العقبة السادسة : وهي عقبةُ الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات , فأمره بها , وحسنها في عينه , وزينها له , وأراه ما فيها من الفضل والربح , ليشغله بها عمَّا هو أفضل منها , وأعظم كسباً وربحاً , لأنه لَمَّا عجز عن تخسيره أصلَ الثواب , طمعَ في تخسيره كمالَه وفضلَه ودرجاتِه العالية , فشغله بالمفضول عن الفاضل , وبالمرجوح عن الراجح , وبالمحبوب لله عن الأحب إليه , وبالمرضي عن الأرضى له , ولكن أين أصحاب هذه العقبة , فهم الأفراد في العالَم , والأكثرون قد ظفرَ بهم في العقبات الأول . فإن نجا منها بفقهٍ في الأعمال ومراتبِها عند الله ومنازلِها في الفضل ومعرفةِ مقاديرها والتمييزِ بين عاليها وسافلها ومفضولِها وفاضلها ورئيسِها ومرؤسِها وسيدِها ومسودها , فإن في الأعمال والأقوال سيداً ومسوداً ورئيساً ومرؤوساً وذروةً وما دونها كما في الحديث الصحيح : " سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت " الحديث . وفي الحديث الآخر : " الجهاد ذروة سنام الأمر " . وفي الأثر الآخر : " إن الأعمال تفاخرت " , فذكر كلّ عملٍ منها مرتبته وفضله , وكان للصدقة مزية في الفخر عليهن . ولا يقطع هذه العقبة إلا أهلُ البصائر والصدق من أولي العلم السائرين على جادة التوفيق , قد أنزلوا الأعمال منازلها , وأعطوا كل ذي حق حقه , فإذا نجا منها , لَم يبقَ هناك عقبةٌ يطلبه العدوُّ عليها سوى واحدةٍ لا بدَّ منها , ولو نجا منها أحدٌ لنجا منها رسلُ الله وأنبياؤُه وأكرمُ الخلق عليه , وهي :
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |