عرض مشاركة واحدة
  #86  
قديم 06-07-2013, 07:14 PM
 
الفصل الأول....فقدت كل شيء

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('http://im32.gulfup.com/VGEoo.png');border:5px double rgb(255, 20, 147);"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]













الحياة....عبارة عن ابوابٍ عديدة....تدخل من بابٍ لتخرج من الاخر....لا نعلم ما قد نجده وراء كل باب....قد نجد شيئاً يفرح قلوبنا وقد يكون بالعكس.....
وما نحن سوا عابرون فيها......







كان يوماً جميلاً.... السماء صافية...وأمواج البحر هادئة....
هبت الرياح لتداعب وجنتيها وخصلات شعرها السوداء لتتطاير بحرية....
أبعدت الخصلات المتطايرة عن وجهها ذو الملامح الطفولية وأرجعتها خلف أذنها....
حدقت بالبحر الازرق تشاهد الامواج المتراقصة....اغمضت عينيها مستنشقةً ذلك العبق المحمل برائحة البحر...
استمعت الى أصوات الامواج المتراطمة بالصخور اندمج بها اصوات طيور النورس المحلقة بالسماء والقريبة من البحر...
استمعت لأصوات الاطفال وهم يلعبون ويمرحون في الارجاء.... خطت بضع خطواتٍ باتجاه البحر....وقفت على الرمال المبللة بالماء....امواج البحر الهادئة داعبت قدميها العاريتين....كان منظر البحر جميلاً جداً......

"يوكاري يا ابنتي...تعالي الى هنا"

التفتت نحو ذلك الصوت.....الى تلك المرآة الجميلة التي لوحت لها من بعيد...تلك المرآة التي تعشق صوتها وابتسامتها.....
لوحت بيدها قائلة "أنا قادمة...أمي"

توجهت الى حيث وقفت والدتها بجانب ذلك الرجل صاحب الشعر الاسود.... حيث كانت تحمل أسياخ الشواء وتقدمها له ليضعها على الموقد....وما هي الا لحظات حتى تصاعدت رائحة اللحم الشهية وانتشرت في الارجاء.....
استنشقت رائحتها وقالت بسعادة "ما أجمل رائحتها....لا أطيق الانتظار حتى أتذوقها يا أبي...."

ابتسم الاخير وقال " أصبري قليلاً يا صغيرتي..."






كانت تنظر الى ذلك اللحم المشوي الذي أخذ والدها بجمعه ليضعه في صحنٍ كبير......
كانت تنظر له بسعادة وقد كانت مستعدةً لتلتهم كل شيءٍ بثوانٍ قليلة.....وكيف لا واللحم المشوي على الفحم من أشهى الاطباق لهذه الفتاة ........

"وأخيراً سنأكل..."

وما ان قالت جملتها تلك حتى بدأت بتناول الطعام بشراهةٍ تحت أنظار والديها اللذان لم تفارق البسمة شفتيهما وهما يراقبانها تارةً ويتبادلان النظرات تارةً اخرى وهما يضحكان......






ها هي الشمس تتوارى في الافق مودعةً السماء بلونها البرتقالي المحمر....
مياه البحر التي عكست لون غروب الشمس الجميل لتتلألأ قطرات الماء بشكل مثير وملفت للأنظار مما جعلها تُبحر بأفكارها الى مكانٍ أخر وهي تراقب ذلك المنظر....
كان منظراً جميلاً كما لو كانت لوحة فنية جميلة تنظر لها بتمعن مستمتعةً بذلك المنظر الخلاب....

وسرعان ما حل الليل بستاره الاسود والنجوم المتناثرة حول القمر مشكلةً منظراً جميلاً آخر لا تستطيع الكلمات وصف جماله.....وآعلنت معها نهاية هذه الرحلة الجميلة....
ولربما أيضاً معلنةً لنهاية حياة جميلة....
لنهاية أبتسامة...
وبداية مأساة و وحدة قاتلة.....







وقفت برفقة والديها بجانب السيارة يتساعدون على جمع تلك الامتعة المتعددة ليضعوها بالصندوق الخلفي للسيارة....وما ان انهوا جمعها حتى صعدوا جميعهم كلاً منهم في مكانه المعتاد.....
نظر الى زوجته الجالسة بجانبه لينظر بعدها لابنته ليعود بنظره الى الامام قائلاً "هيا لننطلق...."

قاد سيارته بهدوء عبر ذلك الشارع الواسع ليصل الى طريقٍ ضيقةٍ بعدها ذو ارضٍ وعرة مليئة بالحجارة......
كان ذلك الطريق يقع على مرتفعٍ عالٍ يطل على البحر......
القت نظرةً اخيرة على ذلك البحر الذي تلآلأت مياهه لتلتفت بعدها الى السماء.....الى ذلك القمر الذي تربع في وسطها بين النجوم....

"عزيزتي يوكاري...ضعي حزام الامان"
التفتت الى والدتها قائلة "حسناً أمي..."







كانت تلك الطريق مظلمةً حيث لم ينرها سوى ضوء سيارتهم.....كانت القيادة في ذلك الطريق صعبةً للغاية بسبب ذلك الظلام والارض الوعرة والمنعطفات الكثيرة...
عند احد المنعطفات الحادة حيث أراد ان يجتازها ظهرت امامهم شاحنةً فجأة بأضوائها القوية مما جعل والد يوكاري يحرك المقود الى الجهة الاخرى متفادياً لتلك الشاحنة بسرعة الا انه تفاجئ بسيارةٍ اخرى مسرعة.....حاول ان يتفاداها تلك الاخرى....فحرك مقوده الى الجهة اليسرى بسرعة ليفقد السيطرة على السيارة مما جعله يصطدم بالسياج بقوة.....وعلى اثر الاصطدام القوي ذاك تحطم السياج لتهوي السيارة بهم الى الاسفل.......

صوت صراخهم......صوت ذلك الاصطدام وانقلاب السيارة.....صوت ضربات قلبها الخائفة كان اخر ما سمعته....








لحظاتٌ قليلة حتى أجتمع الناس حول المكان......أصوات سيارات الشرطة والاسعاف وأضوائها المختلفة ملئت المكان......
أصوات الناس المتهامسة فيما بينهم.....أنظارهم القلقة الممتلئة بالخوف نحو تلك السيارة المحطمة في الوادي.....

"أحضروا النقالة حالاً....هذه الصغيرة لا تزال تتنفس...."
كانت تلك جملة أحد المسعفين حيث أسرع الاخرين بالنقالة اليه....رفعوا تلك الفتاة الصغيرة ليضعوها عليها....لينقلوها بعدها الى سيارة الاسعاف........

"يا له من حادث مُرَوّع......"

"هل تعتقدون انهم سينجون من هذا الحادث؟؟"

"هذا فضيعٌ حقاً...."
عباراتٌ وتساؤلاتٍ عديدة كانت تتجول بين آلسنة الناس المجتمعين حول المكان يراقبون كل شيءٍ بخوفٍ وحزن على ما أصابهم.....







أمام ذلك الباب الذي كتب عليه (العناية المشددة) .......
وقف رجلٌ بشعرٍ أسود اللون تخلله بعضٌ من تلك الخصل البيضاء ذو عينان رماديتان.....كان يذرع المكان ذهاباً وإياباً وعلامات القلق قد ارتسمت بوضوح على ملامح وجهه .....مسح قطرات العرق عن جبينه.....أغمض عينيه قائلاً "يا الهي....أرجعها لنا سالمة....."








داخل تلك الغرفة ذات الحجم المتوسط بجدرانٍ بيضاء اللون....سريرٌ ابيض توسط الغرفة حيث كانت تلك الفتاة مستلقيةً عليه.....مجموعةً من الاجهزة المختلفة حوطتها......
عقارب الساعة المعلقة على الحائط أشارة الى الرابعة والنصف عصراً....

حركت أصابع يدها اليمنى بصعوبةٍ بالغة....شدت على قبضت يدها ثم ارختها.....استمعت الى صوت ذلك الجهاز القريب منها لتدرك بعدها انه مقياسٌ للنبض....تحسست يدها اليسرى بكف يدها اليمنى....شعرت بوجود شيءٍ مغروس بها ومتصل بسلكٍ أخر.....حاولت فتح عينيها لكنها لم تستطع....وضعت يدها اليمنى على عينيها لتشعر بوجود شيئاً عليهما....أيقنت بعدها أنه ضماد.....
سمعت صوت الباب ينفتح وأصوات أقدامٍ اقتربت منها.......
قالت بتعب "من هنا؟؟"

أجابها صوتُ فتاة حيث قالت بهدوء "الحمدالله على سلامتك يا صغيرة.....سأنادي الطبيب"

وما هي الا لحظاتٍ قليلة حتى جاء الطبيب واقترب منها ......
قال بحنان "أخيراً أستيقظتي....كيف تشعرين؟؟"

"أشعر بألم شديد بجسدي....." ثم اكملت بتساؤل "أين أنا الان؟؟"

"أنتِ بالمشفى....لقد تعرضتي لحادث وتم نقلك الى هنا...."

حادث؟؟ عن أي حادث يتكلم هذا الشخص؟؟ صمتت قليلاً....تراود في ذهنها اصطدام سيارتهم وانقلابها...صوت صراخ والديها لتتذكر ما حدث معهم في تلك الليلة.....

قالت بسرعة "أين أمي؟؟ أين أبي؟؟"

حل الصمت بينهم.....لم يجبها أحد....أعتقدت أنه قد خرج من الغرفة....فقالت مرة أخرى "أين والداي؟؟؟"

"يجب أن ترتاحي الان.....سنتكلم لاحقاً....."

ليغادر هو والممرضة تلك الغرفة............









على المقعد المجاور لذلك الباب الذي يحمل رقم اربعمئةٍ واثنان....جلس ذلك الرجل صاحب الشعر الاسود الذي تخللته الخصل البيضاء على المقعد شارد الذهن مهموم الافكار....رفع برأسه الى الاعلى حيث نظر الى ذلك السقف المرتفع وقال بحزن "لقد رحلت انتَ ايضاً يا مامورو....لمن تركت هذه الطفلة الصغيرة يا اخي...!!"
التفت نحو ذلك الباب المجاور له حيث خرج الطبيب من تلك الغرفة برفقة الممرضة.....اسرع بالتوجه نحوه ليقول بقلق "أخبرني أيها الطبيب....هل أستيقظت؟؟ هل ستكون بخير؟؟؟"
حدق الطبيب به قليلاً ثم قال "أجل لقد أستيقظت....يمكنك رؤيتها الان....ولكن لا تخبرها عن أي شيء...."
أبتسم الاخر وقال بامتنان "شكراً لك...."
ليسرع بعدها متجهاً الى تلك الغرفة.....







فتح ذلك الباب بهدوء ليدخل بعدها الى تلك الغرفة بخطواتٍ متثاقلة....حدق بها وهي مستلقيةً على سريرها الابيض والاجهزة حولها...اعتلت قسمات وجهه تلك النظرات الحزينة التي لم تخلو من الشفقة والقلق على حالها......
تقدم نحوها ليقف بقرب سريرها ليقول "عزيزتي يوكاري....."

قالت بعدم تصديق "عمي....عمي يوجي"
اسرع بمعانقتها برقةٍ حيث بادلته ذلك العناق سامحةً لدموعها بالانهمار....
هل كانت تلك دموع فرحٍ لسماع صوت شخصٍ تعرفه؟؟
ام كانت دموع حزنٍ وآلمٍ على ما أصابها؟؟

ابتعد عنها ليمسح على رأسها قائلاً بحزن "الحمدلله على سلامتك يا صغيرتي....كنت قلقاً عليكِ كثيراً...."
ابتسمت له ثم قالت متسائلة "عمي....أرجوك أخبرني أين والداي؟؟"
صمت....ولم يجبها.....كررت سؤالها قائلة "أين هما ....عمي؟؟"
تسائلت في نفسها..... لما في كل مرة تسأل عنهما لا يرد عليها أحد....هل سؤالها غير واضح أم ماذا؟؟

أجابها بعد فترة من صمته "صغيرتي يجب أن ترتاحي الان....ولا تفكري بشيء...."
قالت برجاء "أين هما....أرجوك أخبرني"

تجمعت الدموع في عينيه.....حاول ان يتمالك نفسه وقال "أنهما بخير....بخير....."
وما ان انهى جملته تلك حتى اسرع ليخرج من عندها كي لا تشعر بضعفه وحزنه تاركاً اياها وحيدةً مع تلك الاجهزة والضماد حول عينيها....









أمام ذلك الباب حيث وقف يوجي والدموع بعينيه وكان ذلك الطبيب يقف امامه....أتكأ بظهره على الباب وقال "كيف...كيف سأخبرها..."
تقدم الطبيب نحوه وربت على كتفه قائلاً "هوّن عليك....سنخبرها بالحقيقة لاحقاً....ولكن هنالك شيئاً مهماً يجب أن تطلع عليه...."
نظر يوجي الى الطبيب قائلاً "ما الامر؟؟"
حدق الطبيب به للحظات ليتنهد بعدها.....ثم قال " لا اعلم ان كانت ستتحمل صدمة ان والديها قد توفيا بالحادث....اصابتها كانت خطيرةً جداً وتحتاج الى المتابعة الى ان تتماثل للشفاء التام.....ولكنني قلقٌ من امرٍ ما ويجب ان تطلع عليه بما انك قريبها....."
يوجي باهتمام "انا اسمعك....."
بدأ الطبيب باخبار يوجي ما كان يريده.......
نظر يوجي له باندهاش....هز رأسه يميناً ويساراً بعدم تصديق.....
"هذا غير صحيح....قل انها مزحة....."
الطبيب بهدوء "اخشى انها الحقيقة يا سيد يوجي...سنقوم باخذ بعض الصور الاشعاعية لها لنتأكد من مدى الاصابة....."
وما ان انهى كلماته تلك حتى ربت على كتف يوجي ليذهب بعدها تاركاً اياه بحالة الاندهاش تلك.......








ها هي ذي تجلس في تلك الغرفة وحدها.....لا تعلم كم هي الساعة....هل هم في الصباح ام في المساء.....تجلس وحيدةً في هذا الظلام الذي غلفه الهدوء و الذي لم يخلو من صوت تلك الاجهزة الطبية....

مررت اصابع يدها على ذلك الضماد لتتنهد بعدها وقالت " أتمنى ان يزيلوها بسرعة....لا أحب هذا الظلام..."

صمتت بعدها لتتيح لأفكارها بأن تبحر بعيداً....تراود الى ذهنها تلك الاصوات وذلك المنظر.....شعرت بأنقباضٍ في قلبها.....لا تعلم ما هذا الشعور الغريب الذي أجتاح صدرها....لم تشعر في تلك اللحظة بالاطمئنان ابداً.... رفعت رأسها للأعلى وسمحت لدموعها بالانهمار من جديد و قالت "أتمنى ان يكونا بخير....."

كانت تلك هي الامنية الوحيدة التي تمنت ان تتحقق في ذلك الوقت....تمنت أن تراهما في تلك اللحظة....
ولكن.....هل سيجمعها القدر مع والديها من جديد؟؟








لنتوجه سويةً الى تلك الحديقة التابعة للمشفى.....حيث امتلئت ببعض المرضى وأقاربهم والممرضات.....منهم من كان يجلس على تلك المقاعد الخشبية تحت الاشجار....ومنهم من كان يذرع المكان ذهاباً وإياباً....

لنذهب الى احدى تلك المقاعد الخشبية عند احدى الاشجار حيث جلس يوجي عليها....تراقصت اوراق الشجر مع مرور نسمات الهواء العابرة....
اعتلى الحزن واليأس قسمات وجهه....كان محدقاً بالفراغ شارد الذهن مهموم الافكار....ترددت أخر كلمات الطبيب في رأسه ليمسك رأسه بكلتا يديه....هز رأسه يميناً ويساراً عدة مرات محاولاً طرد تلك الافكار من رأسه.....

"ماذا سأفعل.؟ كيف سأخبرها بهذه المصيبة التي حلت عليها؟؟ انها صغيرة ولن تحتمل..."
رفع برأسه الى السماء الزرقاء التي غطتها بعض السحب العابرة وقال بضيق "يا الهي....ساعدها على تخطي هذه المحنة...."







ها هي الشمس ترسل اول خيوط اشعتها الذهبية لتعانق السماء بلطفٍ معلنةً معها عن بداية يومٍ جديد.....
تسللت تلك الخيوط الذهبية على ذلك المبنى الكبير المكون من طوابق عدة.....بالتحديد تسللت اشعة الشمس الى احدى غرف ذلك المبنى حيث كانت تلك الفتاة نائمةً بعمق....ولكن تلك الاشعة لم تزعجها لتجعلها تستيقظ....بسبب ذلك الضماد على عينيها...... ولكن ما جعلها تستيقظ منزعجةً هو صوت تلك التحركات القريبة منها....فقد كانت احدى الممرضات تقوم بعملها المعتاد وآخذ قراءات تلك الاجهزة.....
حركت يدها اليسرى ببطءٍ و وضعتها على عينيها لتسمع بعدها صوتاً قائلاً "صباح الخير يا صغيرة....كيف تشعرين الان؟"

ادركت يوكاري من كلمات تلك الممرضة ان الصباح قد حل....ابتسمت وقالت "أشعر بالتحسن قليلاً...."

"هذا جيد....."

قالت بتساؤل "منذ متى وانا هنا؟؟"

"لقد تم نقلك الى المشفى منذ أربعة أيام...."

يوكاري باندهاش "أنا هنا منذ أربعة أيام؟؟..." ثم اكملت بنفسها قائلة "لقد استيقظت بالامس وادركت انني بالمشفى....هذا يعني انني كنت غائبةً عن الوعي لمدة يومان...."
ثم اكملت بصوتٍ مرتفع "يا أنسة...أين والداي؟؟ هل هما بخير؟؟"

نظرت لها تلك الممرضة بارتباك وقالت "أأ...أجل...أجل...انهما بخير....."
وما ان قالت عبارتها الاخيرة حتى أستأذنت للخروج.....

التمست يوكاري نبرة الارتباك بصوت تلك الممرضة مما جعلها تستغرب كثيراً....لما يتصرف الجميع معها بغرابة؟؟....في كل مرةٍ تسأل عن والديها يكتفون بإجاباتٍ مختصرة.....ما الذي يحصل يا ترى؟؟

كان الصمت يغلف تلك الغرفة وهي جالسةً لوحدها....
طأطأت برأسها قائلة "كم اتمنى رؤيتهما بهذه اللحظة....أريد ان أطمأن انهما بخير....ولكن...لماذا لم يآتيان لرؤيتي الى الان؟؟ هل اصابتهما منعتهما من ذلك يا ترى؟..."

مجموعةً من الاسئلة والاسئلة تراودت الى ذهنها لتجعلها تغوص في دوامةٍ لا متناهية من الافكار والتساؤلات التي لم تجد لها اجابات.....








لنتوجه الى احدى الغرف حيث وقفت الممرضة امام الطبيب....قدمت له ذلك الملف الذي كان بيدها وقالت "تفضل ايها الطبيب....حالتها مستقرة منذ الامس...."
اخذ ذلك الملف من يدها واطلع عليه ليقول بعدها "هذا جيد....وهل تناولت طعامها؟؟"
أومئت برأسها قائلة "أجل..."

في تلك اللحظة طرق الباب ليدخل يوجي الى تلك الغرفة.....
ابتسم الطبيب وقال "اهلاً بك سيد يوجي...."
اقترب يوجي من الطبيب وقام بمصافحته قائلاً "جئتُ الى هنا بناءاً على اتصالك بي سيد جون...هل يوكاري بخير؟؟"

"اجل لا تقلق....تفضل بالجلوس يجب ان نتحدث...."
جلس يوجي على ذلك الكرسي الموضوع بالقرب من مكتب الطبيب والتفت الى جون الذي قال "حسبما اذكر يا سيد يوجي انك قلت لي ان يوكاري لا أقارب لها في اليابان سواك انت....اليس كذلك؟؟"

أومئ يوجي برأسه قائلاً "هذا صحيح....يوكاري ليس لها احدٌ هنا..."

"اذا في هذه الحالة يا سيد يوجي انت أخر من تبقى لها....لهذا اريدك ان تبقى معها وتساندها ان لم تمانع...."

طأطأ يوجي رأسه حزناً وقال "بالتأكيد...سأكون بجانبها مهما حدث..."








كانت تجلس على سريرها الابيض ذاك بتململ....تارةً تلعب بخصلات شعرها السوداء وتارةً اخرى تستلقي على سريرها وهي تزفر الهواء من فمها بملل.......
اعتدلت بجلستها عندما سمعت صوت الباب ينفتح لتسمع ذاك الصوت القائل "كيف حال صغيرتي يوكاري؟؟"
قالت بفرح "عمي يوجي...اخيراً جئت الى هنا..."

اقترب منها وجلس على حافة السرير وقال "اجل عزيزتي...جئت لرؤيتك..."
قالت بدلعها الطفولي "اشعر بالملل هنا عمي....متى سوف أخرج..."
مسح على رأسها قائلاً "ستخرجين قريباً...قريباً جداً...."
في تلك اللحظة دخل الطبيب جون برفقة الممرضة.....
نظر يوجي لهما ليعود بنظره الى يوكاري ليقول "صغيرتي, جاء الطبيب ليزيل الضماد عن عينيك...هل انتِ مستعدة؟؟"
قالت بفرح "بالطبع...فانا متشوقةً جداً لأزيل هذا الضماد...."
نظر يوجي الى الطبيب الذي ارتسمت على شفتيه ابتسامةً مطمأنةً له....

اقترب الطبيب منها ليقوم بازالة الضماد عن عينيها......وبعد ان ازاله كله قال لها "افتحي عينيكِ الان....."
قامت بفتحهما......اغمضتهما من جديد لتعاود فتحهما.....تحسست عينيها لتتيقن ان الضماد ليس موجوداً.....ضربات قلبها المتسارعة كادت تحطم صدرها...... شعورها بالخوف قد سيطر على قلبها.....
فتحت فمها لتخرج تلك الكلمات من فمها بارتجاف
"انا لا أرى شيئاً......"







من الصعب ان يفقد الانسان كل ما كان يملكه بغمضة عين....
ولكن الاصعب ان لا تجد احداً يقف بجانبك ليساعدك على تخطي المحنة التي تمر بها لانه بكل بساطة.....فقدت كل شيء.....








ولهوووون بحكي............
ستووووووووووووووووووووووووووووووووووووووب

يا الهي كم اشتقت لهذه الكلمة :kesha:

هيك الفصل الاول من الرواية بكون خلص
ان شاء الله عجبكم بالرغم من انه ممل

المهم نطير للأسئلة طبعاً الكل يحلها اجبااااااااري
فاهمين يا حلوين




رأيكم الصريح بالبارت؟

انتقادات....اقتراحات...؟

أكمل ولا اوقف احسن؟

وبس بكفي أسئلة لانه البارت الاول لازم اكون طيوبة معكم

سؤاااال خاص لمتابعيني القدام
كم وحدة منكم اشتاقت لكلمة ستوووووووووووووووووب؟؟ :baaad:

+

المتابعين الجدد تعودوا على هادي الكلمة :lolz:






[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________


















التعديل الأخير تم بواسطة ƳƲƘƖ ƝƠ ӇƛƝƛ ; 06-07-2013 الساعة 08:00 PM
رد مع اقتباس