتقوا الله في أنفسهم وليعلموا أن ما يُقدِمون عليه خطأ وخطر وجريمة. نسال الله الثبات والاستقامة. المصدر: خطبة جمعة بتاريخ: 16 شعبان 1433 هـ للاستماع: للتحميل المباشر: اضغط هنا
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |